اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

دحلان والإعلام الفتحاوي


Recommended Posts

دحلان والإعلام الفتحاوي!

لمى خاطر

يبدو أن هذا العام سيكون –على النطاق الفتحاوي- عام التصفيات الداخلية لحسابات متباينة داخل الحركة، أطرافها قيادات الصفّ الأول، وتحديداً عباس ودحلان، مع ما يعنيه ذلك من انعكاسات كبيرة على الحركة كون الاثنان يتمتعان بنفوذ واسع داخلها ويكادان يتقاسمان مفاصل الهيمنة فيها.

وبغضّ عن النظر عن خلفيات الخلاف الحقيقية، وأسباب الإصرار على استبعاد دحلان نهائياً ومعه كل أتباعه، فإنه من غير المتوقع انتهاء الإشكالية سريعاً، والنجاح في تحييد دحلان وأتباعه فتحاويا، فإن كان عباس يمتلك سطوة الهيمنة ويمثل الشرعية الفتحاوية، ويحظى بشعبية أكبر في صفوف فتح وخصوصاً في الضفة حيث تسيطر الحركة، فإن دحلان ما زال يمتلك هيمنة كبيرة على الإعلام الفتحاوي، ويكاد يسيطر بشكل مطلق على الإعلام الإلكتروني لفتح، إضافة إلى تمتعه بعنصر قوة آخر يتمثل في المال الذي اتهم بكسبه بطرق غير مشروعة مستغلاً مناصبه وعلاقاته السابقة، وهذا العنصر يعدّ مفتاحاً للنفوذ داخل الحركة وتجنيد الأتباع وتجييشهم لصالح أي قيادي بمقدار ما يضخ في جيوبهم من أموال، وما يؤمنه لهم من مناصب ووظائف.

نعود لقضية الإعلام الإلكتروني الفتحاوي الذي يبدو منذ اندلاع الأزمة مصبوغاً بنَفَس دحلاني واضح، وهو أمر قد يبدو لبعض المتابعين مؤشراً على شعبية الرجل في صفوف حركته، لكن الحقيقة أن هيمنته على مفاصل هذا الإعلام كون إدارته أسندت إليه بالمطلق بعد مؤتمر فتح السادس، جعله قادراً حتى اللحظة على الإمساك بأطرافه وتوجيهه في خدمة شخصه وفي إدارة معركته ضد عباس وبقية القيادة في الحركة، ويبدو أن القيادة الرسمية لفتح قد أدركت منذ وقت سابق وحين بدأ التصارع بين المواقع الإلكترونية الفتحاوية حجم خطئها حين أوكلت إدارة إعلامها لدحلان، وحين طفق يوظفه للتمجيد بشخصه حتى قبل اندلاع الأزمة الأخيرة.

الطريف في الأمر أن فتح كانت قد رأت في دحلان الشخص الأقدر على هزيمة حماس إعلامياً، كونه ببساطة مستعداً لاختراع منظومة كاملة من الأكاذيب قام عليها جلّ الخطاب الإعلامي لفتح، ولا زالت آثارها ماثلة حتى الآن، بعد أن باتت مسلّمات في عرف الحركة، وأسهمت في انحدار مصداقيتها بشكل كبير، بعد امتهان الكذب من قبل الغالبية الساحقة لناطقيها، وكل هذا كان بوحي من استراتيجية دحلان الإعلامية الفاشلة التي كانت فتح سعيدة بها. وها هي اليوم تشرب من الكأس ذاته، بعد أن قررت المنظومة الإعلامية التي لا زال دحلان يهيمن عليها استخدام السياسة ذاتها مع الشقّ المناوئ له داخل فتح، فصرنا نطالع يومياً كمّاً غير قليل من الأخبار المفبركة التي ينتجها الخيال الدحلاني وتتوزع ما بين البيانات المكذوبة المنسوبة لتجمعات عشائرية أو لأجنحة فتحاوية مسلحة وكلها تنتصر لدحلان وتنفي ما يشاع عنه وتتوعد أعداءه بالويل! وما بين فبركة تصريحات ونسبتها لشخصيات معينة داخل الحركة، أو إطلاق اتهامات دون حساب بحق قيادات معادية لدحلان، أو بث تقارير تمجّد (بطولاته) وتذّكر بتاريخه (النضالي) العريق!

وعلى كلّ حال، يبدو أن هذه السياسة باتت تقريباً آخر السهام في جعبة دحلان، وهي ستنفذ بعد أن تأخذ مداها، لكن آثارها في الجسد الفتحاوي ستكون بالغة، أما دور الرجل الفعلي فقد انتهى منذ عام 2007، حين سقط كخيار إسرائيلي يمكن الاعتماد عليه في إنجاح الأجندة الصهيونية، وذلك على إثر فشله الذريع في إخضاع حماس في غزة رغم الدعم الكبير الذي حظي به من أمريكا وإسرائيل، ولولا رفع الغطاء الإسرائيلي عن دحلان لما استطاعت قيادة فتح أصلاً أن تمضي في مواجهته وأتباعه لهذا الحدّ، ولا أن تقطع كل خطوط الرجعة أمامه وأمامهم!

تعقيب:

ماورثه دحلان من جهاز إعلامي فتحاوي بخبرة تزيد عن نصف قرن ..

وما برع في التقاطه من إعلام إلكتروني .. فالذي أعرفه أنه كان أول من افتتح موقعا شخصيا له هو دحلان..

بغض النظر عن مستويات النجاح أو الفشل في مختلف المراحل والمواجهات ..

فإن ما يتركه المتخاصمون من قمامة على السايبر يشكل مادة دسمة لغيرهم في استغلاله مع تجميع غسيلهم القذر ليردوه إلى نحورهم أو لفعلوه في مواجهة من صمم لضربهم في الأصل ..

في جميع الأحوال .. انتشر على السايبر وعبر الفضائيات كم هائل من الغسيل الفلسطيني الوسخ والفبركات التي انتج تكرارها قناعات شبه ثابتة لدى قطاع عريض من مثقفي الأمة وعامتها!!

خاصة عند ما يكون مثقفي الأمة من نوعية الإقليميين المحدودين .. حيث تنحصر ثقافاتهم بأوطانهم .. ومن ثم يتلقفون ما يردهم من خارج القطر كمسلمات ارتكازا على ثقتهم المسبقة بالمصدر وتقبلهم له من خلال اعلامهم المحلي ..

والله المستعان

تم تعديل بواسطة أسامة الكباريتي

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      لا يولد النجاح بمحض الصدفة ولكنه يحتاج إلى دراسة وتنظيم وتخطيط مسبق أحيانا يكون هذا غير واضح لمن يرى فقط النعرض المقال كاملاً
    • 0
      شيع جثمان الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق الجمعة من مسجد آل رشدان بمدينة نصر بالقاهرة عرض الصفحة
    • 3
      الإخوان والشعب والنخبة والإعلام لي وجهة نظر أعتقد أنها جلية كالشمس بالنسبة لي على الأقل وأرجو من أخواني إبداء وجهة نظرهم أرى الان أن من يظهر في الساحة هم النخبة والإخوان ويقف الشعب دور المتفرج تارة والمشجع تارة أخرى أرى أن الإخوان معهم السلطة والنخبه معهم الإعلام كما أرى أن الإخوان هم المعتدلون في أفكارهم بما أنهم في الحكم الان والمسئولية كاملة على عاتقهم ولا يحتاجون أن يعارضوا أنفسهم وأرى أن النخبة يعارضوهم في كل قرار وكل هفوة حتى في كل فكرة وصوتهم عال ومسموع لأن معهم الإعلام والشعب يقف
    • 17
      في خضم الحوارات والمساجلات السياسية حول وضع الدستور واللجنة التي ستقوم بإعداد الدستور وفي نفس الوقت الأحاديث الدائرة عن ترشيح مرشحون لأنتخابات رئاسة الجمهورية والمرشح التوافقي ومرشح جماعة كذا او تيار كذا تأتي لنا أخبار وفاة البابا شنودة ولأنني من النوع الذي يشك في الإعلام الموجه وأهدافه فإنني أخشى أن يُستغل حادث وفاة البابا شنودة سياسيا لنجد دستورا ( مقلوظا ) ورئيسا ( توافقيا ) وليس مصريا قد إستقرا فوق روؤسنا ونحن في غفلة ساهون حيث لدينا جهازان إعلاميان خطيران هما الشئون المعنوية للقوات الم
    • 0
      اغتيال عرفات وكمال مدحت وقضايا جنسية... "المركز الفلسطيني للإعلام" ينفرد بكشف محاضر التحقيق مع دحلان [ 14/07/2011 - 12:59 م ] رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام حصل "المركز الفلسطيني للإعلام" على محاضر سرية وشهادات تكشف أسرار ملفات التحقيق مع عضو اللجنة المركزية السابق في حركة "فتح" والمفصول من عضوية الحركة محمد دحلان، وقد كشفت هذه المحاضر والشهادات خفايا تنامي الخلاف بين عباس ودحلان والعديد من قيادات سلطة رام الله والمقربين من عباس.
×
×
  • أضف...