maksoof بتاريخ: 17 أكتوبر 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 أكتوبر 2004 يقول الإمام الغزالى - رحمه الله- فى كتاب الإحياء عن الكبائر: لنا سبيل كلى يمكننا أن نعرف به أجناس الكبائر و أنواعها بالتحقيق. و أما أعيانها فنعرفها بالظن و التقريب. و نعرف أيضا أكبر الكبائر فأما أصغر الصغائر فلا سبيل إلى معرفته. و بيانه أنا نعلم بشواهد الشرع و أنوار البصائر جميعا أن مقصود الشرائع كلها سياق الخلق إلى جوار الله تعالى و سعادة لقائه, و أنه لا وصول لهم إلى ذلك إلا بمعرفة الله تعالى و معرفة صفاته و كتبه و رسله, و إليه الإشارة بقوله تعالى " و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون" أى ليكونوا عبيدا لى. و لا يكون العبد عبدا ما لم يعرف ربه بالربوبية و نفسه بالعبودية و لا بد أن يعرف نفسه و ربه فهذا هو المقصود الأقصى ببعثة الأنبياء و لكن لا يتم هذا إلا فى الحياة الدنيا, و هو المعنى بقوله عليه الصلاة و السلام: "الدنيا مزرعة الآخرة" فصار حفظ الدنيا أيضا مقصودا تابعا للدين لأنه وسيلة إليه. و المتعلق من الدنيا بالآخرة شيئان: النفوس و الأموال, فكل ما يسد باب معرفة الله تعالى فهو أكبر الكبائر و يليه ما يسد باب حياة النفوس و يليه ما يسد المعايش التى بها حياة الناس فهذه مراتب ثلاثة, فحفظ المعرفة على القلوب و الحياة على الأبدان و الأموال على الأشخاص ضرورى فى مقصود الشرائع كلها و هذه أمور لا يتصور أن تختلف فيها الملل, فلا يجوز أن الله تعالى يبعث نبيا يريد ببعثه إصلاح الخلق فى دينهم و دنياهم ثم يأمرهم بما يمنعهم عن معرفته و معرفة رسله أو يأمرهم بإهلاك النفوس و الأموال, فحصل من هذا أن الكبائر على ثلاث مراتب: م "و من يتق الله يجعل له مخرجا" صدق الله العظيم اللهم إنى أستغفرك من كل ذنب تبت اليك منه ثم عدت فيه اللهم إنى أستغفرك من كل عقد عقدته لك ثم لم أوف لك به اللهم إنى أستغفرك من كل نعمة أنعمت بها على فقويت بها على معصيتك اللهم إنى أستغفرك من كل عمل عملته لوجهك خالطه ما ليس لك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
maksoof بتاريخ: 17 أكتوبر 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 أكتوبر 2004 ألأولى: ما يمنع من معرفة الله تعالى و معرفة رسله و هو الكفر, فلا كبيرة فوق الكفر, إذ الحجاب بين الله و بين العبد هو الجهل, و الوسيلة المقربة له هو العلم و المعرفة, و قربه بقدر معرفته و بعده بقدر جهله و يتلوا الجهل الذى يسمى كفرا الأمن من مكر الله و القنوط من رحمته, فإن هذا أيضا عين الجهل. فمن عرف الله لم يتصور أن يكون آمنا و لا أن يكون آيسا. و يتلوا هذه الرتبة: البدع كلها المتعلقة بذات الله و صفاته و أفعاله و بعضها أشد من بعض, و تفاوتها على حسب تفاوت الجهل بها و على حسب تعلقها بذات الله سبحانه بأفعاله و شرائعه و بأوامره و نواهيه. و مراتب ذلك لا تنحصر, و هى تنقسم إلى ما يعلم أنها داخلة تحت ذكر الكبائر المذكورة فى القرآن و إلى ما يعلم أنه لا يدخل و إلى ما يشك فيه و طلب دفع الشك فى القسم المتوسط طمع فى غير مطمع م "و من يتق الله يجعل له مخرجا" صدق الله العظيم اللهم إنى أستغفرك من كل ذنب تبت اليك منه ثم عدت فيه اللهم إنى أستغفرك من كل عقد عقدته لك ثم لم أوف لك به اللهم إنى أستغفرك من كل نعمة أنعمت بها على فقويت بها على معصيتك اللهم إنى أستغفرك من كل عمل عملته لوجهك خالطه ما ليس لك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
maksoof بتاريخ: 17 أكتوبر 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 أكتوبر 2004 المرتبة الثانية: النفوس إذ ببقائها و حفظها تدوم الحياة و تحصل المعرفة بالله فقتل النفس لا محالة من الكبائر و إن كان دون الكفر لأن ذلك يصدم عين المقصود و هذا يصدم وسيلة المقصود. إذ الحياة الدنيا لا تراد إلا للآخرة و التوصل إليها بمعرفة الله تعالى و يتلو هذه الكبيرة قطع الأطراف و كل ما يفضى إلى الهلاك حتى الضرب و بعضها أكبر من بعض و يقع فى هذه الرتبة تحريم الزنا و اللواط لأنه لو إجتمع الناس على الإكتفاء بالذكور فى قضاء الشهوات إنقطع النسل و دفع الموجود قريب من قطع الوجود. و أما الزنا فإنه لا يفوت أصل الوجود و لكن يشوش الأنساب و يبطل التوارث و التناصر و جملة الأمور التى لا ينتظم العيش إلا بها. بل كيف يتم النظام مع إباحة الزنا و لا ينتظم أمور البهائم ما لم يتميز الفحل منها بإناث يختص بها عن سائر الفحول ؟ و لذلك لا يتصور أن يكون الزنا مباحا فى أصل شرع قصد به الإصلاح و ينبغى أن يكون الزنا فى الرتبة دون القتل لأنه لا يفوت دوام الوجود و لا يمنع أصله و لكنه يفوت تمييز الأنساب و يحرك من الأسباب ما يكاد يفضى إلى التقاتل و ينبغى أن يكون أشد من اللواط لأن الشهوة داعية إليه من الجانبين فيكثر وقوعه و يعظم أكثر الضرر بكثرته. م "و من يتق الله يجعل له مخرجا" صدق الله العظيم اللهم إنى أستغفرك من كل ذنب تبت اليك منه ثم عدت فيه اللهم إنى أستغفرك من كل عقد عقدته لك ثم لم أوف لك به اللهم إنى أستغفرك من كل نعمة أنعمت بها على فقويت بها على معصيتك اللهم إنى أستغفرك من كل عمل عملته لوجهك خالطه ما ليس لك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان