أسامة الكباريتي بتاريخ: 27 أكتوبر 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 27 أكتوبر 2004 الشيخ رائد صلاح يتحدّث من داخل سجنه تصريحات شارون كانت سبباً في تمديد اعتقالنا .. لن يطول الزمن حتى نجتمع بكم و نصلّي سوياً في المسجد الأقصى ... احتمال وقوع حربٍ أهليّة في الشعب اليهودي متوقّعة في كلّ لحظة رام الله – "مؤسسة الأقصى" - خاص : مضى على اعتقال "رهائن الأقصى" الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني – ، و الدكتور سليمان – رئيس بلدية أم الفحم سابقاً ، و الأخوة محمود أبو سمرة و توفيق عبد اللطيف و ناصر خالد سنة و نصف السنة ، و كان آخر ما قضت به المحكمة العليا الصهيونيّة قبل حلول شهر رمضان بيومين ، تمديد اعتقالهم لثلاثة أشهر أخرى ... و كان لنا هذا اللقاء مع فضيلة الشيخ رائد صلاح بمناسبة شهر رمضان المبارك .. للمرة الثالثة على التوالي تمدّد المحكمة الصهيونيّة اعتقالكم الظالم ، كيف تنظرون إلى هذا التمديد ؟ - إن تمديد اعتقالنا للمرة الثالثة يعتبر وصمة عارٍ في جبين الحكومة (الإسرائيلية) ، و هو شاهدٌ ساطع على أن المؤسسة (الإسرائيلية) بدأت تتّجه نحو تسييس المحاكم و قراراتها بهدف التحكّم بنوعية القرار في القضايا الأمنية خاصة !! ، لماذا أقول ذلك ؟ لأن من حضر جلسة المحكمة العليا التي نظرت في طلب النيابة من أجل تمديد اعتقالنا للمرّة الثالثة خرج بانطباعٍ أن المحكمة سترفض طلب التمديد !! لا بل إن النيابة كان لديها هذا الشعور ، و لقد قال بعضٌ من طاقم النيابة لأحد محامينا إنه لديه شعور أن المحكمة سترفض طلب التمديد !! و لكن الذي حدث كما يعلم الجميع أن المحكمة أصدرت قرارها بعد مضيّ ثلاثة أسابيع و مدّدت اعتقالنا !! لماذا ؟! .. وفق قناعتي أنها تأثّرت من تصريحٍ كاذبٍ لشارون قاله في نفس اليوم الذي عُقِدت فيه جلسة طلب التمديد ، ثم عاد و قاله قبل صدور قرار التمديد بيومين و مفاد هذا التصريح الكاذب أن إيران تعمل على تجنيد عملاء لها من فلسطين (48) عن طريق الحركة الإسلامية ، و وفق قناعتي هذا ما شكّل ضغطاً على القاضي و دفعه أن يقرّر تمديد اعتقالنا لمدة استثنائية ثالثة . و نحن في شهر رمضان كيف تقضون أيامكم و لياليكم في رمضان ؟ - نجتهد بحمد الله تعالى أن نستيقظ الساعة الثالثة فجراً ، حيث نتناول السحور ، ثم نصلّي ما شاء الله تعالى ، و قبيل طلوع الفجر الصادق نصلّي صلاة الوتر ، ثم نصلّي صلاة الفجر ، و بعد الصلاة مباشرة نقرأ المأثورات – الوظيفة الصغرى – ثم ننام حتى الساعة الثامنة صباحاً و يزيد ، ثم نستيقظ و نصلّي صلاة الضحى ، ثم نباشر قراءة القرآن ، و منّا من يقرأ خمسة أجزاء كلّ يوم ، و منّا من يقرأ أكثر ، و خلال هذه القراءة نصلّي صلاة الظهر و العصر ، و قبيل موعد الإفطار ببضع ساعات نبدأ بإعداد طعام الإفطار ، و بعد تناول الإفطار و بعد أداء صلاة المغرب و العشاء نصلّي صلاة التراويح حيث نقرأ جزءاً من القرآن في هذه الصلاة كلّ ليلة ، و نسبق هذه الصلاة بقراءة المأثورات – الوظيفة الصغرى - ، و بعد أن ننهي صلاة التراويح نجتهد أن نشاهد أكثر من نشرة أخبار ، ثم نواصل قراءة القرآن أو المطالعة عامة أو كتابة الشعر و المقالات المختلفة ، و نظلّ على هذا الحال حتى منتصف الليل ، ثم ننام استعداداً للاستيقاظ في الساعة الثالثة فجراً . و قد غُيّبْتم عن عائلاتكم و موائد الإفطار و التراويح في بيوتكم و بين أهليكم .. ما هو شعوركم و ماذا تنصحونهم ؟ - أما شعورنا و نحن في المعتقل و قد غبنا عن عائلاتنا و موائد الإفطار و صلاة التراويح فنجتهد أن يكون كما قال الإمام الحسن البصري : "كلّ يوم أطيع الله فيه فهو عندي عيد" !! .. نعم نجتهد أن نحوّل كلّ لحظة تمرّ علينا في المعتقل طاعة لله تعالى و بذلك ننجح بتحويل محنة السجن إلى منحة و خلوة مع الله تعالى ، و هذا ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية : "ماذا يفعل بي أعدائي و سجني خلوة مع الله و قتلي شهادة في سبيل الله و نفيي سياحة" !! . ثم لماذا التبرّم و لماذا التأفّف و الضيق ما دمنا على يقينٍ أن كلّ شيءٍ قضاه الله علينا فهو عندنا خير ، و لا شكّ أن وجودنا في السجن هو جانبٌ مما قضاه الله علينا فهو خيرٌ بلا أدنى شك و لا تلعثم ، و لذلك نقول لأهلنا ناصحين (اصبروا فإن الصبر نصف الإيمان ، و ألِحّوا بالدعاء فإن الدعاء مخّ العبادة ، و انتظروا فرج الله تعالى فإن انتظار الفرج من العبادة ، و لن يطول الزمن حتى نجتمع بكم و نصلّي سوياً في المسجد الأقصى) و لقد كنتم من المبادرين و المشاركين الأوائل في ترميم المصلّى المرواني .. كيف تفنّدون الادعاءات الصهيونيّة حول مخاطر انهيار في المصلّى المرواني ؟ - المؤسسة (الإسرائيلية) بدأت تدّعي أنه قد ظهرت شقوق في المصلّى المرواني بعد الزلزال الأخير الذي ضرب المنطقة قبل أشهر و هذا يشكّل خطر انهيار المصلّى المرواني ، و على هذا الأساس الكاذب بدأت تحاول منع المسلمين من الصلاة في المصلّى المرواني خوفاً على حياتهم !! و أنا شخصياً أقسم بالله تعالى و أنا صائم إن هذه الشقوق كانت قبل عام 1996م و هو العام الذي باشرنا فيه إعمار المصلّى المرواني ، و هذه الشقوق هي نتيجة طبيعية لتواصل الحفريات (الإسرائيلية) منذ عام 1967م تحت حرم الأقصى و التي لم تتوقّف حتى الآن ، و لكن هذه الشقوق لا تشكّل خطراً على مبنى المصلّى المرواني ، و هذا ما أكّده وفدٌ من علماء آثار و مهندسين مصريين و أردنيين زاروا المسجد الأقصى مؤخّراً و فحصوا المصلّى المرواني و هذه الشقوق ثم أعدّوا تقريراً يطمئِن الجميع أنه لا يوجد أيّ خطرٍ على مبنى المصلّى المرواني و هذا ما فضح كذب الادعاءات (الإسرائيلية) . هل تعتقدون أن بناء كنيسٍ أو هيكل مزعوم على حساب الأقصى اقترب اليهود من تحقيقه على أرض الواقع ؟ - أنا شخصياً قلقت جدّاً عندما علمت أنه تم وضع حواجز حول مساحة نحو ثلث المصلّى المرواني بهدف "منع" المسلمين "مؤقتاً" من أداء الصلاة في هذه المساحة المحاطة بالحواجز بسبب أعمال الترميم و حفاظاً على سلامة المصلين - كما قالت مصادر الأوقاف - ، و لا يزال يشتدّ عليَّ قلقي لأنّ أخشى ما أخشاه أن تتّخذ هذه المساحة المحاطة بالحواجز بعد وقتٍ قريب كمكانٍ لأداء اليهود طقوسهم الدينية ، و كلّ ذلك كمقدّمة لبناء كنيسٍ فيما بعد في رحاب حرم المسجد الأقصى . كيف يمكن الحفاظ اليوم على المصلّى المرواني و قطع الطريق على المؤسسة (الإسرائيلية) ؟ - بعد التوكّل على الله تعالى لا يمكن الحفاظ على المصلّى المرواني إلا بتبنّي المشروع الذي طرحته الحركة الإسلامية بواسطة "مؤسسة الأقصى" و "مؤسسة مسلمات من أجل الأقصى" ، حيث يشمل هذا المشروع مضاعفة حضور حافلات "مسيرة البيارق" يومياً منذ طلوع الفجر و حتى صلاة التراويح إلى المسجد الأقصى ، و يشمل إقامة الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان في المسجد الأقصى ، و يشمل إعداد إفطارٍ للصائمين في المسجد الأقصى ، و يشمل تنظيم دروسٍ للرجال و النساء بعد الظهر و بعد العصر في الصخرة المشرفة و في المسجد الأقصى ، كلّ هذا النشاط لا شكّ سينعكس بالإيجاب على الحركة الاقتصادية في القدس الشريف حيث ستنشط الأسواق و المطاعم و الفنادق و حركة المواصلات و مظاهر التكافل ، و كلّ هذا من شأنه أن ينتج حركة شدّ رحالٍ و رباطاً دائمين في القدس عامة و في المسجد الأقصى خاصة ، و هذه الخطوات و ما يدور في فلكها هي الكفيلة وفق قناعتي للحفاظ على المصلّى المرواني . و المخاطر تزداد على المسجد الأقصى ، ما هي رسالتكم لدائرة الأوقاف في القدس للحفاظ على مستقبل المسجد الأقصى ؟ - أقول لدائرة الأوقاف و العاملين فيها إن الله تعالى قد استحفظكم على أولى القبلتين و ثاني المسجدين و ثالث الحرمين ، و هي أمانة ثقيلة تعجز الجبال عن حملها ، و لذلك فعليكم أن تصبِروا في حمل هذه الأمانة الثقيلة التي هي آية في كتاب الله تعالى و جزءٌ من عقيدة كلّ مسلم و مسلمة حتى قيام الساعة .. و لتعلموا أن الحياة مواقف و أن الرجال مواقف و أن الأوقاف مواقف ، لذلك فنسأل الله تعالى أن يعينكم على حفظ أمانة الأقصى دون تفريطٍ و لو في حجرٍ من حجارته و دون ميلٍ إلى مساومات عليه و دون رضوخٍ لأيّ ضغوطٍ من أية جهة كانت ، حيث إننا نعلم و أنتم تعلمون أن الأقصى في خطر و المؤامرات عليه كثيرة و ثوابكم على الله تعالى . ماذا يمكن للأمة العربية و الإسلامية أن تقدّم للحفاظ على المسجد الأقصى ؟ - إن الأمة الإسلامية و العالم العربي بإمكانهما أن يقدّموا الشيء الكثير للمسجد الأقصى ، و أنا على يقينٍ أنه سيأتي اليوم الذي سيقدّمون فيه هذا الشيء الكثير للمسجد الأقصى و الذي سيكلّل الأقصى بتاج الوقار و الفخار ، و لكن كلّ ذلك مشروط بأن تأخذ الأمة الإسلامية و العالم العربي أخذاً صادقاً بسنة التغيير القرآنية التي قول الله تعالى فيها (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم) . كيف تقيمون عمل لجنة المتابعة و القطرية اليوم ، في ظلّ "فعالياتها" الأخيرة في الذكرى الرابعة لهِبَة القدس الأقصى ؟ - لا شكّ أن لجنتي المتابعة و القطرية بإمكانهما أن تقدّما أكثر بكثير مما هو عليه الحال الآن في قضية شهداء هبة القدس و الأقصى و كلّ الشهداء الذين سبقوهم أو لحقوهم . و قد قلت في مقالةٍ لي حول هذا الموضوع إنه قد تمّ الاتفاق على قرارات رائعة في لجنة المتابعة و في لجنة ذوي الشهداء حول هذه القضية ، و لكن المطلوب و هو الخطوة الضرورية الأولى أن نتعاطى مع هذه القضية تعاطياً يومياً ، و عندها فقط سيتمّ تطبيق كلّ تلك القرارات و سنباشر بتبنّي قراراتٍ أخرى و تنفيذها . هل تعتقد أن شارون سيطبّق خطة الانسحاب من غزة ؟ - هذا السؤال يحتاج إلى حديثٍ طويلٍ و لكن باختصارٍ مفيد أقول إن شارون يعمل على تحويل غزة إلى معسكر اعتقالٍ كبير يضمّ بين حدوده أكثر من مليون معتقل فلسطيني ، كيف ذلك ؟! شارون يعمل اليوم على تطويق غزة من كلّ جهاتها بمساحة أرضٍ عازلة ما بين غزة و العالم الخارجي و بذلك تصبح غزة جزيرة محاصرة من كلّ الجهات ، و لكن ليس بالماء و إنما بهذه الأرض العازلة التي ستخضع لرقابة (إسرائيلية) طوال الوقت بواسطة الدوريات العسكرية (الإسرائيلية) ، كما و ستخضع غزة لرقابة حياتها الداخلية بواسطة طيارات (إسرائيلية) بلا طيار طوال الوقت ، ثم إنا على قناعة أن المؤسسة (الإسرائيلية) و أمريكا و من يدور في فلكهما قد أعدتا قيادةً فلسطينيةً وفق مقاسهما ستوسّد لها مهمة إدارة معتقل غزة الكبير ، و إن أخشى ما أخشاه أن شارون سيقوم بكلّ ذلك تحت لافتة الانسحاب من جانب واحد بهدف أن يتفرّغ لفرض وضعية مشابهة على الضفة الغربية و بذلك يغلق ملف القضية الفلسطينية للأبد كما تُسوّل له نفسه . و هل تتوقّعون "حرباً أهلية" بين الشعب اليهودي على هذه الخلفية ؟ - شارون بكلّ ثمن يحاول تجنّب دفع الشعب اليهودي إلى "حربٍ أهلية" و لكن وفق قناعتي سيفشل و سيبقى احتمال وقوع هذه الحرب الأهلية في الشعب اليهودي متوقّعاً في كلّ لحظة لأن العقلية اليهودية التي باتت تسيطر على الشارع اليهودي هي عقلية عنصرية عدائية صدامية لا تطيق أن تنتظر أكثر مما انتظرت حتى الآن ، و قد تباشر في كلّ لحظةٍ لفرض بناء هيكلٍ على حساب المسجد الأقصى ، و هي لا تطيق التنازل عن شبرٍ واحدٍ من أرض الضفة الغربية و قطاع غزة ، بل هي ترى بنفسها أنها ما زالت متهاونة في موقفها مع الشعب الفلسطيني حيث لا تزال تسمح لهم بالعيش في الضفة الغربية و قطاع غزة و القدس الشريف ، بل إن البعض منهم يرى ضرورة حتى لطردنا من المثلث و الجليل و النقب و المدن الساحلية (عكا و حيفا و يافا و اللّد و الرملة) ، و كلّ ذلك باسم تعاليم التوراة و التلمود .. و لا شكّ أن هذه العقلية تحمِل في داخلها مواجهة كلّ من يقف في وجهها عسكريّاً إن لزم الأمر حتى و لو كانت أية حكومة (إسرائيلية) . الشعب الفلسطيني ما زال يعاني و تشتدّ آلامه في شهر رمضان ، ماذا تقولون للشعب الفلسطيني في هذا الشهر المبارك؟ - أقول لشعبنا الفلسطيني أن اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون ، و أقول لهم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون ، و ترجون من الله مالا يرجون .. و أقول لهم : "إن النصر مع الصبر و إن الفرج مع الكرب و إن مع العسر يسراً" .. و أقول لهم إن من نعمة الله عليكم أن اجتباكم لتكونوا رأس الحربة في مواجهة امتداد المشروع الصهيوني في قلب العالم الإسلامي و العربي ، فأنا أعلم و أنتم تعلمون و كلّ عاقلٍ يعلم أنه لولا الحقبة الفلسطينية التي اجتباها الله تعالى للوقوف في وجه زحف المشروع الصهيوني لتغلغل هذا المشروع حتى نخاع العالم الإسلامي و العربي .. ثم أقول لشعبنا الفلسطيني الشجاعة صبر ساعة و بشائر القرآن ها هي تنادينا : )ألا إن نصر الله قريب( سيما و نحن في شهر رمضان الكريم شهر الفتوح و الانتصارات . كيف ترون مستقبل العراق في ظلّ التطوّرات هناك ؟ - ما بات يجتمع لدينا من معلوماتٍ بواسطة البرامج المختلفة في القنوات التلفازية حول العراق أن أمريكا تخسر ما معدّله عشرين جندياً كلّ يوم ، و إن كان ذلك لا تبرزه وسائل الإعلام في نشراتها الإخبارية ، حيث إن معظم ما تبرزه هو حوادث قتل الشرطة العراقية أو بعض المدنيين العراقيين .. و كان هناك محاولة لتغييب دور المقاومة العراقية بالتصدّي للوجود الأمريكي ، و ما بات يجتمع لدينا أن هناك صحوة إسلامية غير مسبوقة في المجتمع العراقي و أن المساجد تغصّ بآلاف الشباب ، و ما بات يجتمع لدينا أن هناك حوادث اغتيالٍ متواصلة لعلماء العراق و البعض يشير إلى دور الموساد في هذه الاغتيالات ، و ما بات يجتمع لدينا أن هناك تغلغلاً مخابراتياً (إسرائيلياً) في العراق لدرجة أن بعض الوزراء العراقيين يستعينون بمستشارين (إسرائيليين) ، بالإضافة إلى ذلك فهناك مخطّطات غربيّة لئيمة لتعميق الخراب و الفقر و المرض و الجهل في العراق .. و لكن كلّ ذلك لن ينفعهم لأن قدر الله تعالى هو الغالب حيث إنني مطمئِن حتى الآن إلى أن المقصود بقول الله تعالى )بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد( هم الشعب العراقي ، و لذلك فإن لهم دوراً حاسماً في الصراع القائم من القدس الشريف إلى بغداد و قد يكون ذلك قريباً من حيث لا ننتظر نحن و لا غيرنا . و قد اشتدت الحرب على الإسلام و المسلمين في عدة دولٍ .. ما هي رسالتكم للشعوب و الحكام العرب و المسلمين في شهر رمضان ؟ - أما الحكّام فإني أذكّرهم بوصية جبريل الأمين التي قالها لرسول الله r : "عش ما شئت فإنك ميّت ، و أحبب ما شئت فإنك مفارق ، و اعمل ما شئت فإنك ستُجزى به" ، و بما أن رمضان الكريم هو شهر المغفرة و الرحمة و العتق من النار فما أجمل أن يتفكّر الحكّام في هذه الوصية التي يقول فيها الفاروق عمر - رضي الله عنه - : "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و زِنوا أعمالكم قبل أن توزَن لكم فاليوم عملٌ بلا حساب ، و غداً حساب بلا عمل" ، و هل غاب عنكم يا معشر الحكّام صرخة الفاروق عمر - رضي الله عنه - التي يقول فيها : "و الله لو أن بغلة تعثّرت في العراق لخفت أن يسألني الله تعالى عنها لِمَ لم أُسَوِّ لها الطريق" ، فيا معشر الحكّام ماذا عن الملايين من أهلنا الذين يتعثّرون أمام أعينكم بين شهيدٍ و جريحٍ و سجين و طريد و شريد و لاجئ و مهجّر و أرملة و يتيم و جائع و مظلوم و مريض و مقهور ؟! من لجرح فلسطين ؟! من لجرح العراق ؟! من لجرح أفغانستان و السودان و الصومال و الشيشان و كشمير و غيرها من مئات الجراح ؟! من لكلّ هذه الجراح إن لم يكن أنتم ؟! و ماذا ستقولون لله - تعالى - عن كلّ هذه الجراح الدامية ؟! و ماذا ستقولون لله - تعالى - عن كلّ هذه العيون الباكية ؟! و ماذا ستقولون لله – تعالى - عن كلّ هذه البطون الخاوية ؟! و الله إنها لأمانة ثقيلة في أعناقكم و ستسألون عنها ؟! فهل حفظتموها أم ضيّعتموها ؟! ... و أما الشعوب فإني أذكّرهم بقول الله تعالى )إن الله لا يغيّر ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم( ، و أذكّرهم بقول الرسول r : "كما تكونوا يولّى عليكم" .. و أذكّر العلماء بشكلٍ خاص بقول الرسول r : "الساكت عن الحقّ شيطان أخرس" .. ثم أدعو الله - تعالى - أن يوفّق العلماء العاملين بعقد مصالحةٍ تاريخية صادقة في هذا الشهر الفضيل بين الحكّام و الشعوب علّها ترفع عنّا ما نحن فيه من همّ و غمّ و حزن . أمنيتكم في شهر رمضان المبارك ؟ - أمنيتنا الأولى أن يجعلنا الله – تعالى - من عتقاء رمضان الكريم ، ثم أمنيتنا أن ينعم شعبنا الفلسطيني بالأمن و الحرية و الاستقلال في أقرب وقت ، ثم أمنيتنا أن يتخلّص عالمنا الإسلامي و العربي من كلّ مظاهر الاستعمار المكشوف كما في العراق و أفغانستان و كشمير و الشيشان ، و أن يتخلّص من كلّ مظاهر الاستعمار غير المكشوف في كثيرٍ من دول العالم الإسلامي و العربي .. ثم أمنيتنا أن يعمّ السلام العالمي الذي لن يتحقّق إلاّ إذا قامت الخلافة الإسلامية الراشدة التي ستملأ الأرض قسطاً و عدلاً بعد أن مُلِئت ظلماً و جوراً . يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان