أين الشفافية

[eslam elmasre]

بعد ان شاهدنا في الفترة السابقة وما تلاها من انفاق شديد الثراء على الدعاية الانتخابية للكثير من القوى السياسية المشاركة في العملية الانتخابية ظهرت الكثير من دعاوى الشفافية والوضوح ومطالبة تلك القوى بتوضيح مفصل لتلك المصروفات المبالغ فيها وما هي مصادر تمويلها لكن ودن من طين وودن من عجين

المصروفات التي تم صرفها هذه المرة تفوق بمراحل كثيرة المصروفات التي كان يصرفها اعضاء الحزب الوطني المنحل الذي كانت الانتخابات محسومة له مسبقا لذلك كانت مصروفاته تتضائل امام ما نشاهده هذه المرة من بذخ واسراف بلا حدود

فالمؤتمرات الحاشدة التي لا يخلو مكان بدونها يتكلف المؤتمر الواحد منها الاف الجنيهات وكذلك الاعلانات المضيئة المؤجرة من شركات الاعلانات والملصقات واليفط المعلقة ومكبرات الصوت والعربات التي تجوب الشوارع كلها امور تحتاج لتمويل

وكذلك ما تفعله بعض القوى من منح اشياء عينينة في بعض المناطق الفقيرة

فهل تملك تلك القوى السياسية من الشجاعة ما يجعلها تعلن بشفافية عن مصادر تمويلها وتستطيع ان تخرس الالسنة عن من يشككون في حصولهم على تمويلات خارجية للصرف على هذه الدعاية

ام اننا لن نتغير وان التغيير الوحيد هو في المسميات فقط لكن سيظل التغفيل والتجاهل وستظل لغة المال هي دائما ما تحكمنا وتتحكم فينا

وقد انعكس ذلك بصورة واضحة فمن ليس له مصالح خارجية ليس له تمويل ويظهر فقره الشديد في تلك الدعاية الانتخابية مثل قوى الثورة مستمرة التي ارى من وجهة نظري هي الاقرب للثورة عن غيرها من القوى الاخرى لكن لانها ليست لها مصالح وممولين من الخارج اصبحت غير قادرة على الصمود امام الطوفان الاعلاني من القوى الاخرى المنافسة

هذه دعوة للشفافية لكل القوى السياسية ان تشرح بشفافية دون مواربة او مداهنة للجميع وعلى المكشوف حتى لا يتهم احدنا الاخر بالتخوين او بالعمالة والمتاجرة ببلادنا