باهى الطائر الحزين بتاريخ: 25 نوفمبر 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 نوفمبر 2011 بسم الله الرحمن الرحيم يحلو لى ان اعود وإياكم الى زمن الأدب الجميل بنبذه شائقه عن علم من أعلام اللغة والأدب كتبها استاذنا : على المطيرى / احد مؤسسى منتدى رواء الأدب أحمد شوقي.. أمير الشعراء كان الشعر العربي على موعد مع القدر، ينتظر من يأخذ بيده، ويبعث فيه روحًا جديدة تبث فيه الحركة والحياة، وتعيد له الدماء في الأوصال، فتتورد وجنتاه نضرة وجمالاً بعد أن ظل قرونًا عديدة واهن البدن، خامل الحركة، كليل البصر. وشاء الله أن يكون "البارودي" هو الذي يعيد الروح إلى الشعر العربي، ويلبسه أثوابًا قشيبة، زاهية اللون، بديعة الشكل والصورة، ويوصله بماضيه التليد، بفضل موهبته الفذة وثقافته الواسعة وتجاربه الغنية. ولم يشأ الله تعالى أن يكون البارودي هو وحده فارس الحلبة ونجم عصره- وإن كان له فضل السبق والريادة- فلقيت روحه الشعرية الوثابة نفوسًا تعلقت بها، فملأت الدنيا شعرًا بكوكبة من الشعراء من أمثال: إسماعيل صبري، وحافظ إبراهيم، وأحمد محرم، وأحمد نسيم، وأحمد الكاشف، وعبد الحليم المصري. وكان أحمد شوقي هو نجم هذه الكوكبة وأميرها بلا منازع عن رضى واختيار، فقد ملأ الدنيا بشعره، وشغل الناس، وأشجى القلوب. المولد والنشأة ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في (20 من رجب 1287 هـ = 16 من أكتوبر 1870م) لأب شركسي وأم من أصول يونانية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه. وبعد أن أنهى تعليمه بالمدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره التحق بمدرسة الحقوق سنة (1303هـ = 1885م)، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ "محمد البسيوني"، ورأى فيه مشروع شاعر كبير، فشجّعه، وكان الشيخ بسيوني يُدّرس البلاغة في مدرسة الحقوق ويُنظِّم الشعر في مدح الخديوي توفيق في المناسبات، وبلغ من إعجابه بموهبة تلميذه أنه كان يعرض عليه قصائده قبل أن ينشرها في جريدة الوقائع المصرية، وأنه أثنى عليه في حضرة الخديوي، وأفهمه أنه جدير بالرعاية، وهو ما جعل الخديوي يدعوه لمقابلته. السفر إلى فرنسا وبعد عامين من الدراسة تخرّج من المدرسة، والتحق بقصر الخديوي توفيق، الذي ما لبث أن أرسله على نفقته الخاصة إلى فرنسا، فالتحق بجامعة "مونبلييه" لمدة عامين لدراسة القانون، ثم انتقل إلى جامعة باريس لاستكمال دراسته حتى حصل على إجازة الحقوق سنة (1311هـ = 1893م)، ثم مكث أربعة أشهر قبل أن يغادر فرنسا في دراسة الأدب الفرنسي دراسة جيدة ومطالعة إنتاج كبار الكتاب والشعر. العودة إلى مصر عاد شوقي إلى مصر فوجد الخديوي عباس حلمي يجلس على عرش مصر، فعيّنه بقسم الترجمة في القصر، ثم ما لم لبث أن توثَّقت علاقته بالخديوي الذي رأى في شعره عونًا له في صراعه مع الإنجليز، فقرَّبه إليه بعد أن ارتفعت منزلته عنده، وخصَّه الشاعر العظيم بمدائحه في غدوه ورواحه، وظل شوقي يعمل في القصر حتى خلع الإنجليز عباس الثاني عن عرش مصر، وأعلنوا الحماية عليها سنة (1941م)، وولّوا حسين كامل سلطنة مصر، وطلبوا من الشاعر مغادرة البلاد، فاختار النفي إلى برشلونة في إسبانيا، وأقام مع أسرته في دار جميلة تطل على البحر المتوسط. شعره في هذه الفترة ودار شعر شوقي في هذه الفترة التي سبقت نفيه حول المديح؛ حيث غمر الخديوي عباس حلمي بمدائحه والدفاع عنه، وهجاء أعدائه، ولم يترك مناسبة إلا قدَّم فيها مدحه وتهنئته له، منذ أن جلس على عرش مصر حتى خُلع من الحكم، ويمتلئ الديوان بقصائد كثيرة من هذا الغرض. ووقف شوقي مع الخديوي عباس حلمي في صراعه مع الإنجليز ومع من يوالونهم، لا نقمة على المحتلين فحسب، بل رعاية ودفاعًا عن ولي نعمته كذلك، فهاجم رياض باشا رئيس النُظّار حين ألقى خطابًا أثنى فيه على الإنجليز وأشاد بفضلهم على مصر، وقد هجاه شوقي بقصيدة عنيفة جاء فيها: وبلغ من تشيعه للقصر وارتباطه بالخديوي أنه ذمَّ أحمد عرابي وهجاه بقصيدة موجعة، ولم يرث صديقه مصطفى كامل إلا بعد فترة، وكانت قد انقطعت علاقته بالخديوي بعد أن رفع الأخير يده عن مساندة الحركة الوطنية بعد سياسة الوفاق بين الإنجليز والقصر الملكي؛ ولذلك تأخر رثاء شوقي بعد أن استوثق من عدم إغضاب الخديوي، وجاء رثاؤه لمصطفى كامل شديد اللوعة صادق الأحزان، قوي الرنين، بديع السبك والنظم، وإن خلت قصيدته من الحديث عن زعامة مصطفى كامل وجهاده ضد المستعمر، ومطلع القصيدة: وارتبط شوقي بدولة الخلافة العثمانية ارتباطًا وثيقًا، وكانت مصر تابعة لها، فأكثر من مدح سلطانها عبد الحميد الثاني؛ داعيًا المسلمين إلى الالتفات حولها؛ لأنها الرابطة التي تربطهم وتشد من أزرهم، فيقول: ولما انتصرت الدولة العثمانية في حربها مع اليونان سنة (1315هـ = 1887م) كتب مطولة عظيمة بعنوان "صدى الحرب"، أشاد فيها بانتصارات السلطان العثماني، واستهلها بقوله: وهي مطولة تشبه الملاحم، وقد قسمها إلى أجزاء كأنها الأناشيد في ملحمة، فجزء تحت عنوان "أبوة أمير المؤمنين"، وآخر عن "الجلوس الأسعد"، وثالث بعنوان "حلم عظيم وبطش أعظم". ويبكي سقوط عبد الحميد الثاني في انقلاب قام به جماعة الاتحاد والترقي، فينظم رائعة من روائعه العثمانية التي بعنوان "الانقلاب العثماني وسقوط السلطان عبد الحميد"، وقد استهلها بقوله: ولم تكن صلة شوقي بالترك صلة رحم ولا ممالأة لأميره فحسب، وإنما كانت صلة في الله، فقد كان السلطان العثماني خليفة المسلمين، ووجوده يكفل وحدة البلاد الإسلامية ويلم شتاتها، ولم يكن هذا إيمان شوقي وحده، بل كان إيمان كثير من الزعماء المصريين. وفي هذه الفترة نظم إسلامياته الرائعة، وتعد قصائده في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أبدع شعره قوة في النظم، وصدقًا في العاطفة، وجمالاً في التصوير، وتجديدًا في الموضوع، ومن أشهر قصائده "نهج البردة" التي عارض فيها البوصيري في بردته، وحسبك أن يعجب بها شيخ الجامع الأزهر آنذاك محدث العصر الشيخ "سليم البشري" فينهض لشرحها وبيانها. يقول في مطلع القصيدة: ومن أبياتها في الرد على مزاعم المستشرقين الذين يدعون أن الإسلام انتشر بحد السيف: ويلحق بنهج البردة قصائد أخرى، مثل: الهمزية النبوية، وهي معارضة أيضًا للبوصيري، وقصيدة ذكرى المولد التي مطلعها: كما اتجه شوقي إلى الحكاية على لسان الحيوان، وبدأ في نظم هذا الجنس الأدبي منذ أن كان طالبًا في فرنسا؛ ليتخذ منه وسيلة فنية يبث من خلالها نوازعه الأخلاقية والوطنية والاجتماعية، ويوقظ الإحساس بين مواطنيه بمآسي الاستعمار ومكائده. وقد صاغ شوقي هذه الحكايات بأسلوب سهل جذاب، وبلغ عدد تلك الحكايات 56 حكاية، نُشرت أول واحدة منها في جريدة "الأهرام" سنة (1310هـ = 1892م)، وكانت بعنوان "الهندي والدجاج"، وفيها يرمز بالهندي لقوات الاحتلال وبالدجاج لمصر. النفي إلى إسبانيا وفي الفترة التي قضاها شوقي في إسبانيا تعلم لغتها، وأنفق وقته في قراءة كتب التاريخ، خاصة تاريخ الأندلس، وعكف على قراءة عيون الأدب العربي قراءة متأنية، وزار آثار المسلمين وحضارتهم في إشبيلية وقرطبة وغرناطة. وأثمرت هذه القراءات أن نظم شوقي أرجوزته "دول العرب وعظماء الإسلام"، وهي تضم 1400 بيت موزعة على (24) قصيدة، تحكي تاريخ المسلمين منذ عهد النبوة والخلافة الراشدة، على أنها رغم ضخامتها أقرب إلى الشعر التعليمي، وقد نُشرت بعد وفاته. وفي المنفى اشتد به الحنين إلى الوطن وطال به الاشتياق وملك عليه جوارحه وأنفاسه. ولم يجد من سلوى سوى شعره يبثه لواعج نفسه وخطرات قلبه، وظفر الشعر العربي بقصائد تعد من روائع الشعر صدقًا في العاطفة وجمالاً في التصوير، لعل أشهرها قصيدته التي بعنوان "الرحلة إلى الأندلس"، وهي معارضة لقصيدة البحتري التي يصف فيها إيوان كسرى، ومطلعها: وقد بلغت قصيدة شوقي (110) أبيات تحدّث فيها عن مصر ومعالمها، وبثَّ حنينه وشوقه إلى رؤيتها، كما تناول الأندلس وآثارها الخالدة وزوال دول المسلمين بها، ومن أبيات القصيدة التي تعبر عن ذروة حنينه إلى مصر قوله: العودة إلى الوطن أحمد شوقي و سعد زغلول عاد شوقي إلى الوطن في سنة (1339هـ = 1920م)، واستقبله الشعب استقبالاً رائعًا واحتشد الآلاف لتحيته، وكان على رأس مستقبليه الشاعر الكبير "حافظ إبراهيم"، وجاءت عودته بعد أن قويت الحركة الوطنية واشتد عودها بعد ثورة 1919م، وتخضبت أرض الوطن بدماء الشهداء، فمال شوقي إلى جانب الشعب، وتغنَّى في شعره بعواطف قومه وعبّر عن آمالهم في التحرر والاستقلال والنظام النيابي والتعليم، ولم يترك مناسبة وطنية إلا سجّل فيها مشاعر الوطن وما يجيش في صدور أبنائه من آمال. لقد انقطعت علاقته بالقصر واسترد الطائر المغرد حريته، وخرج من القفص الذهبي، وأصبح شاعر الشعب المصري وترجمانه الأمين، فحين يرى زعماء الأحزاب وصحفها يتناحرون فيما بينهم، والمحتل الإنجليزي لا يزال جاثم على صدر الوطن، يصيح فيهم قائلاً: ورأى في التاريخ الفرعوني وأمجاده ما يثير أبناء الشعب ويدفعهم إلى الأمام والتحرر، فنظم قصائد عن النيل والأهرام وأبي الهول. ولما اكتشفت مقبرة توت عنخ أمون وقف العالم مندهشًا أمام آثارها المبهرة، ورأى شوقي في ذلك فرصة للتغني بأمجاد مصر؛ حتى يُحرِّك في النفوس الأمل ويدفعها إلى الرقي والطموح، فنظم قصيدة رائعة مطلعها: وامتد شعر شوقي بأجنحته ليعبر عن آمال العرب وقضاياهم ومعاركهم ضد المستعمر، فنظم في "نكبة دمشق" وفي "نكبة بيروت" وفي ذكرى استقلال سوريا وذكرى شهدائها، ومن أبدع شعره قصيدته في "نكبة دمشق" التي سجّل فيها أحداث الثورة التي اشتعلت في دمشق ضد الاحتلال الفرنسي، ومنها: ولم تشغله قضايا وطنه عن متابعة أخبار دولة الخلافة العثمانية، فقد كان لها محبًا عن شعور صادق وإيمان جازم بأهميتها في حفظ رابطة العالم الإسلامي، وتقوية الأواصر بين شعوبه، حتى إذا أعلن "مصطفى كمال أتاتورك" إلغاء الخلافة سنة 1924 وقع الخبر عليه كالصاعقة، ورثاها رثاءً صادقًا في قصيدة مبكية مطلعها: إمارة الشعر أصبح شوقي بعد عودته شاعر الأمة المُعبر عن قضاياها، لا تفوته مناسبة وطنية إلا شارك فيها بشعره، وقابلته الأمة بكل تقدير وأنزلته منزلة عالية، وبايعه شعراؤها بإمارة الشعر سنة (1346هـ = 1927م) في حفل أقيم بدار الأوبرا بمناسبة اختياره عضوًا في مجلس الشيوخ، وقيامه بإعادة طبع ديوانه "الشوقيات". وقد حضر الحفل وفود من أدباء العالم العربي وشعرائه، وأعلن حافظ إبراهيم باسمهم مبايعته بإمارة الشعر قائلاً: مسرحيات شوقي بلغ أحمد شوقي قمة مجده، وأحس أنه قد حقق كل أمانيه بعد أن بايعه شعراء العرب بإمارة الشعر، فبدأ يتجه إلى فن المسرحية الشعرية، وكان قد بدأ في ذلك أثناء إقامته في فرنسا لكنه عدل عنه إلى فن القصيد. وأخذ ينشر على الناس مسرحياته الشعرية الرائعة، استمد اثنتين منها من التاريخ المصري القديم، وهما: "مصرع كليوباترا" و"قمبيز"، والأولى منهما هي أولى مسرحياته ظهورًا، وواحدة من التاريخ الإسلامي هي "مجنون ليلى"، ومثلها من التاريخ العربي القديم هي "عنترة"، وأخرى من التاريخ المصري العثماني وهي "علي بك الكبير"، وله مسرحيتان هزليتان، هما: "الست هدي"، و"البخيلة". ولأمر غير معلوم كتب مسرحية "أميرة الأندلس" نثرًا، مع أن بطلها أو أحد أبطالها البارزين هو الشاعر المعتمد بن عباد. وقد غلب الطابع الغنائي والأخلاقي على مسرحياته، وضعف الطابع الدرامي، وكانت الحركة المسرحية بطيئة لشدة طول أجزاء كثيرة من الحوار، غير أن هذه المآخذ لا تُفقِد مسرحيات شوقي قيمتها الشعرية الغنائية، ولا تنفي عنها كونها ركيزة الشعر الدرامي في الأدب العربي الحديث. مكانة شوقي منح الله شوقي موهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة، لا يجد عناء في نظم القصيدة، فدائمًا كانت المعاني تنثال عليه انثيالاً وكأنها المطر الهطول، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث. وكان شوقي مثقفًا ثقافة متنوعة الجوانب، فقد انكب على قراءة الشعر العربي في عصور ازدهاره، وصحب كبار شعرائه، وأدام النظر في مطالعة كتب اللغة والأدب، وكان ذا حافظة لاقطة لا تجد عناء في استظهار ما تقرأ؛ حتى قيل بأنه كان يحفظ أبوابًا كاملة من بعض المعاجم، وكان مغرمًا بالتاريخ يشهد على ذلك قصائده التي لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلا المتعمقون في دراسة التاريخ، وتدل رائعته الكبرى "كبار الحوادث في وادي النيل" التي نظمها وهو في شرخ الشباب على بصره بالتاريخ قديمه وحديثه. وكان ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء. وإلى جانب ثقافته العربية كان متقنًا للفرنسية التي مكنته من الاطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها، وهذا ما ظهر في بعض نتاجه وما استحدثه في العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة. وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله في ذلك أوابد رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: "عذراء الهند"، ورواية "لادياس"، و"ورقة الآس"، و"أسواق الذهب"، وقد حاكى فيه كتاب "أطواق الذهب" للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة. وقد جمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه "الشوقيات"، ثم قام الدكتور محمد صبري السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه "الشوقيات المجهولة". وفاته ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن الموت فاجأه بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، وفاضت روحه الكريمة في (13 من جمادى الآخرة = 14 من أكتوبر 1932م). وكالريح لا يركن إلي جهه إلا وهيأ لأخري راحله ... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
باهى الطائر الحزين بتاريخ: 25 نوفمبر 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 نوفمبر 2011 للشاعر مسرحيتان شعريتان / وربما اكثر لا امتلك المعلومه كنت قد قرأتهما فى مطلع شبابى وقد نالى استحسانى واثارا شغفى الى قرأة مؤلفات وكتابات الشاعر الكبير ، الأن اعرض على حضراتكم : احداها شامله وعد بالأخرى فى القريب . بإذنه تعالى : مدخل / ( مجنون ليلى ) مسرحيه شعريه أمير الشعراء : أحمد شوقي زمن الرواية: صدر الدولة الأموية. مكان الرواية: بادية نجد. أشخاص الرواية: قيس: مجنون ليلى. ليلى المهدي: أبو ليلى. ورد: زوج ليلى. ابن عوف: أمير الصدقات في الحجاز وعامل من عمال بني أمية. زياد: راوية قيس وصديقه. منازل: غريم قيس في حب ليلى. بشر: رجل من بني عامر. ابن ذريح: شاعر من شعراء الحجاز. نصيب: كاتب ابن عوف. سعد: رجل من بني عامر. الغريض: مغن مشهور. ابن سعيد: شاعر. أمية: رفيق ابن سعيد. الأموي: شيطان قيس. عضرفوت – هبيد – عسر – عاصف : شياطين. بلهاء: جارية قيس. عفراء: جارية ليلى. سلمى – هند – عبلة : فتيات من بني عامر. رجال – قوافل – حداة – صبية – فتيات وكالريح لا يركن إلي جهه إلا وهيأ لأخري راحله ... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
باهى الطائر الحزين بتاريخ: 25 نوفمبر 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 نوفمبر 2011 الفصل الأول ( ساحة أمام خيام المهدي في حي بني عامر – مجلس من مجالس السمر في هذه الساحة – فتية وفتيات من الحي يسمرون في أوائل الليل؛ وفي أيدي الفتيات صوف ومغازل يلهون بها وهم يتحدثون – تخرج ليلى من خيام أبيها عند ارتفاع الستار ويدها في يد ابن ذريح). ليلى: دعي الغزْلَ سلمى وحَيِّي معي \\\ منارَ الحجازِ فتى يَثْربِ ( تصافحه سلمى) ويا هندُ هذا أديبُ الحجازِ \\\ هلمّي بمقدمه رحبي (تصافحه هند ويحتفى به السامرون) سعد: أمن يثربٍ أنت آتٍ ؟ ابن ذريح: أجل \\\ من البلد القُدُس الطيب ليلى: أيابنَ ذريح لقينا الغمام \\\ وطافت بنا نفحاتُ النبي عبلة: (هامسة إلى سعد) مَن ابن ذريحٍ ؟ سعد: فتىً ذِكرُهُ \\\ على مشرق الشمس والمغرب رضيعُ الحُسينِ عليه السلامُ \\\ وتِرْبُ الحسين من المكتبِ عبلة: (إلى بشر ومشيرة إلى ابن ذريح) أتسمعُ بشرُ ، رضيعُ الحسينِ \\\ فديتُ الرضيعين والمرضعه وأنت إذا ما ذكرنا الحسينَ \\\ تصاممتَ ! بشر: (هامساً وملتفتاً كأنما يخشى أن يسمعه أحد) لا جاهلاً موضعهْ ولكن أخاف امرَأً أن يرى \\\ عليّ التشيُّع أو يَسمَعه أحب الحسينَ ولكنما \\\ لساني عليه وقلبي معه حَبَسْتُ لساني عن مدحه \\\ حذار أميةَ أن تقطعه إذا الفتنة اضطرمت في البلاد \\\ ورُمتَ النجاةَ فكن إمَّعَهْ ليلى: ابنَ ذريحٍ ، نحن في عزلةٍ \\\ فهل على مستفهمٍ منك باسْ؟ دارُ النبيِّ كيف خلّفتها ؟ \\\ كيف تركت الأمر فيها يُساسْ؟ ابن ذريح: تركتها يا ليل مضبوطةً \\\ يحكمها والٍ شديد المراسْ إن حديث الناس في يثرب \\\ همسٌ وخطوَ الناس فيها احتراس ليلى: ابن ذريح، لا تَجُرْ واقتصد \\\ أحلامُ مروانَ جبالٌ رَواسْ يؤسسون الملك في بيتهم \\\ والعنف والشدة عند الأساسْ (تتضاحك الفتيات وتقول إحداهن لأخرى) فتاة: ليلى على دينِ قيسٍ \\\ فحيث مال تميلُ وكل ما سرّ قيسا \\\ فعند ليلى جميلُ ابن ذريح: ما الذي أضحك من الظّـ \\\ بياتِ العامريّهْ ألأني أنا شِيعيٌّ \\\ وليلى أمويَّهْ ؟ اختلاف الرأي لا يُفْـ \\\ سدُ للود قضيّهْ ليلى: أعرني سماعك يا بن ذريح \\\ ولا تسمع الطفلة الهاذيه أتيت لنا اليوم من يثربِ \\\ فكيف ترى عالم الباديه أكنت من الدور أو في القصور \\\ ترى هذه القُبَّة الصافيه كأن النجومَ على صدرها \\\ قلائدُ ماسٍ على غانيه هند: كفى يا بنةَ الخال! هذا الحريرُ \\\ كثيرٌ على الرمّة الباليه تأمل تر البيدَ يا بن ذريحٍ \\\ كمقبرةٍ وحشةٍ خاويه سئمنا من البيد يا بن ذريحٍ \\\ ومن هذه العيشة الجافيه ومن مُوقِد النارِ في موضعٍ \\\ ومن حالب الشاة في ناحيه وراغيةٍ من وراء الخيام \\\ تُجيبٌ من الكلأ الثاغيه وأنتم بيثربَ أو بالعراق \\\ أو الشام في الغرف العاليه مُغَنِّيكمُ مَعبَدٌ والغريضُ \\\ وقينتنا الضَّبُعُ العاويه وقد تأكلون فنون الطهاةِ \\\ ونأكل ما طهتِ الماشيه ليلى: قد اعتَسفَت هند يا بن ذريحٍ \\\ وكانت على مهدها قاسيه فما البيد إلا ديار الكرامِ \\\ ومنزلة الذمم الوافيه لها قبلة الشمس عند البزوغ \\\ وللحضرِ القبلة الثانيه ونحن الرياحينُ ملء الفضاء \\\ وهنَّ الرياحين في الآنيه ويقتلنا العشقُ والحاضراتُ \\\ يقمن من العشق في عافيه ولم نصطَدِم بهموم الحياةِ \\\ ولم نَدرِ – لولا الهوى- ماهيه وآناً نخف لصَيْد الظباءِ \\\ وآناً إلى الأُسدِ الضاريه هند: (ساخرة) وفي كل ناحيةٍ شاعرٌ \\\ يغنِّي بليلاهُ أو راويه (تحاول ليلى أن تمد رجلها فتتألم وتستغيث) ليلى: قيسُ. إليّ قيس هند: ما \\\ دهاكِ ليلي ما الخبرْ ليلى: أحس رجلي خدِرت \\\ حتى كأنها الحجرْ هند: قد صحتِ قيسٌ، مرتيـ \\\ ـن ليلى: أو ثلاثاً ! ما الضررْ ؟ هند: (متهكمة): اسم الحبيب عندنا \\\ نذكره عند الخدرْ ليلى: هند ، كفى دعابة \\\ إن هو إلا اسمٌ حضرْ (لنفسها): يا قيسُ ناجى باسمكَ الـ \\\ ـقلبُ اللسانَ فعثرْ عبلة: (ضجرة): أما سوى هذا الحديث شاغلُ؟ \\\ كيف ظللتَ اليومَ يا منازلُ ؟ منازل: (ضاحكاَ): منازلُ اليوم كأمسٍ هازلُ \\\ يشربُ أو يَطعَمُ أو يُغازلُ ! هند: بخٍ ! كذا فلتكن الحياةُ \\\ مت يا بعير وانفقي يا شاةُ انغمست في الترفِ الرعاةُ ! ليلى: وكيف ظللت اليوم سعد ؟ أهازلٌ كتر بك أم في صالح ورشادِ؟ سعد: بل الجدُّ يا ليلى سبيلي وديدني \\\ حياتي بوادٍ والمُجونُ بوادي صحبت زيادا طول يومي تلقفا \\\ لأشعار قيس من لسان زيادِ وإنّ زيادا – منذ كان – لرائحٌ \\\ علينا بشعر العامري وغادي ولولا زيادٌ ما تمثّل حاضرٌ \\\ بأشعار قيس أو ترنم بادي (يبدو على ليلى شيء من الزهو فتتهامس الفتيات) سلمى: انظري هندٌ ترى ليـ \\\ ـلى اكتست زهواً وكِبرا وتعالت كابنةِ النّعمـ \\\ ـمانِ أو كابنة كسرى هند: لم لا سلمى ، ألم يرْ \\\ فع لها المجنون ذكرا ؟ عبلة: لم إذن يا هند من \\\ قيسٍ ومما قال تَبْرا ؟ هند: عبثُ النسوة ، إنّا \\\ نحن بالنسوة أدرى ! سلمى : سلوا الآن بشرا فيم أنفق يومَه ؟ أصوات: سلوه هند: سلى يا ليلَ عن يومه بِشرا ليلى: وهل يومه إلا شؤون كأمسه \\\ من الصيد؟ هند: إن الصيد لذته الكبرى بشر: نعم هو ملهاي الذي لا أمَلّه \\\ ولا النفس تعطى عن تناوله صبرا ولو كان عيشي في قصور أميّةٍ \\\ لعلمتُ فن الصيد فتيانها الزهرا وما أنا صياد الأرانب مثلهم \\\ ولكن على حياته ألِجُ القفرا ليلى: إذن هات واصدقْ بشرُ في القول مرةً \\\ ولا تخترعْ أو تبنِ من حجرٍ قصرا بشر: دعي عنك هذا السُّخرَ يا ليلَ واسمعي ليلى: تحدّثث فلا والله لم أُضمِر السخرا بشر: بكرتُ كدأبي اليوم أبغى قنيصةً \\\ ومن يتصيد يحسب الغُنمَ والخُسرا ( رأيت غزالا يرتعي وسط روضة \\\ فقلت أرى ليلى تراءت لنا ظهرا) * هند: (مشيرة إلى ليلى): وأيَ الليالي بشرُ آنسْت؟ هذه؟ بشر: إذا شئتِ – أو هاتيكِ – أو حرةً أخرى فقلت له يا ظبيُ لا تخش حادثا \\\ (فإنك لي جارٌ ولا ترهب الدهرا) (فما راعني إلا وذئبٌ قد انتحى \\\ فأعلق في أحشائه النابَ والظُّفرا) (ففوّقتُ سهمي في كتومٍ غمستُها \\\ فخالط سهمي مهجةَ الذئب والنحرا) ليلى: (ضاحكة): أخي بشرُ لا شُلت يمينك من يدٍ \\\ ولا فضّ فاك الصبح والليل ماكرا سمعنا بإقدام اللصوص وفتكهم \\\ فلم نر أدهى منك فتكا ولا أجرا ووالله لم تغضب لظبي ولم تثب \\\ بذئب ولم تُعمِل خيالا ولا فكرا أخذت فلم تترك لقيس بضاعةً \\\ سرقت لعمري الظبي والذئب والشعرا ( ضحك من الجميع): حديثُ الظبي والذئب \\\ وقيسٍ لستُ أنساه زياد عنه نبّاني \\\ ولا ينبيك إلاه رأى قيسٌ على رابـ \\\ ـية ظبيا فناداه فألقى الظبي أذنيه \\\ ومس الأرض قرناه ( ثم تقول في لوعة وصوت مخفوض وكأنما تحدث نفسها) بروحي قيس هل راحت \\\ ظباء القاع تهواه! وهل يرثى له الريمُ \\\ ولا أرثي لبلواه! (تسترسل في حديثها الأول) على فيه من العشب \\\ بقايا صبغت فاه رأى في جيده قيسٌ \\\ وفي عينيه ليلاه فبينا هو في الشوقِ \\\ وفي نشوة ذكراه حبا الذئب من الوادي \\\ إلى الظبي فأرداه تغذّى بحشى الظبي \\\ غداءً ما تهنّاه رماه قيس في المقتـ \\\ ـل بالسهم فأصماه بشر: (مندفعا بحماسة): أجل يا ليلَ ! ما قلتِ \\\ سوى شيءٍ شهدناه وإن لم تذكري القبر \\\ ولا كيف خططناه حفرنا القبر للظبي \\\ وقمنا فدفناه وصلينا على الميت \\\ وبالدمع سقيناه فقولوا ولتقل ليلى \\\ معي: يرحمه الله! (أصوات، بين الضحك والسخرية): أجل بشرُ ! أجل بشر! \\\ أجل يرحمه الله! ابن ذريح: بشرُ ، كفى هزلا وتخليطا كفى \\\ ويا بنةَ العم مضى الليل سدى أرسلني قيس فلو أخبرتني \\\ متى متى بأمر قيسٍ يعتنى بتنا نخاف أن يجِلّ خطبُه \\\ وتبلغ البلوى بقيسٍ المدى وقيس يا ليلى وإن لم تجهلي \\\ زين الشباب وابن سيد الحمى لم ندرِ في حيّك أو في حيّه \\\ فتى حكاه نسبا ولا غنى ولا جمالا ، وهنا (يا ليلَ) ما \\\ تريْنَ أنتِ لا الذي نحن نرى بشر: (ساخرا): بخٍ بخٍ ! ابن ذريح خاطبٌ ابن ذريح: اسكت، فلست للمروءات أخا ليلى: (غاضبة): فيم هذا الكلام يا بن ذريح؟ ابن ذريح: اتقى الله واقصدي في التجني ليلى: ما تجنّيتُ ابن ذريح: بل ظلمتِ ، دعيني \\\ أحسن الذودَ عن صديقي وخدني ليلى: أنا أولى به وأحنى عليه \\\ لو يُداوى برحمتي والتحنّي يعلم الله وحده ما لقيس \\\ من هوىً في جوانحي مستكنّ إنني في الهوى وقيسا سواءٌ \\\ دَنُّ قيس من الصبابة دَنّي أنا بين اثنتين كلتاهما النـ \\\ ـار فلا تلحني ولكن أعِنّي بين حرصي على قداسة عِرضي \\\ واحتفاظي بمن أحب وضنّي صنتُ منذ الحداثة الحب جهدي \\\ وهو مستهتر الهوى لم يَصُنِّي قد تغنّى بليلةِ الغَيْل ، ماذا \\\ كان بالغيل بين قيسٍ وبيني ! كل ما بيننا سلامٌ وردٌ \\\ بين عين من الرفاق وأذن وتبسّمتُ في الطريق إليه \\\ ومضى شأنه وسرتُ لشأني (تهيب بالسامرين وقد بلغ بها الغضب أقصاه): أوْغل الليلُ فلنقمْ ابن ذريح: (متوسلا): بل رويدا \\\ واسمعي ليلَ ليلى: خل عني دعني ! ( تدخل خباها بينما ينفض السامرون فلا يتثاقل منهم في القيام إلا منازل – الهرج والأسف يسودان الجميع) ( الأبيات بين الأقواس من شعر قيس ) وكالريح لا يركن إلي جهه إلا وهيأ لأخري راحله ... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
باهى الطائر الحزين بتاريخ: 25 نوفمبر 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 نوفمبر 2011 بشر: انفضّ سامرُ ليلى \\\ وكان حفلا كريما سعد: قد فضّه ابن ذريح /// ففض عقدا نظيما أثار ليلى فهاجت \\\ كما تنفِّر ريما تُرى أتُبغضُ قيسا ابن ذريح: لا تقلبوا الحب بغضا ليلى العشيةَ غضبى /// ويُصبح الصبحُ ترضى سعد : أنعم (مُنازِ) مساءَ منازل: نعمتَ سعدُ مساءَ هند: بشرُ مُسّيتَ بخير بشر: أنعمي هند مساءَ نحن يحوينا طريقٌ \\\ فامضِ بلّغني الخباءَ سعد: (ضاحكا): احذري يا هند منه! هند: أنا لا أخشى اعتداء قد عرفتم وعرفنا /// كيف يصطاد الظباء ( تسمع ضحكاتهم من أقصى الطريق بنما يظهر قيس وزياد من جانب المسرح الآخر) قيس: سجا الليلُ حتى هاج لي الشعر والهوى \\\ وما البيد إلا الليلُ والشعرُ والحبُّ ملأت سماءَ البيد عشقا وأرضها /// وحُمِّلتُ وحدي ذلك العشقَ يا ربُّ ألمَّ على أبياتِ ليلى بيَ الهوى \\\ وما غيرَ أشواقي دليلٌ ولا ركبُ وباتت خيامي خطوةً من خيامها /// فلم يشفني منها جوار ولا قربُ إذا طاف قلبي حولها جُنَّ شوقُه \\\ كذلك يُطْفي الغُلةَ المنهلُ العذب يحن إذا شطت ويصبو إذا دنت /// فيا ويح قلبي كم يحنُّ وكم يصبو وأرسلني أهلي وقالوا امض فالتمس \\\ لنا قَبَسا من أهل ليلى وما شبوا عفا الله عن ليلى لقد نؤتُ بالذي /// تحمَّلَ من ليلى ومن نارها القلب منازل: (ولقد سمع همهمة الصوت ورأى شبحيهما في الظلام): أرى شبحا مقبلا في الظلامِ \\\ وأسمع همهمةً في الدُّجى هو ابن الملوحِ دل الهُزالُ /// عليه ونمّ اضطراب الخُطا عدوّي المبين وما بيننا \\\ وما بين صاغِيتينْا جفا * روى شعره البدو والحاضرون /// وشعري ليس له من روى وهام بليلى وهامت به \\\ لقد كنت أولى بهذا الهوى تشرّد مستعظما في البلاد /// وجُنّ فما ازداد إلا نُهى وإني لأُبدي إليه الوداد \\\ وأخفي له في الضلوع القِلى وأحسُدُه حسداً ما علمتُ /// أقيسُ الشقيُّ به أم أنا ( يتقدم منهما خطوات): مَن الراكبُ الليلَ ؟ قيسٌ أخي؟ قيس: منازل؟ ما أعجبَ الملتقى! منازل: أقيساً أرى في ظلال البيوت \\\ وعهدي بقيس حليف الفلا ! قيس: منازل ، من أين؟ منازل: من عندها /// من السَّمر الممتعِ المشتهى قيس: (حنقا): أمن عند ليلى تجرُّ الذيول \\\ حديثٌ لعمر أبي مفترى منازل: بل الصدق ما قلتُ يا بن الملوّ /// حِ قيس: اخسأ متى قلت صدقا متى؟ وما كنت تصنع؟ منازل: (ساخرا): ما يصنعون /// لهوت لعمريَ فيمن لها وسامرُ ليلى كثير الزحام \\\ فلست تعدُّ شبابَ الحمى وليلى تُفيضُ على من تشاء /// رضاها وتحرمهُ من تَشا زياد: (مغضبا): منازل، قيسُ، سبيلكَ قيس! \\\ وكِلْ ليَ تأديبَ هذا الفتى منازل: (وقد أخذ بتلابيبه): تؤدبني زيادُ وأنت ظلُّ /// لمجنون وراويةٌ لهاذي وتزعم أنني نِدٌ لقيس \\\ رضيتُ من المصائبِ غيرَ هذي زياد: من قال ذا؟ أنت لقيسٍ نِدُّ ! /// لم يبق فيكِ يا حياةُ جِدُّ امض بنا ناحيةً يا وغد (يجره إلى حيث تسمع أصواتهما من بعيد ثم تختفي فيقبل قيس على خباء ليلى وينادي) قيس: ليلى! (المهدي خارجا من الخباء): المهدي: من الهاتف الداعي؟ أقيسَ أرى ؟ /// ماذا وقوفك والفتيان قد ساروا قيس: (خجلا): ما كنتُ يا عمُّ فيهم المهدي: (دهشا): أين كنت إذن؟ قيس: في الدار حتى خلَتْ من نارنا الدار ما كان من حطبٍ جَزْلٍ بساحتها \\\ أودى الرياح به والضيفُ والجارُ المهدي: (مناديا): ليلى، انتظر قيس، ليلى ليلى: (من أقصى الخباء) : ما وراء أبي؟ المهدي: هذا ابن عمك ما في بيتهم نار (تظهر ليلى على باب الخباء): ليلى: قيس ابن عمي عندنا /// يا مرحبا يا مرحبا قيس: مُتِّعت ليلى بالحيا \\\ ة وبَلَغتِ الأربا ليلى: (تنادي جاريتها بينما يختفي أبوها في الخباء): عفراء عفراء: (ملبية نداء مولاتها): مولاتي ليلى: تعا /// لي نقضِ حقا وجبا خذي وعاءً واملئيـ \\\ ـه لابن عمي حطبا (تخرج عفراء وتتبعها ليلى) قيس: بالروح ليلى قضت لي حاجةً عرضت /// ما ضرها لو قضت للقلب حاجات مضت لأبياتها ترتاد لي قبسا \\\ والنار يا روحَ قيسٍ ملءُ أبياتي كم جئت ليلى بأسباب ملفقة /// ما كان أكثر أسبابي وعلاتي (تدخل ليلى) ليلى: قيس قيس: ليلى بجانبي \\\ كلُّ شي إذن حضر ليلى: جمعتنا فأحسنت /// ساعةٌ تَفْضُلُ العُمُر قيس: أتجدِّين؟ ليلى: ما فؤا \\\ دي حديدٌ ولا حجرْ لك قلبٌ فسله يا /// قيس ينْبِئْكَ بالخبر قد تحملت في الهوى \\\ فوق ما يحمل البشر قيس: لستُ ليلاي داريا /// كيف أشكو وأنفجِر ؟ أشرح الشوقَ كله \\\ أم من الشوق أختصر؟ ليلى: نبِّّني قيس ما الذي /// لك في البيد ومن وطر ؟ لك فيها قصائدٌ \\\ جاوزَتْها إلى الحضر كلُّ ظبي لقيته /// صغت في جيده الدرر أتُرى قد سلوتنا \\\ وعشقت المها الأُخر ؟ قيس: غرتِ ليلى من المها /// والمها منك لم تَغَر حبَّب البيد أنها \\\ بك مصبوغةُ الصور لستِ كالغِيدِ لا ولا /// قمر البيد كالقمر ليلى: (وقد رأت النار تكاد تصل إلى كم قيس): ويح عيني ما أرى قيس؟ قيس: ليلى ليلى: (مشفقة): خذ الحذر ! قيس: (غير آبه إلا لما كان من نجوى): رُبَّ فجر سألته \\\ هل تنفستِ في السحر ورياحٍ حسبتها /// جرَّرَت ذيلكِ العَطِر وغزالٍ جفُونُه \\\ سرقت عينَكِ الحَوَر ليلى: اطرح النارَ يا فتى /// أنت غادٍ على خطر لهبُ النار قيسُ في \\\ كمِّك الأيمنِ انتشر قيس: (مستمرا بعد أن رمى النار من يده): وذاب أرقُّ يا /// ليلَ من أهلكِ الغُيُر أنِستْ بي ومرَّغت \\\ في يدي النابَ والظُفر ليلى: ويحَ قيسٍ تحرقت /// راحتاه وما شَعَر قيس: أنت أججتِ في الحشى \\\ لاعجَ الشوقِ فاستَعَر ثم تخشينَ جمرةً /// تأكل الجلد والشَعَر (يترنح قيس في موقفه وتظهر عليه بوادر الأغماء): ليلى: فداك أبي قيس، ماذا دهاك؟ \\\ تكلم ، أَبِنْ قيسُ ، ماذا تجد ؟ قيس: أُحسُّ بعينيّ قد غامتا /// وساقيّ لا تحملان الجسدْ (يخرّ صريعا إلى الأرض فتتلقاه على صدرها صارخة): ليلى: يا لأبي للجارِ، قيسٌ ضريعُ النارِ، مُلقى بصحنِ الدارِ (يخرج أبوها من الخباء على صوت استغاثتها): أبي ها أنت ذا جئت /// أغِثنا أبتِ أدركْ لقد حُرِّق بالنار \\\ فما يصحو إذا حُرِّكْ المهدي: يرانا الناس يا ليلى ليلى: أبي، انْفِ الناسَ من فكرك هنا لا تقعُ العينُ /// على غيري ولا غيرك ولا يطْلُعُ إنسانٌ \\\ على سري ولا سرك ولا أجدرُ من قيس /// بإشفاقك أو برك أبي، صدريَ لا يقوى \\\ فأسنده إلى صدرك المهدي: (وهو يتلقى عنها جسد قيس ويحاول إنعاشه): رعاكِ الله يا ليلى /// وكافاك على صبرك أخاف الناس في أمري \\\ وأخشى القلبَ في أمرك وكم داريتُ يا ليلى /// وكم مهّدْتُ من عذرك ولست الوالدَ القاسي \\\ ولا الطامعَ في مهرك (يناجي قيسا في غيبوبته): أبا المهديّ عوفيتَ /// ويا بورك في عمرك أراني شِعرُك الويلَ \\\ وما أرْوي سوى شعرك كما لَذّ على الكُره /// كلامُ الله للمشرك (يتحرك قيس ويبدو عليه كأنما يفيق فيناديه) المهدي: قيس قيس: (يحاول الوقوف فتسنده ليلى): عمّ ، لبيك عمّ المهدي: حسبُك فاذهبْ \\\ لا تطأ لي بعد العشيّةِ دارا ليلى: أبتي ، لا تجُرْ على قيس المهدي: لِمْ لا /// إن قيسا على القرابة جارا ليلى: أبتي ، ما تراه كالفَنن الذا /// وي نُحولا وكالمغيب اصفرارا ؟ وتأمل رداءَه ويديْه \\\ تجد النار أو تر الآثارا أبتي ، دعه يسترحْ المهدي: بل دعينا /// لا تزيدي يا ليلَ سُخطي انفجارا قيس: حسبُ يا ليلَ ، حسبُ لا لعميّ \\\ وكفى حلِفةً له واعتذارا عمُّ ماذا جنيت ؟ ليلى: ماذا جنى قيس ! المهدي: نسيتِ الرواةَ والأخبارا قيس: إنهم يأفِكون يا عمِّ المهدي: والغَيلُ أليلاً غَشِيتَه أم نهارا ؟ ما الذي كان ليلةَ الغَيْل حتى /// قلتَ فيها النّسيبَ والأشعارا ؟ قيس: لم تكن وحدها ولا كنت وحدي \\\ إنما نحن فِتيةٌ وعذارى جمعتنا خمائل الغيل بالليـ /// ـل كما يجتمعُ الحِمَى السُّمَّارا ليسَ غيرَ السلام ثم افترقنا \\\ ذهبتْ يَمنةً وسِرتُ يسارا المهدي: امض يا قيس امض لا تكسُ ليلى /// كلّ حينٍ فضيحةً وشنارا فكأني بقصة النار تُروى \\\ وكأني بذلك الشعر سارا وكأني ارتديت في الحي ذلا /// وتجللتُ في القبائل عارا امض قيس امض قيس: عمُّ رفقا بليلى \\\ وبقيسٍ ولا تكن جبارا الحذَارَ من غضب اللـ /// ـه ومن سُخطه الحذار الحذارا المهدي: امض قيسُ امض جئت تطلب نارا \\\ ام تُرى جئْت تُشعلُ البيت نارا ؟ (يخرج قيس) (ستار) وكالريح لا يركن إلي جهه إلا وهيأ لأخري راحله ... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
باهى الطائر الحزين بتاريخ: 25 نوفمبر 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 نوفمبر 2011 الفصل الثاني (طريق من طرق القوافل بين نجد ويثرب، على مقربة من حي بني عامر حيث تبدو مضارب هذا الحي على مدى البصر وعلى سفح جبل توباد – قيس وزياد جلوس إلى جذع نخلة، يستشرفان شبحا يسير نحوهما) قيس: زياد ما تلك؟ مَن الجُوَيْريَهْ ؟ \\\ أتلك (بلهاءُ) ؟ زياد: أجل قيس ، هيَهْ (تظهر بلهاء وعلى رأسها قصعة): قيس: بلهاء كيف الحي ؟ /// كيف أميه بلهاء: (وهي تضع القصعة) : تسأل عنك \\\ كما سألت (تبدو على قيس كراهة للطعام وعزوف عنه) زياد: بالله قيس /// إلا أكلت (يشتد ميل قيس عن الطعام) بلهاء: (هامسة لزياد): زيادُ ، ماذاق \\\ قيسٌ ولا همّا زياد: طبخُ يدِ الأمِّ /// يا قيسُ ذُقْ ممّا الأمُّ يا قيسُ \\\ لا تصبخُ السُّمّا ( ينزع عن القصعة غطاءها). تعالَ تأمَّلْ قيس، تلك ذبيحةٌ قيس: عسى اليوم نحرٌ زياد: أين نحن من الأضحى ؟ قيس: أرى صُنع أمي يا زياد ، فديتُهَا /// بروحي وإن حمَّلتُها الهم والبَرحا ستخبرنا البلهاء زياد: بلهاء بيّني \\\ ولا تكتمي عنا الحديث ولا الشرحا بلهاء: لقد مرّ عرّاف اليمامةِ بالحمى /// فما راعنا إلا زيارته صبحا طوى الحيّ حتى جاء عن قيسَ سائلا \\\ أظهر ما شاء المودةَ والنصحا ولاحت له شاةٌ جَثُومٌ بموضعٍ /// تخَيّلها ظلا من الليل أو جُنحا فقال اذبحوا هاتيك فالخير عندها \\\ فقام إليها يافعٌ يحسنُ الذّبْحا فقال انزعوا من جثُة الشاة قلبَها /// فلم نألُ قلب الشاة نزعا ولا طرْحا فلما شويناها رَقَى بعزائم \\\ عليها وألقى في جوانبها المِلْحا وقال اطلبوا قيساً فهذا دواؤه /// كأني به لما تناوله صَحَّا زياد: تعلّلْ قيسُ بالشاة \\\ عساها تُذهب الحُبّا فما العراف بالمجهو /// ل لا علماً ولا طبّا ولم تعلمْ عليه البيــ \\\ ـد تدجيلا ولا كذْبا طبيبٌ جَرّب اليابــ /// ـسَ في الصحراء والرطبا فذقْ قيسُ ولا ترتبْ \\\ بما قال وما نَبّا وتلك الأمُّ يا قيس /// أطعها تطِعِ الرّبا قيس: زياد اسمع وكن عوني \\\ وخلِّ اللوم والعتبا إذا ما لم يكن بُدٌّ /// فإني آكلُ القلبا زياد: قيسُ يبغى القلب يا بلـ \\\ ـهاءُ أين القلب أينا ؟ بلهاء: هو عندي ويسيرٌ /// ما اشتهى قيسٌ علينا هو في الشاة زياد: هَلُمِّي \\\ أخرجي القلبَ إلينا بلهاء: القلبُ ! أين القلب؟ أيـ /// ـن يا تُرى وضَعْتُهُ ؟ يا ويحَ لي ! نسيتُ أنـ \\\ ـي بيدي نزعتُه ! قيس: وشاةٍ بلا قلبٍ يداوونني بها /// وكيف يداوي القلبَ من لا له قلب ! (تسير بلهاء إلى الحي ويظهر صغار من ناحية الحي يلهون في طائفتين وإذ تقع أبصارهم على قيس وزياد تتغنى كل طائفة بغناء) الطائفة الأولى: قيسُُ عصفور البوادي \\\ وهَزارَ الرَّبَواتْ طِرتَ من وادٍ لوادي /// وغمرتَ الفلواتْ إيه يا شاعرَ نجدٍ \\\ ونجيّ الظّبَيَاتْ أضمر الحب وأبدِ /// لأعَفِّ الفتياتْ الطائفة الثانية: قيسُ كَشفْتَ العذارى /// وانتهكت الحرماتْ ودمغتَ الحيّ عارا \\\ في السنين الغابراتْ قد ذكرت الغَيل دعوى /// واصطنعت الخلَواتْ صَلِيتْ ليلى ببلوى \\\ منك دون الفتياتْ (يلتقط قيس بضع حصوات من الأرض ويهم أن يحصب بها الصغار ثم يتردد فينثر الحصى من يديه، بينما يظهر من جانب الطريق الآخر ابن عوف وكاتبه نَصيب) قيس: (مناجيا نفسه): قيس لا ، سامحْ صغارا /// لا يُحسون الخطيئه إنهم فيما أتوه \\\ ببغاواتٌ بريئهْ لُقِّنوها كلماتٍ /// نَزِهاتٍ أو بذيئه زياد: (وهو يصرف الصغار): اذهبوا عودا إلى آبائكم \\\ واذكروا قيسا بخير يا خُبُثْ اذهبوا أوْحُوا إلى أترابكم /// وليُبَلِّغْ حَدَثاً منكم حَدَثْ سيطر الحب على دنياكمُ \\\ كل شيء ما خلا الحبَّ عَبَثْ (يجري الصغار أمام زياد مضطربين ثم يختفون عن الأنظار، بينما يستلقي قيس على الأرض في به إغماء) ابن عوف إلى نصيب ، وزياد يطارد الصغار: انظرْ نُصيْبُ ، ضجةٌ وصبيةٌ /// ورجل يرمي الصغار بالحصى نصيب: أرى أميري نشَأً تعلقوا \\\ بابن سبيل متعبٍ واهي القوى ابن عوف: ابن امض سَلْ نصيب: (معترضا زياد) : من الفتى؟ زياد: (لنفسه وقد رأى ابن عوف): ماذا أرى ؟ /// هذا أمير الصدقات ها هنا (ثم يرد على نصيب): قيسُ إمام العاشقينَ ابن عوف : أيهم \\\ فهم كثير، كل قيس بهوى زياد: أجل ولكنّ الذي تبصرهُ /// أرفعهم ذكراً وأعلاهم سنى ابن عوف: لعله قيس الذي نعرفه \\\ لقد رَويت شعرَه فيمن روى فأين ظله زيادٌ ؟ زياد: أنا ذا /// أنا الذي يتبعُه حيثُ مشى ابن عوف: أنت الذي تهدي لكل قريةٍ \\\ مُجاجةَ النحل ونفحةَ الرُّبا ما باله يطأ التراب حافياً /// ويقطع البيد ممزَّقَ الرِّدَا خُذ يا نصَيْبُ بُردتي فغطِّه \\\ لا يلحقنّه من العُرى أذى زياد: احفظ عليك البُرْدَ يا أمير لا /// فقرَ إليه بابن سيّد الحمى إن لقيس من ثياب الوشى ما \\\ ما يُفْنى به العمر وما يُعيي البِلى ابن عوف: (مناجيا نفسه): يا ويحَ قلبي ما خلا من قسوةٍ /// ما باله رقّ لقيس ورثى (يقبل على قيس): قيسُ ، بُنيّ زياد: هوَ في إغماءةٍ \\\ من وَجْده وما أظنه صحا ( يسمع صوت حاد من ناحية نجد. ويتعالى الصوت قليلا قليلا حتى يظهر الحادي ومن ورائه قافلة تسير إلى المدينة ثم يذوب الصوت قليلا قليلا حتى ينقطع) أنشودة الحادي: يا نجدُ خُذْ بالزمامْ /// ورحِّبِ سرْ في رِكاب الغمامْ \\\ ليثربِ هذا الحسين الإمامْ /// ابنُ النبي النورُ في البيد زادْ \\\ حتى غَمَر أحْدُ الحيا في الوهادْ /// أُحْدُ القمر أُحْد جَمالَ البوادْ \\\ زينَ الحضرْ ابن النبي ابن عوف: سمعتم؟ يا لك من /// رنة حادٍ مطربِ زياد: يا ليت شعري ما الركا \\\ ب مَنْ لواءُ الموكبِ نصيب: قد بين الحادي فقل /// أصمُّ أنت أم غبي ؟ هذا إمام العرب \\\ هذا الحسين ابن النبي هذا الزكي ابن الزَّّكـ /// ـيّ الطيب ابن الطيب عارضنا الحسين في \\\ طريقه ليثرب هذا سنا جبينه /// مِلءَ الوهاد والرُّبى قد جلّّ حاديه جلا \\\ لَ القارئ المطَرّب ابن عوف: (هامسا إلى نصيب): نصيبُ ، صه لا تسلكنْ /// بنا مسالك التهمْ ولا تَظاهر بالهوى \\\ لوارث البيت العَلَمْ احذرْ جواسيس ابن هنـ /// ـد وعيون ابن الحكمْ نحن رجال دولةٍ \\\ قوّامةٍ على الأمم ليس بعينها عمى /// ولا بأذنها صَمَمْ تسمع في ظل القصو \\\ ر هَمس رعيان الغنم (إلى زياد مشيرا إلى قيس): زياد ، انظرْ فما انفكّ /// صريعَ الوجدِ والذكرى كما مَرّ بنا الركب الـ \\\ ـحسينيّ به مَرّا فلم يشغل له بالا /// ولم يوقِظ له فكرا زياد: رويدا سيدي مهلا \\\ ولا تستغرب الأمرا لقد سقناه بالأمسِ /// فحجّ الكعبةَ الغرّا فلما لمس الركنَ \\\ ومسّت يدُهُ السِّترا وقلنا الآن من ليلى /// ومن فتنتها يبرا سمعناه ينادي اللـ \\\ ـه من ساحته الكبرى ابن عوف: وماذا قال؟ زياد: ما تابَ /// من العشق ولا استبرا ولكن قال: يا ربّ \\\ ملكتَ الخيرا والشرا فهات الضرَّ إن كان /// هوى ليلى هو الضرا وإن كان هو السحرَ \\\ فلا تُبطلْ لها سحرا ويا ربّ هب السلوى /// لغيري وهب الصبرا وهبْ لي مَوتةَ المُضنَى \\\ بها لا ميتة أخرى (يقبل على قيس ويميل عليه بحنان): حنانيك قيسُ إلام الذهول /// أفقْ ساعةً من غواشي الخَبَلْ صليلُ البغال ورَجعُ الحُدَاء \\\ وضجّةُ رَكْبٍ وراء الجبَلْْ وحادٍ يسوق رِكَابَ الحسُيْن /// يَهُزّ الجبالَ إذا ما ارتجلْ فلم يبق ماشٍ ولا راكبٌ \\\ على نجدَ إلا دعا وابتهلْ فقُم قيسُ واضرع مع الضارعين /// وأنزلْ بجَدِّ الحسين الأمل (يسمع صوت حاد آخر قادما إلى نجد من ناحية يثرب، على رأس قافلة أخرى، وتمر هذه القافلة كما مرة الأولى) أنشودة الحادي: هلا هلا هيّا اطوى الفلا طيّا \\\ وقربي الحيّا للنازح الصبِّ جلا جلٌ في البيدْ شجيّةُ الترديدْ /// كرنّة الغِّريدْ في الفَنن الرَّطب أناح أم غنّى أم للحمَى حنّا \\\ جُلَيجلٌ رنّا في شُعَب القلب هلا هلا سيري وامضي بتيسير /// طيري بنا طيري للماء والعشب طيري اسبقي الليلا وأدركي الغَيلا \\\ العهدَ من ليلى ومنزلَ الحبِّ بالله يا حادي فتِّشْ بتْوباد /// فالقلب في الوادي والعقلُ في الشِّعب يا قمرا يبدو مَطلعُهُ نجدُ \\\ قد صنع الوجدُ ما شاء بالركب ( يفيق قيس ثم يتلفت مصغيا إلى الحداء) قيس: ليلى ، مناد دعا ليلى فخفَّ له /// نشوانُ في جنبات الصدر عربيدُ ليلى، انظري البيدَ هل مادت بأهلها \\\ وهل ترنّم في المزمار داود ليلى، نداءٌ بليلى رنّ في أذني /// سحرٌ لعمري له في السمع ترديدُ ليلى، تَردّدُ في سمعي وفي خلدي \\\ كما تَردّدُ في الأيك الأغاريدُ هل المنادون أهلوها وإخوتها /// أم المنادون عشاقٌ معاميدُ إن يَشرَكونيَ في ليلى فلا رجَعَتْ \\\ جبالُ نجد لهم صوتا ولا البيدُ أغيرَ ليلاي نادوا أم بها هتفوا /// فداء ليلى الليالي الخُرَّدُ الغيدُ إذا سمعتُ اسم ليلى ثُبتُ من خَبَلي \\\ وثابَ ما صَرَعتْ مني العناقيدُ كسا النداءَ اسمُها حسنا وحبَّبَه /// حتى كأن اسمها البشرى أو العيدُ ليلى، لعلي مجنونٌ يُخيَّلُ لي \\\ لا الحيُّ نادَوا على ليلى ولا نُودوا ابن عوف: لا تكتئب وتعالَ يا قيسُ استرحْ /// مما تكابد في الهوى وتلاقي قيس: هل أنت آسٍ يا أمير جراحتي \\\ أم أنت من سحر الصبابة راقي ؟ ابن عوف: بل من رُواتِكَ قيسُ من زمنٍ مضى /// لم أخلُ قيسٌ عليك من إشفاق قيس: قل للخليفة يابنَ عوف في غد \\\ من ذا أباح له دمَ العشّاق هَدرت حكومته دمي فتحرَّشتْ /// بدمٍ على سيف الجُفون مُراق ابن عوف: أرضيتني عند الخليفة شافعا \\\ يا قيس ؟ قيس: (في أنفة): لا والواحد الخلاق بل عند ليلى فامض فاشفع لي لدى /// ليلى وناشد قلبها أشواقي جئْتها فذكِّرها العهودَ وحفظَها \\\ واذكرْ لها عهدي وصفْ ميثاقي ليلى إذا هي أقبلتْ حَقنت دمي /// كرما وفكّت يا أميرُ وَثاقي ابن عوف: الآن قيسُ اذهب فبدِّلْ حلَّةً \\\ وتَرَدَّ غير ثيابكَ الأخلاق فالصبح تدخلُ حيّ ليلى قيسُ في /// ركبي وبين بطانتي ورفاقي قيس: (إلى زياد): أسمعتَ ما قال الأمير؟ زياد ، طرْ \\\ نحو الحمى بجَنَاحَي المشتاق اذهب وسلْ أمي أعزّ ملابسي /// من كل شاميٍّ وكلّ عراقي واذكر لها فضل الأمير، ولم تزَلْ \\\ نِعَمُ الأمير قلائدَ الأعناق (يسير زياد نحو الحي بينما يتمسح قيس بابن عوف كالطفل): شكرا لصُنعكَ يا أمـ /// ـيرُ ودمتَ مقصودَ الرحابْ عجّلْ أمير ابن عوف: (ضاحكا): بل انتظرْ \\\ أنسيتَ يا قيسُ الثياب ؟ قيس: مَن مُبلغٌ أمي الحزيـ /// ـنةَ أن عقلي اليومَ ثاب ؟ ومَن البشيرُ إليكِ يا \\\ ليلى بقيس في الركاب ؟ اليومَ أهلا بالحَيا /// ة ومرحباً بكَ يا شبابْ (ستار) وكالريح لا يركن إلي جهه إلا وهيأ لأخري راحله ... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
باهى الطائر الحزين بتاريخ: 25 نوفمبر 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 نوفمبر 2011 الفصل الثالث ( قطعة من الصحراء تبدو في يسارها طائفة من مضارب بني عامر ممتدة إلى ما وراء اليسار على سفح جبل توباذ – خباء مضروب إلى يمين هذه الطائفة من المضارب كأنه نهاية خيام الحي – على اليمين أشجار بان يقف في ظلها ابن عوف وحاشيته وقيس وزياد) ابن عوف: تراءى الحيُّ للركبِ \\\ وأشرفنا على الشِّعب أفقِ قيسُ في رؤ /// ية الخيمات ما يُصبي ألا تهتف بالشكوى \\\ إلى ليلى وبالعتب قيس: ديارَ الحي من ليلى /// سلامٌ من شَجٍ صَبّ على الحي على الدار \\\ على ليلى على الحبّ غدا الركب على طيبٍ /// كريح المندَل الرّطب فيا ليلى عسى اليوم \\\ أبُلُّ الشوقَ بالقرب عسى الخِطْبَةُ لا تنز /// لُ ف يناديك كالخَطب عساهم لا يقولون \\\ فتى مشترَكُ اللب ولا يهذبُ إحساني /// ولا يبقى سوى ذنبي يقولون بها غنّي \\\ لقد غنّيتُ من كربى سل تُربَك كم مَرّغــ /// ـت خدّيّ على التُرب وكم جُدْتُ على الرمل \\\ ولم أبخل على العشب بدمعٍ مل دمع الثُّكــ /// ـل مغروفٍ من القلب (يتطلع ابن عوف إلى ناحية الحي): ابن عوف: قيسُ انتبه قيس قيس: من المنادي! ابن عوف: الحيُّ في السلاح سدَّ الوادي وأنت قيسُ بعدَ حين غادي \\\ على خصومٍ لُدُدٍ شِداد فالقَ الرجالَ صاحيَ الفؤاد /// لا تَلْقَهم مُضَيّعَ الرشاد قيس: (متطلعا كذلك): أتُبصِرُ يا بنَ عوفٍ حيّ ليلى \\\ تدَجّج في السلاح ولا تراها فما لي لا أحقّقُّ غير ليلى /// وإن كر السواد لدى حماها لقد ألقى هوى ليلى حجابا \\\ على عيني فلست أرى سواها وبغّضت النصيحَ إليّ ليلى /// وسدّ مسامعي عنه هواها (يسمع من بعيد ومن بعيد ناحية الحب لجب وقعقعة سلاح ويقترب الصوت ويتعالى شيئا فشيئا) أرى حيّ ليلى في السلاح ولا أرى \\\ سلاحا كهجر العامريّة ماضيا دمي اليومَ مهدورٌ ليلى وأهلِها /// فِداءٌ لليلى مهدراتُ دمائيا ليَ الله ماذا منكِ يا ليلَ طاف بي \\\ وما ذلك الساقي وماذا سقانيا دعوني وما عندي لليلى أقوله /// لليلى وأستنشى الذي عندها ليا أهيم فأستعدي نهاري على الجوى \\\ وأقبَعُ ليلي أستجير القوافيا ( فما أُشرِفُ الأيْفَاع إلا صبابةً /// ولا أُنشدُ الأشعارَ إلا تداويا ) إذا الناسُ شَطرَ البيت ولَّوْا وجوههم تلمستُ ركنَيْ بيتها في صلاتيا ( أُصلي فما أدري إذا ما ذكرتها \\\ أَثِنْتَين صلّيتُ الضّحى أم ثمانيا ) توراتْ وراءَ الجَمع ليلى فخانها /// فَمٌّ كابتسام الصبح يأبَى التواريا وطيبٌ به خُصّتْ حوى الطيبَ كلّه\\\ فقُلْهُ الأقاحي أو فقله الفواغيا فأحسستُ من فْرعِي لساقيَّ هَزَّةً /// كأن عِيانا منكِ لاقى عيانيا دعوني وما يبقى إذا ما فنيتُمُ فوالله \\\ ما شيءٌ خلا الحب باقيا مشى الحبُّ في ليلى وفيّ من الصبا /// ودبَّ الهوى في شاء ليلى وشائيا وإني وليلى للأواخر في غدٍ \\\ لشُغْلٌ كما كنا شغلنا الأواليا (يبدو على وجهه الاصفرار والجهد ثم يترنح فيتلقاه زياد – تسمع أصوات الحي من قريب ) ابن عوف: زياد أدركْه أدركْ /// إني أرى الداءَ عادَهْ لقد تضاءل قيسٌ \\\ واصفرّ مثل الجراده وليس قيسٌ بمُلقٍ /// إلا إليك قِياده الآن أسعى لقيسٍ \\\ سعيا أخاف فساده فَمِلْ بنا وبقيسٍ /// حتى يُصيبَ رشاده (يحملون قيسا ويختفون به وراء شجر البان، وتظهر طلائع الحي من اليسار وعلى رأسها المهدي ومنازل، وكلهم شاكي السلاح) المهدي: يا قومُ إن البغْىَ شرٌّ مركبُهْ \\\ والخير في جانب من يُجنَّبُهْ هذا ابن عوفٍ قد أظلّ موكِبُه /// وإن قيساً في الرّكاب يصحَبُه جاء يرومُ سهرَكم ويَخْطُبُه \\\ وقد علِمتمْ كيف ساء مذهبُه وكيف طال بابنتي تشبُّبُه صوت: كِلْه إلى سيوفِنا تؤدِّبُهْ /// لقد وجدناه وكنا نرقُبُه المهدي: لا ، دم قيسٍ دمُنا لا نَقرَبُه \\\ يَكفيه منا أننا نُخَيِّبُه ونَصرِفُ الأمير عما يطلبه صوت آخر: شيخَ الحمى لا تضعُفِ /// ولا تردَّدْ وقِفِ ذُد عن عقيلة الحمى \\\ وامنعْ حياضَ الشرفِ لا تُضِعْ للشافع في/// قيس ولا المستعطفِ ليس ابن عوفٍ في الذي \\\ سعى له بالمنصف أبِالأمير بعد ما /// أجار قيسا تحتفي ! لا تَخْشَ بأسَه ومنْ \\\ رجاله لا تخف نحن كعثمانَ وليــ /// ـلى بيننا كالمُصحَف (يظهر ابن عوف وحاشيته من وراء الشجرة ومعهم زياد) ابن عوف: عِمْ أبا ليلى صباحا المهدي: عِمْ صباحاً يا بنَ عوف ابن عوف: قل لهم يُلْقُوا السلاحا \\\ ليس ذا مَوْطِنَ خوفْ صوت من الحي: يا بن عَوف يا أميرْ /// ليس ذا شأْنَ الوُلاةِ كيف تحمي وتُجيرْ \\\ مُستبيحَ الحُرُماتِ ؟ ابن عوف: عامِرُ يا أجاوِدَ البِطاحِ /// وأسمَحَ الناس بُطون راحِ ما لي وللسيوف والرماح \\\ ضيفٌ أنا ، وما من السماح رَدّك وجه الضيف بالسلاح /// ما جئتُكم يا قومُ للكفاح بل جئتُ للتوفيق والإصلاح (تحدث ضجة في جانب الحي وتصايح وتهامس ثم يلقى كثير منهم السلاح ويغمد السيوف) صوت من الحي: يا أبا ليلى بليلى \\\ جُدْ لقيسٍ بالحياةِ إنه شاعرُ نجدٍ /// ونَجِيُّ الظّبَيات صوت آخر: قيسُ أخٌ وابنُ عمِّ \\\ وليس أهلا لذمِّ نجمٌ أضاء بنجد /// سما على كل نجم هبوه جُنَّ بليلى \\\ ليس الغرام بجُرم منازل: (حيث يستقبل الجمعين خطيبا): إن قيساً معشرَ الحي أخٌ /// وابن عمّ أفمنه تبرأونْ ؟ أصوات: لا ورب البيت منازل: أصغوا لي إذنْ \\\ ثم ظُنوا كيف شئتم بي الظنون إنّ قيساً شاعرُ البيد الذي /// لا يُجارَى أفأنتم مُنكِرونْ ؟ أصوات: لا وربِّ البيت منازل: أصغوا لي إذنْ\\\ ثم ظنوا كيف شئتم بي الظنون إن قيساً سيِّدٌ من عامرٍ /// وابن سادات ، أفيه تمترون ؟ أصوات: لا وربِّ البيت منازل: أصغوا لي إذنْ \\\ ثم ظنوا كيف شئتم بي الظنون إن قيسا قد بنى المجد لكم /// ولنجدٍ أبقيس تكفرون ؟ أصوات: لا وربِّ البيت منازل: أصغوا لي إذنْ \\\ ثم ظنوا كيف شئتم بي الظنون إنّ قيساً كاملٌ في عقله /// أوَ آنستم على قيس الجنون ؟ أصوات: لا وربّ البيت منازل: أصغوا لي إذنْ \\\ ثم ظنوا كيف شئتم بي الظنون أنا لم أعدِلْ بقيسٍ شاعراً /// لا ولا أنتم بقيس تعدِلون ؟ أصوات: لا وربِّ البيت منازل: أصغوا لي إذنْ \\\ ثم ظنوا كيف شئتم بي الظنون أنا في وُدّي وإعجابي به /// لا يدانيني الرواةُ المعجبون شعره يبقى ويفنى غيرهُ \\\ ليس كل الشعر ترويه القرون شعرُ قيس عبقريٌّ خالدٌ /// ليته لم يتخلَّلْه المُجون ولو أن المتجنّى شاعرٌ \\\ غيرُ قيسٍ أوشك الخطب يهون رُبّ شعرٍ قال في ليلى ، به /// هتف البدْوُ وضجّ الحاضرون إنني أخشى عليكم عارَه \\\ رُبّ عار ليس تمحوه السّنون ضجرتْ ليلى وضجّت أمها /// وأبوها وتأذّى الأقربون وغدا كل فتى من عامرٍ \\\ حين يلقى الناس، مَحنِيَّ الجبين أصوات كثيرة: هو ما قلتَ منازل: إذن ما بالكم /// لم تثوروا، ما لكم لا تغضبون؟ هو ذا قيسٌ مع الوالي أتى \\\ يطأ الحيّ وأنتم تنظرون وأبو ليلى امرُؤٌ أدرِي له /// رِقَّةَ القلب وأخشى أن يلين بعد حين يعبث الثوم بكم \\\ ومن الحي بليلى يخرجون آن يا قومُ لكم أن تعلموا /// أن قيساً هتك الخدرَ المصون قيسُ لم يترك لليلى حُرمةً \\\ ما الذي أنتم بقيسٍ فاعلون ؟ صوت: ماجِنٌ لا بدّ من تأديبه صوت آخر: إنّ بالسَّوْط يُرَبَّى الماجنون صوت: نأخذ الحيّ عليه آخر: ولنفق /// دون ليلى وحماها كالحصون منازل: حلّلَ السلطان بالأمس لكم \\\ دمَ قيسٍ ما الذي تنتظرون صوت: حلّل السلطان بالأمس لنا /// دمَه ! أصوات أخرى: إنا بقيسٍ فاتكون (ضجيج واندفاع) صوت: مُناز ، يابنَ العم ما هذا الخبرْ \\\ رفعت قيساً فجعلته القمرْ والآن أغريبَ بقتله الزُّمَرْ /// كفعل جزّار اليهود بالبقر برّأها من العيوب وعَقَرْ (يصعد بشر منبرا للخطابة فيجتمع حوله جماعة من الناس): قائل: ارجعوا يا قومُ هذا منبرٌ \\\ وخطيب ( يسأل أحدهم): ليت شعري من يكونْ آخر: أوَ أعمى أنت هذا بِشْرُ آخر: هل /// يحسن الخطبةَ بشرٌ ويُبين ( يحاول منازل أن ينسل من الجماهير): بشر: قف منازِ اسمعْ سمعتَ الرعد \\\ من جانبي صاعقةٍ فيها المَنون وسمعتَ الذئبَ في جَوْز الفَلا /// وسمعتَ الليثَ في جَوف العرين أخطيبٌ أنت أم خطبٌ وإن \\\ لم تَهُن والخطبُ أحيانا يَهُون منازل: (صائحا): بشر ، بشر: قف! منازل: ما لك يا بشرُ ولِي ؟ /// إن حربَ الأهل والصحب جُنون بشر: لِمْ إذن حاربت قيساً لم تصن \\\ حرمةَ ابن العم أو حقّ الخدين ؟ منازل: قلتُ بشرُ الحقّ بشر: خلِّ الحق ما /// أنت والله على الحق أمين إنما أنت لقيس حاسدٌ \\\ منطوي الصدر على الحقد المَهين كلما حدّثتَ عنه عامراً/// قرأتْ في وجهك الداءَ الدفين ترسلُ الزفرة تتلو أختها \\\ وتَفُشُّ الصدر من حين لحين يا منازِ يا بن عمي أصغ لي /// أنت دونٌ أنت دون أنت دون ! منازل: دعوني بشر: (من المنبر): دعوني فلا بدّ لي رجل: أناتك بشر: لا بد أن أقتله منازل:دعوني بشر: دعوني رجل: دعوه اتركوه آخر: ومن كتَّفَ النذلّ أو كبّله ؟ منازل: دعوني رجل: دعوني آخر: كلا البطلين يقولُ الوعيد ولن يفعله بشر: دعوني رجل: تقدّم منازل: دعوني رجل : انطلق بشر: دعوني رجل: جئه منازل: دعوني رجل: امش له آخر: تنحّوْا وخلّوا سبيليهما \\\ ولا تخشوا الوقعة المقبلهْ بشر: منازل في عقله كاملٌ منازل: وعقلك يا بشر ما أكملهْ بشر: أننزو على الحيّ نزوَ /// الديوك ونقفزُ كالأكْبُش المُرسلهْ وتَفْلَقُ رأسى كرمانة \\\ وأفلَقُ رأسك كالحنظلهْ فماذا يردُّ عليك العويلُ /// وماذا انتفاعيَ بالولولهْ زياد: منازلُ كنت كثير الكلام \\\ والله ما قلت إلا الكذبْ صوت: أتزعمه كاذبا يا زيادُ /// وقد زاد عن حُرُمات العرب زياد: رويدك لا تنخدع يا فتى \\\ ولا تأخذ الأمر دون السبب فلم يبلغ إلا خداعَ الجموع /// وجلْبَ الظنون وخلق الريب وأثّر فيكم وفي آخرين \\\ وأفرغ فيكم سُمومَ الرُّقُبْ صوت: منازل دافع عن سُنّة /// مُعَظّمةٍ من قديم الحقب زياد: تأمل منازل سُخْطَ الجموع \\\ وجهلكَ ماذا عليهم جلَبْ أجل قد غضبت ولكنما /// لنفسك ليس لليلى الغضب تحضُّ على قتل الرجال \\\ لتحظى بليلى إذا ما ذهب أصوات: يريد ليحظى بليلى؟ زياد: نعم صوت: تكلم صوت آخر: أبِنْ ثالث: إن هذا عجب زياد: ألمْ يَكُ يغشى النّدِىّ /// ويطلب ليلى أشد الطلب صوت يخاطب المهدي: إذن كان يخطب ليلى؟ المهدي: نعم صوت: إذن قد تجنّى صوت آخر: إذن قد كذب زياد: منازلُ، قل لهم كم ضرعْـ \\\ ـتَ لليلى وكم أعرضتْ لم تجبْ صوت: منازلُ ، اخدعْ وغُشَّ آخر: قد جاز إلا عليّ كذبُكْ ثالث: ما أنتَ إلا جوٍ شقيُّ /// تحبُّ ليلى ولا تحبكْ وكالريح لا يركن إلي جهه إلا وهيأ لأخري راحله ... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
باهى الطائر الحزين بتاريخ: 25 نوفمبر 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 نوفمبر 2011 (تحدث ضجة حول منازل ويقف ثلاثة رجال في ركن قصي من أركان المسرح يتحدثون) الأول: قد اختلف الحيُّ في أمر قيسٍ \\\ وليلى فكلٌّ له مذهبُ وأنت إلى أي رأي تميل وأي الفريقين /// تستصوبْ الثاني: إذا صدقتْ نظرتي في الأمور \\\ ولي نظرةٌ قلّما تكذِب منازلُ غادٍ على حيبةٍ /// وقيسُ على فضله أخْيب وقد يُخفقان ويلقى النجاحَ \\\ غريب له فيكم مأرب الأول: غريب؟ الثاني: أجل من نواحي ثقيف الأول: ومن ذاك؟ الثاني: وردُ الأول: وما يطلب؟ الثالث: رأيناه في الحي يمشي الحياء/// وقيل أتى عامرا يخطُبُ الأول: وليلى ابنةُ الشيخ ما رأيُها \\\ أما من حسابٍ لها يُحسب ؟ الثاني: أراها وإن لَم تَخطَّ الشبابَ /// عجزوا على الرأي لا تُغلب وتصونُ القديمَ وترعى الرميمَ \\\ وتُعطي التقاليد ما توجب وبالجاهلية إعجابها /// إذا قل بالسلق المعجَب زمن سُنَّة البيد نفض الأكف \\\ من العاشقين إذا شبَّبوا فلا تعجبوا إن جرى حادثٌ /// يُحدث عنه ويستغرب وإن رضِيَتْ وردَ بعلا لها \\\ وقيس الأحبُّ لها الأقرب فيا طالما التمست مهربا /// وأرض ثقيفٍ هي المهرب منازل: بني عامر لا تُضيعوا الحُلومَ \\\ فإن الأناة بكم أجملُ هبُوا ليَ آذانكم إنني /// أجِدُّ وصاحبكم يَهزل خطبتُ وأخطبُ ليلى غداً \\\ وما ليَ يا قومُ لا أفعل وقد تُعرِضُ اليومَ ليلى فلا /// أَضِيقُ ، عسى في غدٍ تُقبِل فما قيسُ أجدر مني بها \\\ ولا هو خيرٌ ولا أفضل زياد: إليك منازلُ ! لا تتزِنْ /// بقيسٍ قد اختلف المنزلُ ولا يستوي الشاعرُ العبقريُّ \\\ ومن هو من باقل أبقلُ منازل: وما أنت؟ بيّنْ لنا يا زياد زياد: (ممسكا بذراع منازل): ستعلم منّيَ ما تجهل هلمّ مناز، هلم الصراعْ ! /// وودّعْ ضلوعك وانع الذراعْ منازل: خلِّ زيادُ عن ذراعي زياد: سألتَ ما أنت ؟ فأصغِ ، راعِ : إني أنا مُمَزٍِّقُ الأضلاع (ثم يجرّه من ذراعه ويمضي به إلى خارج المسرح) صوت: ماذا يكون يا ترى ؟ آخر: هيَّووْا نرى هيووا نرى آخر: (وهم يتدافعون): زياد غير هازل آخر: نوحوا على منازل آخر: حمامة وبازي آخر: هلكتَ يا منازِ آخر: (من بعيد): اهرب من البرازِ ( يخلو المسرح الآن إلا من المهدي وابن عوف ونصيب ثم تسمع صرخة من وراء الشجر) المهدي: ما بقيس يا بنَ عوف ؟ ابن عوف: إنه مُغمى عليه المهدي: قيسُ لا بأسَ ///عليك كبِّروا في أُذُنيه (صوت من وراء الشجر): الله أكبر \\\ الله أكبر ابن عوف (لنفسه): سُدًى كبّروا ما أذنُ قيس مفيقةً /// وإن سكبوا فيها أذانَ بلالِ ولكنْ على ليلى يفيقُ وشِبْهها \\\ إذا ما بدتْ ليلى بشكل غزال ويصحوا على ليلى إذا رُدِّدَ اسمُها /// وراء بُيوتٍ أو راءَ رحال المهدي: دَمُ الوُدّ والقربى وإن كان ظالماً \\\ عزيزٌ علينا أن نراه يسيلُ وإني لإنسانٌ وإني لوالدٌ /// ولي مذهبٌ في الوالدين جميل فرفقاً بقيس يا أمير ونَحِّه \\\ بعيداً لعل الشرَّ عنه يزول ابن عوف: أناةً أبا ليلى وحِلما ولا يَكْن /// عليك لطغيان الظنونِ سبيلُ رددتم ركابي واتهمتم زيارتي \\\ وأجلبَ فِتيانٌ وضجّ كهول تأملْ تجدْ جَمْعا مَغيظا وكثرةً /// تصولُ وما تدري علام تَصول رءوسٌ تَنزَّى الشرُّ فيها وراءها \\\ نفوسُ ذئاب ما لهنّ عقول تطَلّب أن يُلقى إليها بجُثّة /// على غير جوع أو يُساقَ قتيل نواظرُ ما يأتي به اليومُ من دم \\\ وإن لم يُساورْها صدى وغليل نزلت فلم أُكرَمْ فهل أنت مُتبعي /// وقومك نارَ الطَّرْد حين أميل أَبَيْتُم علي القولَ قبل استماعه\\\ فلم تُنصفوا والمنصفون قليل فهل لي أبا ليلى بناديكَ وقفةٌ /// فإن الذي قد جئتُ فيه جليل وما أنا مَرْءُ السَّوء أو رجلُ الأذى \\\ ولكنْ سفيرٌ خَيِّرٌ ورسول ولم أتخذْ جاه الأمور ذريعةً /// ألا إنما جاهُ الأمور يزول المهدي بقيتم بخير يا ولاةَ أمية \\\ ولا زال يقوى ركنُكم ويطول (مشيرا إلى باب الخباء): هنا مجلسٌ نأوي إليه لعلني /// أقول صوابا أو عساك تقول وثَمَّ ترى ليلى وتسمع قولها \\\ وليلى لها رأيٌ يُساقُ جميل فسلها عسى أن نهتدي ما جوابُها /// إباءٌ وردٌّ أو رضى وقبول ؟ (يهم ابن عوف بخلع نعليه): المهدي: أتخلعُ نعليك ! لا يا بنَ عوف \\\ نَشَدتُك بالله لا تفعلِ أتمشي إلى منزلي حافيا /// فديتكُ ، من أنا ! ما منزلي ! ابن عوف: خلعتها وانتعلتُ الترابَ \\\ إلى خيمة السيد المُفضِل نصيب: (متدخلا): دعْه يا مهديُّ يفعل /// إنما يَرمِي لمعنى كالحسينِ بنِ عليٍّ \\\ هو بالعشّاقِ يُعْنَى الحسين انتعل التر /// بَ إلى والد لُبنَى فرآه حافيا في \\\ ساحة الدار فَجُنَّا قال لا أملك يا بن الـ /// ـمصطفى بنتاً ولا ابنا أنت في الدار أميرٌ \\\ فبما شئتَ فمُرنا لنفسه: يا دهر دُر بما تشا /// ويا حوادثُ اهزلي ويا وظيفةُ اعزُبي \\\ ويا جرايةُ ارحلي يبغى ابنُ عوفٍ أن يكو /// ن كالحسين بن علي ! (يدخلان وينادي المهدي): هو الضيفُ يا ليلَ هاتِ الرُّطَبْ \\\ وهاتي الشِّوَاءَ وهاتي الْحَلَبْ وهاتي من الشهد ما يُشتهى /// ومن سَمْنَة الحيّ ما يُطَّلَبْ فما هو ضيفٌ ككلّ الضيوف \\\ ولكنْ أميرٌ كريمُ الحَسب ليلى: (وراء حجاب): أبي ألف لبَّيْك ابن عوف: لا بل قفي /// فما بي ظََماءٌ ولا بي سغبْ وأعلمُ أن القِرى دِينُكم \\\ وأن أباك جوادُ العربْ ولكن طعاميَ المهدي: ماذا ؟ اقترحْ ابن عوف: طعامُ الرسول بلوغُ الأرَبْ المهدي: إذن قفي ليلى اقرُبي (تظهر ليلى من وراء الستر): تقدمي ورحّبي حلّ ابن عوف دارنا ليلى: أكرمْ به وأحببِ قد زارنا الغيثُ فأهــ /// ـلاً بالغمام الصَّيِّب ابن عوف: أهلا بليلى بالجما \\\ ل بالحجى بالأدب عشتِ وقيساً فلقد /// نوّهتما بالعرب ليلى: (بين الخجل والغضب): أتقرِنُ قيساً بنا يا أمير؟ ابن عوف: ولِمْ لا وقد جئتُ من أجلهِ ومن أنا حتى أضُمّ القلوبَ \\\ وأعطف شكلا على شكله لقد جمع الحب روحيكما /// وما زال يجمع في حبلِه ليلى: (في استحياء): أجل يا أمير عرفت الهوى ابن عوف: فهلا عطفتِ على أهله؟ (يلتفت إلى المهدي): أبا العامرية قلبُ الفتاةِ \\\ يقول وينطقُ عن نبله فأصغِ له وترفّقْ به /// ولا يَسْعَ ظُلمك في قتله المهدي: أأظلم ليلى؟ معاذَ الحنان \\\ متى جار شيخٌ على طفله ؟ هو الحُكْمُ يا ليلَ ما تحكمين /// خُذي في الخطاب وفي فصله ليلى: أقيساً تريد؟ ابن عوف: نعم! ليلى: إنه \\\ مُنَى القلب أو مُنتهى شغلِهِ ولكن أترضى حجابي يُزَالُ /// وتمشي الظنون على سِدْله ويمشي أبي فَيغضُّ الجبينَ \\\ وينظرُ في الأرض من ذله يداري لأجلي فضولَ الشيوخ /// ويقتلني الغمُّ من أجله يمينا لقيتُ الأمرّيْنِ من \\\ حماقة قيسٍ ومن جهله فضِحتُ به في شِعاب الحجازِ /// وفي حَزْنِ نجد وفي سهله فخذْ قيسُ يا سيدي في حماك (في حياء وإباء): وألْقِ الأمانَ على رَحْلِهِ ولا يَفتكِر ساعةً بالزواج \\\ ولو كان مروانُ من رُسله ابن عوف: إذن لن تقبلي قيسا /// ولن ترضَيْ به بعلا إذن أخفق مسعايَ \\\ وخاب القصدُ يا ليلى ليلى: على أنك مشكورٌ /// ولا أنسى لك الفضلا وأوصيكَ بقيسَ الخيـ \\\ ـرَ لا زلتَ له أهلا لقد يُعوزُه حامٍ /// فكُنْه أيها المولى (تلتفت إلى أبيها وكأنما تحاول أن تحبس في عينها دموعا) أبي كان وردٌ ها هنا منذ ساعةٍ \\\ ففيم أتى ؟ ما يبتغي؟ المهدي: جاء يخطبُ ابن عوف: ومن ورْدُ يا ليلى وهل تعرفينه ؟ ليلى: فتى من ثقيف خالصُ القلب طيِّبُ أتى خاطباً بعد افتضاحي بغيره /// وعاري ، أهذا يا بن عوف يُخيَّبُ ؟ أبي، أين وردُ الآن ؟ المهدي: عند قرابة \\\ من الحيّ ضمّوه إليهم ورحّبوا فإن شئتِ أرسلنا إليه ليلى: ابْعَث ادْعُهُ /// وجئنا بقاضي نجدٍ اليومَ يكتب ابن عوف: تجاوزت ليلى غايةَ السُّخْط فاذكرى \\\ عواقب رأيٍ قد رأيتِ سخيفِ ليلى: (متهكمة): أكنتُ ابنَ عوف غيرَ أنثى ضعيفةٍ /// تناهتْ لرأي في الأمور ضعيف ابن عوف: أرى وقفتي يا ليلَ كانت شريفةً \\\ ولكن جزائي كان غيرَ شريفِ ليلى: أنظِّف ثوبي يا أميرُ فطالما /// ظهرتُ به في الحيّ غيرَ نظيف ابن عوف: لئن كنت يا ليلى بوردٍ قريرةٌ \\\ فإني على قيسٍ لجدُّ أسيف (ثم يخاطب أباها): ألانَ بحفظ الله يا سيد الحمى /// لقد طال لُبثى عندكم ووقوفي ووُفِّقت يا ليلى ليلى: لقد كنتَ سيدي \\\ حليفا لقيس هل تكونُ حليفي ابن عوف: سألتِ مُحالاً إنما جئتُ خاطباً /// لورد القوافي لا لورد ثَقيف (يخرج من باب الخباء ويشيعه المهدي إلى ما وراء شجر البان) ليلى: ربّاهُ ماذا قفلتُ ماذا كان مِن \\\ شأن الأمير الأريَحِيِّ وشاني ؟ في موقفٍ كان ابن عوفٍ مُحسناً /// فيه وكنت قليلةَ الإحسان فرعمتُ قيساً نالني بمساءةٍ \\\ ورمى حجابي أو أزال صِياني والنفس تعلم أن قيساً قد بنى /// مجدي وقيسٌ للمكارم باني لولا قصائده التي نوّهن بي \\\ في البيد ما علمَ الزمانُ مكاني نجدٌ غداً يُطْوى ويَفنَى أهله /// وقصيدُ قيس فيّ ليس بفاني مالي غضِبْتُ فضاع أمري من يدي \\\ والأمرُ يخرجُ من يد الغضبان قالوا انظري ما تحكمين فليتني /// أبصرتُ رشدي أو ملكت عناني ما زلتُ أهذِي بالوساوس ساعةً \\\ حتى قتلت اثنين بالهذيان وكأنني مأمورةٌ وكأنما /// قد كان شيطانٌ يقودُ لساني قدّرتُ أشياءٌ وقدّر غيرَها \\\ حظٌّ يخط مصايرَ الإنسان (ستار) ( مصادر اهمها : Ophelia ) وكالريح لا يركن إلي جهه إلا وهيأ لأخري راحله ... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
عبير يونس بتاريخ: 25 نوفمبر 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 نوفمبر 2011 مجهود قيّم حقا شكرا جزيلا على اتحافنا بهذه التحفة الرائعة لأمير الشعراء سلمت أناملك أعد شحن طاقتك حدد وجهتك و اطلق قواك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
باهى الطائر الحزين بتاريخ: 26 نوفمبر 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 26 نوفمبر 2011 أيها الشعرُ انت تستحقُّ العزاء فقد تمرغت القصائدُ على بلاط صاحب الديوان ! على إستحياء ... عذرأ شوقى بك / واشجار الليمون ؟! وكالريح لا يركن إلي جهه إلا وهيأ لأخري راحله ... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان