اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

حرب أكتوبر 2004


Recommended Posts

حرب أكتوبر 2004

قراءة في يوميات مجاهد من زمن "أيام الغضب" الفلسطيني

شعب يعد للنصر عدته

هذا الشعب الجبالي ..

هذه الأمة الجبالية ..

(النسبة .. وشرف الانتساب .. إلى جباليا)

وجباليا لمن لا يعرف هي بلدة تقع إلى الشمال من مدينة غزة .. غزة هاشم بن عبد مناف .. والإمام الشافعي ..

وهي (جباليا) قلب محافظة الشمال النابض ..

بجارها مخيم جباليا للاجئين ..

بالقرب منها درة اخرى هي بيت لاهيا ..

ودرة أخرى أيضا هي بيت حانون حيث المعبر الذي يفصل بين القطاع المحتل وباقي فلسطين المحتلة ..

والحق يقال أن المرء يحار على أي من بقاع فلسطين يطلق ألقابه ..

والحق يقال أيضا أن العدو الغاصب هو الذي يوزع الأوسمة على أرجاء فلسطين بحسب اختياره هو ..

فالعدو هو الذي يحدد لنا إلى أي بقعة من بقاع الأرض سوف تهفوا قلوبنا خلال الأيام القادمة ..

فهو الذي يختار الضحية ..

والضحية تأبى أن تكون له حملان سلسة تتهاوى مع أول ضربة على أطراف القطيع ..

أسود الوغى من أشاوس المجاهدين .. رجالات مدن وقرى فلسطين .. يأبون في كل مرة إلا أن يلقنوا هذا العدو المتغطرس دروسا تغاير ما تلقنه من دروس من مواطن اخرى ..

التلاحم الأسطوري بين المجاهدين والهالي في البلدات والقرى والمخيمات والمدن والتخوم الفلسطينية شئ يعجز القلم عن وصفه ..

في جنين كانت الملحمة .. آه يا جنين ..

في الشجاعية تلاحم أسطوري بين أهل الحي ومقاوميه الأنجاب ..

الشيخ عجلين حدث ولا حرج عن أعلى درجات البسالة والفداء ..

في نابلس مقبرة الغزاة ..

في بيت ريما ..

الخليل .. دورا .. حلحول ..

أينما حللت .. أساطير لا يمل الناس من تذاكرها في ليالي الشتاء الطويلة ..

***

حرب أكتوبر 2004 شاهد جديد على هذا التلون في أطياف فلسطين المقاومة ..

حرب استمرت لحوالى الأسابيع الثلاثة .. وميدانها ينحصر في بضع كيلومترات قليلة ..

وقودها عشرات الآلاف من أبناء (أمة) جباليا / بيت لاهيا / بيت حانون يناصرون المئات من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وهو يغبط من فازوا بالعبور إلى الفردوس الأعلى ..

والله لقد كانوا امة بأكملها تمثلت من مشارقها إلى مغاربها في كل طفل وامرأة ورجل وقف يتصدى ويصنع الملحمة البطولية في شمال القطاع الأشم ..

أي شعب هذا الشعب الجبالي ..

يصعب تصديق أن آلة الشيطان بملياراتها قد وقفت عاجزة أمام حفنة من الشباب من طلاب الموت ..

لا أتخيل كيف أن "الزنانة" (طائرة استطلاع بدون طيار تم تسليحها بحيث صارت قاذفة صواريخ واستطلاع) التي لا ينقطع طنينها كالنحل بل كالدبابير السوداء في سماء القطاع والتي تركزت ليل نهار على سماء جباليا – بيت لاهيا – بيت حانون .. قد عجزت بالتناغم مع الأباتشي المرعبة التي تمشط السماء من ناحيتها ..

وعلى الأرض قلاعهم المتحركة من بلدوزرات ال " كاتاربيلار دي 9 و دي12 " الجبارة والتي تم تحويرها لتصبح حصونا حديدية متنقلة تمشي تحت حراسة الدبابة الأولى في العالم "الميركافاه 3" صهيونية الصنع ..

كل هذا بجوار حشد يصعب وصفه من مختلف قطع الأسلحة الميدانية من صواريخ موجهة ومدفعية من كل العيارات والطرز والنظم المسيَّر منها والمخيَّر ..

(لا تصفوني بالسفه .. فليس هذا وصف لسيناريو فيلم أمريكي)

كل هذا أمام بضعة كيلومترات مربعة بضعة وليس "نَيِّف" من البيوت المتواضعة في مخيمات للاجئين الفلسطينيين ذات الزقة الضيقة والبيوت المتلاصقة ..

يصعب تخيل أننا كنا نسمع عن جبهة بلوك 1 وجبهة بلوك 2 !!

أين أنت يا سعد الدين الشاذلي لتشنف آذانك ..

فجنرالات جيش الكيان قد شكلوا مقر قيادة ميدانية فخيمة غاية في الترتيب والحداثة تمثلت فيها أسلحة القوات المشاركة وأهمها سلاح الجو الصهيوني الذي كان ممثلا فيها ليلا نهارا فقط .. فالحرب سيكون ديدنها سلاح الجو حيث لا مقابل له لدى هؤلاء المخربين الفلسطينيين ..

وسقوفها (أسطحها) لا تقي من المطر فهل تصمد أمام أشكال من الصواريخ الذكية التي تصطاد النفر من جوار زوجه دون أن يخدش أظفارها (كناية عن دقتها) .. ألا تشاهدونها تدك بذكاء الفللوجة العراقية كل مساء .. فهي لا تعمل إلا في الليل البهيم ..

ولذا فقد كانوا (سلاح الجو) هم الأكثر شراسة في الفتك بالأطفال ..

تقول التقديرات الصهيونية :

- المروحيات القتالية مسؤولة عن قتل نصف الناشطين الفلسطينيين المسلحين خلال عمليات "أيام الندم".

- إن القوات الصهيونية توغلت في المنطقة المبنية في جباليا، وفي بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا، تحت غطاء جوي من المروحيات القتالية، والطائرات الصغيرة بدون طيار، ووسائل استخباراتية أخرى.

وساهم الطيران الحربي في مهاجمة أهداف داخل المدن الفلسطينية، وفي الكشف عن مواقع المقاومين الفلسطينيين ومهاجمتهم.

- أدارت الدولة العبرية حملة "أيام الندم" العسكرية، كحرب بكل معنى الكلمة، وذلك من خلال "البئر"، وهو مقر قيادة العمليات العسكرية أثناء الحروب، الذي يقع في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في قلب تل أبيب.

- مكث بصورة دائمة في "البئر" واحد من بين الضباط الخمسة الكبار في سلاح الطيران الإسرائيلي، خلال فترة العمليات العسكرية الأخيرة في شمال قطاع غزة، "بصفة قائد مناوب لسلاح الطيران"، مضيفا أن المروحيات القتالية حلقت في الجو طوال ساعات اليوم، وتم تجنيد الطيارين الاحتياطيين لفترة خدمة مكثفة وطويلة.

- حملة "أيام الندم" في شمال قطاع غزة هي جزء من خطة فك الارتباط، بهدف منع "الانسحاب تحت إطلاق النار". وكشفت الحملة عن توجه جديد لجيش الاحتلال في سياق هذه الاستعدادات للانسحاب، وهو استخدام سلاح الطيران بشكل مكثف.

هل لكم أن تتخيلوا حجم التجهيزات العسكرية واللوجستية التي سخرت لذه الحرب الضروس .. حرب الشبر لشبر في أرض لم تكن تحتمل الخسارة لأي من الطرفين ..

فخط الدفاع الأول هو الأخير بالنسبة لكل بلوك من المخيمات والبلدات .. هنا مقامي وهنا مرقدي .. حياة أرضية او فردوس أعلى بانتظاره ..

أما غطرسة الأسطورة .. الجيش الذي لا يقهر ..

فإنه يدفع لأي معركة بأضعاف احتياجاتها وأكثر ..

كل تكنولوجيا الأرض مع المساهمات الشيطانية في التخطيط تسخر لكل هجمة على أي جبهة من اطراف بلوك في مخيم جباليا ..

كيف كان هذا الصمود المذهل؟!!

ببساطة ..

إيمان أمة ..

وللحديث بقية ..

أسامة

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

في معرض إجابته على سؤال صحفي وصف د. نزار ريان (أحد قيادات حماس في جباليا والشمال الغزاوي) أوضح مدى يقظة المجاهدين واستيعابهم لكل حركة من العدو :

- "المجاهدون لا ينامون كما يخال عدوهم، فعيون المجاهدين متقدمة في مواقع لا تخطر على بال عدونا، نعرض عن التصريح حتى لا ينكشف أمرها، هذه العيون، تتسمع، وترى، وتحلل ما يصل إلى آذانها وعيونها، وتعرف دلالة الصوت، ومع طول المراس، صار معروفًا، أن هناك حركة تجاه منطقة معينة، فعدد الآليات التي يبدأ العدو بتفقد وقودها، وتحريكها، والبوابات التي تفتح مثلا، كل ذلك يعطي دلالة على مقصد العدو، فمثلا لو أراد عدونا تجريف مزرعة قريبة، فإنه يحرك جرافة وخمس آليات كحد أعلى.

لكن لو رصدت عيوننا حركة لعشر جرافات، وخمسين آلية، فإن هذا يدل بشكل واضح على نية لعمل كبير، قد يكون مقصودًا به معسكر جباليا، وهذا الذي يحصل كل مرة، لذلك تكون حالة التأهب متناسبة مع رصدنا وعيوننا المتقدمة في نحر عدونا.

وأنا أورد قصة طريفة وقعت سنة 1996 حدثني بها أحد المجاهدين قال: كنا على الحدود مع العدو ليلة، نقف على سلك الحدود، فأصغيت السمع طويلا، وكان معي إخوان مجاهدون، فسمعت صوت عود يابس كسر، فقلت: هذا يعني أن قدمًا قد داست عليه، فقلت للمجاهدين: المكان مرصود، ولا داعي أن ندخل الليلة، ولكن لم يرق كلامي لبقية المجموعة، فقام أحدنا ووقف على سلم وجعل ينظر في منظار ليلي، فصادف نظره سيجارة بيد جندي حال ازدهار زهرتها، فعلم أنهم يرصدون. هذه حكاية من عشرات الحكايات التي تدل على تيقظ رصدنا، وفهم للبيئة التي يعملون بها. وحين يعلن الرصد أن هناك صوتًا يدل على تحركات قادمة، ويفهم منها أنها قد تكون لمنطقة معينة، يتم التعميم على المجاهدين للتعامل مع الحدث بما يناسبه، من العدد والعتاد.

وبالنسبة للتنسيق بين كافة المجاهدين من كل الفصائل، الحقيقة أن هذه تخضع للعلاقات الميدانية، وتتأثر بما يقع بين الفصائل من مد وجزر، لكن لها حدًا أدنى لا يمكن تجاوزه غالبًا، وهو إبلاغ الفصائل عن تحركات العدو واستعداداته، لكن ميدانيًا بعد وقوع الاجتياح تنتهي الخلافات السابقة، ويصير الناس فصيلا واحدًا، عنوانه: صد العدوان عن المنطقة."

عيون ساهرة وإلا فقأوها بأظفارهم ..

ومن مقومات النصر .. التلاحم .. ويقول القائد الحمساوي:

- د. نزار ريان : " هذه الصورة واضحة جدًا، ولا أظن كلماتي تستطيع أن تصف ما نحن فيه من خير وتلاحم وإخاء، المجاهدون يتعانقون، ويتصافحون، ويبتسمون، ويتضاحكون، ويتكلمون، ويعقدون غرف عمليات مشتركة في الأزقة، بصورة مفرحة لا تخلو من طرافة، فقد ترى جماعة من قيادات المجاهدين، يجلسون في زقاق عرضه أقل من متر واحد، جلسة حميمة، وقد افترشوا على الأرض خريطة للمخيم، وأشعلوا ضوءًا صغيرًا، ينظرون إلى مواطن القوات الغازية، ويرسمون الخطط لصدها، ويتفقدون الشوارع، هذا الفصيل يسد هذا الشارع ويرابط فيه، وهذا يسد ذلك الشارع، وهذا الشارع لا يكفيه عبوة واحدة، فاجعلوا معه سلاح الياسين، وهو «أر بي جي» حماس الذي صنعه المجاهدون من القسام أخيرًا، ويتناقشون في إدارة هذه المعركة، والفصائل تتبادل المعلومات، والعبوات، والسلاح، بشكل ينسى الناس أن هؤلاء من فصائل متعددة، وهم في مثل هذه الجلسة، يتقدم هذا الجار بالشاي، وهذا بالعشاء، وهذا بالفاكهة، ويقسم علينا أن نأكل، ويستحلفنا بالله أن يكون مع المجاهدين، يقول: بالله عليك؛ استعملني في سبيل الله وهو يبكي، فيبكيك، لأنك لا تجد ما تحملهم عليه. ولا تكاد تجد من يذكر فصيله في الجبهة، ولا تجد غير الثناء على جميع المجاهدين، والحمد لله رب العالمين."

تلاحم المجاهدون على أرض الميدان .. كلهم يد واحدة .. والتلاحم الجماهيري معهم .. لم لا .. هل هم غزاة من الهكسوس؟ .. أوليسوا أبناءهم وإخوانهم؟!!

وقائع يوم من يوميات الاجتياح.

- د. نزار ريان : " في النهار يرابط المجاهدون على أسلحتهم وثغورهم، فمجموعات الليل تسلم لمجموعات النهار، وينسحب هؤلاء للراحة، ويتقدم هؤلاء للرباط، ولا تجد متقاعسًا عن موقعه، وكنت في أحد الأيام مع مجموعة ستخرج إلى تل الزعتر لترابط نهارًا في مكان استشهد فيه ثلاث مجموعات خلال الليلة الماضية، وأنا لا أرابط إلا ليلا؛ وأصبح الصباح، وقام المجاهدون يتوضؤون ويصلون ركعتين قبل الخروج للرباط، فلاحظت تباطؤ المجاهدين وهم يتهيؤون للخروج، فقلت: أخرج معكم اليوم؟ قالوا: لا، قلت: إذن أنا جالس هنا، أدعو لكم ساعة حتى تصلوا أماكن رباطكم، وأطمأن عليكم إن شاء الله، ووجدت كأنما ربط على قلوبنا جميعًا، لكن حين خرج المجاهدون، وجدت الدمع ينساب على وجهي، فلعلي لا ألقاهم بعد ساعتي هذه، لا سيما أن الشهادة تنتقي الورد والعنبر من بين شباب الصف الأول في المسجد، وقد والله تمزقت أفئدتنا ونحن نودع الشهيد والشهيدين والثلاثة والثمانية مرة واحدة، حتى لقد بلغ شهداء مسجدنا مسجد الخلفاء الراشدين خمسين شهيدًا، رضي الله عنهم، وألحقنا بهم شهداء مقبلين غير مدبرين، إن شهداءنا قطع من قلوبنا، بل هم قلوبنا جميعها، رضي الله عنهم ما أرق أفئدتهم، ما أجمل صلواتهم، ما أروع صولاتهم، ما أندى حياءهم والله كأنهم خلقوا للأدب والحياء والعبادة والجهاد، ولا أود أن أذكر أسماء لأنهم كلهم كذلك، كلهم ندى، كلهم عبير، كلهم إيمان، كلهم جلد، مررت على مجموعة من أهل الصف الأول عشاء، وصلينا عليهم الجنازة ظهرًا، فكأنما قطعت نياط قلبي، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

في النهار، والليل، يتلفع المجاهدون، لأن بلادنا وظروفنا تحتم ذلك، والعالم كله يترصد المجاهدين، ويرقبهم، لكنهم ألفوا اللثام حتى صار قطعة من الوجه، في الصباح يتقدم الناس لهم بالطعام، ناس من الجيران، ومن غير الجيران، إن بعض الكرام يحجز طعام بعض المطاعم كلها، ويدور بنفسه يوزع على المجاهدين طعامهم، ولقد استشهد بعض الشهداء، وهم يقدمون الطعام للمجاهدين، وعند اشتداد القصف، يطلب من الناس الابتعاد عن المجاهدين، لكن الناس تلتصق بهم، وتستشهد والله معهم، لأنهم يجودون بدمائهم للذين يدافعون عنهم، إن رجلا في نهاية الخمسينيات من عمره، كان يقول لأولاده: قولوا لنزار أريد أن أراه، مرات، ويقولون له: كيف نأتيك به، وظروفه صعبة، قال: أنتم قولوا له فقط، وإذ بي أدخل زقاقهم، فكبروا، قلت: لم؟: قالوا: الآن كان والدنا يحدثنا عنك يريدك، فقال لي همسًا: بالله عليك خذني معك للجهاد، فعذرته، قال: لماذا ألا تثق بي، هذه صورة مكرورة كل ساعة، تراها في كل الناس، كلهم يريد الجهاد في سبيل الله تعالى.

وفي إحدى الليالي، دخل مجاهد مكانًا يتوقع منه قدوم الجنود مشاة، وزرع عبوة زنة 50 كيلوغراماً، ثم كمن يرقب صيده الثمين، وبعد ساعتين، تقدم العدو في نحو خمسين جنديا مشاة معهم الكلاب الكبيرة المدربة، واتصل مجاهدنا على قيادته، وأخبرهم بما يرى، فكرروا عليه السؤال، وأكد لهم مرات ما يرى، وعندها تم تفجير العبوة بفضل الله، لتقتل ما بين الأربعين إلى الخمسين من الأعداء، ثم ينسحب مجاهدنا بفضل الله تعالى، ويعلن العدو في المحطات العبرية الخبر، ثم يتكتم عليه في الأيام التاليات.

بعد وقوع العملية، بدأت الدبابات اليهودية تقصف المعسكر في كل اتجاه، وتطلق الرصاص بكثافة في كل مكان، واستمر الوضع هكذا حتى الواحدة ليلا، عندها تقدمت مع ثلاثة من المجاهدين، ووقفنا وسط المعسكر، وأخذنا نكبر بصوت لا أدري من أين رزقناه، فجعل المجاهدون من الأزقة يتجمعون ويكبرون، ويتعالى صوتنا بالتكبير، حتى والله العظيم لقد سكت الرصاص الكافر، وتوقف إطلاق القذائف، وربط الله على قلوبنا، وجعلنا نتمشى خارج الأزقة، نتحدى بلحمنا ودمنا، أن يواجهنا العدو الكافر، ومع الفجر انسحب العدو من هذه المنطقة، بعد أن كان يعد فيها المتاريس ليقيم طويلا.

ومن الصور اليومية التي لا أتركها أيام الاجتياح، بعد الغروب، ألبس بزتي العسكرية، وأقوم بزيارة بيوت العزاء للشهداء، مدة ساعات ثلاث، ثم بعد ذلك أبدأ بتفقد مواقع المجاهدين، حتى إذا أوشك الفجر ينادي، طرقت أي بيت من بيوت المعسكر، وأويت فيه حتى يمسى ذلك النهار، ومع أنني مطلوب للعدو بشكل خاص، لأن العدو يتهدد كل قيادة حماس، ومع أن المعسكر في خطر، إلا أنني أجد من الناس الترحاب الشديد، بل ربما يختصم الجيران أيهم يؤويني عنده ذلك النهار.

ومن صور تفقد مواقع المجاهدين، تفقدت ليلة منطقة بلوك واحد، وبلوك اثنين، وهي من أخطر المناطق المتاخمة للعدو، فوجدت المجاهدين قد أعدو عيادة إسعاف وطوارئ، ووجدت بعض القيادات الميدانية من أبناء الفصائل الأخرى، وتفقدت كل المجاهدين من كل الفصائل، ووجدت أكثر من خمسين مجموعة مجاهدة، قد سدوا في وجه العدو كل مرصد، وعند التنقل بين منطقة ومنطقة، لا بد أن نقطع المناطق المكشوفة، وبين بلوك واحد، والمشتل الجنوبي، مساحة مكشوفة معرضة لقناصة العدو، لكن كان لا بد من تفقد مجاهديها، فكنت ومعي القائد القسامي الميداني، نجري مسافة مائتي متر تحت الخطر الشديد فإذا رأنا المجاهدون كبروا وهللوا، لعدم توقعهم أن نأتي إلى مثل هذه المناطق الخطرة. "

في تلك الليلة كنت على الخط مع غزة عبر الماسنجر ..

صديقي كان ينقل لي الأحداث لحظة بلحظة ..

مكبرات الصوت من جوامع غوة تبشر بملحمة بطولية لمجاهدي القسام في جباليا ..

50 صهيونيا بين قتيل وجريح ...... إلخ

لم أكن أصدق عيناي ..

فيؤكد لي بأن مصدرهم هو د. نزار ريان

ويبدأ الكيبورد في الغليان فعليه أن ينقل هذا الكلام إلى 4 مواقع في نفس الوقت (شئون مصرية – محاورات المصريين – دنيا الوطن – التاريخ) ..

مصيبتك كبيرة يا أسامة لو لم يكن الخبر صحيحا ..

أمتاكد أنت يا "أقصى" يسمي نفسه تباركا بالأقصى ..

مرة أخرى يعيد التأكيد .. فالأهالي قد نزلوا في منتصف الليل إلى الشوارع يوزعون الحلوى ابتهاجا بهذه الضربة الكبيرة ..

الناس في بلادنا يستغلون فرحاتهم بشكل فوري .. إذا لم يكن .. فإن الآت قد يلغي الفرح ..

لنفرح لكل حادث على حدة ومن ثم نجمع فرحاتنا لتتشكل منها فرحة كبرى بإذن الله ..

سر القوة التي لم يتوصل إليه صهيون:

تحاربكم (اسرائيل) بأعتى الأسلحة التكنولوجية، فكيف تواجهون كل هذه الترسانة. وما هو سر قوة المجاهدين ونجاحهم في منع قوات الاحتلال من كسر شوكة مخيم جباليا؟

-د. نزار ريان : " نواجه هذه الترسانة بالإيمان بالله تعالى، والصبر، ورفع المعنويات، والآن مضى علينا عشرة أيام وهم يحاولون اقتحام المخيم، وفي كل مرة يفشلون بفضل الله تعالى، لقد حاولوا دخول المخيم من شرقه، ومن جنوبه الشرقي، ومن شماله الشرقي، وفي كل مرة يعود العدو خائبًا، ووحدتنا، والإصرار عليها، وقيادة المعسكر المتآلفة، كل ذلك سبب قدرتنا على مواجهة العدو، وقبل ذلك وبعده، إنما هي أرزاق وعطايا، فمعسكر جباليا على مدار تاريخه شوكة في حلق (إسرائيل)، فأنا ابن المعسكر، رأيت كيف كنا نضرب اليهود بالحجارة منذ سنة سبع وستين، حتى خرج مدحورًا من معسكرنا، ومن معسكرنا انطلقت المنظمات الفلسطينية المجاهدة، ومنه انطلقت الانتفاضة الأولى، ومنه انطلق المجاهدون الذين خطفوا الجنود مرات، ومنه تم ضرب ميناء اسدود قبل شهور، ومنه أول من اقتحم المغتصبات وقاتل وقتل واستشهد، فحكاية معسكر جباليا مع اليهود طويلة، حاول شارون مرة أن يهدم بيوته، ففعل، وشق طرقًا واسعة جدًا، ثم باء بالفشل، ولما حاول مرة أن يزور معسكر جباليا، ضربه السكان بالحجارة والأحذية والفلفل الأحمر والطماطم، وكل ما طالته أيديهم، فعاد خائبًا، واليوم يقاتلونه، ويواجهونه بالدم وسيجعلونه يعود خائبًا بإذن الله تعالى."

ويقول د. نزار ريان:

- حجم الخسائر عند عدونا كبيرة، لكنهم يتعمدون إخفاءها، فنجد بقاياها مدفونة في الأرض، والناس تشاهد الآليات وهي محروقة مجرورة لكن لا يمكننا تصوير كل ذلك، خشية أن يكلفنا أرواح المجاهدين، وتم تصوير بعض هذه الخسائر ووضعت على المواقع المختصة.

- أسلحة رجال القسام بفضل الله تعالى مصنعة محليًا، فمنذ سنوات تم فرز جهاز التصنيع، وهو يعمل ليل نهار على تحسين القدرات القتالية لمجاهدي القسام، وأول ما تم تصنيعه القنابل اليدوية، ثم قاذف هذه القنابل، ثم قذائف الأنيرجا، ثم قذائف الهاون ومدافعها، ثم صاروخ البنا، ثم صاروخ البتار، ثم صاروخ القسام، ثم قاذف الياسين، الموازي للـ"أر بي جي"، وغيرها، وأسلحتنا البسيطة لا يقال عنها ترسانة في عالم الأسلحة، فهي كما يحلو لبعض السياسيين المستهزئيين بجهادنا: ألعاب نارية، أين أسلحتنا من سلاح صهيوني، لكن أين الصهيوني الجبان من مجاهدينا الأبطال.

24 خنزيرا قد ذهبوا إلى الجحيم .. هكذا اعترافوا ..

ال24 رقم ليس بقليل في عالم اعترافات إخوة القردة والخنازير ..

فقد عودونا على التجاهل أحيانا والإنكار أحيانا أخرى ..

فلما يعترف ب24 فإن الرقم الحقيقي سيكون مهولا بعون الله ..

صناعة الأسلحة الفلسطينية يمكن القول بأنها صناعة وفق الإمكانات المتاحة .. واستغلال كل المتاح هو من وسائل الإعداد التي أمرنا بها ..

المتاح لمن لا يثمنونه اكثر بكثير .. يخزن ويصدأ وينتهي العمر الافتراضي له .. ولو أمكن تهريبه لمن يعرف قيمته ويعطيه حقه لأمكن تعديل البعض من الكفة .. ولا نقول ترجيحها ..

آه على كم صاروخ من طراز ستينجر .. طيب بلاش خليه لاو ..

لا نريد القول ب سام 6 ، 7 وووو

لا ضير .. في الغد القريب سوف يسقط الفلسطيني الأباتشي بحجارة من سجيل ..

من يدري ..

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...