اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

أمي كذبت علي ثمان مرات


التونسى

Recommended Posts

تبدأ القصة عند ولادتي، فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر

فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا ....

وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا ًمن الأرز لنأكله ويسد جوعنا ..

كانت أمي تعطيني نصيبها .. وبينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى

طبقي كانت تقول: يا ولدي تناول هذا الأرز، فأنا لست جائعة ..

وكانت هذه كذبتها الأولى

وعندما كبرت أنا شيئا قليلا كانت أمي تنتهي من شؤون المنزل وتذهب

للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا، وكان عندها أمل أن أتناول سمكة قد

تساعدني على أن أتغذى وأنمو، وفي مرة من المرات استطاعت بفضل

الله أن تصطاد سمكتين، أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء ووضعت

السمكتين أمامي فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا، وكانت أمي

تتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك، فاهتز قلبي لذلك ،

وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها، فأعادتها أمامي فورا وقالت :

يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا، ألا تعرف أني لا أحب السمك ..

وكانت هذه كذبتها الثانية

وعندما كبرت أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة، ولم يكن معنا من المال

ما يكفي مصروفات الدراسة، ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد

محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل

وتعرض الملابس على السيدات، وفي ليلة شتاء ممطرة، تأخرت أمي في

العمل وكنت أنتظرها بالمنزل، فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة،

ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت، فناديتها: أمي، هيا نعود

إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح،

فابتسمت أمي وقالت لي: يا ولدي.. أنا لست مرهقة ..

وكانت هذه كذبتها الثالثة

وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة، أصرت أمي على الذهاب معي،

ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة،

وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فأحتضنتني بقوة ودفء

وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى، ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت

قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي، فشربته من شدة العطش حتى أرتويت ،

بالرغم من أن احتضان أمي لي: كان أكثر بردا وسلاما، وفجأة نظرت

إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه، فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها:

إشربي يا أمي، فردت : يا ولدي أشرب أنت، أنا لست عطشانة ..

وكانت هذه كذبتها الرابعة

وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة، وأصبحت

مسئولية البيت تقع عليها وحدها، ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات،

فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع، كان عمي رجلا طيبا

وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا، وعندما رأى الجيران

حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق

علينا فهي لازالت صغيرة، ولكن أمي رفضت الزواج قائلة :أنا لست بحاجة إلى الحب ..<br style="mso-special-character: line-break;">وكانت هذه كذبتها الخامسة<br style="mso-special-character: line-break;">وبعدما أنتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة، حصلت على وظيفة

إلى حد ما جيدة، واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي

وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل، وكانت في ذلك الوقت لم يعد

لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل، فكانت تفرش فرشا

في السوق وتبيع الخضروات كل صباح، فلما رفضت أن تترك العمل

خصصت لها جزءا من راتبي، فرفضت أن تأخذه قائلة:

يا ولدي احتفظ بمالك، إن معي من المال ما يكفيني ..

وكانت هذه كذبتها السادسة

وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير،

وبالفعل نجحت وأرتفع راتبي، ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها

الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا، فشعرت بسعادة بالغة،

وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة، وبعدما سافرت وهيأت الظروف،

اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي، ولكنها لم تحب أن تضايقني

وقالت: يا ولدي .. أنا لست معتادة على المعيشة المترفة ...

وكانت هذه كذبتها السابعة

كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة، وأصابها مرض السرطان اللعين،

وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين

أمي الحبيبة بلاد، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا، فوجدتها

طريحة الفراش بعد إجراء العملية، عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي

ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة، ليست أمي

التي أعرفها، أنهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني

فقالت: لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم ...

وكانت هذه كذبتها الثامنة

وبعدما قالت لي ذلك، أغلقت عينيها، فلم تفتحهما بعدها أبدا ...

إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته :

حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها

وإلى كل من فقد أمه الحبيبة :

تذكر دائما كم تعبت من أجلك،

وأدع الله تعالى لها بالرحمة والمغفرة ..

أحبك يا أمـي

(د.مصطفى الرافعي)

اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه

و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه

آمين آمين آمين

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحقيقة يا استاذي انا قريت القصة قبل كده

بس مع كل مرة بقراها بسأل نفسي

يا تري هما فعلا كانوا بيكذبوا و لا من كتر حبهم فينا كانوا بيشوفوا الدنيا بعيوننا احنا و قلبنا احنا و احلامنا احنا و نسيوا عيونهم و احلامهم و استودعوا قلوبهم جوانا

يا تري هو الحب ده بيجي منين....سبحانك يا ربي

الحب اللي مش مشروط يا تري انت طفل جميل و لا لا

يا تري انت طفل شاطر و لا لا

يا تري انت طفل مؤدب و لا لا

يمكن منكنشي احسن الناس و لا اجمل الاطفال و لا اطفال محصلوشي يعني

بس الحاجة الأكيدة ان ربنا ادانا ام و اب استثنائيين جدا

كل ام استثنائية

كل قلب ام استثنائي

كل خوف من قلبها استثنائي

كل سؤال منها علي ادق تفاصيل حياتنا استثنائي

كل وجود ليها حتي في الغياب استثنائي

كل أم استثنائية و حبها لابنها او بنتها استثنائي

حلم الامومة عندي حلم بخاف منه

لاني ساعتها هحس اني هحب اوي.....هحب لدرجة الذوبان في طفل عمري

شكرا لحضرتك علي الموضوع

اللي مهما الواحد قراه لازم يقف عنده شوية

شكرا من قلبي اوي

رابط هذا التعليق
شارك

الأم هي عطاء بلا حدود

تعطي العطاء تلو الأخر ولا تنتظر المقابل

ومهما فعل المرء منا للأم فلن يوفيها شيئا من حقها

شكرا يا أخي محمود على النقل

22a6e3c5-9edb-4f2a-8ffd-d5374f952097.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك

اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم

رب ارحمهما كما ربياني صغيرا

واشفيهما وبارك فيهما وأطل عمرهما علي طاعتك

وأحسن ختامهما وارزقهما الفردوس الأعلي بصحبة

سيدنا محمد بلا سابقة عذاب ولا مناقشة حساب

واجمعني بهما علي خير .. آمين .. آمين .. آمين

جزاك الله خيرا يا أستاذ محمود

MIyq1.png

رابط هذا التعليق
شارك

يا الله ..

الأم.. كم هي غالية ..

حبها لولدها لا يشوبه أى غرض أو مصلحة ..

تتمنى لو ضحت من أجله بالغالى و النفيس..

تفنى صحتها وعمرها كله لأجل ولدها .. و لا تطلب مقابلا لتضحياتها ..

سعادتها ان ترى السعادة في عيون ولدها ..

وتعاستها أن تراه حزينا أو متألما..

تجوع ليشبع و تسهر ليرتاح و ينام وتلك هي فطرتها..

و لايقدر على ذلك سواها ..

ولذلك عظم حقهاعند ربها ..

فلا يكرم أمه إلا كريم ..

و لا ينكر فضلها إلا لئيم ..

الجنة تحت قدميها ..

ورضاها أقصر الطرق لرضا الرحيم الرحمن ..

فيامن أنعم الله عليه بوجود أمه الآن ..

اعلم أنك في الغد مفارقها ..

فالزم قدميها واحفض لها جناح الذل من الرحمة ..

و انهل من حنانها ما استطعت إلى ذلك سبيلا ..

واملأ عينيك من وجهها فلا تدرى متى يعود اللقاء بينكما..

فإن اختارها الرحمن لجواره..

فأكثر لها الدعاء بالرحمة في كل صلاة..

وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا.

وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...