خطة شارون لإخلاء المستوطنات الصهيونية

[أسامة الكباريتي]

خطة شارون لإخلاء المستوطنات الصهيونية تعنى إحكام السيطرة جوا وبحرا على قطاع غزة

2004-10-27 12:17:05

نشرت الصحف العبرية أسماء المستوطنات التي يزعم الاحتلال الصهيونيّ أنها ستُخلى بموجب خطة المجرم ارئيل شارون للانفصال عن الفلسطينيين و عدد سكانها و اليكم المستوطنات التي سيتم اخلاءها كالتالي :

المرحلة الأولى : مستوطنة موراغ (36 عائلة) ،

مستوطنة نتساريم (60 عائلة) ،

مستوطنة كفار دروم (85 عائلة) .

المرحلة الثانية : مستوطنة غانيم (36 عائلة) ،

مستوطنة كديم (26 عائلة) ،

مستوطنة سا- نور (10 عائلات) ،

مستوطنة حومش (42 عائلة) .

المرحلة الثالثة : مستوطنة بدولح (31 عائلة) ،

مستوطنة عتصمونا (100 عائلة) ،

مستوطنة جديد (56 عائلة) ،

مستوطنة غان - أور (52 عائلة) ،

مستوطنة غاني طال (75 عائلة) ،

مستوطنة نافي ديكاليم (513 عائلة) ،

مستوطنة نيتسر حزاني (75 عائلة) ،

مستوطنة بات سديه (19 عائلة) ،

مستوطنة قطيف (65 عائلة) ،

مستوطنة رفيح يام (22 عائلة) ،

مستوطنة شليف (10 عائلات) .

المرحلة الرابعة : مستوطنة إيلي سيناي (85 عائلة) ،

مستوطنة نيسانيت (280 عائلة) ،

مستوطنة دوغيت (17 عائلة) ..

و في السياق ذاته قالت صحيفة "معاريف" العبريّة إن ملامح خطة الإخلاء ستكون كما يلي :

أولاً : إخلاء في أربع مراحل .. فور إنهاء الاستعدادات لتنفيذ فكّ الارتباط ستقرّر الحكومة بشأن إخلاء المستوطنات في القطاع و شمالي السامرة (الضفة الغربيّة) .

كلّ المستوطنات التي ستُخلى وزّعت في أربع مجموعات ، و الحكومة ستحسِم في شأن كلّ واحدة منها على انفراد .

ثانياًَ : هدم المنازل .. الخطة تقرّر بأن تُهدَم أثناء الإخلاء منازل سكن المستوطنين و الكنس .

و مع ذلك ، فإن المدارس و العديد من المصانع في القطاع ستتطلّع سلطات الاحتلال إلى أن نقلها إلى جهة دولة تستخدمها في صالح فلسطينيين غير متورّطين في أعمال مقاومة كما تصفنهم .

اليوم التالي : غزة.. (إسرائيل) تشرِف على الحدود البرية لقطاع غزة .

و الجيش (الإسرائيلي) يسيطر بشكلٍ متفرّد في المجال الجويّ و البحري في القطاع .

و يبقى في حوزة الفلسطينيين الأسلحة التي صودق عليها في الماضي فقط .

و (إسرائيل) تحتفظ لنفسها بحقّ العمل العسكري في القطاع حسب الحاجة .

محور صلاح الدين والذى يطلق عليه الاحتلال فيلادلفيا..

المكان الوحيد في القطاع الذي ستبقى فيه قوات الجيش (الإسرائيلي) هو محور صلاح الدين، خطّ الحدود بين غزة و مصر .

و في السياق ستنظر الحكومة في إمكانية إخلاء هذه المنطقة أيضاً ، وفقاً للواقع الأمني و المساعدة المصرية في الإشراف على المنطقة .

و إذا ما نشأت الظروف للإخلاء بالفعل ، فستدرس (إسرائيل) إمكانية إقامة ميناء بحري و مطار جوي في قطاع غزة ، حسب زعم المصادر العبريّة .

اليوم التالي : يهودا و السامرة (الضفة الغربية) ..

في منطقة المستوطنات الأربع التي ستُخلى في شمالي السامرة (الضفة الغربية) لن تبقى قوات للجيش (الإسرائيلي) .

و مع ذلك فإنه في كلّ باقي مناطق (يهودا و السامرة) سيستمر النشاط الأمني .

و يعمل الجيش (الإسرائيليّ) على تقليص عدد نقاط الرقابة في مناطق (يهودا و السامرة) .

معظم القواعد العسكرية في المنطقة المخلية ستفكّك ، باستثناء تلك التي تقرّر سلطات الاحتلال نقلها إلى جهات دولية خارجية .

جدار الفصل : و بالتوازي مع عملية الإخلاء تواصل (إسرائيل) بناء الجدار الأمني وفقاً لقرارات الحكومة .

[أسامة الكباريتي]

اسرار ما جرى بالكنيست يوم امس

بعد لحظات من انتهاء التصويت في الكنيست، توجه عُمري شارون الى أبيه، همس في أذنه، ضم كتفه وهمس: "في هذه اللحظة إدعوهم الى المكتب وسلمهم كتب الاقالة. الان".

ايهود اولمرت الصق على خد روحاما ابراهام، المرشحة لتكون نائبته الجديدة، قبلتين رنانتين على خديها. شارون نفسه استقبل جمهورا في مكان مجلسه، مبتسم كقط بلع كل الجرن. سيلفان شالوم، القط الذي سقط (مرة اخرى) على قوائمه، فرك يديه هناء. بنيامين نتنياهو تصبب عرقا بصمت. وفي هذه الاثناء نهض شارون من مكانه وبدأ يخرج من القاعة العامة. في مدخلها وهو محوط بجماعة من المعاونين الشبان، بعضهم يبتلع بصمت دموع النصر، توقف شارون ابن الـ 76، ابتسم، نظر الى رجاله وقال: "هذا هو الدرس للجميع. عدم الانكسار، عدم الاستسلام، عدم التراجع". اولمرت، الذي وصل في هذه الاثناء الى طابق الحكومة، سُمع يتحدث مع أحد معاونيه، مشيرا الى غرفة وزير المالية ويقول: "هذا هو. اليوم قتل نفسه. الان هذا نهائي".

ميمون يأخذ القيادة

كان هذا يوم قيادة. قيادة موجودة، وقيادة غير موجودة. شارون ولد مع قيادة. بل واحيانا مع قيادة زائدة. أما نتنياهو فولد مع كريزما (حضور). شارون هادىء، واثق من نفسه، متوازن في اوضاع الضغط. نتنياهو مذعور، متردد، عالق في الهلع في اوضاع صعبة. ومعا، يمكنهما ان يكونا رئيس وزراء مثالي. واحد يعرف كيف يقود، وآخر يعرف كيف يخطب. يوم أمس كان احد الايام الاكثر تدميرا لقيادة نتنياهو المهزوزة. أريئيل شارون تسلق خلال اليوم على شجرة عالية، أما بنيامين نتنياهو فسقط منها في المساء، على الوجه. وبعد ذلك أكثر من التردد وخرج الى الصحافة الجائعة، العاطشة لدمه، كي يواصل تصبب العرق لينتف ريشه مرة اخرى بالبث الحي والمباشر وليشرح مجددا، لمن لم يفهم من قبل، كم هو عميق المحيط الذي يفصل بينه وبين من يسعى الى وراثته. يحتمل أن تكون نوايا بيبي، بالاجمال غير سيئة. ربما هو حقا يريد ان يمنع شرخا في الشعب. ربما حقا يريد أن يساعد شارون. ولكن الان، بعد يوم أمس، بعد أن جلس وحبك مؤامرته المريضة مع عصبة المتآمرين المتجمعة على عجل، فمن سيصدقه.

عندما كانوا جالسين هناك في غرفة الدخان، نتنياهو ولفنات ويسرائيل كاتس ويوفال شتاينتس ورفاقهم، حسبوا نهاية شارون بالعد التنازلي، جلس رئيس الوزراء في غرفته وتسلى. وسائل الاعلام أبنته، العالم غلا من حواليه، الدراما تصاعدت وبدا ان الماء بدأت تتبخر من دم رئيس الوزراء. اما شارون، هادىء، سأل الناس: "ما هذه الضجة في الخارج". فشرحوا له بانه توجد مؤامر ضده. أن هناك أشخاص يجلسون ويخططون. شارون صمت. "أين هم يجلسون كل الوقت"، سأل، "ولماذا لم يدعوني في أي مرة".

عُمري دعا، في هذه الاثناء، ايتسيك كويفمان من القدس، للانضمام الى شلومي عوز من رمات غان ليتراكضوا مع نشطاء آخرين بين مكاتب تساحي هنغبي ("الذي خرج كبيرا") وداني نافيه ("الذي خرج تمام جدا") من أجل التعويض عن تهديدات مجلس المستوطنين بتهديدات مضادة. وفقط سيلفان شالوم بقي في مكتبه، يعرف شيئا يبدو أن الآخرين لم يتعلموه. وبعد ذلك التقى شارون اورليف، تلقى منه رسالة الحاخامين، سمع من اورليف بان هذه رسالة رسمية من المفدال، وانه سيعقد المؤسسات بعد 14 يوما. وبعد ذلك بالتشاور مع عُمري خرج شارون الى الاجتماع العام.

فجأة رن الهاتف في المكتب. "الجماعة يريدون أن يروا رئيس الوزراء"، قال رجال بيبي وعصبية المتآمرين. "من هي الجماعة"، سأل سكرتير الحكومة يسرائيل ميمون، الذي عمل أمس كرئيس الائتلاف في ساعة الطوارىء، عقب اجازة بدون أجر أخذها جدعون ساعر. "بيبي والآخرين"، قيل له. ميمون بعث روني بارأون للاجتماع العام للحديث مع شارون. "أنا؟ التقي؟ التقيهم؟"، سأل شارون، "غير وارد. يريدون فليدخلوا هنا، الى الاجتماع العام". شارون لم يتراجع. الرفاق حاولوا انزاله على ركبتيه، اخراجه من الاجتماع العام قبل لحظة من التصويت، امام عدسات الكاميرات، أن يجعلوه ينثني بالبث الحي. وجدوا من يهينون. شارون بقي في الداخل. نتنياهو يسرائيل كاتس زحفا الى الداخل. وفي هذه الاثناء التقى شمعون بيرس في الكافتيريا النواب طيبي، بركة ومخول. "توجد مؤامرة ضد شارون"، بشر بيرس، "يوجد خطر ان تسقط الخطة". طيبي جمع مشاورات طوارىء، دعا باقي النواب العرب، وتجسدت المؤامرة. بقوا خارج الاجتماع العام. الطيبي أكل حمص في الكافتيريا. وفقط في اللحظة الاخيرة دخل وامتنع عن التصويت، بدل ان يعارض. "اي حظ أن الطيبي وبركة جاءا قبل نتنياهو في الالف باء"، ضحك بعد ذلك روني بارأون، "وهكذا بيبي سقط لدى الطيبي واضطر الى التأييد، إذ تبين له ان الخطة لن تسقط".

شارون أخذ أمس كل الصندوق. انتصر، بأغلبية يهودية، بأغلبية كتلية، أهان نتنياهو، رمم زعامته، أظهر لكل من أبّنه قبل الاوان، تماما قبل الاوان جدا. أخذ كل هذه جميعها معا. "هذه مسألة طابع"، قال ايهود اولمرت بعد ان انتهى كل شيء. "هذا هو الاختبار في النهاية. عندما دخلت الى شارون وفي حواليه كل شيء كان يرتعد وبدا وكأن كل شيء ينهار، كان هادئا جدا، كان حادا ومرتاحا. قال لي ببساطة ان كتب الاقالة جاهزة للجميع، وأن ليس هناك ما يمكن الحديث فيه مع اي منهم. وبالمقابل، هناك من يفقد الصواب دوما. وحسنا أن الجمهور تعرف على ذلك اليوم". واولمرت، بالمناسبة يغدق الثناء على خصمه المرير، سيلفان شالوم. يوم الخميس سيلتقي رئيس الوزراء كتلة المفدال. وشالوم سينضم الى اللقاء. وعلى طاولة عُمري شارون في الكنيست تقرير حديث العهد عن ذئاب هضبة الجولان وعن تناقص اعدادها من شركة حماية الطبيعة. أما أمس فقد أنقص شارون الصغير عدد ذئاب الليكود.

شارون يشكر سيلفان

وماذا الان؟ الخيار الاكثر جذبا هو استغلال الزخم وضم حزب العمل الى الائتلاف. يحتمل أن يكون الخوف الكبير من مثل هذه الخطوة تبدد في هذه اللحظات. بيرس مستعد للدخول بدون حقيبة، حيال عظمة الساعة. يمكن تجنيد ما يكفي من الايادي لهذا الغرض. اما بيبي فيتعين عليه ان يدفع الثمن لقاء سلوكه. حاييم رامون، ايهود اولمرت ومئير شطريت يروجون بنشاط لاخذ هذا الخيار. أما شارون، فسيتعين عليه ان يحسم. ابنه متردد. بيرس يستجدي. خيار آخر، هو كالمعتاد، تسويف الوقت. ربما السير نحو شبكة أمان من العمل. خيار آخر هو السير نحو الانتخابات. الاستفتاء الشعبي ليس على جدول الاعمال. في هذه الاثناء شارون يتجه نحو قانون الاخلاء - التعويض والميزانية. وأمس في الليل اتصل بشمعون بيرس وشكره، اتصل بسيلفان شالوم وشكره، واتصل بداني نافيه. وهو يعيش من السبت الى السبت. رجاله يقولون له، بشكل عام، ان عليه ان يقرر: اذا كان يريد أن ينتصر او كان يريد ان يستمتع. اما امس فقد أثبت لهم ان احيانا، يمكن في لحظة ارادة خاصة، ان ينتصر وان يستمتع في نفس الوقت، بل ويستمتع جدا.

المصدر: