اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

كيف نتعامل مع العقلية الأمريكية التي أفرزت فوز بوش


Mohammad Abouzied

Recommended Posts

عن جريدة نهضة مصر

كيف نتعامل مع العقلية الأمريكية التي أفرزت فوز بوش؟

لم يكن فوز بوش في الانتخابات مفاجأة لكثير من الناس ومنهم كاتبة هذه السطور التي شهدت حملة بوش الانتخابية إبان زيارتها للولايات المتحدة في سبتمبر الماضي، وكتبت عن انطباعها في هذه الحملة في حينها ولم يكن فوز كيري هو العامل الحاسم الذي سيعيد للعالم عقلانيته بعد ان اطاح بوش بكل منطق عرض الحائط، كل من بوش وكيري تسابقا علي ارضاء اسرائيل وكلاهما زايد علي محاربة الارهاب، وترصد قواه خارج الاراضي الامريكية بكل طريقة ممكنة حتي اذا تطلب ذلك قتل ملايين البشر الابرياء. ومع اتفاق معظم المحللين السياسيين علي هذه الرؤية، ومحاولتهم وضع سيناريوهات مختلفة للتعامل مع السلطة الرئاسية التي فازت، وهي نفس السلطة التي تعاملنا معها خلال الاربع سنوات السالفة، الا ان احداً لم ينتبه الي تحليل العقلية الامريكية التي جاءت بالرئيس الجمهوري الي السلطة علي الرغم من اخطائه الجسيمة في حق الشعب الامريكي، سواء من خلال التدهور الاقتصادي المتلاحق، او من خلال تدهور الخدمات، او من خلال الزج بالمواطن الامريكي في حرب لاسبب لها، ولا نتيجة سوي خدمة مصالح شركات البترول وترهيب العالم.

وتحليل العقلية الامريكية للشعب الامريكي امر هام لاكثر من سبب. السبب الاول هو ان هذا العالم الذي انكمش واصبح قرية صغيرة حقا، يجعلنا قادرين علي ان نوصل صوتنا الي كل انحاء العالم، ونحن لا نعدم الوسيلة فالقنوات الفضائية العربية تذهب الي كل مكان، وقد جعلت قناة الجزيرة من البلد الصغير قطر بلداً يعمل له الف حساب، فما تذيعه الجزيرة تتناقله وكالات الانباء والقنوات الاخري، ولذا فان القدرة علي جذب المواطن الامريكي لمشاهدة القنوات الفضائية تستلزم بالاضافة الي تحسين القدرة التقنية للإعلام التي تدهورت في مصر الي حد يؤسف له، ان نوجه الخطاب المناسب والذي يتلاءم مع هذه العقلية. والسبب الثاني هو ان الخطاب مع القادة السياسيين علي أهميته وضروريته فإن فاعلية هذا الخطاب تقوم علي اساس ان القوي السياسية في تلك البلاد تبني سياستها علي ما يرضي شعوبها. فهي ليست مثل دول العالم الثالث الذي ينفصل قرارها عن ارادة شعوبها. وعلي الرغم من ان هناك محاولة مستمرة ممن هم في مراكز قوي لتشكيل الوعي او تزييفه، الا ان توسيع المتاح من وسائل الاتصال جعلت مصادر تشكيل الوعي متعددة. ولذا يكون فهم الطريقة التي يفكر بها شعب وسيلة تكسبنا قدرة علي تخطي الحواجز السياسية والاتجاه مباشرة اليه.

والخطأ الاكبر الذي يرتكبه بعض الكتاب هو انهم يسبون امريكا شعبا وسياسة دون ادراك ان الشعب الامريكي هو ايضا ضحية لحكامه الذين يملكون مهارة خداع شعوبهم، ودون ادراك ايضا انه من الممكن ان يكون الشارع الامريكي متضامنا مع قضايانا اذا تفهم الامر جيدا.

اذا نظرنا الي العقلية الامريكية التي جاءت بهذا الرئيس غير المؤهل سياسيا او فكريا لقيادة اكبر دولة في العالم، سنجد ان العامل الاول هو "الخوف" الذي تملك المواطن الامريكي من استمرار عمليات إرهابية داخل اراضيه، ونجاح الحزب الجمهوري في تعظيم اخطار القوي الارهابية، واعطائها اهمية فوق قيمتها الحقيقية وايهام المواطن الامريكي ان الرئيس يعمل كل ما في وسعه ليحمي كل مواطن من هذا الخطر الداهم. هذا الاصرار الذي ميز سياسة بوش الابن طوال فترة رئاسته، جعل المواطن الامريكي يشعر انه امام رئيس يفعل كل ما في وسعه من اجل شعبه، وبدون اي نوع من التردد. وفي المقابل فان حملة كيري الانتخابية اعتمدت علي نقد مصداقية بوش في كثير من المواقف، دون ان تقدم رؤية تبعث في المواطن الامريكي شعوراً بأن هناك رئيسا قويا سيعتلي الصعاب من اجل المواطن البسيط.

فلقد تميز خطاب كيري بعدم الاتساق والغموض فيما يخص سياسته المستقبلية، ولذا فان الكثيرين قد يكونون غير راضين تماما عن بوش، وقد يكونون متشوقين الي عودة الحزب الديمقراطي للحكم، ومع ذلك فان الخوف الذي نجح الحزب الجمهوري في تعميقه داخل الوجدان الامريكي اصبح هو العامل الاساسي في اختيار بوش. واغلب ظني ان بوش ومعاونيه سيتسمرون في تصعيد حالات المواجهة مع بلدان الشرق الاوسط، من اجل خلق حال من عدم الاستقرار النفسي الذي يجعل من الحزب الجمهوري ذي التوجه العسكري ذا شعبية في الساحة الامريكية الداخلية.

باختصار يمكن القول ان الخوف من المجهول ومن شبح الارهاب هو الذي مهد طريق بوش الي البيت الابيض.

وأما العامل الاخر والذي قد نكون غير واعين له هنا هو ان الشعب الامريكي شعب متدين، علي الرغم من كل مظاهر التحلل التي تنقل الينا عبر الافلام، ورغم تعدد العقائد وخروج بعضها عن المألوف، لكن الغالبية المسيحية تجد في شخصية بوش الدينية مأمنا، وتبعا لتقرير صادر عن الاذاعة البريطانية فان الدين والقيم الاخلاقية هي التي شكلت عوامل نجاح بوش في الحملة الانتخابية فالبعض قد اقبل علي اعطاء صوته لبوش لانه متدين، وفي نفس التقرير نجد ان ثلثي المتدينين الامريكيين الحريصين علي الذهاب الي اماكن العبادة بانتظام قد صوتوا لبوش، ويمثل هؤلاء اربعين في المائة من اصوات الناخبين.

السؤال هو كيف يمكننا ان نوضح مواقفنا العادلة للشعب الامريكي؟ لن يقتصر الامر علي مخاطبة إعلامية فقط، ولكن نحن في حاجة ايضا الي ان نكون اقوياء علي كل المستويات الاقتصادية والفكرية والدينية اذ ان الحديث الذي لا يرتكز علي واقع لن يكون مؤثرا فلا يكفي ان نقول ان الاسلام دين متسامح يدعو الي المحبة، ولكن يجب في نفس الوقت ان نبحث عن العوامل التي تجعل الدين يختلط بالعنف ولايكفي ان نشرح عدالة القضية الفلسطينية، بل يجب ايضا الا تكون الممارسات الفلسطينية في الدفاع عن النفس مخلوطة بقتل الابرياء.

ومن ناحية اخري فان الوصول الي الشعب الامريكي، بل والشعوب في كل مكان يرتكز علي رؤية تتخطي العصبية وتنطلق الي الحميمية الانسانية، وتخاطب المثل والاخلاق في كل الشعوب فالشعوب تريد ان تحيا في أمن وسلام وتكره الحروب وبحور الدماء، ونحن في هذه المنطقة من العالم مهبط الاديان التي انطلقت في العالم لتزرع المحبة وتنشر السلام، وعلينا ان نستعيد هذه الرسالة مرة اخري فيما بيننا حتي ننشرها حولنا ونرسلها للعالم اجمع. هل يمكن ان نتخطي الحواجز السياسية وتلتحم رسالة الشعوب من اجل الحرية والعدل والسلام؟

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

اقتبس هذه الكلمات من مقال لتوماس فريدمان بعنوان حين يكون الفوز على جثة وطن..!....يصف بهم ناخبوا بوش ال 51%

في لحظة من اللحظات كانت هذه الانتخابات وكأنها بلا قضية، كأنها تدور حول اللاشيء. لم تحظ ولو قضية واحدة من القضايا التي تهم الأمة، بحوار حقيقي وجدل ذكي. ولكنها، عند مرحلة أخرى، وبلا إنذار تقريبا، اصبحت وكأنها نزاع حول كل شيء. ويرجع هذا جزئيا إلى أن كثيرا من مقاعد المحكمة العليا توشك أن تخلو من شاغليها. وجزئيا لأن قاعدة بوش الجماهيرية تضغط لتقنين كثير من القضايا الاجتماعية وفق رؤيتها، وتمديد مساحة الدين وكأننا، لا ننتخب رئيسا، بل نعيد كتابة الدستور. وشعرت أنني سجلت اسمي في سجل الناخبين، و لكنني عندما جئت لأدلي بصوتي كان البناء الدستوري كله قد انهار.

نتائج الانتخابات أكدت هذه المشاعر. فرغم الإدارة افتقرت كليا إلى الكفاءة في إدارة الحرب في العراق، وبالرغم من الركود الاقتصادي، فإن بوش فاز في نفس الولايات التي فاز فيها قبل أربع سنوات، وكأن شيئا لم يكن. وبدا وكأن الناس لا يصوتون حكما على أدائه. كأنما كانوا يصوتون لفريق رياضي ينتمون إليه.

هذه لم تكن انتخابات! بل هي تحيزات مسبقة لنوع المحطة التي تشاهدها والصحيفة التي تقرأها. وأكاد أراهن على أن بطاقات الاقتراع لو كانت خالية من اسمي بوش وكيري، واحتوت فقط على سؤال وحيد: هل تشاهد محطة «فوكس»، أم تقرأ «نيويورك تايمز»؟ لجاءت النتيجة بالضبط كما أعلنت يوم الأربعاء.

-----------------------------------------

المقالة كاملة علي الرابط الآتي

http://www.arabgate.ws/authors/article.php?sdd=1127

رأي الشخصي ، أنا أدوات العصر الحديث و خاصة أدوات الإعلام الميديا مكنت حكومة بوش (وتمكن أي حكومة) من تسطيح فكر الأغلبية من الأمريكان و يحفظ استمرار هذا التسطيح و التبسيط الفكري تغليفه بتعصب ديني ، النتيجة الحتمية لذلك أن يفوز بوش و النتيجة الحتمية للشعوب العربية المغلوبة هي الإصطدام بأدوات الإذلال و الأحتلال التي يمتلكها هؤلاء المتعصبون .

الحقوق لا تكتسب بعرائض الشفاعة -- الحقوق تنتزع بفضائل الشجاعة

فالحق الذى يُمنح يُمنع -- والحق الذى يُنتزع يبقى ويدوم

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...