إختفاء الأرض

[Faro]

بـريــد الأهــرام

42204 ‏السنة 126-العدد 2002 يونيو 25 ‏14 من ربيع الآخر 1423هــ الثلاثاء

اختفاء الأرض‏!‏

في تصريح لعالم الجيولوجيا والفضاء المصري الدكتور فاروق الباز ـ وهو في طريقه لحضور مؤتمر عن المتغيرات التي تحدث للمدن نتيجة الزحف العمراني والمنعقد بتركيا قال‏:(‏ إن خطر الزحف العمراني علي الأراضي الزراعية في مصر تفاقم إلي حد خطير للغاية مما يهدد بالقضاء علي كل الأراضي الزراعية تماما بعد‏60‏ عاما فقط‏)!!‏ وفي نفس الوقت طالب بضرورة تشديد العقوبات علي مخالفي القوانين التي تحظر البناء علي الأراضي الزراعية‏.‏

ومما شاهدته بنفسي إنه ليس فقط الزحف العمراني أمتد إلي الأراضي الزراعية في مصر ولكن أيضا إلي مقابر دفن الموتي‏!!‏ فالذي يركب القطار بين القاهرة والاسكندرية يشاهد في منطقة واقعة بين دمنهور وكفر الدوار العديد من المقابر التي أقيمت فوق اراض زراعية خصبة تماما‏,‏ وناهيك عن الفيلات الفخمة المقامة أيضا فوق الأراضي الزراعية‏!!‏ وبلاشك هناك تصريحات صدرت من بعض المسئولين بالموافقة علي هذه المنشآت‏.‏

بينما كنت منذ بضعة أيام في زيارة أخري لجامعة قبرص وقد شاهدت المبني الإداري للجامعة ومبني آخر للدراسات الانسانية مقامين في منطقة شاسعة من الأراضي الخضراء والحدائق الغناء بينما بقية مباني الجامعة للعلوم المختلفة منتشرة بمناطق بعيدة عن إدارة الجامعة مما يكبد الأساتذة العناء للذهاب إلي المنطقة التي بها إدارة الجامعة لإعطاء بعض المحاضرات بالقاعات التي بها‏!!‏ وعندما أستفسرت من أحد الاساتذة الأصدقاء هناك عن سبب عدم اقامة كل مباني الجامعة في تلك المنطقة قال لي‏:‏ مادامت هذه المنطقة خضراء فهي محمية طبيعية يجب الاهتمام بها من أجل نظافة البيئة وصحة المواطن القبرصي‏.‏

فهل نعجز عن أن نفعل مثلهم؟

د‏.‏ مينا بديع عبدالملك

أستاذ زائر بالجامعة الامريكية بالقاهرة

[Byte]

من 30 سنة والارض الزراعية بيعتدي عليها، اما تجريف او مباني،

ولا زلنا نتناقش في الموضوع!

ولا زالت الارض يعتدي عليها!

فما الذي سيوقف الاعتداءات الآن!

افهم كلمة فاروق الباز كالتالي:

حيث ان مش هايبقي عندكم اراضي زراعية بعد 60 سنة، ناويين تاكلوا منين ياولاد ال.. :devil:  :sneaky:

[دكتور عادل الليثي]

أعتقد أن هذا الموضوع  هو من أهم الموضوعات

لأنه في رأيي يعكس بالضبط الحالة  المصرية

الحالة النفسية ، والحالة العقلية ، وعلاقة الفئات الاجتماعية بعضها ببعض ، والحالة السياسية

أذكر أن أحد ضباط البوليس القدامى ، وكان قد أدين في محاكمات ما بعد ثورة يوليو فيما سمي بعملية التطهير ، بسبب اشتراكه في فتح كوبري عباس عندما كان المتظاهرين من الطلبة فوقه ، ففصل وقضى فترة في السجن وخرج وعمل كمحامي

هذا المحامي أو ضابط البوليس السابق ، أراد أن يخرج أحد المستأجرين من أرضه ، فقام  ليلا بتجريفها ، وذهب صباحا لنقطة البوليس في القرية واتهم المستأجر بذلك ..........

فرغم أن الصراع الاجتماعي ضرورة  للتقدم ، إلا أنه لو تم في ظروف من الفوضى وانعدام القانون يتحول إلى عملية تدمير وسلب ونهب  

فالقانون لن يكون قانون إلا بمشاركة  الجميع في مناقشته و بالموافقة علية ، فالقانون هو عقد إذا لم يوافق الأطراف المعنية عليه ( بجد )  يصبح عقد إذعان

ومصر تحكم منذ يوليو 52 بموجب عقد إذعان ، فالسلطة القائمة منذ 52 لا يبرر وجودها وضعا قانونيا بهذا المعنى ، أي شرط المناقشة والموافقة ،

ولا ممثلين الناس في ظل هذا الوضع  هم الممثلين الذين يرضوا عنهم ،

ولا القائمين بالإدارة هم الذين يتوقعهم الناس ويمثلوا آمالهم  

ولهذا يتدنى الإحساس بالوطنية ،

ويتدنى الإحساس بأن أرض مصر وما عليها هي لك ،

ويتشوه العقل وطريقة التفكير ،

وتسود العلاقة التنافرية بين فئات المجتمع وأفراده  ،

وتسود الحلول الانفرادية وليذهب الجميع إلى الجحيم

[Faro]

وتسود العلاقة التنافرية بين فئات المجتمع وأفراده  ، 

وتسود الحلول الانفرادية وليذهب الجميع إلى الجحيم

وهذا ما يحدث الأن !!!!