مطالبة فلسطينية وعربية بوقف مسلسل محمود درويش

[أسامة الكباريتي]

مطالبة فلسطينية وعربية بوقف مسلسل يعرضه تلفزيون فلسطين الرسمي عن الشاعر محمود درويش بحجة الاساءة اليه

2011-08-04

رام الله ـ 'القدس العربي' من وليد عوض:

تعالت الاصوات الفلسطينية والعربية المطالبة تلفزيون فلسطين الرسمي بوقف عرض مسلسل يتحدث عن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش بحجة ان فيه الكثير من الاساءة للشاعر الراحل.

وفيما طالب نحو الفي مثقف بينهم ناشطون واكاديميون في فلسطين والعالم العربي والعالم الخميس تلفزيون فلسطين بوقف بث مسلسل 'في حضرة الغياب' الذي يصور حياة درويش، واصفين المسلسل بالمهزلة وبأنه ذو طابع تجاري يسيء الى صورة الراحل، أقامت مجموعة من المثقفين وقفة احتجاجية أمام مقر التلفزيون برام الله صباح الخميس للمطالبة بوقف عرض المسلسل.

ويقول المحتجون ان المسلسل الذي بدأ تلفزيون فلسطين الرسمي بعرضه مع بداية رمضان الجاري يشوه صورة الشاعر ويحمل الكثير من المغالطات عن سيرته الحياتية والشعرية، مطالبين بوقف عرضه على القناة الفلسطينية وباقي المحطات الأخرى، خاصة وانه 'مليء بالعواطف الرخيصة و يقتل ذاكرته الحية ويشوه سيرته' على حد قولهم.

ومن جهته قال سمير هلال مدير مؤسسة محمود درويش ان المسلسل يسيء إلى قامة شاعر فلسطيني راحل، إضافة إلى أن الاحتجاج يأتي بسبب الضحالة الفنية التي امتاز بها المسلسل.

وجاءت وقفة الاحتجاج امام تلفزيون فلسطين الرسمي بالتزامن مع مطالبة حوالى 2000 مثقف فلسطيني وعربي بوقف المسلسل، وقالوا في بيان اصدروه 'نحن الموقعين أدناه من مثقفين ومواطنين وقرّاء وأكاديميين وناشطين في المجال الأدبي والثقافي في فلسطين والعالم العربي والعالم، ندعو تلفزيون فلسطين إلى وقف عرض 'مهزلة' مسلسل فراس ابراهيم ذي الطابع التجاري الذي يسيء إلى صورة العظيم محمود درويش وحقيقة حياته، ونبدي استغرابنا الغاضب من تورط تلفزيون فلسطين بهذا المسلسل الذي تَم التحذير من أهدافه ودوافعه التجارية منذ أشهر عديدة، كما ندين تورط الفنان مارسيل خليفة والكاتب حسن يوسف والمخرج نجدت أنزور في هذا العمل السطحي المزيف'.

واضاف بيان المثقفين يقول 'نرى في هذا العمل تَشويها لذاكرة جميلة ومحاولة للصعود والتسلق على ما تركه درويش خلفه من أجل جني الأرباح فَقط. لم نجد في الحلقات الأولى من المسلسل إلا عاشقا يحول حياة العظيم درويش إلى حالة عاطفة رخيصة لجذب انتباه المراهقين بشكل درامي بحت. كما نحذر من السيناريو البعيد عن الحقيقة والمليء بالتسطيح والإخراج الدرامي. عناصر التزييف والتزوير والتسطيح كلها اجتمعت لقتل الذاكرة الدرويشية فينا.. لهذا نحن نكتب ضد المسلسل ولا نريد لقناة فلسطين أن تبقى غارقة في هذا التورط الصارخ. اننا نرى ان حرية الإبداع لا تعني حرية الإساءة وتشويه الحقائق وتزييف الوعي'.

ولا بد من الذكر بأن زكي درويش شقيق محمود درويش كان من بين المطالبين بوقف المسلسل حيث قال 'ملاحظاتي كانت حول ما ورد في النص من تصورات بعيدة عن الموضوعية والالتزام'.

وتابع زكي: 'العمل بمجمله كتب بسرعة ولم يعتمد على لقاءات وتحريات مستفيضة عن حياة الشاعر، فلا يمكن أن يكتب مسلسل عن شاعر بحجم محمود درويش بعد أقل من سنة على وفاته'.

وشدد زكي على أن 'السيناريو بعيد عن الموضوعية، وفيه افتعال درامي واضح، ولكنني لم أقرأ بقية الحلقات وهي في تصوري الأهم في حياة الشاعر، فقد شكلت صورته الفنية والسياسية والإنسانية، أنا أعرف مدى الافتعال في عرض طفولة الشاعر، واستقاء أخبار لم تحدث في الواقع، وعلى ذلك انا شاهد، لأننا شركاء في نفس الفترة من الطفولة والشباب، فإذا كان ما أعرفه قد كتب بطريقة محرفة عشوائية فكيف نضمن ان يكون الجزء الأهم صادقا؟'.

ورغم الهجوم على المسلسل الا ان هناك مثقفين فلسطينيين طالبوا بالصبر لمعرفة ما ستحمله باقي الحلقات. وقال الكاتب الفلسطيني محمود شقير وهو احد الأصدقاء المقربين من درويش: 'لي ملاحظات على أداء بعض الممثلين وبالذات على أداء الممثل الرئيس، وعلى بعض المشاهد وما تضمنته من تفاصيل، ولكن من المبكر جدا الحكم على المسلسل، علينا أن ننتظر وأن نعطي فرصة لمن أنجزوا هذا المسلسل قبل إصدار حكم قاطع ضدهم'.

تعقيب:

الواقع أنني لست من مرتادي ماخور محمود عباس الستلايتي .. لهذا لم تقع عيناي على هذا المسلسل موضوع الرفض ..

ولأن 2000 مثقف من مختلف الملل والنحل والأعراق قد اتفقوا على ازدراء ذلك العمل .. بما فيهم ذوي الشاعر العملاق الراحل رحمه الله ..

فإنني لا أعارض معارضتهم له ومطالبتهم بوقفه حفاظا على ما نحتفظ به في سرائرنا لهذا الرجل الرمز ..