Gharib fi el zolomat بتاريخ: 10 أكتوبر 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 10 أكتوبر 2004 هكذا تفكر حماس في المشهد الراهن بقلم :فهمي هويدي في لقاء على هامش مشاوراته في القاهرة، طلبت من السيد خالد مشعل ان يشرح لي كيف ترى حركة حماس الموقف الراهن، على المستويات الثلاثة، الدولي والأقليمي والفلسطيني. وهو يستجيب لهذه الرغبة، فإنه أمضى ساعتين متحدثا، واقتصر دوري على تسجيل النقاط وطلب الايضاحات، لذلك فما ورد هنا هو خلاصة للجهد الذي بذلته لنقل كلام رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي ادرجته حكومة اسرائيل ضمن قائمة المطلوب تصفيتهم منذ عدة سنوات، وحاولت اغتياله في عمان عام 1997، وفشلت، وأحسب ان محاولاتها لم تتوقف منذ ذلك الحين، خصوصا بعدما اعتبرته أخيرا مسؤولا عن اصدار الأمر بتنفيذ العملية الاستشهادية التي تمت في بئر السبع قبل اربعة اسابيع، وأحدثت صدمة للقيادة الاسرائيلية التي تصورت انها نجحت في اجهاض الانتفاضة وإبطال مفعولها. عن وجهة نظر حماس من الموقف الدولي قال «أبو الوليد»، انه في ظل الاختلال الراهن في المعادلة الدولية، فإن الخضوع للادارة الاميركية هو السمة الاساسية للمشهد من هذه الزاوية، اذ الملاحظ ان ثمة انصياعا دوليا ملحوظا لما تريده واشنطون، وبرغم ان أوروبا تنصاع ببعض الحذر، الا ان الانصياع أكثر وضوحا في الجانب العربي، فأوروبا مثلا استجابت للضغوط الاميركية، وأدرجت حركة حماس ضمن المنظمات الارهابية، لكن الدول الاوروبية لا تزال تتعامل معنا، والاتصالات والمشاورات بيننا وبينها لم تنقطع. كذلك فإن الدول الأوروبية أغلقت وجمدت أموال المؤسسات العربية والفلسطينية الخيرية والإغاثية التي اتهمتها الادارة الاميركية ظلما بتمويل الارهاب، وكان ذلك استجابة لضغوط واشنطون، ولكن حين مرت عدة أشهر ولم تقدم الادارة الأميركية أية أدلة تثبت تورط تلك المنظمات في تمويل أي نشاط خارج الحدود الانسانية، فإن اميركا رفعت الحظر عن المكاتب وأفرجت عن الأموال التي تم تجميدها، ومن اسف ان الاستجابة العربية للضغوط الاميركية كانت أشد وأقسى، فلم تحاول تلك الدول التثبت من صحة الادعاء الاميركي كما فعل الاوروبيون، وإنما سارعت الى تجميد أموال المنظمات الخيرية والاغاثية التي كانت تسهم في رعاية الارامل والأيتام والعجزة داخل الأراضي المحتلة، الأمر الذي كان له صداه السلبي في أوساط فلسطينيي الداخل، حيث كانت المعونات التي تأتيهم من الخارج تخفف بعض احزانهم. في أجواء من ذلك القبيل استمرت الادارة الاميركية في ملاحقة كل من لا ينصاع لإرادتها والضغط عليه بمختلف السبل، فأعطت لنفسها الحق في حذف أو اضافة من تشاء، وإدانة أو تبرئة من تشاء، وفي تقديرنا ان واشنطون كان يمكن أن تذهب بعيدا في ذلك، لولا الانتكاسة التي واجهتها في العراق من جراء اشتداد المقاومة ضدها، وتزايد عدد الضحايا بين الجنود الاميركيين، والفوضى ضاربة الاطناب في البلاد. اقليميا ينبغي التمييز بين مستويين، المستوى العربي والمستوى الاسرائيلي، في ما يخص الوضع العربي فإننا نفهم ـ ونلاحظ ـ ان الضغوط الاميركية تزايدت على العالم العربي خصوصا بعد 11سبتمبر، وهو ما أثر فينا في اتجاهين، فالحكومات استجابت لتلك الضغوط بدرجة أو أخرى، وكانت مبادرتها، أي تجميد أموال المؤسسات الخيرية والإغاثية الفلسطينية، ومنع التبرعات للفلسطينيين في الداخل من نتائج تلك الضغوط ، من ناحية ثانية، فإن أجواء ما بعد 11 سبتمبر اثرت ايضا في حجم التفاعل الشعبي مع الانتفاضة الفلسطينية، ويسجل هنا ان ثمة دولا ذهبت بعيدا في انصياعها للضغوط الاميركية، الى حد التنسيق الأمني مع اسرائيل مثلا، كما أن هناك دولا أخرى كانت لديها قدرة أكبر على الممانعة مكنتها من مقاومة الضغوط الاميركية، ورغم ان ذلك كله أثر في حركة المقاومة، الا أننا في حالات معينة تفهمنا وقدرنا ظروف بعض الاقطار، في حين أننا لم نفهم ولا نستطيع أن نعذر أقطارا أخرى. اسرائيل وضعها أفضل نسبيا في الخارج ومأزقها كبير في الداخل، فهي مطمئنة الى تفوقها العسكري الكبير، بالمقارنة بالعالم العربي، وهي مطمئنة الى هدوء الجبهات العربية من حولها ومطمئنة بدرجة أكبر الى الدعم الاميركي الذي يصل الى حد تغطية وتبرير كل ممارساتها، وهذه الملابسات شجعتها على أن تتصرف وكأنها مطلقة اليد في الأراضي المحتلة، ولذلك فإن استباحتها اليومية تتم بغير ضوابط أو حدود، وفي هذا السياق يسجل لها أنها نجحت في تعميق الخلافات وتفجيرها، داخل السلطة الفلسطينية، بل وداخل حركة فتح ذاتها، فقد أدى قرارها شطب الرئيس ياسر عرفات وحصاره في رام الله، الى فتح الباب للتنافس بين «الورثة»، الذين ارادوا ان يحتلوا مكانه ودوره وهو لا يزال على قيد الحياة، وبالقرار الذي اتخذه شارون بالانسحاب من غزة من طرف واحد، فإن اجتهادات عناصر السلطة فيمن يدير غزة بعد الانسحاب المفترض فتحت الباب لتنافس بلغ درجات متفاوتة من الحدة، بحيث ظهر فوق السطح الكثير مما كان خافيا تحته، وذهب البعض في تدافعهم من أجل المنافسة الى حد التمرد على سلطة الرئيس عرفات والاجتراء على شخصه، وعلى تغيير رئيس الوزراء السابق محمود عباس «أبو مازن» فإن التوقعات اتجهت في السابق الى الظن بأن الصراع في الساحة الفلسطينية سيكون بين حركتي فتح وحماس، ولكن التطورات افرزت صراعا لم يكن في الحسبان داخل فتح ذاتها. أما بالنسبة لمأزق اسرائيل في الداخل فهو متعدد الأوجه، فثمة انقسام داخل حزب الليكود، وكذلك داخل حزب العمل، وهناك تراجع لدور الحزبين التاريخيين الكبيرين، وتنام مواز للاحزاب الصغيرة الدينية الأكثر تطرفا، وفي الوقت ذاته فثمة ركود اقتصادي بسبب الانتفاضة، وهناك تململ عام في أوساط الاسرائيليين أظهر بعض التشققات في بيئة المجتمع، حتى ان بعض مثقفيهم اصبحوا يعبرون عن القلق على مستقبل المشروع الصهيوني ذاته. وفي الوقت ذاته فإن المقاومة أثبتت ان اقامة الجدار لن يوفر الأمن للاسرائيليين، كما اثبتت ان الحل العسكري للقضية ليس ممكنا، وذلك وضع القيادات العسكرية والسياسية في موقف لا تحسد عليه، كما انه فتح الباب للمزايدة بين الاسرائيليين على من يكون الاقدر على مواجهة الفلسطينيين. بالنسبة لحركة حماس فإن رؤيتها للوضع الفلسطيني تقوم على عدة ركائز هي: ـ ان شارون لن يتخلى عن الضفة الغربية، ويريد أن يتخلص من قطاع غزة الذي يمثل عبئا عليه، ومن ثم يتطلع الى حصار التطلعات الفلسطينية في القطاع، بحيث يصبح الخيار المتاح أمام الفلسطينيين هو غزة فقط، وغزة أخيرا، ولليمين طروحات استراتيجية ودينية تعزز فكرة التمسك بالضفة، ولذلك فإن شارون يستبيح كل ما فيها تمهيدا لإخضاعها بالكامل، مع اطلاق حركة الاستيطان في ربوعها لتحقيق ذلك الهدف. ـ ان الانسحاب من غزة ليس مؤكدا، والقرار في صدده مؤجل الى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حيث سيجري التصويت عليه في الكنيست، ثم ان الانتخابات الرئاسية الاميركية يفترض أن تجرى في ذلك الشهر، الأمر الذي يمكن ان يكون له تأثيره في أجواء القرار وفي كل الاحوال، فإن حركة حماس ذات الحضور المشهود في غزة، تتعامل مع مرحلة ما بعد الانسحاب انطلاقا من شعار: شركاء في الدم وشركاء في القرار، وذلك لا يعني حرصا من الحركة على الحصول على شيء من مغانم السلطة، وهي التي عرضت عليها في السابق ست وزارات واعتذرت عن عدم قبولها، وإنما هي حريصة على المشاركة في مرجعية القرار السياسي أكثر من حرصها على مقاعد الوزارة. ـ ان السلطة الفلسطينية رحبت بمشاركة حماس، ولكن ذلك الترحيب لم يترجم الى خطوات عملية في خرائط الواقع السياسي، وهي لا تخفي تشككها في ذلك، لسبب جوهري هو ان الرئيس عرفات يضيق بمشاركة جماعته كما هو معلوم، فما بالك بمشاركة حركة أخرى غير جماعته، فضلا عن ذلك، فهناك عناصر في فتح شريكة ومستفيدة من الاستفراد بالقرار، ولذلك فإنها غير مستعدة لأن تتقبل بسهولة فكرة مشاركة حماس أو غيرها معهم. ـ ان حركة حماس واجهت موقفا صعبا خلال الأشهر الأخيرة، فخسائرها كبيرة وجسيمة في القيادات، اذ فضلا عن اغتيال الشيخ أحمد ياسين، والدكتور الرنتيسي ـ وهما من الشخصيات التي لا تعوض ـ فإن كافة قيادات الضفة الغربية اما تعرضت للتصفية الجسدية أو الاعتقال. من ناحية ثانية، التضييق شديد على مواردها المالية، ومن ثم على المسؤوليات الاجتماعية، التي كانت تنهض بها، وقد حدث ذلك في ظل ظروف الاستباحة التي تمارسها سلطة الاحتلال، الأمر الذي ضاعف من معاناة الناس، وحمل حماس مسؤوليات اضافية تجاه الذين هدمت بيوتهم وحرموا ممن كانوا يعولونهم، من ناحية اخرى فإن اسرائيل تلاحق بكل ما تملك القيادات الفلسطينية في الخارج، وما الضغوط وعمليات التهديد والابتزاز التي توجه الى سورية في هذا الصدد الا نموذج لتلك الملاحقة. ـ في مواجهة هذه الضغوط فإن حماس تراهن على ثلاثة أمور هي: القدرة الخارقة التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني على الصمود واحتمال المعاناة، وضيق أفق الخيارات امام الفلسطينيين، الذين ثبت لديهم فشل وعقم ما سمي بالحل السياسي، الأمر الذي لم يترك امامهم كشرط للبقاء والوجود، سوى شرط واحد هو المقاومة، ثم تماسك قواعد حركة حماس والانتشار الذي تتمتع به، ويغذيها بمعين لا ينضب من الكوادر والقيادات، الأمر الذي يوفر لها امكانية الاستمرار في اداء مهمتها في ظل كل الظروف، وما عملية بئر السبع التي فاجأت القيادة الاسرائيلية في بداية الشهر الحالي، الا نموذج للقدرة على الانجاز التي تتمتع بها الحركة، رغم الحصار والملاحقة والتصفية. وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ لقد کفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثه رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان