اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

متنوعات فى الصميم


Gharib  fi el zolomat

Recommended Posts

اتهام كبار المسؤولين الامريكيين باصدار الأوامر للجنود لقتل الجرحي في الفلوجة.. والتأكيد علي نفاق الفضائيات العربية للقوات الغازية

2004/11/20

مهاجمة الشعراء العرب لصمتهم عما يحدث في فلسطين والعراق.. والربط بين أمانة السياسات وانتهاك حقوق الانسان وهجوم الجراد

القاهرة ـ القدس العربي ـ من حسنين كروم: كانت الاخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة الجمعة تدعو للغم والهم وتثير الأسي في النفس وتكسر القلب، فبجانب فضيحة غزو الجراد للقاهرة وانتشاره في معظم المحافظات ليكشف عن مدي التسيب والعجز والاهمال الذي وصلت اليه الاوضاع وعن حجم الاكاذيب والتضليل الذي تقوم به جهات مسؤولة هي وزارة الزراعة دون ان تقيم اي وزن للرأي العام فقد فوجئنا باستشهاد ثلاثة من ابنائنا من جنود الامن المركزي في رفح، بعد ان اطلقت عليهم دبابة اسرائيلية قذيفة، وامطرتهم بالنيران من رفح الفلسطينية وتقديم وزارة الخارجية احتجاجا واتصال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون هاتفيا بالرئيس مبارك والاعتذار له عن الخطأ الذي وقع، ووعده باجراء تحقيقات واطلاع مصر عليها وفي العراق يتعرض اشقاؤنا للمجازر الوحشية التي ترتكبها القوات الامريكية واصابة مزارعي القطن بخسائر فادحة فقد انخفض ثمن القنطار الي 600 جنيه هذا العام بعد ان كان في العام الماضي 1200 ومعركة بين عائلتين بقرية الرفة بمركز العياط بمحافظة الجيزة ومقتل اثنين وحرق عدد من المنازل واصدار الرئيس مبارك اوامره بسرعة نقل وزير الاعلام الدكتور ممدوح البلتاجي الي فرنسا للعلاج من تجمع دموي اخر في المخ.

نحس وشؤم لا حدود لهما، وواصلت الصحف ابراز تعاقدات نادي الزمالك مع المدربين واللاعبين ومباريات كرة القدم في الدوري العام وتقييم مسلسلات التلفزيون في رمضان والاستجوابات وطلبات الاحاطة والاسئلة التي سيتقدم بها اعضاء مجلس الشعب اليوم ـ السبت ـ ومنها 88 سؤالا لوزير الزراعة عن مسخرة الجراد وسؤال لوزير الداخلية عن حادث الاعتداء الاثيم علي رئيس تحرير العربي زميلنا عبد الحليم قنديل، واخري عن تواطؤ الجهاز المركزي للمحاسبات مع محتكر انتاج الحديد رجل الاعمال احمد عز.

واما المقالات والتعليقات فكانت عن غزو الجراد، وجرائم امريكا ضد العراقيين والعرب والمعارك والردود ومسلسلات التلفزيون ونأمل بتقرير اليوم ان نكون قد انتهينا مما لدينا من متأخرات من اجازة عيد الفطر.

الجراد

ونبدأ بفضيحة او خيبة غزو الجراد لبلادنا. ووصوله للقاهرة وهو ما احدث صدمة حقيقية لدي الناس، لدرجة ان البعض اخذ يخلطها بالسياسات الداخلية والخطط الامريكية في المنطقة وغضب الله علي هذا البلد. فزميلنا انور الهواري رئيس تحرير المصري اليوم قال يوم الخميس في بابه اليومي ـ فوق السحاب: اسراب الجراد تتحدي جرادا من الخارج مثل الاصلاح من الخارج، تبحث لها الان عن قواعد علي تراب مصر.. انها تتحدي الحزب الحاكم، تتحدي الفكر الجديد، تتحدي امانة السياسات تتحدي حكومة نظيف وتتحدي كمبيوتر رئيس الوزراء، نحن بحاجة الي شماعة الواقعية لا حاجة للمقاومة لا داعي للسلاح كل مقاومة مصيرها الي الفشل نحن امة متحضرة ليس عندنا زرقاوي، لقد استوعبنا الدرس ورأينا ماذا حدث للفلوجة حتي في العيد، احذر كل وطني غيور من ان ينساق وراء عواطفه الدينية والوطنية والقومية، احذر من اختطاف اي جرادة كرهينة، احذر من ذبح الرهائن، احذر من ارسال اشرطة الي قناة الجزيرة نحن امة علي موعد مع القدر مع الجراد مع التاريخ. لقد جاءنا الجراد في عام الحسم في عام الانتخابات والاستفتاءات. لقد جاءنا في عام اما بعده يكون الانطلاق واما بعده تكون الهاوية! لقد جاءنا الصقور وملأوا سماءنا وذهب زمن الحمائم الي غير رجعة! .

وفي نفس العدد قام زميله مجدي الجلاد ـ احد مديري التحرير ـ بالربط بين امانة السياسات بالحزب الوطني الحاكم وبين الجراد قائلا في عموده ـ كلمة حق: ولا ادري لماذا تذكرت خطاب تكليف الرئيس مبارك للحكومة الجديدة وانا اشاهد الجراد يطرق ابواب سيارتي وحمدت الله ان السيارة ليست خضراء والا التهمها والتهمني الجراد الجائع من طول رحلته عبر الصحراء. والعلاقة بين الجراد وخطاب التكليف وثيقة مهمة للغاية فقد ورد في الخطاب ان حكومة نظيف عليها ان تنقل مصر الي عصر تكنولوجيا المعلومات وهذا طبيعي بحكم تخصص رئيس الوزراء الذي شكل حكومته من القرية الذكية ويبدو ان الحكومة معذورة في مسألة الجراد، فالوزراء الذين يحملون الكمبيوتر المحمول لم يجدوا به حلولا لمكافحة الجراد تماما مثلما لم يجدوا حلولا لأزمات الخبز والبطالة والفقر وحقوق الانسان والفساد، وكلها امور تحتاج الي حلول عملية بعيدا عن احلام لجنة السياسات بالحزب الوطني، وربما تجسد تصريحات احمد الليثي وزير الزراعة امس هذا المأزق، فالرجل الذي وقف محاصرا بأسراب الجراد لم يعنه سوي التأكيد ان الرئيس مبارك اتصل به شخصيا للاطمئنان علي جهود الوزارة في مكافحة الجراد وانا هنا اسأل الوزير السعيد ماذا كان سيحدث لو لم تكافح وزارته هذه الاسراب؟ هل كنا ننتظر ان تهاجم اجسادنا؟ وهل تصريحات سيادته بأن اجهزة الوزارة تتابع وتكافح، تعني ان المبيدات الاشد فتكا والتي اعلنت عن استخدامها الاجهزة المسوؤلة سوف تملأ سماء القاهرة خلال الساعات المقبلة؟ ان القاهرة لا تتحمل اسراب الجراد ولا مبيدات المكافحة، فالتلوث بلغ الحلقوم، لذا اقترح علي الوزير ان يعلن الاستسلام ويسلم مفاتيح العاصمة لكبير وزعيم الجراد فلعل الغزاة يقنعون بما التهموا ويرحلون من تلقاء انفسهم فمصر لم تعد مطمعا للغزاة حتي لو كانوا جرادا!! .

ونظل في المصري اليوم ولكن يوم الجمعة ومع مدير تحريرها الثاني زميلنا عادل القاضي الذي اعتبر هجوم الجراد عقابا او انذارا إلهيا لنا لنكف عما نحن فيه من ذل وصمت علي الطغيان وعلي ما يحدث لاشقائنا في العراق وفلسطين من انتهاكات لحقوق الانسان. قال: هل لاننا ارتضينا الصمت علي التردي والهوان وانتشار الظلم والطغيان وغض الطرف عن انتهاكات حقوق الالاف من المعتقلين والسجناء ووقفنا نتفرج بعجز ودهشة وبعض غباء كيف يعاقب اشاوس الطغيان رجلا لا يملك سوي قلمه وكلمة حق يقولها في وجه سلطان يكره ان يري او يسمع مثل تلك الكلمات فيكون جزاؤه الخطف والضرب وتركه عاريا في الصحراء ينتظر كرم الستار؟ هل لاننا رضينا بالعجز امام هؤلاء الاعداء الذين لم تعد تشبعهم وترويهم انهار الدماء، التي أسالوها في ارضنا وانما قرروا ان يرسموا لنا شكل حياتنا كيف نقرأ ونكتب كيف نؤذن ونصلي، كيف نفكر ونتصرف وكيف نري حق المقاومة ارهابا، وكيف نري العدوان والتدمير والقتل والخراب تحريرا، وانتهاك حقوق الانسان وهدم المنازل والمساجد واعدام الاطفال والنساء والجرحي العزل الابرياء جلبا للحرية،، تحريرا وتطويرا واعادة اعمار وبناء؟ هل لاننا اصبحنا جبناء حتي عن مجرد النطق بكلمات الرفض والشجب والاستنكار التي تركناها ليس بسبب ما لاقته من سخرية واستهزاء وانما خوفا من غضب سادتنا الباطشين في واشنطن من امراء الظلام وعصابة المحافظين الجدد المهووسين بالعداء للعروبة والحقد الاسود علي الاسلام؟ فهل تصل رسالة الله لنا عبر آية الجراد وهل تكون نذيرا بان نبادر الي اصلاح انفسنا وان نرفض ظلم حكامنا وغدر وحقارة اعدائنا قبل ان يأتي الطوفان؟ .

ونهاية قضية الجراد سنتركها لزميلنا سمير رجب رئيس تحرير الجمهورية الذي دافع عن الوزير احمد الليثي ونشر له تصريحات يدافع فيها عن نفسه، قال الجمعة في عموده اليومي ـ خطوط فاصلة: الهجوم علي المهندس احمد الليثي وزير الزراعة الجديد ليس له ما يبرره علي الاطلاق، فالرجل لم يشغل موقعه سوي منذ ثلاثة شهور فقط وبالتالي ما كان اسهل عليه القاء المسؤولية علي سلفه لكن امانته حتمت عليه ان يعلن بصراحة ووضوح ان جهود مكافحة الجراد ليست وليدة الساعة بل انها بدأت منذ فترة طويلة فور ان اخذت اسرابه الغفيرة تتحرك في خط سيرها الطبيعي من المناطق الباردة نحو اخري حارة رطبة تشجعها علي التكاثر وهي جهود مشهود لها بالكفاءة والخبرة من جانب الجيران وغير الجيران وايضا المنظمات والمؤسسات الدولية .

اما الوزير فقال لسمير: كم اتمني ان يعرف الناس انه لولا هذه الجهود التي اشرت اليها لتعرضنا لغزوة جراد كان يمكن ان تسبب لنا كارثة هائلة لاننا نجحنا والحمد لله في منع 40 مليون جرادة من التسلل الي حدودنا.. اما التي شاهدها سكان القاهرة فعددها يتراوح ما بين سبعة وعشرة الاف جرادة وتلك لا تساوي شيئا.. ولا تشكل ادني اهمية ولعل ابلغ دليل ان الكميات بدت متناثرة متفرقة.. في حين ان السرب الحقيقي يمتد طوله من 50 الي 60 كيلو مترا! اني اجزم واؤكد انه لا يوجد قيراط واحد قد تعرض للتلف واي فلاح لديه حقل اضير مستعد لتعويض خسارته فورا وان كنت اعود لاكرر ان ما حدث لم يؤثر فينا من قريب او من بعيد. المفروض ان نحمد الله ونشكره، لا ان نكيل الاتهامات جزافا. ونهول الامور ونضخمها بغير حق ودون اساس. في الظروف العادية استطيع القول انها لن تتكرر، لكن المعلومات التي لدينا تشير الي انه علي بعد 94 كيلومترا داخل الحدود الليبية وصلت حاليا اسراب جراد.. فاذا ساد مناخ عادي فسوف تتجه وفق خط سيرها المعتاد الي الجزائر والمغرب، اما اذا حدث تغير في المناخ، فليس مستبعدا ان تهاجمنا لكن نحن لها متربصون .

طبعا نحن ابناء الفراعنة، والمصريون حيوية وعزما وهمة متربصون للجراد، اذا فكر مرة اخري في غزو بلادنا ولا اعرف لماذا لم يكمل الوزير.

وسنقضي عليه مثلما قضينا من قبل علي غزوات التتار والمغول ومن قبلهم الفرس والحيثيين؟

اهؤلاء وزراء مسؤولون يخاطبون شعبا عاقلا ام من البلهاء؟

اما كيف تمكن الوزير واجهزة وزارته من تحديد اعداد الجراد التي منعناها من غزو اراضينا بـ40 مليون جرادة وان عدد من هاجم القاهرة يتراوح من سبعة الي عشرة الاف جرادة، فهذا انجاز هائل في الحساب والتعداد.

وما دامت الامور قد وصلت لمثل هذا المستوي فقد بات النقاش مستحيلا، ولانه مسنود، فلن يطاله العقاب. لا بسبب بيانات وزارته الكاذبة وصحونا علي الفضيحة، ولا بسبب احتقاره لعقليات الناس وانما سيظل في منصبه حتي لو اكل الجراد كل زراعاتنا لانه اثبت براعة ودقة في الحساب، فمن غيره قادر علي تحديد عدد الجراد في القاهرة بانه سبعة الاف ولا يزيد عن عشرة الاف جرادة.

ولن اترك الوزير او تعليقي عليه ينهي هذه القضية كما وعدت، وانما سأفسح المجال لزميلنا رسام الكاريكاتير بـ الاخبار عمرو فهمي وكان عنوان كاريكاتيره بالصفحة الثانية ـ فرق لمكافحة الجراد ـ والرسم لاثنين يدخنان الحشيش وهما يضحكان واحدهما قول للآخر:

يا راجل. دول فاشلين في تحديد نسل البني آدمين. يبقي هيعرفوا يحددوا نسل الجراد؟! .

اما الوفد فقالت في تحقيق لها علي الصفحة الثالثة امس ايضا وهي تسخر من تصريحات الوزير احمد الليثي عن حركة الرياح:

العالم المتحضر يعرف ان الرياح سوف تهب قبل وقوعها بأسابيع، ويتابع العالم كله اخبار الاعاصير وانها ستتجه الي امريكا او الي كندا، ثم الي اليابان واستراليا، وهكذا.. اما نحن فعلينا تصديق تصريحات المسؤولين وعلينا قبول اعذارهم، وليس حتي اعتذارهم. هناك اسباب عديدة تستوجب المساءلة: لماذا تم تجاهل تحذيرات منظمة الزراعة والاغذية العالمية ـ الفاو ـ الصادرة قبل عدة شهور بل وايضا قبل الهجوم الكاسح بأيام؟ لماذا اطيح بقيادات وزارة الزراعة المتخصصة في هذا المجال دون ان نأتي بغيرهم من الاكفاء؟ لماذا لم تستفد الوزارة بطائرات لرش الدخان علي الجراد، وبوسائل المقاومة الاخري الآمنة؟ ولماذا اقتصرت مقاومتها علي المبيدات والتي بالتأكيد تضر الزراعة نفسها؟ لماذا تتكتم الوزارة علي الحجم الحقيقي للتلفيات التي اصابت الفلاحين المصريين؟ ولماذا تجاهلت تعويض المتضررين .

امريكا والعرب

والي رأس الافعي واس البلاء والمعجبين بها وبرئيسها وعلي رأسهم صديقنا وزميلنا جلال دويدار رئيس تحرير الاخبار الذي قال عن محادثات رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مع بوش وفشله في اقناعه بان يتخذ موقفا عادلا من القضية الفلسطينية:

تخيل البعض ان تطلعات بوش الي ولاية رئاسية ثانية واخيرة كانت وراء سعيه الي تطويع مزاعمه حول التزامه ـ غير الحقيقي ـ بالقيم الدينية لممارسة كل انواع النفاق والخنوع للوبي الصهيوني، املا في استقطاب اصوات اليهود الامريكيين ولكن وبعد ان ا علن ان 75% من هذه الاصوات ذهبت لمنافسه الديمقراطي كيري فلماذا اذن اصراره علي مخالفة تعاليم كل الاديان المناهضة للظلم والعدوان علي الحقوق المشروعة للشعوب، وهو ما يتفق مع مباديء الدستور الامريكي نفسه .

وقال: يبدو ان بلير ورغم تحالفه وتبعيته المخلصة لم يكـــن مستوعبا لفكر بوش غير الطبيعــــي والمعادي الي درجة الكراهية للعرب والمسلمين، ادي ذلك الي اصابته بخيبة امل تجسدت في رفض كامل لمساعيه، بل انه ـ اي الرئيس الامريكي ـ نكث بعهوده ووعوده.. يشهد علي ذلك ما اعلنه في المؤتمر الصحافي الذي عقده في نهاية المباحثات بانه يأمل في قيام الدولة الفلسطينية عام 2009 رغم ما سبق ان اعلنه في حزيران (يونيو) 2002 حول امكانية اقامة هذه الدولة في عام 2005 .

وبشرنا جلال بالآتي: لا جدال ان نتائج مباحثات بوش وبلير ما هي الا مقدمة لايام سوداء سيشهدها العرب والمسلمون علي مدي السنوات الاربع القادمة للرئاسة الامريكية وليس من منجاة مما هو قادم سوي التضامن ووحدة الصف، والعمل علي اصلاح البيت من الداخل، وبذل كل الجهد من اجل مواجهة التمزق والفرقة ووقوف الحكومات والشعوب صفا واحدا في مواجهة كل الممارسات الظالمة ضدهم وضد الشرعية الدولية .

وكيف تكون هناك وحدة للصف بينما انظمة امة حنا للسيف حنا للخيل لا هم لها الا استرضاء رأس الافعي واس البلاء ومساعدتها لادامة احتلال العراق، تحت ستار مؤتمر شرم الشيخ، والذي بسببه تعرض سفير مصر في امريكا نبيل فهمي الي هجوم عنيف امس ـ الجمعة ـ من صديقنا وزميلنا مجدي مهنا في عموده اليومي ـ في الممنوع ـ الذي قال فيه:

الدهشة تزداد من التصريحات الغريبة بل والشاذة التي صدرت علي لسان سفير مصر في واشنطن نبيل فهمي فقد اعلن ان قضية العراق تأتي علي رأس اولويات الرئيس الامريكي بوش وهذا صحيح، لكنه اضاف ـ وليته ما اضاف ـ ان امريكا تعمل علي تخفيف المخاطر التي تتعرض لها قوات التحالف، وتسعي الي استقرار الامور علي الساحة السياسية العراقية. قرأت هذا التصريح الغريب والشاذ، لعلي قرأته خطأ او لعلي اكتشف انه صدر علي لسان كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية، او دونالد رامسفيلد وزير الدفاع، او علي لسان اياد علاوي رئيس الحكومة العراقية المؤقتة، والمتحدث الرسمي باسم قوات التحالف في العراق، والذي يبرر لها كل جرائمها ضد العراقيين وكأنه ليس واحداً منهم، لكن للاسف، لم يوجد خطأ، فالتصريح صدر بالفعل علي لسان السفير المصري في واشنطن نبيل فهمي، هل دور مصر الان هو تبرير جرائم الاحتلال الامريكي في العراق؟ وهل مؤتمر شرم الشيخ طبقا لما صرح به السفير نبيل فهمي هو تسويق هذه الجرائم الي المجتمع الدولي وتبريرها والدفاع عنها بدعوي بلورة نظام سياسي عراقي، وبدعوي الحفاظ علي استقرار الاوضاع في العراق؟ والذي يثير دهشتي اكثر هو حالة الصمت التي تعيش فيها جميع العواصم العربية تجاه ما يجري في العراق من جرائم ترتكبها قوات الاحتلال، ولو حتي باصدار بيان .

وما العيب في ذلك؟ فالصمت دليل الحكمة والتؤدة وتسويق الجرائم الامريكية تجارة وشطارة وجني للارباح والا فلماذا يسمونه تسويقا؟!

الفلوجة

والي مأساة اشقائنا العراقيين في الفلوجة التي قال عنها صديقنا وزميلنا عصام كامل مدير تحرير الاحرار في مقاله بـ الوفد يوم الثلاثاء:

وبينما تكتوي الشوارع العربية بنار اسعار كعك العيد وتعاني من الاختيار بين انواعه والوانه واشكاله، كان ابناء الفلوجة قد اعلنوا في تحد نادر الوقوف ضد المشروع الامريكي المتوحش ليثبتوا من جديد ان العراق لم يسقط بعد وان الاعمال العسكرية ما زالت مستمرة وان الفلوجة ما زالت مدينة عراقية مستقلة ومحررة ورافضة لوضع لافتة الاستعمار علي جدران اسوارها، وبينما كنا نفاضل بين الثمين والاثمن كهدايا لاطفالنا، كان صغار الفلوجة يمطرون بوابل النيران والقنابل والصواريخ ويدفنون تحت حطام المنازل وتغلف اجسادهم النحيلة اثواب العار العربي واكفان من الصمت المريب في عواصم لا تدري ان القطار قادم لن يترك محطة دون الوقوف فيها.. ولكن مهما فرضوا علينا الصمت واحاطونا بالعسكر فان شهداء الفلوجة قد زرعوا فينا حلم الانتصار وبثوا بداخلنا نوبة صحيان وغرسوا باستبسالهم في نفوسنا معاني عظيمة للصمود وفضحوا امام اعيننا مساحات البيع داخل قصور الحكومات وعلمونا قبل كل شيء ان اعظم معاني الحياة.. الموت من اجل كرامتها .

والي الحادث المروع الذي نشرت صوره الصحف عن الجندي الامريكي الذي دخل مسجدا في الفلوجة واطلق النار علي مدني عراقي مصاب. وهو الحادث الذي قال عنه زميلنا بـ الاخبار عماد عمر يوم الاربعاء: وفجأة استأسد احد الجنود المدججين بالسلاح في مواجهة واحد من الجرحي المستلقين علي ارضية المسجد ولم يجد الاسد الامريكي غضاضة في توجيه بندقيته الي رأس الجريح خائر القوي واطلاق الرصاص عليه ولا داعي لان تشغل ادارة بوش نفسها بالاعتذار فمن المحتمل ان الجندي الامريكي اقدم علي فعلته من باب القتل الرحيم لوضع حد لمعاناة الجريح، كما ان الجندي الامريكي قدم للعالم تفسيرا جديدا لسبب اصرار ادارة بوش علي استثناء جنودها من الخضوع للمحاكمة الدولية عن جرائم الحرب. واذا كانت ادارة بوش قد احجمت عن الاعتذار عن فضيحة سجن ابو غريب واكتفي الرئيس الامريكي بالاعراب عن الأسف فهل يمكن ان نطالبها بالاعتذار عما حدث في مسجد الفلوجة؟ كل الرجاء لا تحاول الادارة تكرار الاسطوانة المشروخة بان ما حدث حالة فردية، فالأغلب انها مجرد الحالة التي التقطتها كاميرات التلفزيون وما خفي كان اعظم .

بالتأكيد ما خفي اعظم وافظع واشنع، ولكن الي اي مدي ستتمكن رأس الافعي وأس البلاء من اخفاء كل جرائمها؟ سيأتي يوم تنكشف فيه تفاصيل هذه الجرائم، بل ومن هم المسؤولون الحقيقيون الذين تسببوا فيها وقال عنهم زميلنا سمير رجب رئيس تحرير الجمهورية الخميس قطعا سوف تعرف الدنيا غدا او بعد غد ان الانتهاكات الصارخة التي تعرض لها العراقيون والعراقيات داخل معسكرات الاعتقال، لم تكن وليدة اللحظة او انها حدثت نتيجة تصرفات وسلوكيات جنود صغار، بل انها تندرج في اطار مخطط محدد واضح المعالم تمت صياغته بعناية داخل اكبر واهم مراكز صناعة القرارات في الولايات المتحدة الامريكية.

استنادا الي نفس الحقائق فان غزو الفلوجة بالصورة التي تم بها لم يكن بعيدا عن اصحاب تلك القرارات الفوقية الذين امروا ـ ولا شك ـ بهدم مبانيها ومنشآتها وقتل واعتقال رجالها وشبابها ونسائها واطفالها، بل ربما نصت التعليمات بالحرف الواحد: لا تتركوا في احد منهم بقية من نفس. وهذا ما نفذه الجنود بالحرف الواحد، فعلي اي ذنب او جريرة يحاكمون اذن؟ لا تتوقعوا ابدا ان السيناريو سوف تتغير احداثه، بل ان القالب واحد بصرف النظر عن الاسم وعن المكان طالما ان ارض العراق هي المشهد الرهيب ! .

طبعا هذه لا بد وان تكون اوامر كبار المسؤولين الامريكيين الي جنودهم لانهم ليسوا الا امتدادا لقادة المغول والتتار وهو ما اكده في نفس اليوم الخميس صديقنا وزميلنا والمؤرخ وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد جمال بدوي الذي قال في نفس اليوم بـ الوفد في بابه الاسبوعي ـ قطرات الندي ـ لقد ارتكب البرابرة الامريكان من اعمال الارهاب ما يخجل منه المغول والتتار والمؤسف ان توصف اعمال المقاومة بالارهاب ويدمغ المقاومون بأنهم ارهابيون، وتتردد هذه الاوصاف المرذولة علي بعض الفضائيات العربية تقربا وزلفي للسادة الامريكان وانسياقا مع الاكذوبة الكبري التي وجهها بوش منذ احتلال افغانستان ورفع شعار الحرب المقدسة ضد الارهاب (!) لقد اثبتت ملحمة العراق ان الارهاب ليس صناعة عربية ولا اسلامية حتي لو كان بعض ابناء العرب ارتكبوا تفجيرات ايلول (سبتمبر)، فهناك شباب امريكيون ارتكبوا تفجيرات اوكلاهوما ولم يؤخذ الشعب بجريرة الافراد ولم تكن تفجيرات ايلول (سبتمبر) الا ذريعة لشن الحرب المقدسة علي العرب والمسلمين وهي حرب غربية الصنع تم طبخها في الولايات المتحدة ثم تصديرها الي الشرق العربي للقضاء عليه واقتلاعه من جذوره الدينية والقومية والوطنية واحالته الي مسخ مشوه يتخذ من اسرائيل قبلته ومن الغرب هاديا ونصيرا (!) اننا لا نستطيع ان نفصل بين الملف العراقي والملف الفلسطيني، فعمليات الفتك تجري في العراق وعمليات التهويد تجري علي قدم وساق في فلسطين حتي يكتمل قيام دولة اسرائيل الموعودة في التوراة ويقام الهيكل علي انقاض الاقصي ويجبر المسيحيون علي العودة الي اليهودية استعدادا لاستقبال المسيح الالفي وهي العقيدة التي يعتنقها الرئيس الامريكي الحالي والذين معه من ذيول الصهيونية المسيحية ويعملون في السر والعلن علي تنفيذها (!) ان الخطر داهم واكبر مما نتخيل والمفروض ان نستيقظ من غفلتنا ونكف عن اعمال التهريج والسطحية والتفاهة التي تخيم علي حياتنا. ويبدو انها مقصودة لالهاء الشعوب العربية الي ان تفاجأ بالنكبة في عقر دارها، ولكن الذي لا يعلمه المتصرفون في شؤوننا انهم سيكونون اول الضحايا، لان القاتل الفاتك لا يفرق بين العدو والصديق (!) .

معارك وردود

واخيرا الي المعارك والردود وستكون لصديقنا الشاعر عبد الرحمن الابنودي الذي ابدي في وفد الخميس حزنه علي عدم مشاركة الشعراء بقصائدهم ضد المذابح التي يتعرض لها الشعب العراقي فقال وقد ركبه غم وهم لا حدود لهما: أين الشعراء؟ كيف هانت عليهم كرامة القصيدة ونضاليتها وحيويتها وكيف تخلوا عن كل ما يرون للاختباء في عنكبوتية الكذب والموات وما لا قيمة له؟ كيف تخلوا عن الامة وعن الاهل وكيف لم يحرك لفح الحرائق اشواق البوح وانينهم القومي؟ ألم يأكلوا خبز العراق ويزحموا مهرجاناته ويستمتعوا بديناراته؟ أكان الحب كذبة كبيرة وعاطفة قشرية خاوية تماما كحبهم للشعر ولأهلنا ولأهلهم؟ ماذا نقدم لهم اكثر من ذلك؟ هل نحرق مصر ونهدم بيوتها ونطربقها علي الابناء والزوجات لتتحرك اقلامهم الميتة وتحاول استعادة شيء من حيويتها المنطفئة؟

منذ خرجت تلك الافكار المسمومة التي دعت الي فصل الشعر عن الاوطان اتقاء من اغراقه في برك المباشرة الآسنة ودعت للثورة علي الارث العربي من لغة وتراكيب واشكال شعرية بما فيها المستحدثة والابتعاد تماما عما يمثل المجموع والغوص الي اقصي ظلمات الفردي والذاتي في اعماق النفس المخربة التي تختزن تجارب الاوروبيين وتدعو للعلاقات المثلية والشذوذ او العري والجنس كالعاهرات اعلن زمن المومسة! فالمومسة ليست هي الجسد فقط، ولكن بيع القلب والضمير والانتماء، بيع النظر والاحساس والدمع، مومسة بيع الحبر والقلم وهما اللذان يمثلان اجسادنا هو مومسة واضحة فاضحة لا شك فيها، ان بيع فلسطين والعراق والقذف بهما بعيدا خوفا من ان تلوث دماؤهما ثوب الشعر الطاهر مومسة بكل معني المومسة، ان تجاهل ما يحدث هناك من مذابح وقتل واستباحة وتشـــريد، تجاهل هؤلاء الذين جاؤا علي السفـــن العملاقة وحاملات الطائرات لقتل الاهل لنلتفت ونغرق في الطحالب التي تطفو علي العيون المفقودة من هول العشق، هو الخيانة الحقيقية بكل ما تعنيه الخيانة من روائح وتلوث وتخل وانفراد بالذات في خيمة بعيدة، بعيدة في صحراوات البلاهة والعبث. انه الخوف من ان يلومهم اساتذتهـــم ويسقطونهم من كشوف الخيانة التي هي مرتـبة ارقي بكثير من الانتمـــاء والوطنية، يا أبناء الأمة انظروا من حولكم هل سمـــــعتم الي شاعر منهم كتب قصيــدة عن فلسطين او بغداد؟ عن الدمـاء والقتل الظالم والاقتحام والموت؟ ان الصمت موقف ايضا! لقد اتهموا شعراءنا الذين كتبوا شيئا من ذلك بالتخلف والرجعية، من كتب عن الدم العربي متخلف ورجعي اذا يمثلون من هؤلاء الشعراء اذا لم يكن يمثلون اعداءنا ويقدمون لهم التسهيلات ويهبونهم شرعية غزونا وقتلنا سواء ادركوا او لم يدركوا؟ .

مومسة فقط؟ بل المومسة اشرف من تلك المواقف هذه اهانة للمومسة ولمن يمارسونها بدافع الحاجة، اما هذا النوع الجديد من المومسة فأمره غريب وشأن اهله اغرب واشنع.

وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ

لقد کفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثه

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 1
      لم يحسم المصريون بعد أمرهم وأمر ثورتهم، فهل كانت ثورة على نظام مبارك بفساده وطريقة إدارته للأمور، أم كانت ثورة على حركة يوليو التي قام بها الضباط الأحرار عام 1952 بقيادة جمال عبد الناصر؟ لو كانت الأولى، أي إنها ثورة على مبارك، فلا يمكن تسميتها بالثورة، لأنها بهذا تصبح مسألة تغيير لأسلوب إدارة، أو تعديل لوضع أيام مبارك مع الاحتفاظ بتراث كبت الحريات وكل مؤسسات القهر، إنها ثورة على الفساد وعلى التوريث، وما عدا ذلك فالمصريون سعداء بعد القضاء على فكرة التوريث بأن تعود مصر إلى حكم عبد الناصر أو السادا
    • 1
      وصلتني على الايميل وقلت اشارككم فيها .. عذرا لو انها منقوله بس اعتقدها تستحق النقل .. 40 beautiful world sayings أجمل أربعين مثل في العالم إذا لم تكن تعلم أين تذهب ، فكل الطرق تؤدى إلى هناك If you don't have an objective in life, any cause could be one Si tu n'as pas un but dans la vie, tout peut servir comme un but. ** ** ** ** يوجد دائماً من هو أشقى منك ، فابتسم There is always one who suffers more than you do, so you should be optimistic Il y a toujours quelqu'un qui souffre
    • 1
      أخبار اليوم 12/6/2004 م منتهي الأدب.. وقمة التواضع: في الجلسة الأخيرة للبرلمان، ألقي رئيس المجلس كلمة بصوت مختنق، سرعان ما احتقن، بمناسبة انتهاء الدورة البرلمانية الحالية. وفوجيء النواب بالجالس علي المنصة يجهش بالبكاء وهو ينهي خطابه الذي يقطر أدبا وتواضعا، قائلا: 'إنني أختتم كلمتي بتسجيل اعتذاري الشديد عن أي خطأ أو تقصير بدا مني في زحمة العمل، أو أثناء إدارة الجلسات والمناقشات'. ودوت القاعة بالتصفيق الحاد من نواب الشعب، إعجابا بدماثة خلق رئيس المجلس، وأدبه، وتواضعه، وشجاعته في طلب العفو من
×
×
  • أضف...