رغم الحصار .. 100 ألف مصلي في الأقصى

[أسامة الكباريتي]

رغم الإجراءات الصهيونيّة المشدّدة

مائة ألف مصلٍّ يؤمّون المسجد الأقصى

القدس المحتلة – خاص :

في ظلّ إجراءاتٍ أمنية صهيونية مشدّدة أمّ المسجد الأقصى المبارك أكثر من مائة ألف مصلٍّ في الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك .. و كثّفت السلطات الصهيونية من وجودها في المدينة المقدسة و دفعت بالمئات من أفراد الشرطة و ما يسمّى بـ "حرس الحدود" الصهيوني الذين تمركزوا على أبواب المدينة المقدّسة و المسجد الأقصى المبارك و فوق أسطح المنازل المؤدّية إلى المسجد و أسوار البلدة القديمة .

و شدّدت الشرطة الصهيونية منذ ساعات الصباح الباكر من إجراءاتها على المدينة و دقّقت في هويّات المئات من المصلين . و قامت السلطات الصهيونية بوضع الحواجز في المناطق المؤدّية إلى مداخل مدينة القدس المحتلة و أبواب البلدة القديمة و نصبت عشرات الحواجز المؤقتة قبل صلاة الجمعة .

و أغلقت الحواجز الثابتة على حدود المدينة مع الضفة الغربية و أعادت العديد من المركبات و الحافلات و شوهد العشرات من المواطنين الفلسطينيين من سكان الضفة و هم عائدون إلى أماكن سكناهم من تلك الحواجز أو بعد إنزالهم من الحافلات من قبل أفراد حرس الحدود الصهيونيّ .

و أغلقت الشرطة الصهيونية العديد من الطرق المؤدّية إلى الحرم و المناطق المحيطة بأسوار البلدة القديمة أمام حركة السير و منها شارع صلاح الدين و شارع السلطان سليمان في حين سمح فقط للحافلات العامة بدخولها مما سبّب في حالة ازدحام شديدة في المدينة و جميع الطرق المؤدّية إليها .

و راقبت الشرطة الصهيونية ما يجري في المسجد الأقصى المبارك عن كثب من خلال إطلاقها لمنطاد و تحليق طائرة عمودية تابعة لها في سماء المدينة .

و ندّد خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ إسماعيل نواهضة في خطبة صلاة الجمعة بالإجراءات الصهيونية التي حالت دون وصول آلاف المصلين من أبناء الضفة الغربية و قطاع غزة لأداء صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان في المسجد الأقصى المبارك .

و حيّى جموع المصلّين الذين تجاوزوا كلّ العقبات و الحواجز و المضايقات و الجدران الصهيونية أفراداً و جماعات و قال مخاطباً المصلين : "جئتم إلى المسجد لتعلنوها صراحة واضحة أن المسجد الأقصى المبارك في القلوب و الأرواح لأنه أولى القبلتين و ثاني المسجدين و ثالث المساجد التي تشدّ إليها الرحال رمز عقيدة المسلمين و تاج عزّهم و منبع كرامتهم ، أمّته الأنبياء و عاش في كنفه العلماء و الأولياء و أًسري إليه بالنبي المصطفى و منه عرج به إلى السماوات العلى حيث سدرة المنتهى" .

و أشار إلى أن المسجد الأقصى المبارك هو درّة مدينة القدس و أن القدس زهرة فلسطين و أن أرض الإسراء و المعراج أرض إسلامية وقفية و ستبقى هكذا إلى يوم الدين رغم كلّ ما يحدث عليها من تغييرات جغرافية و عمرانية و سكانية و رغم تقاعس العرب و المسلمين عن نصرتها و العمل على تحريرها فحكم الله ماضٍ و وعده صادق و لن يخلف وعده .

و أردف قائلاًَ : "إن ما يجري في الدول الإسلامية عامة و في فلسطين و العراق خاصة من قتلٍ و اضطهاد و تشريد و هدم للبيوت و تجريف للأرض و الاستيلاء عليها و تحويل حياة هذه الشعوب إلى جحيمٍ لا يطاق لتدمير البنية التحتية لها و المجازر الجماعية التي ترتكب هنا و هناك كلّ ذلك يوضّح لنا بصورة لا تقبل الشك أن صورة العداء و العدوان المستحكمة في نفوس المحتلين و صورة الاضطهاد لهذه الشعوب تحت رعاية المؤسسات الدولية التي تهيمن عليها أمريكا و (إسرائيل)" ..

و أوضح أن ما نشاهده في العراق و فلسطين تقشعر منه الأبدان و يشيب من هوله الأطفال و هو يذكّرنا بالمجازر التي تعرّض لها شعبنا الفلسطيني منذ النكبة الأولى و التي من أبرزها مجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة خليل الرحمن قبل 10 أعوام و التي حدثت في مثل هذا اليوم أثناء صلاة الفجر على يد السفاح الإرهابي (باروخ جولدشتاين) ..

و قال الشيخ نواهضة : "لقد كانت مجزرة رهيبة خطّط لها بصورة متناهية و سقط على إثرها عشرات الشهداء و جرح المئات من أبناء المدينة" ، مؤكّداً أنه من الصعب أن تخرج هذه المجزرة من الذاكرة الفلسطينية و على الأقل من ذاكرة الذين عاشوا أحداثها و مما يساعد على ذلك تجمّع آلاف المستوطنين كلّ عامٍ حول قبر ذلك المجرم للاحتفال به و تأدية الصلاة عند قبره و اعتباره (قديساً) و يحاولون إضفاء الصفة القانونية على هذه المجزرة التي قام بها عام 1994م .

و كان خطيب الأقصى قد تناول في خطبته الأولى فضل رمضان و المعارك و الانتصارات العظيمة التي حقّقها المسلمون خلال هذا الشهر الفضيل كمعركة بدر .

و دعا خطيب المسجد الأقصى المبارك المسلمين بالإسراع في إخراج زكاة الأموال و صدقات الفطر و المساهمة في مشاريع الخير إقتداءاً بالرسول صلى الله عليه و سلم و تطبيقاً لمبدأ التكافل الاجتماعي مع أبناء هذه الأمة .. و قال : "امسحوا دمعة اليتيم و فرّجوا كربة المحتاجين" ..