سلعة الله الغالية

[الدكتور ياسر]

نعم هي الجنة .. سلعة الله الغالية .. من دخلها لا يبأس أبدا .. و لا يمرض أبدا .. و لا يهرم أبدا .. و لا يموت أبدا ..

ليس فيها حزن و لا ألم .. و لا نصب و لا ندم .. لا يعز فيها مطلوب .. فكل مطلوب بلا حساب موجود ..

سرور بعد سرور .. و نعيم بعده نعيم .. لا ينفد و لا ينقطع .. هبة من رب رحيم ..

سئل أحد الصالحين : متى يجد العبد طعم الراحة ؟

فقال : عند أول قدم في الجنة ؟

تضاءلت أمامها كل متع الدنيا فكان موضع قدم أحدنا في الجنة خير من الدنيا و ما فيها .

كلما ازدادت الهموم و كثرت الأحزان و الأسقام تذكرنا نعيم الجنة و ما أعده الله فيها لعباده الصالحين فهان كل شيئ ..

يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : يؤتى بأبئس رجل في الدنيا من أهل الجنة فيغمس غمسة و احدة في الجنة ثم يقال له

هل رأيت بؤسا قط ؟؟ فيقول لا يا رب أنا في النعيم منذ خلقتني !!

سبحان الله .. أبئس رجل في الأرض . قد يكون قد قضى حياته كلها جائعا, مريضا , بلا مأوى , وبلا قريب . نسي كل هذا بغمسة واحدة في الجنة!

فكيف بمن سكنها فصارت مستقرا له ؟!

يدعوا إليها الله عباده الصالحين (( والله يدعوا إلى الجنة و المغفرة بإذنه )) (( و الله يدعوا إلى دار السلام ))

فسبحانه رحمته سبقت غضبه , فهو الرحمن الرحيم ..

كانت تلك مقدمة بسيطة لحديث محبب إلى القلوب .. عن جنة الرحمن .. و نستكمل بعدها إن شاء الله الحديث عن وصفها و أهلها ..

أسأل الله سبحانه أن يجعلنا جميعا من أهلها ..

اللهم آمين ..

[طارق مصرى]

أيوه كده يا دكتور الله ينور عاوزين شويه كلام يفتح النفس و خصوصا مع هذا الايام المفترجة

يا ريت الله يكرمك تجيب وصف الجنة وما فيها و وصف أهلها و الأحاديث اللى فيها رحمة ربنا الواسعة مع شوية شرح و تبسيط

و جزاك الله خيرا

[اثار]

يقول الله سبحانه و تعالى (( إلا من رحم ربك و لذلك خلقهم )) و يقول جل و علا (( وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون )) فالله سبحانه وتعالي يبين لنا في هاتين الآيتين أنه خلقنا لنعبده فنسعد بعبادته فيرحمنا . فالله سبحانه وتعالي غني عن تعذيب عباده .. خلقنا ليرحمنا .. و يسعدنا و يسكننا جنته يقول تبارك و تعالى في الحديث القدسي (( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر )) و يقول سبحانه في محكم التنزيل (( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )) ..

اللهم اجعلنا من أهل الجنه

[الدكتور ياسر]

أبواب الجنة

دعونا الآن نطرق أبواب الجنة ..

وهل للجنة من أبواب ؟؟ نعم لها ثمانية أبواب و ثبت ذلك بالنصوص الشرعية الصحيحة .

منها ما رواه البخاري ومسلم عن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنّ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله

وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنّ مُحَمّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنّ عِيسَىَ عَبْدُ اللّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنّ الْجَنّةَ حَقّ، وَأَنّ

النّارَ حَقّ، أَدْخَلَهُ الله مِنْ أَيّ أَبْوَابِ الْجَنّةِ الثّمَانِيَةِ شَاءَ".

ولهذه الأبواب أسماء ثبتت بنصوص شرعية، مثل: الصلاة والجهاد والصدقة والريان والأيمن .

والدليل ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أنفق زوجين في سبيل

الله نودي من أي أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب

الجهاد،

ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة.

ودليل الخامس ما رواه البخاري ومسلم أيضاً عن أبي هريرة في حديث شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: فيقال: يا محمد أدخل

الجنة من أمتك من لا حساب عليه من باب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب.

هذه بعض الأسماء التى فيها نص صحيح ..

و الان ما سعة تلك البواب ؟؟

من أول من يطرق باب الجنة ؟؟

للحديث بقية..

تم تعديل 10 نوفمبر 2011 بواسطة الدكتور ياسر

[الدكتور ياسر]

أول من يقرع باب الجنة هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم . و أول الأمم دخولا إلى الجنة هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

فروى مسلم في صحيحه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا أول من يقرع باب الجنة ). وروى مسلم عن أنس أيضا ، قال : قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : ( آتي باب الجنة فأستفتح ، فيقول الخازن: من أنت ؟ فأقول محمد . فيقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك ) . وثبت في

الصحيحين وسنن النسائي عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ، نحن أول الناس دخولا الجنة ) .

أما عن سعة أبواب الجنة ففى حديث أبي سعيد رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :إن ما بين مصراعين في الجنة

لمسيرة أربعين سنة .

وفي حديث الشفاعة الطويل الثابت في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ثم يفتح الله علي من

محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي يا رب أمتي يا رب

أمتي يا رب فيقال يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ثم قال

والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى).

وهجر تقع بالبحرين - أما بصرى فتقع بالقرب من دمشق .

[الدكتور ياسر]

المسلم يجب أن تكون له همة عالية . فيسأل الله أعلى درجات الجنة . و يسأله أن يكون في أول زمرة تدخل إلى الجنة

و أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، يتلقى كل واحد منهم

سبعون ألف خادم كأنهم اللؤلؤ، لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يمتخطون ولا يتفلون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة،

وأزواجهم الحور العين، أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم؛ ستون ذراعا في السماء، لكل رجل منهم زوجتان اثنتان، يرى

مخ ساقهما من وراء اللحم، وما في الجنة أعزب.

ويرجوا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن تكون أمته نصف أهل الجنة، وذاك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وما نحن من أهل الشرك إلا

كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو الشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر.

[أبو يمنى]

نسأل الله أن يرزقنا الفردوس الأعلى من الجنّة .

متابعين معك يا دكتور بإذن الله .

[الدكتور ياسر]

طعام أهل الجنة وشرابهم

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ما أول طعام يأكله أهل الحنة ؟

قال : " زيت كبد الحوت " .

فسئل عليه الصلاة والسلام .. ما غذاؤهم على أثره ( بعده )؟

فقال :" ينحر لهم ثور الجنة الذي يأكل من أطرافها "

. متفق عليه .. صحيح مسلم .

وفي الحقيقة بحثت عن معنى زيادة كبد الحوت فوجدتها أنها الجزء المعلق المتصل بالكبد و هو ألذ جزء فيها .

ومن الشراب الذي يتفضل الله به على أهل الجنة الخمر( يسقون من رحيق مختوم ، ختامه مسك )

والرحيق هو الخمر و لكنه يختلف بالتأكيد عن خمر الدنيا المحرم الذى يسبب الأوجاع و الأسقام و ذهاب العقل.

وتارة يمزج هذا الخمر بالكافور وهو بارد و تارة يمزج بالزنجبيل و هو حار.

[الدكتور ياسر]

مساكن أهل الجنة

أعد الله لأهل الجنة في الجنة مساكن طيبة فقال سبحانه: (ومساكن طيبة في جنات عدن) [التوبة: 72]. وقد سمى

الله في مواضع من كتابه هذه المساكن بالغرفات، قال - تعالى -: (وهم في الغرفات آمنون) [سبأ: 37]، وقال في

جزاء عباد الرحمن: (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما) [الفرقان: 75]، وقال -

تعالى - واصفاً هذه الغرفات: (لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا

يخلف الله الميعاد) [الزمر: 20].

قال ابن كثير: الغرف هي القصور الشاهقة .

وقد وصف لنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه القصور، ففي الحديث الذي يرويه أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه عن أبي مالك

الأشعري والترمذي عن عليٍّ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها،

وباطنها من ظاهرها، أعدها الله - تعالى - لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام ".

وقد أخبر الله سبحانه أن في الجنة خياماً، قال - تعالى -: (حور مقصورات في الخيام) [الرحمن: 72].

وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الخيام فقال " الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ثلاثون ميلاً، في كل زاوية

منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون"

وروى مسلم عن عبد الله بن قيس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة

مجوفة، طولها ستون ميلاً ٍ، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن، فلا يرى بعضهم بعضاً ".

وقد أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن صفات قصور بعض أزواجه وبعض أصحابه، ففي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة، قال: أتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم -

فقال: " يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معا إناء فيه إدام وطعام، فإذا أتتك فاقرأ - عليها السلام - من ربها ومني،

وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب".

والقصب هو اللؤلؤ .

وفي صحيح البخاري ومسلم عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة

أبي طلحة وسمعت خشفة، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال،

ورأيت قصراً بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك "، فقال عمر: بأبي أنت

وأمي يا رسول الله: أعليك أغار؟ ".

وقد أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالطريق الذي يحصل به المؤمن على مزيد من البيوت في الجنة، فالذي يبني لله مسجداً يبني الله له

بيتاً في الجنة.

وفي مسند أحمد وصحيحي البخاري ومسلم وسنن الترمذي وسنن ابن ماجة عن عثمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"من بنى مسجداً، يبتغي به وجه الله، بنى الله له مثله في الجنة ". وفي صحيح مسلم ومسند أحمد وسنن أبي داود، وسنن النسائي، وسنن ابن ماجة عن أم حبيبة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

" من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعاً، بنى الله له بيتاً في الجنة ".

تم تعديل 12 نوفمبر 2011 بواسطة الدكتور ياسر

[الدكتور ياسر]

بين الحين و الاخر يحتاج المرء لمن يذكره بما اعده الله له في الجنة إن أطاعه في الدنيا , فكم في هذه الدنيا من منغصات

فلا تكاد ترى فيها إنسانا واحدا ليس في حياته ما يحول بينه وبين السعادة الدائمة ..

أزعم انه لا راحة كاملة أبدا في هذه الدنيا ..

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال : لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقا كافرا فيها شربة ماء..

أسأل الله أن يجمعنا جميعا في جنته و مستقر رحمته ..

أبيات رائعة لابن القيم ..

http://www.youtube.com/watch?v=zCcR5rMzknM#t=255s