اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

العار


لونا

Recommended Posts

التحرير

لم تظهر مساوئ فترة حكم مبارك الحقيقية وحجم الخراب الذى زرعه بيننا إلا بعد رحيله عن الحكم.يذكرنى ما يحدث بفيلم «العار».

رحل الأب تاركا ميراثا مربكا ومعلقا فى الوقت نفسه.

الابن الأكبر الأقرب إلى الأب وأمين سره وذراعه اليمنى خلال مسيرة حياته، يرفض أن يهاجم أحد والده، ويرى أنه كان أعظم رجل فى الدنيا، الابن الأكبر يصّر على مواصلة العمل بالنهج نفسه الذى كان يسير عليه أبوه، يبدو أنه حريص على مستقبل العائلة وعلى حق جميع الأبناء لكن بنفس نظرية الأب.

بقية من فى الفيلم مرتبكون.. هناك الأخ الذى يبدو كأنه يعارض ما يحدث، لكنه فى الحقيقة منسحق تماما أمام نصيبه فى التركة التى خلفها الأب، من المفترض أنه صاحب مبادئ، لكن الإغراءات أقوى ويحاول أن يبرر لنفسه تنازله الجزئى عن مبادئه مقابل أن يحظى بجزء من الثروة.

هناك الأم المغلوبة على أمرها، التى تثور على هذه التركة وترفضها وترفض مدرسة الأب القديمة فى أكل الحرام، لكنها سرعان ما تنزوى وتختفى عن الأحداث وهى لا يشغلها شىء سوى مستقبل وسمعة ابنتها.

هناك شخصيات ثانوية لا نعرف أسماء الممثلين التى قدموها، يظهرون سريعا وتصورهم الكاميرا من ظهرهم، هؤلاء هم الذين يهتمون بأن تسير الأمور كما كانت، وأن تتم الصفقة كما ينبغى، وأن يصل الميراث إلى قدامى مستحقيه شركاء الماضى.

هناك الدفاس وأبو دهشوم اللذان رحلا مع الأب وكانا يعرفان أصول التخزين، وهناك من يترحم على أيامهما ويراهما معلمين كبيرين، على دراية بالكيفية التى يجب أن تسير عليها الأمور.

هناك الزوجة السرية المحبة للابن الأكبر، مسؤول الميراث، محبة عمياء، تدافع عنه وتراه الأعظم فى الحياة وأكثر من يناسبها، لا تراه مخطئا أبدا بل إنها على استعداد لأن تضحى بحياتها حتى يصل إليه الميراث كاملا وتسير أموره كما ينبغى، بالعند فى أشقائه الذين يرفضون هذه الطريقة.

الابن الأكبر رغم أنه كان شريكا أساسيا للأب فى تاريخه السابق فإنه لم يتعلم المهنة كما ينبغى، وإذا كان الأب قادرا على إقناع أبنائه بأنه رجل حكيم وبتاع ربنا، فإن الابن يفقد هذه الحكمة المفتعلة سريعا ويبدأ فى تهديد إخوته بالمسدس الذى يحمله.

هناك الأخ الذى يحاول أن يعبر بالمركب إلى بر الأمان، فيرفض بشدة كل ما يطرحه إخوته، ثم يحاول أن يقنع الجميع بالهلاك الذى هم بصدده، ثم يفكر أن يمسك العصا من المنتصف دون أن يكون له طموح مادى فى المسألة، ثم يدعم الحق، ثم يتراجع لأن دعم الحق مهلك أيضا، هذا الأخ الذى يتحمل ما لا طاقة لأعصابه به، سرعان ما سينهار لأنه أضعف من مواجهة الطمع والقبح البشرى.

الخوف الآن أن يضيّع الأخ الأكبر التركة كلها فى الملاحات فيضيع جميع من دعموه معها، هناك من سيطلق الرصاص على رأسه، وهناك من سينهار ويفقد عقله تماما، لا أحد سينجو من هذا الهلاك سوى الابنة الرقيقة التى اختارت أن تهرب من هذه المأساة، وأن تختار أفضل ما فى هذا الميراث فوقفت بنفسها فى محل العطارة.

فعلًا المبدع من يرى الأشياء العادية بشكل مختلف عن باقي الناس العادية

ده كان أول تعليق على المقال في موقع الجريدة

ربنا آتنا في الدنيا حسنة .. و في الآخرة حسنة .. و قنا عذاب النار

.. يا رب ..

احفظ مصر و المصريين

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...