الحمدلله رجعت من الحج

[pink rose]

ميرسي كتير يا جماعة

و عقبالكم كلكم يا رب مرات و مرات و مرات

و تقبل الله منا و منكم صالح الاعمال

[شرف الدين]

الفاضلة / بينك

الحملات الغير نظامية دايما بتكون فيها مشاكل سوء التنظيم ..

أنا الحمد لله حجيت مرتين .. المرة الأولى كانت من حوالي 5 سنين .. كنت لوحدي وكنت مع حملة نظامية .. لكني قضيت المناسك كلها تقريبا مشي على رجليا .. وكانت أول مرة أعرف أن المشي أفضل بكتير جدا من ركوب الباص ..

يعني مثلا يوم عرفة .. كان في مخيم محجوز في منطقة عرفة .. لما وصلنا المخيم .. انا ما رضيتش أقعد .. وقلت أنا مش جاي الحج عشان أقعد .. ورحت قايم ماشي رحت لمسجد نمرة عشان أحضر خطبة عرفة .. وبعد ما حضرت الخطبة .. سألت جبل الرحمة فين .. وفضلت ماشي لحد ما وصلت جبل الرحمة .. ووقفت تحته أدعي .. المهم على ما الشمس غربت .. رجعت عشان ألاقي الأتوبيس .. طبعا مفيش كان مشي .. سألنا الناس نروح مزدلفة منين .. قالوا امشي مع الناس اللي ماشية دي .. فضلنا ماشيين في زحمة كبيرة جدا لحد ما خرجنا من منطقة عرفة .. ولقينا طريق واسع كبير ومنور مخصص للمشاة والزحمة فيه خفت جدا .. وحتى الآن لا أنسى هذه اللحظات .. كانت أجمل لحظات الحج .. النفرة من عرفة لمزدلفة .. المهم بعد مشي حوالي ساعة وربع وصلنا مزدلفة .. والأجمل إننا وصلناها عند مسجد المشعر الحرام .. وصلنا عنده بالظبط وصلينا هناك .. وبتنا ليلة هناك .. حتى لقينا ست مصرية تايهة من الولد اللي معاها ( كان جارها ) .. وفضلنا معاها ( كنت أنا وولد مصري كمان ) ليلتها لحد ما رجعناها له .. وما بين الشبكة مشغولة والبطارية بتاعة الموبايل فضيت وفين وفين لحد ما عرفنا نشحن البطارية .. وفين وفين لحد ما الشبكة جمعت وعرفنا نكلم الولد اللي كان معاها .. وقدرنا نرجعها له ..حتى أنا فاكر بنتها كانت في هولندا وكان الحاجة دي معاها رقمها في هولندا .. واتصلنا بيها نسألها على رقم الولد جارهم حتى إن مش هنسى البنت تقولي ( ماما ماتت قولي متكدبش عليا ) وأنا أحلف لها بالله العظيم إنها ما ماتت بس تعبت شوية من تعب الحج وعايزين رقم الولد جارهم ده عشان نكلمه .. المهم قدرنا في الآخر نرجعها له.

الرحلة مشي من عرفة لمزدلفة خدت حوالي ساعة وربع ... الأتوبيس بقى اللي اتحرك من عرفة مع صلاة المغرب وصل مزدلفة الساعة 2 بالليل ...

بعد ما بتنا في مزدلفة بعد الفجر خدنا بعضنا مشي برضه وطلعنا على منى عشان نرمي الجمرة ونتحلل .. لا أنسى واحنا رايحين منى طابور الأفارقة .. الأفارقة اخوانا دول ربنا ينجيكم منهم .. عمالقة طبعا ومش بيبصوا تحتيهم .. بيبصوا ادامهم وبس وطبعا هما عمالقة مش بيشوفوا الناس اللي زينا ودايما ماشيين في طابور .. وعادي جدا انه يخبطك ويوقعك .. أول ما شفنا طابور الأفارقة جاي كلنا جرينا نوسع لهم السكة .. المهم وصلنا منى ورمينا الجمرة .. وهناك الموبايل بتاعي وقع مني .. وبعد ما اتحللنا رجعنا المخيم تاني . كانت دي أول مرة أشوف فيها الحملة من بعد مخيم عرفة .. وهناك من المخيم .. واحد سألني الموبايل بتاعك فين .. قلت له وقع مني وأنا برمي الجمرة .. قالي رنيت عليه .. قلت له لأ مهو أكيد زمانه اتكسر 100 حته .. قام رانن عليه وسبحان الله لقيناه مع عسكري عند مسجد الخيف .. ورحت خدته منه.

أيام التشريق بقى كنت بنزل كل يوم من منى للمسجد الحرام مشي برضه في طريق واحد من منى للمسجد الحرام بنعدي فيه في نفقين .. تخرج منه تلاقي نفسك في وش الحرم .. كنت بنزل أصلي المغرب والعشا في الحرم وأرجع تاني منى بعد العشا. كنت باخد الطريق من منى للحرم في حوالي ساعة.

آخر يوم بقى اللي كنا ماشيين فيه .. ده اللي اضطريت أركب فيه الأتوبيس .. ووصلنا الحرم في 7 ساعات .. هناك دخلنا الحرم ساعة صلاة العشا ... مشهد لا يصدقه عقل .. زحمة غير عادية لدرجة مش لاقيين مكان نقف فيه أصلا .. وصلنا لحد حنفيات مية زمزم اتوضينا ومفيش مكان نصلي فيه غير اللي احنا واقفين فيه .. طبعا الأرض كانت مبلولة مية بس هنعمل ايه .. قلت يالاه مش مشكلة .. وقمت واقف مصلي في نفس المكان .. وبدأنا الطواف بعد العشا وخصلنا برضه حوالي الساعة 2 بالليل ...

من المشاهد التي لا أنساها مطلقا في الحجة الأولى دي .. يوم طواف الإفاضة .. أنا طلعت أطوف في الدور التالت عشان الزحمة .. الشوط في الدور التالت يعني يمكن يعادل على الأقل 5 أشواط في الدور الأول .. وإذا بي ألاقي جنبي حاجة من جنوب شرق أسيا .. أنا عرفت موطنها من ملابسها .. الست كبيرة في السن لدرجة إني عروق ايديها بارزة من جلدها .. ومع ذلك بتطوف جنبي في الدور التالت ولا بتشتكي ولا بتقول إنها تعبانة ولا لأي حاجة ..

ساعتها الواحد انكسف من نفسه قلت احنا الشباب اللي لسه صغيرين بنقول الحج تعب وووو .. ودي واحدة على الأقل فوق السبعين وبتطوف في الدور التالت ولوحدها .. ولا بتقول لحد سندني ولا راكبة عربية ولا لأي حاجة..

عرفت ساعتها بجد معنى جملة ( إن ربنا بيقدر ).