ابراهيم عبد العزيز بتاريخ: 21 سبتمبر 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 سبتمبر 2011 (معدل) المحلل السياسي عمرو الشوبكي يسأل عن البديل فى حالة إستمرار عجز الاحزاب السياسية على الساحة فى مصر فى إقناع الشعب المصري بها وبجديتها , ويسأل عن البديل فى حالة إستمرار حالة الإنقسام بينهم التي تسبب فى الفراغ السياسي الذي نعيشه ويشعر به المواطن المصري الكاتب فى المقالة يجيب ببساطة ومنطقية على هذا السؤال بقوله : إن أى فراغ تتركه النخب السياسية بانقسامها وتشتتها في أى بلد سيملؤه تلقائيا أى (( طرف منظم)) موجود فى هذا البلد , والطرف المنظم الموجود فى مصر هو ( الجيش ) والمقالة نقلا عن مصراوي : حين فشلت الأحزاب السياسية فى انتزاع الاستقلال قبل ثورة يوليو، قام الجيش بانقلابه العسكرى الذى تحول إلى ثورة بتأييد الناس له.. لم يهبط ضباط الجيش من السماء إنما حصلوا على شرعيتهم من الناس، بسبب الانقسام والتشتت وفشل النخبة السياسية فى تحقيق مطالب الشعب، الذى حوّل ولاءه من الأحزاب إلى الضباط الأحرار وقَبِل شعارات «الكل فى واحد» ونظام الحزب الواحد، آملا فى جلب الاستقلال والديمقراطية، فنجح فى الأولى وفشل فى الثانية.أما بعد ثورة 25 يناير فقد تغيرت الصورة، فمن قام بالثورة هو الشعب المصرى، ومن حماها وأيدها هو الجيش، فى تباين جذرى عن المشهد الذى جرى فى يوليو 1952، حين قام الجيش بالثورة وشاهدها الناس مرحبين. وعادت الأوضاع بعد 8 أشهر على ثورة يناير وشهدت تعمق حالة الانقسام السياسى وتفاقم الاستقطاب الدينى، والفشل فى ترجمة مطالب الثورة فى الإصلاحين السياسى والاقتصادى إلى واقع معاش، وعجز الأحزاب السياسية فى أن تقنع الناس بجديتها على أرض الواقع، لا فى التليفزيون، وتعامُل الإخوان باستعلاء فى مواجهة الجميع، وفشل المثقفين والكتاب فى أن يشكلوا تيارا متجانسا يسهم فى التوافق على مسار عملية الإصلاح، ورفع الكثيرون حراب الانقسام الأيديولوجى والسياسى، وسعى البعض الآخر لاقتسام الكعكة قبل أن يجدوا موادها. ولأن النخب السياسية والائتلافات الثورية لا تعى جيدا أن مصر مبارك لم تكن مشكلتها فقط سياسية، إنما بالأساس فى إرث دولتها شبه الفاشلة التى عرفت انهيارات فى التعليم والصحة والأمن، وباقى مؤسسات الدولة.. فإننا إذا كنا فشلنا فى السياسة، فلقد كان من الممكن أن ننجح فى الاستثمار المهنى والعلمى والاجتماعى، فنجد جامعة وطنية يتيمة ناجحة، أو مؤسسة عامة واحدة تعمل وفق معايير الحد الأدنى من الكفاءة، أو صحيفة واحدة مثل الشرق الأوسط أو الحياة أو قناة فضائية مثل «العربية» أو «الجزيرة» ولا نقول الـ«بى.بى.سى». حين ترث دولة شبه فاشلة ونخبة تجرى وراء مصالحها الضيقة، فلن تفيدك كثيرا شعاراتك الرافضة حكم العسكر والحكم الدينى أو حكم المستبد العادل، لأن كلها ستعنى فى ضمير كثير من المصريين بديلا للفوضى والفلتان الأمنى والأخلاقى. إن نظام الحزب الواحد أو التعددية المقيدة التى على قمتها رئيس أو مؤسسة مدنية (حزب مهيمن كما فى بلد مثل روسيا وليس نظام مبارك) أو عسكرية، عادة ما يكون مصاحباً لفشل النخب السياسية، هذا ما جرى فى معظم بلدان العالم العربى التى شهدت نظماً شبه ليبرالية لم تجلب الاستقلال والدستور فجاءت انقلابات الجيش، ويبدو أن الوضع الآن مرشح ليس لعودة حرفية لما كان عليه الحال أثناء ثورة يوليو (كما يتحدث البعض عن أن التاريخ يعيد نفسه وأن مشاهد 54 تلوح فى الأفق الآن بصدام بين الجيش والإخوان)، إنما إلى فقدان الثقة فى الآلية الديمقراطية، وفى قدرة النخب السياسية على إدارة صراغ يتنافس فيه الناس من أجل المواطن والمصلحة العامة. إن أى فراغ تتركه النخب السياسية بانقسامها وتشتتها سيملؤه تلقائيا «الطرف المنظم»، وفى مصر سيكون الجيش هذا الطرف الذى لن يعيدنا بالضرورة لسيناريو 52 إنما بمزيد من التدخل فى إدارة العملية السياسية قد يعتبرها الكثيرون عودة للنظام فى مواجهة الفوضى. فمتى نعى خطورة الموقف؟ تم تعديل 21 سبتمبر 2011 بواسطة ابراهيم عبد العزيز رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان