اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

أين تختفي الأنظمة بعد الثورات ؟


عادل أبوزيد

Recommended Posts

لفت ظري هذا المقال لللدكتور مأمون فندي و خاصة تساؤله أين تختفي الأنظمة بعد الثورات

ما سبق كان إستهلالا لابد منه

أترككم مع المقال و رابطه فى المصري اليوم هو : http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=323446

التفسير العلمى لــ«اللهو الخفى»؟

بقلم د. مأمون فندي 4/ 1/ 2012هل هناك من تفسير علمى لظاهرة «اللهو الخفى» أو الطرف الثالث الذى يلوح به البعض لتخويف المصريين، كما كانوا يخيفون الأطفال بأمنا الغولة؟ أعتقد أن هناك تفسيراً علمياً للهو الخفى، حيث لا يصبح لا خفياً ولا مخفياً كما يتصور البعض،

ولكن لكى نفسر اللهو الخفى لابد من اتباع خطوات بعينها والإجابة عن أسئلة غير مباشرة ــ كما فى التحقيقات الجنائية ــ تقودنا إلى هوية اللهو الخفى أو الجانى على الثورة فى الحالة المصرية.

أبدأ بالأسئلة الأولية التى أتمنى أن تشاركونى محاولة الإجابة عنها ليس فقط لمعرفة مكان اللهو الخفى، بل لتحديد ملامحه وهويته؟

السؤال المنطقى الأول: ترى أين تختفى الأنظمة بعد الثورات أو الانقلابات، هل يختفى النظام ويتبخر فى الهواء ويتطاير كرذاذ لا يعود مطراً أسود فيما بعد؟ وهل النظام على عكس المادة التى لا تفنى ولا تخلق من عدم، فيفنى النظام القديم تماماً ويخلق النظام الجديد من العدم، أم أن قوانين المادة تنطبق على الأنظمة أيضاً،

وبهذا يمكننا القول إن النظام لا يفنى ولا يخلق من عدم؟ لنفكر ولو قليلاً فى هذا الأمر ولا نستعجل السؤال الثانى، فقبل أن نبدأ السؤال الثانى لابد لكل من لن يقلب موضوع المادة والنظام فى رأسه، ليتيقن مما إذا كان النظام يفنى ويخلق من عدم أم أن هذه المقولة غير صحيحة؟

السؤال الثانى: إذا كان النظام يفنى فماذا عن مكونات النظام؟ فمثلاً هل بالفعل اختفى جهاز جرار من أمن الدولة مثلاً، كان يعمل به أكثر من ربع مليون ضابط وموظف، مهمتهم الأساسية متابعة خلق الله، والحصول على معلومات تساعد على إخماد روح التمرد بداخلهم؟ فبالصور التى كان يملكها جهاز أمن الدولة وبالتسجيلات الصوتية والمصورة، كان الجهاز قادراً على ابتزاز ــ وأحياناً تجنيد ــ النشطاء السياسيين،

والنشطاء فى أى مجال آخر مثل الصحافة أو حتى الأنشطة الأخرى، وتحويلهم لأداة طيعة لينة لديه، فهل معقول أن ربع مليون فرد لديهم كل أدوات الابتزاز هذه اختفوا إلى غير رجعة؟ أين ذهبت التسجيلات للفضائح بأنواعها من المالية إلى الجنسية مروراً بما بينهما، أين اختفى كل هذا، وهل معقول أن هؤلاء الناس الذين يملكون كل هذا رفعوا الراية البيضاء واستسلموا للثورة، «لشوية عيال» كما كانوا يسمونهم أيام الثورة؟

هذا سؤال يحتاج إلى تفكير شويتين كما يقولون، فى رأيى أن جهاز أمن الدولة فوجئ بمن قاموا بالثورة، بمعنى أن الذين نظموها وحركوها لم يكونوا ممن لهم ملفات فى الجهاز، وليسوا «متصورين فى أوضاع مخلة، أو لهم ملفات مالية أو غير ذلك». فالجماعة الذين كان يهتم الجهاز بالتسجيل لهم أو تصويرهم لم يخرجوا فى الأيام الأولى للثورة،

وحتى عندما خرجوا كانوا يثورون بالقطعة، يعلو صوتهم للحظة، حتى يأتيهم تليفون التهديد فيغيروا نغمتهم وعلى الهواء مباشرة، قائلين عن النظام وعن مبارك: «إديلوا فرصة تانية، وخليه يكمل الست شهور».

فكر ملياً فى هذا، فى الصور، وفى موضوع الضابط «موافى» الذى كانت مهمته التصوير، تصوير الداخل وتصوير الخارج، معقول استسلم هؤلاء بكل هذه السهولة ورفعوا الراية البيضاء؟ لو حدث ذلك بالفعل لكنا رأينا ثورة العملاء،

من ينتفضون لشرفهم بعد أن هُزم سجانهم أو من كان يستخدمهم ويبتزهم بالأشرطة والتسجيلات، لو أن هذا الجهاز قد اختفى بالفعل لملأ العملاء ميدان التحرير والميادين الأخرى ابتهاجاً واحتفالاً،

ولكن حتى الآن ترى العملاء مكسورى الخاطر، موجودين فى كل وسائل الإعلام يمارسون المهام نفسها، لأن المصوراتى على ما يبدو مازال يتابع بالتليفون، حتى من غيروا أرقامهم بعد الثورة لم يفلتوا من الرقيب.

لنترك هذا السؤال إلى سؤال آخر قد يأخذنا إلى الطريق الصحيح لمعرفة مكان وهوية اللهو الخفى، فأى تلميذ درس مبادئ علوم السياسة يدرك ما يسمى فى بلاد الفرنجة الـ«فستيد إنتريستس» أو أصحاب المصالح فى أى نظام،

أى أنه فى كل نظام ديكتاتورى أو حتى ديمقراطى هناك مجموعات من أصحاب المصالح، ممن تكمن مصلحتهم فى بقاء النظام القديم. وهم أيضاً من كانوا أدوات لدعم النظام القديم وتمكينه من الاستمرار.

السؤال الأخير يخص تلك البيروقراطية الجرارة، ممن يتمركزون فى كل مفاصل الدولة، هل استسلم هؤلاء بكل هذه السرعة ورفعوا الراية البيضاء للثورة وبهذه البساطة؟ هؤلاء الناس يختفون لكنهم موجودون بيننا، يمارسون هواياتهم فى تعظيم مصالحهم، يقفون مع من يقف معها ويتصدون لمن يقف ضد هذه المصالح.

هذه مجموعة أسئلة أولية قبل أن تنتهى مساحة المقال، قد تقودنا إلى نظرية متماسكة لتفسير علمى للهو الخفى، الذى يسمى بالإنجليزى يا مرسى على غرار مدرسة المشاغبين، الـ«فستيد إنترستس». ويمكنك تتبع مكان اللهو الخفى فى المقال المقبل أو إطفى الجهاز وشغله تانى وابدأ الأسئلة من الأول.

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 12
      سلام من عند الله ورحمته وبركاته. احببت أن تشاركونى الرأى بأن الانسان هو الانسان فى اى مكان. وان المشاعر الانسانية لاتختلف باختلاف الأمكنة .. ولطالما عبر الانسان عن مطالبته بحريته المشروعة باللين حينا وبالاصوات العالية حينا آخر و...بالأغانى والأناشيد. وف الحقيقة كانت ولا زالت هذه الوسيلة من أفضل الوسائل وتعتبر صفارة تجميع للناس . اليكم نموذج من كل بلدعربى حدثت به ثورة منذ بداية هذا العام..الثورى ..عام 2011. لنأخذ ف الوقت الحالى من كل بلد....أغنية او نشيد. نبدأ بمصر.. http://www.youtube.co
    • 2
      معتز بالله عبد الفتاح الأيام السابقة كانت صعبة وسنشاهد أياما صعبة فى المستقبل كذلك. ولكننا سننتصر فى النهاية بإذن الله. لماذا؟ فلنفكر فى الأمر من زاوية أن الدولة كانت تحكم بقواعد مؤسسية (أو شبه مؤسسية) تكبح جماح تطلعات الناس وتوقعاتهم. هذه المؤسسات اختفت، الآن الناس يتصرفون وفقا لتطلعاتهم الذاتية والشخصية لمدة عام كامل مع إدارة ساذجة أجلت عملية ظهور مؤسسات بديلة تستطيع أن تضع قواعد وقنوات تضبط التوقعات والتطلعات. ليبيا واليمن فيهما مشاكل أعتى من مشاكل مصر لأنها مرتبطة برفض الكثيرين ممن ثاروا ع
    • 2
      هاقتبس جزء من مداخلات الزملاء في موضوع الموجة الثانية للثورة تعالوا نطلق لخيالنا العنان كده حد كان يقدر يفتح بؤه بعد ثورة يولية ويقول " بنحبك يا فاروق " أو أبناء فاورق " أو إحنا أسفين يا فاروق ... او يعمل إستفتاء يدل على الحنين لعهد الذل زي اللي عمله مجلس العصابة ويسألة الناس هاتنزلوا التحرير ولا العباسية ويبعت لهم هناك فرق موسيقية تدق صاجات ؟ وهل حد يجرؤ في اوروبا نفسها يحن لعهد هتلر أو يشكر في الهولوكوست الخرافي ؟ حتى الأن .. سمعنا عن حد بيقول إحنا أسفين يا بن علي ولا يا قذافي ؟ أو يسم
    • 4
      هذه السلسلة فيها سرد لبعض أحداث الثورات العالمية الحديثة من جهة ثلاث عناصر : مقدماتها ودوافعها . فعالياتها . فترة ما بعد الثورة . المُلفت أن القارىء لهذه السلسلة يجد تشابه كبير جدا في تفاصيل هذه العناصر سواء فيما بين هذه الثورات أو بينها وبين الثورة المصرية التشابه تجده في أوضح صوره في العنصر الثالث وهو ( فترة ما بعد الثورة ) تجد نفس النهج , وسائل إعلام حكومية تحذر من الفوضى والوضع الاقتصادي , تشويه للثوار وإظهارهم في مظهر المُخربين , إبعادهم عن المناصب القيادية المؤثرة
    • 0
      تحليل الثورات العربية (1) الله حارس مصرا لطيبة فكر ثم دبر على صفحة التواصل الاجتماعي ثم جمع إعداد رهيبة من المصريين الشرفاء هل عرفت من هم هذه الأعداد والمدسوس بينهم لا تدري؟؟؟ معظم المندس هو صهيوني كامن بين الحائط والحائط بين الصفحات أو أمريكي جاسوس أو فرنسي يتربص , أو إنجليزي حاقد أو أي أجنبي يكره الإسلام معظم هؤلاء وأكثر يندسون بين المصريين الطيبين الشرفاء الذين ُظلموا وأصبحوا كالجمل الذي توجه لرسول الله( صلى الله عليه وسلم) يبكي ويشتكي صاحبه من الضرب المبرح والتحميل الزائد ,
×
×
  • أضف...