فحق عليها القول فدمرناها تدميرا

[Tafshan]

فإبليس الذي خرج عن الطابع للجن وقوم لوط الذين خرجوا عن الطابع العام لجنس الرجل .. كلاهما وصفهم الله ( بالفسوق ) .. فهل من الممكن أن يكون هناك معني مختلف لكلمة ( فسوق ) عن كلمة ( فساد ) . ربما لو وصلنا لمقصد الله لكلمة ( فسوق ) لتقربنا أكثر لمفهوم الآية الخاصة بأمر مترفيها .

وسلام

المعنى اللغوي للفسق حسب تفسير الشعراوى هو خروج الرطب (البلح) عن قشرته .. لكن مش عارف ممكن ده يكون علاقته ايه بالموضوع .. فعلاً دائماً في القرآن يفسر الفسق على انه الخروج عن الناموس الالهى في الكون و عن الفطره السليمة .. هل معنى ذلك ان الفسق اشمل و اعم لعملية الفساد لأنها تشتمل على الخروج عن الفطرة السليمة و الناموس الالهى ؟؟

[أبو محمد]

إستدعى حادث العبارة الآية الآتية إلى ذهنى :

بسم الله الرحمن الرحيم

"ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"

لا شك فى اقتناعنا بأن بين ضحايا العبارة كثير من الأبرياء .. على الأقل الأطفال الذين لم يمتد بهم العمر بما يكفى للفسوق وارتكاب الذنوب .. ولكن قدر الله وما شاء فعل فهو محيط بكل شئ علما ويعلم ما لانعلم (راجعوا قصة سيدنا موسى مع الرجل الصالح الذى قتل الطفل) فلا يحق لنا السؤال عن سبب ما قّدره ..

ومع ذلك فإننى لا أستطيع أن أمنع نفسى من التساؤل : "هل وصل بنا الفساد والفسوق إلى هذا الحد ؟ بحيث تتوالى علينا الكوارث والنكبات من حوادث تحصد أرواح المئات والآلاف إلى أنفلونزا طيور إلى حمى قلاعية إلى تلوث للسمك يصيب الرجال بالعقم ؟ إلى مبيدات مسرطنة .. ؟؟؟ !!!!!

[محمد حافظ]

شكرا يا أخ طفشان على الإضافة ..كويس إنك جاءت بتفسير الشيخ الشعراوي .. ماذا يقصد بخروج البلح عن قشرته .. ياريت لو في مزيد من التوضيح ..

شكرا يا أخ أبو محمد على المشاركة ..

شك فى اقتناعنا بأن بين ضحايا العبارة كثير من الأبرياء .. على الأقل الأطفال الذين لم يمتد بهم العمر بما يكفى للفسوق وارتكاب الذنوب .. ولكن قدر الله وما شاء فعل فهو محيط بكل شئ علما ويعلم ما لانعلم (راجعوا قصة سيدنا موسى مع الرجل الصالح الذى قتل الطفل) فلا يحق لنا السؤال عن سبب ما قّدره ..

إسمحي لي أن أختلف معك حول جملة ( فلا يحق لنا السؤال عن سبب قدره ) .. لا أعتقد أن الله الذي بدأ القرآن بقوله ( أقراء ) وطالب المؤمنون بالتأمل في خلق السموات والأرض والأنفس .. يرفض أو يجرم الفرد منا أن يتسأل .. فلقد تسأل سيدنا موسي ثلاث مرات على الرغم من موافقته المبدائية للخضر بعدم التساؤل .. ولكن ما قام به الخضر أخرج سيدنا موسي عن أتفاقه وسأله ثلاث مرات ..نحن لا نعترض على قدر الله .. ولكن تأمل قدر الله يجعلنا نفهم ناموس الله .. فناموس الله على الأرض لا يحابي المسلم عن الكافر .. فلو سفينتك خربانة فالنتيجة أنك ستغرق سواء بدأت إبحارها بقولك ( سبحان الذي سخر لنا هذا ) أم لأ .. بينما القبطان البوذي الذي لم يأت في ذهنه أي معني عن الله وهو يدير مفتاح العبارة الصينية تمكن بالوصول بعبارته سالما لأن نفذ ناموس الله في صيانة وتجهيز عبارته بشكل جيدا .

إن الله يقدر أقدار الأفراد والمجتمعات وفقا لخطة وسيناريوا رباني كبير .. ولكننا لا نعلم تفاصيل هذا السيناريوا ..ولا نعلم قدرنا في كتاب الله .. ولكننا نعلم أن قدرنا السئ يمكن أن يعدل بالعمل الصالح والدعاء قبل أن يتحول القدر لقضاء . فلو أتفقنا على أن ما يحدث لنا كمجتمع اليوم من مصائب هي جزء من قدرنا السئ .. فواجب علينا أن نؤمن بخطورة هذا القدر والدعاء للله بتغييره من خلال الرجوع للله بالعمل الصالح من أجل هذا المجتمع .. لا اقصد بالعمل الصالح إنك تصوم أو تخرج صدقة فهذا جيد على المستوي الفرديإنما على المستوي الإجتماعي الشامل .. لابد من إحداث تغيير على مستوي (( القوم )) وليس على مستوي (( الفرد )) .. وفقا لقول تعالي (( إن الله لا يغيير ما بقوم حتى يغييروا ما في أنفسهم )) إن المسؤولية تغيير القوم مسؤولية جماعية .. ولن ينظر الله للمجتمع قبل تحقيق التغيير ليس في المجتمع ككل بل في ما يسمي (( الكتلة الحرجة )) بالمجتمع .. تلك الكتلة القادرة على إحداث تغيير متسلسل بكامل المجتمع .. تلك الكتلة التي يحدث الله من خلالها تغيير المجتمع سواء تغيير سلبي فيسميهم (( مترفي )) أو تغيير إيجابي فيسميهم ( مصلحون )) .

وسلام