اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

قالوا عن البرادعي


Alshiekh

Recommended Posts

قيل الكثير عن البرادعي

قيل ذلك من قبل أن يعلن عن نيته منافسة مبارك

قيل ذلك قبل أن يضع مطالب تعديل الدستور

قيل ذلك قبل أن يطالب بالتغيير

وقيل ايضا بعد تحديه لمبارك ومشروع التوريث

وقيل بعد عودته لمصر واستقباله إستقبال الأبطال

وقيل ايضا خلال عام التحضير للثورة

وقيل الكثير أثناء حملة جمع التوقيعات لمطالب التغيير

وقيل الكثير بعد بدء الثورة

وقيل الكثير عنه خلال العام الذي تلى الثورة

والآن يقال الكثير بعد إعلانه التخلي عن فكرة الترشح لرئاسة الدولة للأسباب التي شرحها في كلمته التي إستغرقت حوالي الربع ساعة.

سأقوم بتجميع المقالات التي أقرأها عن البرادعي -غالبا ماكتب عنه بعد إعلان إنسحابه من سباق الترشح للرئاسة الذي لم يبدء بعد- وإن كان من الضروري إدراج ماكتب عنه في فترات سابقة، والدعوة مفتوحة للجميع للإضافة والمشاركة.

انسحاب البرادعي.. إقرار بالهزيمة أم تصويب للمسار؟

مصطفى عياط

شكَّل قرار الدكتور محمد البرادعي بالانسحاب من سباق الترشح للرئاسة في مصر، مفاجأة للكثيرين، فالرجل يعد من أبرز المرشحين للمنصب، وخلال مرحلة ما كانت التكهنات تشير لكونه المرشح المفضل لجماعة الإخوان المسلمين، كذلك فإن البرادعي يحظى بتقدير واسع لدى الشباب الثوار، خاصة ذوي التوجهات الليبرالية واليسارية.. فلماذا تجاوز البرادعي كل هذه المعطيات وفضل التنحي جانبًا؟ ثم هل من مغزى لتوقيت القرار، الذي جاء قبل أيام قليلة من الذكرى الأولى للثورة، وبالتزامن مع اكتمال الصورة شبه النهائية لتشكيلة مجلس الشعب الجديد، حيث يمثل الإسلاميون، بأطيافهم المتعددة، أغلبية تتجاوز الثلثين؟.

بداية، وبغض النظر عن التفسيرات المتعددة لأسباب القرار، فإن البرادعي برهن مجددًا على "ديناميكيته" العالية، وأنه ليس من الطراز التقليدي للساسة في مصر، حيث يقضي الرجل منهم جل عمره في حزب أو جماعة معينة، ويتبوأ فيها أعلى المناصب، ثم عندما يحدث خلاف ما ويقرر الخروج، فإنه يتحول إلى النقيض وينسب إليها كل نقيصة، وفضلاً عما يعكسه ذلك من "فجر" في الخصومة، فإنه أيضًا يكشف "ضعف" و"تقليدية" ذلك الشخص، الذي فضل "الصمت الطويل" كي يبقى في "دائرة الضوء"، حيث إن قرار الانسحاب المبكر، كان سيكلفه عناء البدء من جديد، والبحث عن مسار أفضل لتحقيق الرؤية التي يتبناها.

تصويت مختلف

أما بالنسبة للبرادعي، فإنه- على ما يبدو- وفي ضوء المسار الذي كشفت عنه الانتخابات وما رسمته من خرائط لأوزان القوى السياسية في الشارع، أدرك أن مهمته في الانتخابات الرئاسية لن تكون سهلة، فانتخابات البرلمان كشفت أن الناخب المصري ليس كنظيره الأمريكي والأوروبي، الذي يعطي صوته وفقًا لما تتضمنه الحملات الانتخابية للأحزاب والمرشحين من إثارة وإبهار، في حين أن جُل المصريين يصوتون وفقًا لعلاقاتهم الشخصية بالمرشحين أو تبعًا لآراء واتجاهات من يثقون فيهم من الأقارب والأصدقاء، وبالطبع فإن العمل الخيري والاجتماعي يعد من أوثق تلك الصلات، فضلاً عن أن المصريين يميلون لإعطاء ثقتهم ويقلدون من يعتقدون في "صلاحهم"، والصلاح هنا لا يقتصر على التدين، وإنما يمتد ليشمل الاستقامة السلوكية والنزاهة الأخلاقية.

هذه التوليفة منحت الإسلاميين الحصة الأكبر من أصوات المصريين، كما أنها تفسر لماذا حصل السلفيون، وهم حديثو عهد بالسياسة، على ما يقرب من ربع أصوات الناخبين، ذلك لأنهم موجدون في الشارع ويعملون وسط البسطاء منذ سنوات طويلة. كذلك فإن هذا التفسير ينطبق على الاختراقات التي حققها عمرو الشوبكي وعمرو حمزاوي ومصطفى النجار في الانتخابات، فهم ورغم كونهم محسوبين على النخبة، إلا أنهم تعاملوا مع الانتخابات على أنها معركة تستوجب النزول للبسطاء حيث هم، ومخاطبتهم بلغتهم والتواصل معهم بشكل حميمي وشخصي، في حين أن من اعتمدوا فقط على برامج براقة وحملات تليفزيونية ضخمة، خرجوا من السباق "صفر اليدين".

تراجع إخواني

وهكذا فإن الوقت المتاح أمام البرادعي لا يكفي لتحقيق ذلك التواصل في طول البلاد وعرضها، كما أن القوى الليبرالية وائتلافات الشباب، التي كان يعول عليها في دعم ترشيحه، كشفت الانتخابات الأخيرة مدى ضعفها وتأثيرها المحدود في الشارع، وأنها مجرد "ظاهرة صوتية". يضاف لذلك أن المزاج العام داخل جماعة الإخوان لم يعد ميالًا لخيار تأييد البرادعي، حيث افترقت الطرق بالجانبين عقب الاستفتاء على التعديلات الدستورية، كما أن ما حققه الإخوان من فوز كبير في انتخابات البرلمان ربما يجعلهم يفكرون كثيرًا قبل الدفع بشخصية بوزن واستقلالية البرادعي إلى سدة الحكم، خاصة أن التباينات الفكرية والسياسية بين الجانبين ليست بالهينة.

كذلك فإن من النقاط الهامة، التي لا بد أن البرادعي وضعها في اعتباره وهو يقرر الانسحاب، هي موقف المجلس العسكري من احتمال وصوله للرئاسة، فليس سرًا أن البرادعي ليس الشخص المفضل لدى المؤسسة العسكرية، بل إن مرشحين إسلاميين مثل د. محمد سليم العوا وعبد المنعم أبو الفتوح، قد يكونان خيارًا أقل سوءًا من البرادعي، وهذا ناتج من أسباب متعددة، بعضها يرتبط بمواقف البرادعي تجاه إدارة المجلس العسكري للفترة الانتقالية، وانتقاداته العنيفة لأداء المجلس، والبعض الآخر، وهو ربما الأكثر تأثيرًا، يعود إلى تركيبة البرادعي وخلفيته، سواء القانونية أو الدبلوماسية، وكذلك السنوات الطويلة التي قضاها في الغرب وداخل المؤسسات الدولية، حيث يعد تدخل المؤسسات العسكرية في الحياة العامة، سياسية أو اقتصادية، من المحرمات، ولذا فإن الصدام بين الطرفين سيكون محتومًا، في حال وصول البرادعي للرئاسة، وفي المقابل، فإن باقي المرشحين يتقبلون أو يتفهمون -وإن كان ذلك بدرجات متفاونة- الدور الواسع الذي يمارسه الجيش في الحياة العامة منذ ثورة 1952.

خيار بديل

وإذا كان الوصول للرئاسة بدون دعم الإسلاميين وفي ظل نفور العسكر يبدو أمرًا مستبعدًا، فإن البرادعي كان لديه من المرونة كي يقرر أخذ خطوة، أو بالأدق عدة خطوات، إلى الوراء، حيث ألمح لاحتمال قيامه بتأسيس أو رعاية حزب يضم تحت مظلته مختلف ائتلافات الشباب التي ظهرت عقب ثورة يناير، مما يعني أنه يريد تصويب مساره، والبدء من نقطة الصفر، عبر النزول إلى القرى والنجوع والعشوائيات، التماسًا لتأييد الناس ودعمهم، بدلاً من التعالي عليهم واتهامهم بالجهل وعدم الوعي، وهي خطوة إذا ما تحولت إلى "واقع عملي" سوف تشكل حراكًا مهمًا في الشارع المصري، وضخّا لدماء جديدة في حياة سياسية، جزء كبير منها ينتمي إلى الماضي أكثر من كونه يعيش في الحاضر، والجزء الآخر يعتقد أن النوايا الطيبة والأيدي المتوضئة تكفي وحدها لانتشال مصر من "الحضيض" الذي انحدرت إليه، في حين أن الأمر يحتاج، إضافة لذلك، إلى خطط مدروسة وبرامج عملية وعمل شاق قد يستغرق سنوات.

دلالات قرار البرادعي لا تتوقف فقط عند البحث عن السبب، وإنما تشمل كذلك توقيت إعلان القرار، والذي جاء متزامنًا مع اكتمال المشهد الانتخابي لمجلس الشعب، وقبل أيام قليلة من الذكرى الأولى للثورة، وفي ظل حالة كبيرة من الشحن والتوتر بين المجلس العسكري والقوى الشبايبة، فهل سعى البرادعي من خلال انسحابه لإلقاء المزيد من الزيت على النار المشتعلة؟ رغم أنه لا يمكن القطع بذلك نفيًا أو إيجابًا، إلا أنه من المؤكد أن الانسحاب أربك الساحة السياسية، كما أن دلالته لدى القوى الغربية المتابعة بشدة للمشهد في مصر، ربما تكون أكثر تأثيرًا مما هو الحال داخليًا، فبـ"لغة مشجعي الكرة" فإن خروج البرادعي من سباق انتخابات الرئاسة نزل بها من "العالمية" إلى "المحلية"، كما أنه يخصم كثيرًا من مصداقية العملية السياسية بأكملها لدى الخارج، ولذا فإن البعض يعتقد أن قرار البرادعي كان "ضربة" موجهة بشكل أساسي إلى "المجلس العسكري" باعتباره الراعي الرسمي لتلك العملية، كما أنه تكبد الكثير من العناء كي ينتزع اعترافًا من العالم بـ"نزاهة العملية الانتخابية ومصداقيتها"، لكن انسحاب البرادعي جاء ليخصم جزءًا لا بأس به من تلك المصداقية.

كذلك فإن انسحاب البرادعي يطرح سؤالًا قد تشكل إجابته مفتاحًا مهمًا في رسم خريطة الانتخابات الرئاسة المقبلة، وهو: من المرشح الذي سيحظى بدعم البرادعي في الانتخابات؟ هل هو عمرو موسى الصديق القديم ورفيق البدايات في الخارجية المصرية؟ أم عبد المنعم أبو الفتوح، الذي أبدى البرادعي مرارًا إعجابه باستنارته واعتداله؟ أم ستفصح الأيام المقبلة عن مرشح جديد للرئاسة يكون مفاجأة للجميع؟.

--

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11)

new-egypt.gif

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***************
مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)
***************
A nation that keeps one eye on the past is wise!A
A nation that keeps two eyes on the past is blind!A

***************

رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط
القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط سلسلة كتب عالم المعرفة

رابط هذا التعليق
شارك

ظهوره كان (قبلة حياة) لمستقبل كاد يشبه الماضى القريب .. تقويم صناعة التغيير ارتبط باسمه وبظهوره الذى صار .. معه ما كان أملا ممكنا وما كان مستحيلا واقعيا

الشروق

«مصر تمتلك حريتها ربع ساعة كل قرن» هكذا كان يحب الراحل محمود عوض أن يقول، وهكذا أحب أن أقول إن الفترة من بدء طرح اسم محمد البرادعى فى الساحة السياسية فى مثل هذا اليوم من عام 2009، وحتى قراره سحب ترشحه «المحتمل» من انتخابات رئاسية لم تتحدد معالمها وقواعدها بعد، ربما تكون هى «الربع ساعة» التى يتحرك فيها الزمن وتتقلب فيها مصر كما اعتاد فلاحوها أن يقلبوا تربتها بين زرعة وزرعة، لتقضى على ديدان الأرض الضارة، وتمهد التربة لثمرة جديدة.

مضى الرجل فى هذه المساحة كومضة برق أضاءت حولها، فانكشف أمامنا واقعا ربما كنا نراه من بعيد دون أن ندرك تفاصيله، أشياء تشبه السياسة لكنها ليست سياسة، وأحزاب تشبه الأحزاب لكنها ليست أحزابا، ومعارضة تشبه المعارضة لكنها ليست معارضة، وحراك يشبه الحراك لكنه ليس حراكا.

غادر الرجل سباق الرئاسة لكنه لم يغادر المشهد، وحين فرض نفسه عليه لم يكن حدثا عاديا على الإطلاق، كان حجرا رشيقا سقط فى بحيرة راكدة فحرك مياهها وأثار موجات وموجات من الدوامات المائية التى أظهرت ما فى قاع البحيرة من عفن وطفيليات وجزر منعزلة وسفينة مثقوبة اسمها النظام.

حتى تفهم أسباب ما حدث قبل يومين لابد أن تفهم أسباب ما حدث قبل عامين، وأن تربط ما جرى بما يجرى، ربما تعتقد لوهلة أن النظام لم يسقط لأن السياسات هى السياسات والأحزاب هى الأحزاب والانحيازات هى الانحيازات، ربما تحمله شخصيا المسئولية، تلك قناعاتك وحدك.

حاول أن تعود بالذاكرة.. انظر كيف استقبل المصريون عام 2009، مشروع توريث متوهج ومتقدم غير عابئ أو مكترث بمن حوله، نظام يواصل انفراده بالمستقبل كما انفرد بالماضى، أحزاب لا أمل فيها ولا رجاء، حركات احتجاجية فعلت أقصى ما فى وسعها، وانتهى بعضها تحت أسر الإحباط، والبعض الآخر تحت أسر التفكك والاختلاف، فيما كانت القبضات والاختراقات الأمنية حاضرة بين الجميع.

كان بحر السياسة فى مصر «جف»، كما قال الأستاذ هيكل فى وقت مبكر، وكان المصريون بطبيعة الحال ينتظرون الأمل فى مهدى منتظر، أو قضاء منتظر.

يومها كان البرادعى خيارا ناجحا، حين انطلقت الدعوة الأولى التى تم طرح اسمه فيها كبديل فى وقت كان الحديث عن افتقار مصر للبدائل يتزايد، وبمجرد أن سار اسمه على الألسنة ووسط الهمهمات، حتى احتشد خلف هذا الأمل العشرات ثم المئات والآلاف.

لم يبد الرجل استجابة سريعة لكنه ترك باب الأمل مشرعا، وترك حلم التغيير المرهون بشخص يملك الكفاءة والسمعة والشهرة، بين يدى شباب تلقفونه ليحولوه إلى مطلب شعبى، وسياسيون يضغطون به على النظام أو يحيون به أحلام كاد اليأس يفتك بها.

كان الرجل قبلة حياة للسياسة، فى لحظة تاريخية كادت تموت فيها السياسة وتشيع لمثواها مع جلوس الوريث على مقعد الحكم ليأتى على البلاد مستقبل لا يشبه سوى الماضى القريب.

فى هذا الملف نترك شاهدى عيان يرويان ما جرى خلال عامين من ظهور البراداعى، الأول «محمد صلاح الشيخ» وهو قيادى من شباب حزب الوفد، كان من أول من تلقف اسم البرادعى وطرحه فى بيان مع زملائه لأول مرة فى 20 يناير من عام 2009، وظل شاهد عيان على الحراك الذى أحدثه الاسم ومن بعده قبول الشخص للفكرة داخل حزب الوفد، وبعض أحزاب المعارضة، هو هنا يسجل شهادته، ويحكى على لسانه ولسان من سمع منهم، حتى تعرف كيف كان دخول اسمه الملعب الراكد بداية لحراك ما بين الأحزاب وبين السلطة، قد تفهم منه بعض حقائق حول بنية المعارضة المصرية فى ذلك الوقت.

وبالتوازى مع ذلك كان دخول البرادعى إلى المشهد مدويا داخل الحزب الوطنى، تذهب بك «سمر الجمل» كشاهدة عيان على الحزب بين عامى 2009 و2010 بحكم عملها كمحررة شئون الحزب الذى كان حاكما.

الفارق كبير بين طرح التغيير كفكرة أو شعار، وبين صناعة التغيير، ربما كان التغيير مطروحا والحديث عنه متداولا قبل البرادعى، لكن تقويم صناعة التغيير دون شك مرتبط باسمه وبظهوره، الذى صار معه ما كان أملا ممكنا، وما كان مستحيلا واقعيا، وما كان مهملا مطروحا وبقوة.

من يناير 2009 حين جرى طرح اسمه كبديل فى وقت كان شباب من داخل حزب الوفد يبحثون عن بديل يتبناه الوفد فى مواجهة التوريث، ويناضلون لضبط مسار الحزب بعيدا عن بدائل جميعها كان من رحم النظام ومدرسته، وحتى سبتمبر من العام نفسه، الذى دشن فيه الناشط محمود عادل الحتة صفحة «البرادعى رئيسا» وصولا إلى فبراير 2010 حين وصل الرجل إلى مطار القاهرة، والتفاعل الذى حركه الاسم دون الجسد يتصاعد بإيجابية، ويؤثر على شكل الخطاب الرسمى، وعلى الاحتمالات القائمة ما بين الرئيس الأب والوريث الابن، وعلى شكل الخطاب داخل الأحزاب الرسمية التى رفضها الرجل من البداية فرفع عنها حرجا بالغا أمام صاحبها الأصلى الذى كان رابضا فى أمن الدولة، وبين هؤلاء كانت حرب التشويه قد بدأت، وكان شباب التغيير يشحذون الهمم لتلقفه والانطلاق معه.

رفض البرادعى أن يكون مخلصا مثل هؤلاء الذين ينتظرهم المقهورين دون حول أو قوة، لكنه دعاهم للحركة، وراهنهم أن نزولهم الشارع بالآلاف سيجلب التغيير، وقتها كان هناك من يسأل: ما قيمة التوكيلات والتوقيعات والاحتشادات الافتراضية، ولم يستوعب أكثرنا أن البروفات الالكترونية يمكن أن تتحول لواقع يصنع التغيير وكأنه نبوءة صاحب مقام.

وعندما حانت لحظة نزول الشارع كان متقدما الصفوف فى وقت لم يكن أحد يعرف إن خرج من داره هل يعود؟

ارتبك الأداء أو تراجع اشتعل وهجه أو خفت، طغت الأخلاقية على البرجماتية، تغلب صوت ضمير المصلح على صوت منفعة السياسى كن مع هذا الفريق أو ذاك، لكن هل تعتقد لحظة أن البرادعى لم يربح الرهان؟!

--

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11)

new-egypt.gif

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***************
مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)
***************
A nation that keeps one eye on the past is wise!A
A nation that keeps two eyes on the past is blind!A

***************

رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط
القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط سلسلة كتب عالم المعرفة

رابط هذا التعليق
شارك

بقلم - شريف عبدالغني منذ 9 ساعة 16 دقيقة

شريف عبدالغني

مع احتفال تونس بالذكرى الأولى لثورة «الياسمين» التي أطاحت بـ «نظام» زين العابدين بن علي، وحلول ذكرى ثورة «25 يناير» في مصر التي أطاحت بـ «رأس نظام حسني مبارك»، بينما بقي النظام حياً يرزق ويحكم.. تختلف أحوال البلدين،

استقرار سياسي في تونس يهيئ الأرض أمام حل المشكلات الاقتصادية.. وتخبط في مصر يزيد معاناة الحياة في «أم الدنيا». هناك سببان واضحان لهذا الاختلاف.. الأول أن «العسكر التوانسة» لم يطمعوا في السلطة، بينما «العسكر المصريون» يريدون واجهة يحكمون من خلالها. السبب الثاني يبدو عند المقارنة بين ما فعلوه في تونس بالمناضل اليساري العتيد «المنصف المرزوقي»، وما فعلناه في مصر بالشخصية الدولية المرموقة الدكتور «محمد البرادعي».

«المرزوقي» أجلوه وأنصفوه وصعدوا به لكرسي الرئاسة. أما «البرادعي» فحاربناه وهزمناه وأجبرناه على عدم خوض السباق الرئاسي.

منذ يوم الجمعة الماضي تاريخ نشر مقالي السابق: (بعد انسحاب «البرادعي»: هل تغزو أميركا مصر؟)، تصلني رسائل كثيرة، كما توقعت معظمها يهاجمني لدفاعي عن الرجل، ويكرر نفس الاتهامات التي روجها إعلام مبارك ويعيد إنتاجها إعلام «المجلس العسكري الحاكم». أحدها قال نصا: «بالله عليك أنت وأمثالك كفاية لعب بالألفاظ، وعيب عليك.. برادعي مين ده اللي راضع ديمقراطية الغرب.. الغرب اللي دمر العراق وأفغانستان.. إنت بتضحك على مين بكلامك المعسل قوي عن البرادعي.. يا حبيبي البرادعي انسحب (من الترشح لانتخابات الرئاسة)، لأنه كان هياخد أصوات قليلة.. إنما العملية الديمقراطية والعسكر والهكس فكس اللي بتكتبوا إنت وأمثالك معدش حد هايصدقوا.. معدش ياكل عيش.. ولا هو ده الكلام اللي بتاكل منه عيش.. إن لم تستح فاصنع ما شئت.. أنا كنت باحترمك.. إنما تكتب غزل عن البرادعي اللي دمر العراق.. ابقى سلم لي على البرادعي.. نفسي أعرف مين اللي كان هينتخبوا أصلا». أما من وقعت باسم «المروة» فكتبت بعنوان «يا عيني»: «قرأت مقالك وكنت بعيط من كثر ما تنوح على البرادعي!! يا أستاذ شريف حبيت أسألك من رشح البرادعي لوكالة الطاقه الذرية؟ ألم يكن مرشح أميركا! إذا كانت الإجابة نعم.. فكلامك كله كذب».

هذه مجرد نماذج. كما ذكرت كلها تكرار لما ورد في حملة الهجوم الفاجرة التي تعرض لها الرجل، منذ قدم إلى مصر وطالب بالإصلاح الحقيقي وليس المسرحيات الهزلية التي كان يؤلفها مبارك وخدمه، ويواصلها «العسكر» ومنافقوهم.

«يا بني كن على حذر من الفاجر إذا خاصمته».. تلك إحدى وصايا لقمان لابنه. لم يأخذ «البرادعي» حذره وهو يدخل في خصومة سياسية مع نظام فاجر. في بيئة نحو %30 من سكانها أميون فعليا، و%60 من المتعلمين أميون سياسيا، تجد الشائعات حضنا ومأوى ومستقرا وانتشارا. هجمت فيالق وعبيد مبارك على الرجل، ولعبوا على هذه النقطة. استغلوا حب بسطاء المصريين لـ «عراق صدام حسين»، حيث كانوا يذهبون ويعملون ويعودون بالدنانير. قالوا إن «البرادعي» هو من «دمر» العراق عبر تقاريره حينما كان على رأس وكالة الطاقة الذرية.

«ماسحو جوخ» المجلس العسكري واصلوا الهجوم: أميركا تحرض العرب على عدم مساعدة مصر، نكاية في «المجلس» لأنه لم يكلف البرادعي برئاسة الحكومة.

حينما قرأت رسائل الهجوم التي وصلتني على الرجل، تذكرت «محمد علي إبراهيم» أحد أوائل من تلقوا أوامر تشويه الرجل. نفس هذا الكلام الفارغ سبق وروجه كثيرا. لم لا وهو كان يصحب مبارك في كل رحلاته الخارجية ويعود «لينتعنا» بمقالات من الحجم العائلي يعدد فيها فوائد «لحم البعرور» الذي التهمه مع سيادة الرئيس في الخليج.

الأميون معذورون في تصديق الإشاعات، فهم لا يتكلمون كثيرا. لكن المشكلة في «الأميين سياسيا». يتلقون الإشاعة ويعيدون تلحينها وغناءها. لا يكلفون خاطرهم عناء البحث عن المعلومة الصحيحة. لكني ألتمس لهم العذر. من نما وترعرع في مدارس «الحفظ والتلقي» دون «التفكير والإبداع» يجد صعوبة في تشغيل العقل، والتنقيب عن الحقيقة. استمرؤوا الكسل. لكل هؤلاء أقدم لهم شهادة الصحافي والإعلامي «خالد داوود» عن حكاية عمالة «البرادعي» لواشنطن وسعيه لتدمير الدول العربية والإسلامية. أهمية شهادته تكمن في أنه عمل في الولايات المتحدة ثماني سنوات، منها أربع سنوات كان يقوم فيها بتغطية أنشطة البيت الأبيض والخارجية الأميركية لصحيفة «الأهرام» من واشنطن، والبقية مراسلا لقناة «الجزيرة» في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.

يقول داوود: «طوال هذه السنوات لم أسمع كلمة ثناء واحدة في حق الدكتور البرادعي من أي من المسؤولين الأميركيين، سواء من قبل أعضاء إدارة الرئيس السابق سيئ الذكر جورج دبليو بوش، أو من خلفه الذي كان من المفترض أن يكون أكثر موضوعية وعدالة، باراك أوباما. وكذلك الحال بالنسبة إلى الدبلوماسيين البريطانيين والفرنسيين، والذين يتولون مع واشنطن عملية صياغة الغالبية العظمى من القرارات في الأمم المتحدة وبقية المنظمات الدولية. وفي اليوم التالي مباشرة لتولي السيد أمانو (الياباني يوكيا أمانو خليفة البرادعي في رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية) المعروف بقربه الشديد من الولايات المتحدة لمنصبه قبل نحو عامين، تحدثت مع مسؤول بريطاني كبير طلب عدم ذكر اسمه في مقر الأمم المتحدة. وكاد الرجل يرقص طربا لخروج الدكتور البرادعي من الوكالة الذرية، قائلا إن تلك الخطوة ستمهد لبدء الضغوط الحقيقية على طهران لوقف برنامجها النووي. الدبلوماسي البريطاني المحنك لم يقلها صراحة، ولكنه ألمح إلى أن الأصول المسلمة للدكتور البرادعي وانتماءه إلى جيل نما في ظل الأفكار القومية العربية لعبدالناصر، ربما كانت عائقا أمام قبوله الضغوط الغربية الساعية لتضييق الخناق على طهران».

يضيف داوود: «ما أعرفه شخصيا هو أن الدكتور البرادعي كان يحاول القيام بمهمته الصعبة بأقصى درجة من التوازن والموضوعية. فكأي مدير لمنظمة دولية تضم دولا كبرى كالولايات المتحدة وغيرها من الدول الأوروبية الحائزة على السلاح النووي، لم يكن من الممكن أن يتحكم البرادعي في القرارات الصادرة عن الوكالة الدولية بمفرده، خصوصا في ضوء أن معظم المعلومات التي ترده بشأن البرنامج النووي الإيراني هي من مصادر المخابرات الغربية والإسرائيلية في الأساس. ولكن ما كان يصر عليه الدكتور البرادعي هو تقديم أدلة قاطعة تتمتع بالمصداقية الكاملة».

ويؤكد خالد داوود أن البرادعي نال جائزة نوبل للسلام في عام 2005 بعد أن «واجه إدارة بوش الابن ورفض ترويج خرافاته بشأن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل»، مشددا على أنه «لم يكن ليقبل كذلك بشن حرب على بلد مسلم آخر (إيران) خصوصا في ضوء الكارثة العراقية والثمن الهائل في عدد الضحايا».

ويستطرد: «لكن ليس هذا هو الجانب الوحيد الذي يهمني في هذه القضية. فالجانب الأهم بالنسبة إلي هو فشلي في العثور حتى الآن على أي مبرر لاستمرار الترويج للتقارير المغلوطة التي تتهم الدكتور البرادعي بأنه عميل أميركي، كان من المفهوم ترديد هذه المقولات في ظل نظام الرئيس المخلوع مبارك. فهو كان نظاما قائما على الكذب البواح والتزوير والفساد في كل أوجه الحياة. وبالتالي لم يكن مستغرَبا أن يسعى لتشويه صورة الرجل الذي حرك مياه السياسة الراكدة في مصر وأفسد مخطط توريث الحكم للنجل الأصغر، وأكد للمصريين أن هناك بديلا ثالثا ما بين حكومة أسست الفساد وقمعت الحريات، أو نظام يتحكم فيه متشددون متطرفون يهدفون إلى إقامة إمارة مصر الطالبانية ويهدمون تماثيل حضارتنا الفرعونية التي نفخر بها. أما الاستمرار في ترديد مثل هذه الاتهامات الزائفة الآن، والزعم كذلك بأن الرجل لا يعرف مصر جيدا نتيجة إقامته لسنوات طويلة خارجها، فلا يوجد له معنى سوى أن هناك قوى في مصر تخشى وترفض أن يتولى البرادعي رئاسة مصر ليقينها بأنه سيمثل تهديدا حقيقيا للمصالح التي قامت بترسيخها وبنائها على مدى عقود عدة، فالرجل معروف عنه النزاهة والتواضع والابتعاد عن شبهات الفساد، وهو يأمل بالفعل في تغيير حقيقي للنظام في مصر، لا مجرد التخلص من مبارك ونجله. كما أنه معروف أيضا بعلاقاته الدولية المتشعبة، وهو الأمر الذي لا يروق كذلك بالطبع لنظام اعتاد أن يحتكر التعامل مع العالم الخارجي بمفرده ويتهم أي طرف آخر يمتلك أي اتصالات مشابهة بالعمالة».

ويختتم داوود شهادته بالتأكيد على أنها «فرصة لذكر حقائق من حق الشعب المصري أن يعرفها ويطّلع عليها، وشهادة عيان من طرف سمحت له ظروف عمله بالاطلاع على ما كان يقال في حق الدكتور البرادعي في دوائر صنع القرار السياسي في الولايات المتحدة والغرب».

بعد هذه الشهادة: هل يراجع من يرددون -بحسن نيّة- ادعاءات الإعلام الفاجر، أنفسهم.. أم إنهم سيفعلون مثل الحمقى ويعتبرون أن الاعتراف بالخطأ عيب و «ما يصحش»؟!

نقلا عن صحيفة العرب القطرية

--

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11)

new-egypt.gif

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***************
مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)
***************
A nation that keeps one eye on the past is wise!A
A nation that keeps two eyes on the past is blind!A

***************

رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط
القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط سلسلة كتب عالم المعرفة

رابط هذا التعليق
شارك

بعد أن أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التى يرأسها اليابانى يوكيا أمانو تقريرا قبل عدة أيام قال المراقبون الغربيون إنه الأكثر تفصيلا فى تجميع الأدلة التى تفيد بأن إيران تطمح لامتلاك سلاح نووى، تذكرت على الفور المرشح الحالى للرئاسة فى مصر والمدير السابق لنفس الوكالة الذرية، الدكتور محمد البرادعى. فعلى مدى ثمانى سنوات قضيتها فى الولايات المتحدة، أربع منها أقوم بتغطية أنشطة البيت الأبيض والخارجية الأمريكية لصحيفة الأهرام من واشنطن، والبقية مراسلا لقناة الجزيرة فى مقر الأمم المتحدة بنيويورك، لم أسمع كلمة ثناء واحدة فى حق الدكتور البرادعى من أى من المسؤولين الأمريكيين سواء من قبل أعضاء إدارة الرئيس السابق سيئ الذكر جورج دبليو بوش، أو من خلفه الذى كان من المفترض أن يكون أكثر موضوعية وعدالة، باراك أوباما. وكذلك الحال بالنسبة إلى الدبلوماسيين البريطانيين والفرنسيين، والذين يتولون مع واشنطن عملية صياغة الغالبية العظمى من القرارات فى الأمم المتحدة وبقية المنظمات الدولية. وفى اليوم التالى مباشرة لتولى السيد أمانو المعروف بقربه الشديد من الولايات المتحدة لمنصبه قبل نحو عامين، تحدثت مع مسؤول بريطانى كبير طلب عدم ذكر اسمه فى مقر الأمم المتحدة. وكاد الرجل يرقص طربا لخروج الدكتور البرادعى من الوكالة الذرية، قائلا إن تلك الخطوة ستمهد لبدء الضغوط الحقيقية على طهران لوقف برنامجها النووى. الدبلوماسى البريطانى المحنك لم يقلها صراحة، ولكنه ألمح إلى أن الأصول المسلمة للدكتور البرادعى وانتماءه إلى جيل نما فى ظل الأفكار القومية العربية لعبد الناصر ربما كانت عائقا أمام قبوله الضغوط الغربية الساعية لتضييق الخناق على طهران.

ولم يكد يمضى يوم على تذكرى ذلك الحوار البريطانى حتى قرأت ترجمة لتقرير أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية يوم الأربعاء 9-11، ونقلت فيه عن مسؤول إسرائيلى رفيع المستوى اتهامه للبرادعى، بأنه «ليس أقل من عميل إيرانى» زاعما أن «البرادعى أنقذ الإيرانيين من العقوبات وكان يعمل طوال الوقت على إخفاء حقيقة برنامجهم النووى». ما أعرفه شخصيا هو أن الدكتور البرادعى كان يحاول القيام بمهمته الصعبة بأقصى درجة من التوازن والموضوعية. فكأى مدير لمنظمة دولية تضم دولا كبرى كالولايات المتحدة وغيرها من الدول الأوروبية الحائزة على السلاح النووى، لم يكن من الممكن أن يتحكم البرادعى فى القرارات الصادرة عن الوكالة الدولية بمفرده، خصوصا فى ضوء أن معظم المعلومات التى ترده بشأن البرنامج النووى الإيرانى هى من مصادر المخابرات الغربية والإسرائيلية فى الأساس. ولكن ما كان يصر عليه الدكتور البرادعى هو تقديم أدلة قاطعة تتمتع بالمصداقية الكاملة، لا مجرد تكهنات واستنتاجات وقرائن كما يبدو الحال عليه الآن بالنسبة إلى المدير اليابانى للوكالة السيد أمانو الذى أقر المتحدث باسمه أنه قام بالفعل بزيارة البيت الأبيض واللقاء مع كبار المسؤولين قبل أيام من إصداره تقريره الأخير. وبالطبع فإن أمانو لم يذهب للبيت الأبيض فقط لتناول القهوة.

ومن المؤكد أن الدكتور البرادعى لم يكن يخضع لأى ضغوط إيرانية كذلك. فهذا أيضا لم يكن لتسمح به الولايات المتحدة وحلفاؤها، والتى لم تكن لتصمت لو اشتمت أدنى شبهة فى هذا الاتجاه. ولكن البرادعى الحائز على جائزة نوبل للسلام فى عام 2005 بعد أن واجه إدارة بوش الابن ورفض ترويج خرافاته بشأن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، لم يكن ليقبل كذلك بشن حرب على بلد مسلم آخر خصوصا فى ضوء الكارثة العراقية والثمن الهائل فى عدد الضحايا. نعم من المؤكد أن إيران لها طموحاتها الإقليمية الواسعة والتى يجب التعامل معها، ولكن ليس عبر الحروب التى لم تجلب لمنطقتنا سوى الكوارث والدمار.

ولكن ليس هذا هو الجانب الوحيد الذى يهمنى فى هذه القضية. فالجانب الأهم بالنسبة إلىّ هو فشلى فى العثور حتى الآن على أى مبرر لاستمرار الترويج للتقارير المغلوطة التى تتهم الدكتور البرادعى بأنه «عميل أمريكى»، كان من المفهوم ترديد هذه المقولات فى ظل نظام الرئيس المخلوع مبارك. فهو كان نظاما قائما على الكذب البواح والتزوير والفساد فى كل أوجه الحياة. وبالتالى لم يكن مستغرَبا أن يسعى لتشويه صورة الرجل الذى حرك مياه السياسة الراكدة فى مصر وأفسد مخطط توريث الحكم للنجل الأصغر، وأكد للمصريين أن هناك بديلا ثالثا ما بين حكومة أسست الفساد وقمعت الحريات، أو نظام يتحكم فيه متشددون متطرفون يهدفون إلى إقامة إمارة مصر الطالبانية ويهدمون تماثيل حضارتنا الفرعونية التى نفخر بها. أما الاستمرار فى ترديد مثل هذه الاتهامات الزائفة الآن، والزعم كذلك بأن الرجل لا يعرف مصر جيدا نتيجة إقامته لسنوات طويلة خارجها، فلا يوجد له معنى سوى أن هناك قوى فى مصر تخشى وترفض أن يتولى البرادعى رئاسة مصر ليقينها بأنه سيمثل تهديدا حقيقيا للمصالح التى قامت بترسيخها وبنائها على مدى عقود عدة، فالرجل معروف عنه النزاهة والتواضع والابتعاد عن شبهات الفساد، وهو يأمل بالفعل فى تغيير حقيقى للنظام فى مصر، لا مجرد التخلص من مبارك ونجله. كما أنه معروف أيضا بعلاقاته الدولية المتشعبة، وهو الأمر الذى لا يروق كذلك بالطبع لنظام اعتاد أن يحتكر التعامل مع العالم الخارجى بمفرده ويتهم أى طرف آخر يمتلك أى اتصالات مشابهة بالعمالة.

الدكتور البرادعى رجل مصرى عربى مسلم لم ينسَ بلده أو الشعوب العربية والمسلمة رغم السنوات الطويلة التى قضاها فى الغرب. وحتى هذه العقود التى قضاها فى الخارج لم يكن فيها بعيدا عن قضايا وطنه وشعوب المنطقة بحكم طبيعة عمله، والتى كانت تتطلب منه زيارة المنطقة العربية ومصر باستمرار.

هذا ليس مقالا دعائيا للبرادعى، خصوصا أن أحدا منا لا يعلم موعدا للانتخابات الرئاسية، ولكنها فرصة لذكر حقائق من حق الشعب المصرى أن يعرفها ويطّلع عليها، وشهادة عيان من طرف سمحت له ظروف عمله بالاطلاع على ما كان يقال فى حق الدكتور البرادعى فى دوائر صنع القرار السياسى فى الولايات المتحدة والغرب.

--

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11)

new-egypt.gif

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***************
مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)
***************
A nation that keeps one eye on the past is wise!A
A nation that keeps two eyes on the past is blind!A

***************

رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط
القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط سلسلة كتب عالم المعرفة

رابط هذا التعليق
شارك

د. محمد يسري سلامة رأي ورؤى

من أصعب الأمور وأشدها خطورةً ووعورةً الحديث مع السلفيين عن الدكتور محمد البرادعي، ذلك أن الرجل يمثل من وجهة نظر غالبيتهم محورًا من محاور الشر وركنًا من أركانه، وهو اعتقادٌ يبدو عند أصحابه غير قابلٍ لنقاشٍ أو مراجعة، ما قد يصير عذرًا مقبولاً للنكوص عن أية مناقشة معهم حول الرجل، غير أني وجدت في الوقت نفسه الصحابي الفريد أبا ذر الغفاري يقول: (أمَرَني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبعٍ: "أمرني بحبِّ المساكين، والدنوِّ منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني أن أصِلَ الرحمَ وإن أدبَرَت، وأمرني أن لا أسأل أحدًا شيئا، وأمرني أن أقول بالحقِّ وإن كان مُرًّا، وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني أن أكثر مِن قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنهنَّ من كنْزٍ تحت العرش) فلا أملك سوى أن أمتثل، فأقول الحقَّ وإن كان مُرًّا، ولا أخاف في الله لومة لائم. ثم إنني مصنَّفٌ أصلاً منذ مدةٍ طويلة على أنني (سلفي برادعاوي) وهي تهمة لا أظنَّ أن أحدًا من السلفيين أو البرادعاويين قد رُمي بها من قبل؛ لِما يحمله هذا التصنيف المركَّب من تناقضٍ ظاهرٍ في نظر كثيرين.

وأن يكون المرء مصريًّا سلفيًّا وثوريًّا في آنٍ واحد هو أمرٌ بالغ الصعوبة في كلِّ حال، لا لتناقض (السلفية) مع (الثورية)، بل لأن النقمة عليه تنصبُّ من الطرفين معًا، فلا يرضى عنه هذا الجانب أو ذاك، ويظلُّ مشكوكًا فيه على الدوام، وفي صدق انتمائه لكليهما؛ لأنه دائمًا ما يُحَمَّل أوزار الجانبين جميعًا وإن قال ما قال وفعل ما فعل.

وتعود جذور هذا التصنيف الملتبس إلى خريف سنة 2010، حينا أثيرت قضية التوقيع على المطالب السبعة للتغيير التي دعا إليه البرادعي، والتي كانت بالمناسبة – لمجرد التذكير: إنهاء حالة الطوارئ، وتمكين القضاء من الاشراف على الانتخابات، والرقابة الدولية والمدنية، وتوفير فرص الدعاية، وتمكين المصريين فى الخارج من التصويت، وإلغاء الشروط التعسفية للترشح، والانتخاب بالرقم القومى فقط. وكان اجتهاد بعض المشايخ الكرام عدم جواز التوقيع على تلك المطالب، لأنها لا تتضمن المطالبة بإقامة الشريعة واستئناف الحياة الإسلامية، وإنما تركز على مطالب سياسية، ولأن صاحبها (عالماني، يده ملوثة بدماء المسلمين في العراق) فلم يروا المشاركة في ذلك. وكان اجتهاد العبد الفقير وقلة من السلفيين يقضي بضرورة المشاركة في هذه الحملة للخروج من النفق المظلم والدرك الأسفل الذي بلغته البلاد آنذاك، والالتحام مع بقية القوى الوطنية الشريفة من أجل تحقيق ذلك. واندلعت حينها موقعةً عارمةً على صفحات الإنترنت بين أنصار القولين الأول والثاني، وكان مما قلته حينذاك (أكتوبر 2010): (لي صديقُ معتقلٌ منذ سنة 1994، ستة عشر عامًا قضاها في محبسه، دخله وكان في العشرين من عمره، والآن صار كهلاً، مات أبوه ثم أمه كمدًا وحزنًا عليه، هذا بالنسبة إلي أولوية من الأولويات، رفع هذه المظالم الفاحشة أولوية، أن أجلس في بيتي من دون أن أخشى أن يقتحمه عليَّ مَن أكرَهه أولوية، حرية الدعوة أولوية، حرية السفر والتنقل أولوية، تحجيم الفساد أولوية، فتح الباب أمام الناس ليختاروا مَن يمثلهم أولوية، والكلُّ يعلم مَن سيختارون، ولذا هم حريصون على غلق الأبواب لا فتحها، ومثل هذا الكلام يُسهم في تحقيق غرضهم. وإذا لم تكن شريعةٌ قائمةٌ في البلاد فليكن على الأقل نظامٌ عام في المجتمع، بدلاً عن الفوضى، واستشراء الفساد والظلم) وقلت أيضًا أن بعض ما يُقال عن البرادعي ويردده البعض أكاد أستشعر (سخونته) لكونه خرج للتوِّ من مطابخ أمن الدولة التي كانت تصنع هذه الأشياء صنعًا ثم تروِّجها على الناس فتروج وتشتهر، مثل قصة (يداه ملطختان بدم أبناء العراق) وأنه يريد تغيير المادة الثانية ونحو هذا، وكان مع سخونته طريفٌ أيضًا؛ لأنه أشعرنا مجرد شعورٍ أنَّ مواقف نظام مبارك كانت من الدين والشرف والشجاعة بمكان، وهو ما يُدخلنا في سحابةٍ كاذبة من (سمادير السكارى) وفق تعبير شيخ العربية محمود محمد شاكر، رحمه الله.

المهم في الأمر أن هذا التصنيف قد تعزَّز قبل يوم 25 يناير، حينما دعوت للنزول في هذا اليوم والمشاركة في الثورة على خلاف الرأي السائد، ومن المعروف أن معظم من شارك يوم 25 على وجه التحديد كان من أنصار البرادعي ومؤيديه. ولذلك فإنني أعجب كثيرا ممن ينكر دور البرادعي في الثورة، ووجوده في أحداثها، فجميع من شارك فيها يعلم أن أول خطوة خطاها لصنع الكتلة الحرجة التي قامت بالثورة كانت هي التوقيع على المطالب السبعة، ومن ثمَّ المشاركة يوم 25، لأننا شعرنا جميعا أن هناك شخصية مصرية ذات ثقلٍ على المستوى العالمي والمحلي يمكنها أن تساندنا وتدافع عن قضيتنا من دون أن تكون معرضةً للبطش والقمع والتنكيل، حيث أظن أن كلَّ من شارك قد وضع احتمال تعرضه لمكروهٍ نصب عينيه، لكنه أحسَّ حينئذٍ أن هناك ظهراً ما يحميه إلى حدٍّ ما، وهذا هو الدكتور البرادعي، سواءٌ أتَّفقنا معه أم لم نتفق، وسواءٌ أأحببناه أم لم نحبَّه. ومن لا يشكر الناس، لا يشكر الله.

لكنَّ ما أشيع حول الرجل كان قد فعل فعلَه، لأنه كان متعلقا بالدين في مجتمعٍ متدين، وبقصةٍ داميةٍ في قلب كلِّ مصري هي قصة العراق وما حدث له، حتى أن الجهود المتواصلة التي يبذلها أنصاره ومحبوه ومسؤولو حملته من أجل تصحيح صورته ونفي تلك الشبهات عنه لا تكاد تُحدث أثرا يُذكَر نتيجة عداء كثيرٍ من الإسلاميين له، وهم الذين يتمتعون بالثقة والمصداقية لدي كثير من فئات الشعب. وساهم في ذلك أن تحولت الجمعية الوطنية للتغيير إلى منبرٍ تكاد تكون وظيفته كلها في الحياة نقد الإسلاميين ومهاجمتهم، وهو توجهٌ لا أظن الدكتور البرادعي يرضى عنه، بل لا أظنه يعلم عنه شيئا.

ورغم هذا فأنا لا أطلب من السلفيين أن ينتخبوا البرادعي أو أن يؤيدوه، كل ما أطلبه من بعضهم أن لا يجاوزوا حدود الشرع الشريف وقواعده وآدابه في الحديث عن الرجل وحوله، وأحب أن أنوِّه هنا بالاعتذار الذي قدَّمه قبل أشهرٍ شيخُ السلفيين في مصر وكبيرهم الدكتور محمد إسماعيل المقدم للدكتور البرادعي نيابةً عن الدكتور (الداعية) حازم شومان بسبب ما قاله عنه، وهو مسجَّلٌ مصوَّر، لكننا مع هذا وجدنا تجاهلاً تامَّا من قِبَل الإعلام لمثل هذا التصريح الذي يجمع ولا يفرِّق، ويصلح فلا يُفسد، بينما وجدنا احتفاءً شديدا بمقولة (غزوة الصناديق) ونحوها، وهو ما يدلنا على حقيقة أن الإعلام المصري سببٌ رئيس من أسباب كوارثنا عمدا أو بغير عمد، إلا من رحم الله.

أقول إنني لا أطلب من السلفيين أن يدعموا البرادعي أو أن يؤيدوه، لأن أصواتهم ستذهب إلى مرشح إسلامي سيكون هو الشيخ حازم أبو إسماعيل في الغالب، لكنني لا أريد منهم كذلك أن يكونوا عونا لأنصار النظام شبه البائد في إنجاح مرشحهم وإيصاله إلى كرسي الرئاسة، والذي سيكون على الأغلب مدعوما من قِبَل المجلس العسكري بصورةٍ علنيةٍ أو شبه علنية أو سرية، وذلك في حال انحصرت المنافسة بين هذا المرشح وبين البرادعي في الإعادة مثلاً؛ فهما يستويان في موقفهما من القضية التي هم معنيون بها، وهي قضية تطبيق الشريعة، التي يستوي في الموقف منها كذلك كافة المرشحين الآخرين، وكذلك المجلس العسكري بالمناسبة، عدا الشيخ حازم بطبيعة الحال. ولا يستغربنَّ أحدٌ عندئذٍ أن يكون أول قرار للمرشح (الفائز) عن النظام شبه البائد أو من أولى قراراته عودة أمن الدولة لنشاطها السابق في تعقب الإسلاميين وملاحقتهم، واستمرار التمييز الحاصل عليهم، وفتح المعتقلات على مصراعيها لاستقبالهم ولو بعد حين.

صحيحٌ أن المقال يكاد ينتهي من دون أن أعلن أنني لست برادعاويا ولا شيئا من هذا القبيل، وأنني قلت ما قلت من باب الإخلاص والحرص على الصالح العام فحسب؛ لكنني لن أفعل ذلك، لأن محاكم التفتيش قد انتهت منذ زمن بعيد، ثم إنها لم تكن من حضارتنا ولا من ثقافتنا.

كما إنني أرجو ممن يتناول موضوع البرادعي ودوره في غزو العراق أن يردف هذا بذكر الدور المشرف الذي لعبته المملكة العربية السعودية والكويت في هذا المضمار، وشكرا.

--

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11)

new-egypt.gif

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***************
مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)
***************
A nation that keeps one eye on the past is wise!A
A nation that keeps two eyes on the past is blind!A

***************

رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط
القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط سلسلة كتب عالم المعرفة

رابط هذا التعليق
شارك

د/ محمد البرادعى

بروتوس وسباق الرئاسة

January 23rd, 2012 9:32 am

التحرير

أحمد خالد توفيق

بالطبع كنت قد عاهدت نفسى على أن لا أتكلم فى السياسة ثانية، خصوصا أن مصر تنعم اليوم بفترة نادرة يوجد فيها 85 مليون خبير سياسى، والكل يشتم الكل، فلن يحدث فارق كبير لو نقصوا أو زادوا واحدا، لكن موضوع انسحاب البرادعى يرغمنى على العودة للسياسة اليوم.. على الأقل من الناحية النفسية. المشكلة هى أننى كنت قد ربطت بين البرادعى والثورة إلى درجة الامتزاج التام، ولا أعنى بهذا أن البرادعى لم تعد له علاقة بالثورة، أو أنه من دون برادعى لا ثورة، فكل شىء يحدثنى أن هذه ليست نهاية الفصول وأن البرادعى عائد بشكل ما، وأن فصلا جديدا سوف يبدأ، ولكن أعنى أننى اعتدت فى كل مرحلة ضبابية ووسط الزحام أن أرى قامته الفارعة من بعيد، فأعرف الاتجاه الصحيح.

القاعدة التى تعلمتها هى أن الرجل صادق وصارم وشريف ويسبق عصره دائما.. اليوم علىّ أن أتعلم البحث عن علامة أخرى وسط الزحام.

على كل حال أنا سعيد بأن يبتعد الرجل بعض الوقت، فقد تحمّل الكثير حتى الآن.. تحمّل أكثر من أى واحد آخر، لأن أعداءه أذكياء فعلا، وقد عرفوا أنه هو الخطر الحقيقى.. مبارك عرف ذلك وحاربه بشراسة لأنه عندما رآه عرف أنه جلاده.

لو عددنا الشرر الذى أشعل ثورة 25 يناير فلا شك أنه يتضمن البرادعى ومقتل خالد سعيد وانتخابات عز التى فاقت قدرة الشعب على التحمل. وفى ما بعد تكاثر أعداء البرادعى من كل الفئات. ورأينا مذيعا فى قناة دينية يتهكم عليه بسخرية: «يا واد يا مؤمن».

باعتبار أن السيد المذيع ضمن مكانه فى الجنة وصار يصدر الأحكام على البشر.. هذا مؤمن وهذا كافر.. حتى من يبدون حماسة للبرادعى مثلى يتلقون الشتائم على الفور، أى أن أعداء البرادعى صنعوا دائرة محظورة حول الرجل ممنوع الاقتراب منها. تزايد الهجوم المسعور عليه، حتى صرت واثقا من أن الخطوة التالية هى الاغتيال الفعلى بعد المعنوى.. هذا حدث لأكينو فى الفلبين الذى قتلوه يوم عودته للبلاد. ومن السهل أن يختفى القاتل فلا يجده أحد أبدا.

جاء البرادعى من نفس المقلع الذى جاء منه غاندى ومارتن لوثر كنج (وكلهم تم اغتيالهم لإسكاتهم لو لاحظت هذا!)، وكان يتحدث لغة راقية لا تناسب معظم الشارع، الشارع الذى اعتاد صخب سماعات الميكروباص التى تتحدث عن الشبشب الذى ضاع مع أنه كان بصباع، لهذا بدا لهم غامضا باهتا غريبا.

تذكرت مسرحية يوليوس قيصر البديعة لويليام شكسبير، حين يكون على الثوار أن يواجهوا الجماهير بعدما اغتالوا يوليوس قيصر الشخصية الكاريزمية العظيمة. يقع اختيار الثوار على بروتوس أولا لأنه مثقف ومتزن.. يخرج بروتوس إلى الجماهير الغاضبة ويخاطبها مستخدما حقائق عقلية صارمة ومنطقا سليما: كان قيصر طموحا وكان عظيما، وطموحه كان سيقضى على روما، لذا منحناه الورود لعظمته لكننا قتلناه بسبب طموحه. أنا أحببت هذا الرجل جدا لكننى أحببت روما أكثر. لم تفهم الجماهير معظم الخطاب لكنه راق لها على كل حال وهللت وصفقت.

الآن جاء دور الثعلب أنطونى الذى لم يشارك فى الاغتيال، والذى منحه الثوار دقائق ينعى فيها قيصر الذى قال إنه يحبه كثيرا. خرج أنطونى ليواجه الناس فبدأ يحكى لهم مآثر قيصر وكيف كان يحب كل واحد فيهم.. لكن بروتوس يقول إنه طموح وبروتوس رجل شريف.. ثم راح يشير إلى جروح قيصر ويصف كل جرح ومن أحدثه، وكيف كان تأثير هذا على القلب الكبير المغدور.. لكن بروتوس يقول إنه طموح وبروتوس رجل شريف.. ثم راح يصف للجمهور كم أحبهم قيصر وما كان يحلم به لهم.. فى النهاية انفجر الجميع فى البكاء وهاجوا.. وقرروا أن يفتكوا بمن قتل قيصر.. لقد صنعت الخطبة زعيما سياسيا فوريا.

هنا فارق مهم بين الخطابين: الخطاب العقلانى المنطقى شبه البارد، والخطاب الحار الذى تفهمه الجماهير جيدا.. الفارق بين خطاب البرادعى وخطاب سواه. ومَن قال إن خطاب توفيق عكاشة لم يصل إلى الناس؟ الرجل الذى يتكلم عن البط والجرجير له حواريون ومعجبون فعلا. أتكلم عن النجوع والكفور والعشوائيات ولا أتكلم عن مثقفى القاهرة. وقد تصرف الناس بطريقة غير مفهومة: هم لا يصدقون أى حرف مما يقوله الإعلام الرسمى سواء قبل الثورة أو بعدها، إلا فى ما يتعلق بالبرادعى فهو صادق جدا! لهذا آمن رجل الشارع بأن البرادعى هو الذى سلم العراق للأمريكان. وما زال توفيق عكاشة يُحسْبِن على أطفال العراق الذين دمهم فى رقبة البرادعى! ورجل الشارع يرى أن البرادعى علمانى سينزع الطُّرح عن رؤوس النساء، ويجعل الخمر تنزل من الحنفيات، وتزوجت ابنته من رجل ليس من دينها، ومن قبلها سادت مقولة إنه بعيد عن مشكلات مصر ولا يعرفها.. كأن جمال بيه مبارك كان قريبا منها. وينسى الجميع أن البرادعى هو الوحيد من رموز الثورة والمرشحين للرئاسة الذى كان فى الشارع يوم جمعة الغضب! تقول هذا كله للرجل العادى أو سائق التاكسى فيصغى ساعة ويتصعب موافقا على كلامك و(يا سلام).. ثم تنهى كلامك فيقول: بس ازاى عميل زى ده يبقى رئيس جمهوربة ! لا جدوى.. هناك بقعة عمياء أو مركز بله مغولى لدى رجل الشارع فى ما يتعلق بالبرادعى.

لم يكن البرادعى مقاتلا.. وبالتأكيد رغم صلابته كان هناك لحظة توقف عندها، إنه أقرب إلى فيلسوف أو مفكر ولا يستطيع القتال بالسنجة.. وهكذا جاءت الساعة التى قرر فيها أن لا يتقدم صفوف الثورة وإنما يمشى معها.. بينها.

انسحب البرادعى، ورغم هذا انهالت عليه الشتائم لأنهم شعروا أن انسحابه سُبّة أكثر من بقائه. وظهر مَن يقول -على طريقة عز بعد الانتخابات المزورة التى قضت على الحزب الوطنى- إن البرادعى لم تكن له أرضية منذ البداية.. وقالوا إنه يريدها فتنة.. بالطبع يخشون أن يعود، فلن يريحهم إلا أن يغوص فى أعماق الأرض أو يتبخر.

ومن جديد أكرر: أعرف جيدا أنها ليست النهاية وأن فصلا جديدا من القصة سوف يُكتب..

فى النهاية أقدم لك هذه السطور التى وصلتنى بالإيميل ولا أعرف كاتبها العبقرى، ولسوف تجدها دقيقة جدا لو كنت من الإسلاميين، ولسوف تجدها أكاذيب سخيفة لو كنت علمانيا. عن نفسى راقت لى جدا، وأراها صادقة رغم أننى لم أكن من تيار الإسلام السياسى قط، والأهم أنها تظل صالحة فى أغلبها لو استبدلت بلفظة (إسلامى) لفظة (البرادعى).. فكلنا نرفض الآخرين ونراهم حمقى!:

مرة واحد إسلامى دخل الانتخابات. نجح، قالوا: بسبب الشعارات الدينية. سقط، قالوا: خايب ودخلها ليه أساسا. قاطع الانتخابات، قالوا: شفتو السلبية وبيتكلم عن الإيجابية والمشاركة؟! دخل بأغلبية، قالوا: عشان يكوّش على المقاعد وتبقى دولة دينية. دخل بأقلية، قالوا: شفتو.. ده حجمهم الحقيقى. ساب الأرض وراح المريخ، قالوا: شفتو… حيعمل غزو عربى وينشر الوهابية. رجع تانى يزورهم، قالوا: عاوز يبقى زى الخمينى ويمسك الحكم. رفع عليهم قضية سبّ قالوا: بيسىء استخدام الحق العام وضد حرية التعبير واحنا كنا بنهزّر. فقد أعصابه وشتمهم قال لك: شفت السفالة. سابهم وراح اعتكف قال لك: شفت الدروشة. زهق ورمى نفسه فى النيل قال لك: انتحر ابن الكافرة. قعد على جنب يقرأ قرآن، قالوا: بيعزم علينا. نزل التحرير، قالوا: ركب الثورة. سابلهم التحرير، قالوا: خان الثورة. ربّى دقنه، قالوا: متمسك بالمظهر مش الجوهر. حلق دقنه، قالوا: منافق!

لو كنت ترى أن هذه السطور تنطبق على الإسلاميين وعلى البرادعى معا، فأنت إنسان عادل وأنا أحييك.

--

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11)

new-egypt.gif

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***************
مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)
***************
A nation that keeps one eye on the past is wise!A
A nation that keeps two eyes on the past is blind!A

***************

رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط
القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط سلسلة كتب عالم المعرفة

رابط هذا التعليق
شارك

صدقت رؤية البرادعي وتحققت معظم مطالبه السبعة للتغيير بعد أن أعلن الحرب على أركان نظام الطاغية مبارك عام 2009 وذلك بعد إعلانها في فبراير 2010، كما أتذكر وهي: إنهاء حالة الطوارئ، الإشراف القضائي على الانتخابات، الرقابة على الانتخابات، توفير فرص متكافئة في وسائل الإعلام لجميع المرشحين، تمكين المصريين في الخارج من التصويت، كفالة حق الترشح في الانتخابات الرئاسية دون قيود تعسفية، قصر حق الترشح للرئاسة على فترتين، الانتخابات عن طريق الرقم القومي. وتوالت الأحداث وقامت الثورة وتحققت معظم هذه المطالب.

ولكن تطورت الأمور بفعل الفرعون المخلوع وكهنته والداخلية والمجلس العسكري حارس نظامه والانتهازيين من دعاة الإسلام السياسي إلى ما نحن فيه اليوم قبل الذكرى السنوية الأولي للثورة بأيام من مهزلة فاقت نكسة 67 لتسرق أحلام الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الإنسانية لشباب وشعب بائس دفع من دماء الشهداء وعذاب المصابين والمعاقين وعلى يد حكامه ما فاق التصور في أرض الكنانة والسلام، مصر الحبيبة.

وفي سلسلة مبادراته ومفاجآته المتكررة فاجأ البرادعي جميع المشاهدين بتراجعه عن ترشيحه المحتمل للرئاسة مما أثار الرفض والحسرة من فئة من مؤيديه، من ناحية، والدعم والموافقة من فئة أكبر من مؤيديه من ناحية أخرى، وبينهما من ناحية ثالثة، فئة كبيرة إما غير مهتمة أو سعيدة بابتعاده عن ساحة السياسة كما يظنون (أراح واستراح).

وأود في هذا المقال أن أرسم الصورة الجديدة للبرادعي، تلك الصورة التي هي قديمة بالفعل ولكن لم يدركها حتى أقرب المقربين إليه بداية من "علماء السياسة" كحسن نافعة، وحتى رواد الإعلاميين كحمدي قنديل وأمثالهما.

البرادعي نموذج واقعي للزعيم. الزعيم لا يأمر جمعا من البشر ويسوقه كالخراف بحكم توليه مسئولية معينة فيطاع، وإنما يمثل الرأس والعقلية لجمهوره العريض ويساعد فقط في صناعة القرارات الصائبة لهذا الجمهور بالإضافة إلى أنه يستمع إلى الناس مستلهما فكرهم ومطالبهم لصناعة القرار الحكيم.

ويتميز الزعيم بأنه "رئيس" افتراضي، أي غير رسمي، وظيفته الأساسية الحث والإلهام. أما القائد، مثل المشير أو شفيق، فهو يقوم باتباع إجراءات تكتيكية من أجل إنجاز مهام معينة. ومن المفترض أن يكون الزعيم هو رئيس الدولة ويتبعه القادة على المستويات المختلفة. ويتميز الزعيم بقدرته على الإلهام وتوجيه الناس إلى المسار الصحيح ومن ثم يتبعه الناس دون حاجة إلى سلطة تدعمه حيث أنه يستمد تلك السلطة من خلال كسب عقولهم وعواطفهم.

وفي الوقت الذي يخلق فيه القائد من خلال الحركات السياسية، نجد أن الزعيم يخلق من خلال الحركات السيكولوجية. وما أعنيه هو أن القائد ينشأ عن أسباب ودوافع خارجة عن الناس وعن نفسه هو شخصيا بينما ينشأ الزعيم من خلال التفاعلات القائمة بين سيكولوجيته هو من ناحية وسيكولوجية جماهيره المؤمنين به من ناحية أخرى.

وقد يكون هناك من الأشخاص من يمتلك سلطة القيادة ويمتلك في نفس الوقت خصائص الزعامة إلا أنه في مثل هذه الحالات قد يفشل هذا الشخص في مهام الزعامة نظرا لثقل أعباء القيادة ومسئولياتها. ولذلك فيستحسن أن يتفرغ الزعيم لمهام الزعامة وليس بالضرورة أن يكون قائدا حيث أن ذلك سوف يضعف من عظمته وكفاءته الزعامية. ويبدو أن البرادعي قد اتبع هذا المنهج واختار الزعامة ليتخصص في الإبداع فيها نظرا لما تحتاجه الأمة المصرية في الوقت الحالي من إبداع في فك معضلاتها التي أدت إليها الإدارة الفاشلة الانتقامية للمرحلة الانتقالية بعد الثورة.

ويتميز البرادعي كزعيم بالخصائص التالية:

1. الإخلاص والتقوى من خصائص البرادعي حيث يلهم الآخرين بسلوكه وقدوته وسعيه نحو تحقيق رؤيته، ومن أجمل ما قيل عنه قولة أيمن نور "البرادعي مرشح الضمير وليس مرشح المشير". وليس أدل على ذلك من تواضعه واغروراق عينه عندما يصور عذاب المواطن الفقير في الوقت الذي كان فيه أول من طالب مبارك بالتنحي، قائلا كلمة "ارحل" في وجه الطاغية المخلوع.

2. يتميز البرادعي، ذلك الزعيم الحق، بخصال النزاهة والأمانة والاستقامة، تلك الخصال التي تجعل أعماله الخارجية تجسيدا لقيمه الداخلية. رجل داخله كخارجه، رجل يُوثَق به لأنه لا يتحول عن قيمه الداخلية حتى ولو أدى ذلك إلى مكاسب نفعية. التعامل الأمين، وردود الأفعال المتوقعة، والعواطف المنضبطة، وغياب نوبات الغضب والانفجارات الغليظة كلها من خصائص هذا الرجل.

3. ولا ننسى الشهامة كخصلة من خصال البرادعي حيث يرجع الحق لأصحابه، ويتحمل مسئولية الفشل ويرجعه لنفسه مما يجعل الآخرين يشعرون بالثقة في أنفسهم والرغبة في المزيد من التوحد مع الجماعة والسعي نحو تحقيق الرؤية والهدف، فهو من النوع الذي يقوم بتعميم الفضل وإرجاعه للآخرين وتحمل اللوم والانتقاد.

4. التواضع والوضوح واتباع نموذج الزعامة الخاضعة الواثقة، كما كان المهاتما غاندي، ولا ننسى أيضا تلك الدرجة الوقورة من روح الدعابة والمرح اللتين يتميز بهما البرادعي واللتين تنميان روح المودة بين الزعيم والجماهير وتحفز الناس على اعتناق رؤية الزعيم والتوجه نحو تحقيقها.

5. الإبداع والابتكار والمبادأة بمعنى أنه يفكر في مستقبل وأحداث أبعد مما يحدث اليوم. الإبداع والابتكار يمكنانه من القدرة على التفكير بطرق مختلفة ويمكننانه أيضا من الخروج من الصندوق الذي يحوي مختلف الحلول الوقتية، كما يمكننانه كذلك من القدرة على رؤية الأشياء التي لا يتمكن الآخرون من رؤيتها، ومن ثم يمكنه توجيه الجماهير إلى توجهات جديدة. وهكذا فيمكننا أن نقول أن الزعيم هو نتاج ذاته وسلطته المستقلة التي تتمثل في إبداعه وطريقة حياته التي تنعكس على التأثير على جميع مناحي الحياة. هذا في الوقت الذي نجد فيه أن القائد ليس نتاجا لذاته وإنما هو نتاج للآخرين، وبذلك فهو ليس ذا سلطة مستقلة، وإنما يمتلك سلطة محددة لغرض محدد فقط.

6. يتميز البرادعي بامتلاكه لرؤية واضحة لهدف محدد ووعي دقيق كما يدرك معنى النجاح وكيفية تحقيقه. ولا تكفي الرؤية لدي الزعيم بمفرده ولكنه لابد وأن ينشرها ويعمل على تحقيقها بكل إصرار وعزم وعاطفة وحماس تؤدي إلي عدوى الانتشار. هذا ويتميز الزعيم بخبرته الهائلة في توقع الأوضاع المستقبلية وتشكيل البيئة المستقبلية المشجعة على تحقيق تلك التوقعات. ويقوم الزعيم ببناء تلك التوقعات بنفسه ولكنه قد يستعين بآخرين لتحقيق تلك التوقعات نظرا لأهميتها الحتمية. وغالبا ما يقوم الزعماء بسرد قصة أو حلم مستقبلي لجماهيرهم لكي يثيروا لديهم الرغبة في التوجه نحو ذلك الحلم أو تلك التوقعات المستقبلية وذلك لتوضيح رؤيتهم ورسالتهم. ويُمَكن هذا السرد الجمهور من إمكانية فهم كل فرد للقصة فهما خاصا به يؤدي إلى إمكانية تباين السبل لتحقيق الغاية المشتركة تاركا الحرية لدي الأفراد لاختيار السبيل الأنسب بالنسبة لهم، هذا بالنسبة للزعيم، أما بالنسبة للقائد فهو يرى سبيلا واحدا يأمر أتباعه باتباعه وإلا فالضلال. وعلى ذلك، تكون مهمة القائد أن يجعل الناس يفعلون ما يريده هو، أما مهمة الزعيم فهي أن يجعل الناس يفعلون ما يريدون هم أن يفعلوه. ويتميز البرادعي بمعايشته وخبرته الطويلة في المجتمعات الراقية مما يمكنه من سرد هذه الرؤى والأحلام المستقبلية.

7. يقوم الزعيم بعمل ما يجهله، أو ما يتجاهله، أو ما يغفل عنه الآخرون، ومن ثم فهو يترك الأمور الروتينية لأتباعه مع سد الفجوات التي تتخلل أدائهم، وفي اعتقادي إن هذا هو ما يتوجه إليه البرادعي الآن.

8. يسعى الزعيم نحو تحقيق الكمال حتى بالنسبة للأمور الصغيرة التي يتجاهلها الآخرون. وبتعبير آخر، فإن الزعيم بَنًاءٌ بمعنى الكلمة، أي أنه يركز على وضع قالب الطوب أثناء بناء القلاع بينما يقوم الآخرون ببناء القلاع دون الاهتمام بوضع القوالب، وهذا مما جعل البرادعي يصمم على سبيل المثال على مطالبه السبعة ثم على الدستور أولا قبل الانتخابات بنوعيها.

9. يؤمن الزعيم في سلوكه وتعامله مع الجماهير بالتواصل والاتصال والعلاقات الإنسانية والتحفيز والإرشاد والنصح والرقابة والتنسيق والخبرة والمهارة والقدرة على الإدارة والتقييم واتخاذ القرار، وقد أثرت خبرات البرادعي وإدارته لأكثر من 2500 عامل بالهيئة الدولية للطاقة النووية وزيارته لأكثر من 150 دولة من هذه القدرات الزعامية الهائلة.

10. العاطفة والحب والشغف خصائص مهمة في خطاب البرادعي كزعيم في حين أن الهوس والعصبية والاستحواذ هي من خصائص القائد في خطابه. العاطفة مبهجة ومفرحة ومنعشة في حين أن العصبية مرهقة ومستنفذة، العاطفة جذابة في حين العصبية منفرة. العاطفة تتجاوز أنفسنا بينما توهن العصبية أرواحنا وخبراتنا. العاطفة إنسانية في حين أن العصبية تعبر عن غلظة القلب. أنظر إلى حوار شفيق مع الأسواني وقنديل وساويرس الشهير ثم انظر إلى رد البرادعي في حواره مع مجدي الجلاد ردا علي أسئلة الجهلاء المتداخلين بأسئلة مثل "من أي سوق جمعة اشتريت نظارتك القديمة هذه؟"، "هل تعرف كيف تزغط الوز؟"، "تعرف إيه عن الإسلام يا برادعي؟"... وغير ذلك من بذاءات على شاشات التلفاز الفضائي، والرجل يرد بكل حب وتواضع كما لو كان يرد على سؤال جاد مثل "ما هو مفهومك عن النظرية النسبية؟"

هذا ويجب التأكيد على أن الخصائص الجسدية مثل الطول أو الوسامة أو حتى الذكاء ليست من المتطلبات الحتمية للزعامة، فلم يكن غاندي وسيما أو جهوري الصوت أو غير ذلك، وكذلك مانديلا أو حتى نابليون نفسه.

الخلاصة: بعد النجاح العالمي الباهر للدكتور البرادعي، ظل هذه السنين يتأجج قلبه عشقا لوطنه وأهله وشعبه وهو في سنين الغربة الطويلة، وبحكم عمله العالمي، وبحكم العالم بعد أن أصبح قرية صغيرة بفعل العولمة لم يكن البرادعي بعيدا قيد أنملة عن مصر موطن عشقه، فما أن أنهى مهمته العالمية رافعا بها مقام مصر والعرب والمسلمين قاده ضميره الحي إلى محاولة إنقاذ مصر من عصر الظلام والانهيار والتردي الذي استمتع به الطاغية مبارك وأسرته وكهنته ومنافقوه ومنتفعوه على جثث وأشلاء ومعاناة الشعب المصري الصابر فكانت الثورة المستنيرة بتدخلاته التي أطلقت شباب مصر الطاهر ليقود هذه الثورة وإلى إقصاء الطغاة الأكابر ولكن دون أن يكتمل إقصاء أذيالهم الذين يتعاونون مع الانتهازيين من أصحاب التيار "الإسلامي" وتصبح مصر في مأزق رأى من خلاله البرادعي أنه لابد من وقفة ووضع إستراتيجية جديدة لاستكمال الثورة وتحقيق مطالبها، وهي مهمة لا يستطيع أن يقوم بها إلا أمثال البرادعي في ثوبه الجديد، ثوب الزعيم.

--

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11)

new-egypt.gif

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***************
مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)
***************
A nation that keeps one eye on the past is wise!A
A nation that keeps two eyes on the past is blind!A

***************

رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط
القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط سلسلة كتب عالم المعرفة

رابط هذا التعليق
شارك

رأي سلفي مختلف وجديد عن البرادعي

د. محمد يسري سلامة يكتب: سلفي وبرادعاوي؟!

اقترب مني شاب سلفي مهذَّب أثناء مشاركتي المستمرة منذ مئة يومٍ أو يزيد في اعتصام مكتبة الإسكندرية، فحيَّاني بتحية الإسلام، وأخبرني مشكورًا كم أنه معجبٌ بكتبي ومقالاتي وكثيرٍ من مواقفي، وأنه يريد أن يدرس معي علومَ الحديث الشريف وأن نقرأ معًا مسند الإمام أحمد قطعةً قطعة، وهو أمرٌ أسعد به كثيرًا، لكنه استأذنني بعد ذلك في أن أسامحه إذا كان ما يريد أن يقوله سيغضبني، وهذا هو أدب السلفي الحق كما أعرفه، فأخبرته أني أسامحه مقدمًا وأن بإمكانه أن يقول ما يشاء من دون حرج، فذكر لي ما يتردد من أني (سلفي برادعاوي) أو سلفي وبرادعاوي، وأنه لا يحب لي هذا الأمر ويود لو أني راجعت نفسي في هذا الموضوع لأنه موضع تشكيكٍ وانتقادٍ واتهامٍ دائم، بحيث يَعجز مَن يحبني ويُحسن الظنَّ بي مثلُه عن الدفاع عني أحيانًا، لأن الرجل علماني صرف، لا ينتمي إلى (الإسلاميين) بصلة، ولا ينادي بتطبيق الشريعة. ثم طلب مني مرةً ثانيةً في أدبٍ جمٍّ أن أسامحه إن كان قد أزعجني ما قال. والحق أنه لم يزعجني، بل أضحكتني كثيرًا هذه التسمية (سلفي برادعاوي)، وإن كنت لا أرضى أن تضاف السلفية إلى رجلٍ كائنًا من كان، وما كان مني سوى أن قلت له: أخي الحبيب، أرى مِن سَمتِك أنك صاحب خلقٍ حَسَن، وديننا يعلمنا الأخلاقَ قبل كلِّ شيء، ولذا أريد منك أن تعذرني إن كنت تخالفني في هذا الموقف، لأني ملزَمٌ أخلاقيًّا بتكملة ما بدأته مع الدكتور البرادعي منذ عودته إلى مصر، وبعد المطالب السبعة للتغيير التي دعا إليها ووقَّعتُ أنا عليها، والتي تحقَّقت بحذافيرها بعد الثورة بالمناسبة. كما أني لست معنيًّا بأن يصبح البرادعي رئيسًا للبلاد، كما أن الرجل نفسه ليس معنيًّا بذلك، وكل ما يعنيني في ذلك هو مصلحة مصر كما أفهمها وأراها، التي هي في الوقت نفسه مصلحة الدين، لأن مصر ركيزة من ركائز الإسلام ودرعه وسيفه. وأنا أعلم بالطبع أن من يصرِّح بموقفه هذا يتعرض لحملةٍ شعواء من التشويه والتشكيك والازدراء، وربما ما هو أكثر من ذلك، لأن التهم التي يشيعها جهاز أمن الدولة عن الرجل وحوله منذ عهد النظام شبه البائد وإلى يومنا هذا قد تغلغلت في نفوس كثيرين بحيث صارت أشبه بالمسلَّمات أو البديهيات، مع أن هناك قاعدةً تقضي بأن ما أُسس على باطل فهو باطل، ولذا كان مجرد صدور هذه الأشياء من أمثال هؤلاء هو علامة في نفسه على كذبها وبطلانها. ثم إن الفرق بين المتعلم والجاهل هو أن الأوَّل يسعى إلى التحقق من صدقِ ما يُلقى على سمعه أو كذبِه، وهذا ما سوف ندرسه في علم الحديث، وقد تحقَّقتُ من كذب هذه الأشياء بحيث لم يعد لها قيمة عندي وإن تردَّدَت بكثرة. أما علمانيته كما ذَكَرت فأرى أننا قد توسَّعنا كثيرًا في استعمال هذه الكلمة لوصف كلِّ من ليس (إسلاميًّا) أي لا ينتمي لأيٍّ من الكتل الإسلامية المعروفة، وإن كان من أشدِّ الناس دينًا، وأنا لا أقول إن الرجل كذلك، لكني لا أظن أن شخصيته تختلف كثيرًا عن شخصية والدي رحمه الله، الذي كان أستاذًا في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، والذي لم يكن سلفيًّا ولا إخوانيًّا ولا شيئًا من ذلك، ولم يكن بشديد التدين (الظاهر)، ولم يكن علمانيًّا بالتأكيد، لكني وددتُ أن أكون في مثل طيبته وبرِّه بأهله وبالفقراء ونزاهته وحبِّه للعلم واجتهاده في خدمة تلامذته وأسرته رحمه الله. هذا مع تحفظي على مصطلح الإسلاميين الذي تستعمله، لأنه لا أصل له في ديننا ولا في ثقافتنا، وعندنا كما تعلم أسماء ومصطلحات شرعية كثيرة، لكن ليس منها (إسلامي) و(غير إسلامي). وإذا كان هذا التقسيم بناءً على الموقف من تطبيق الشريعة فربما كان مفهومك عن هذا الأمر يختلف عن مفهومي، فالشريعة عندي مفهوم شامل لكلِّ ما هو خير وحق وعدل، وإذا كنا نريد الشريعة بمفهومها الشامل فلابد من طريقٍ نسلكه لتحقيق الاستقلال في الإرادة والقرار، والقدرة على حرية الاختيار، وهذا لا يكون إلا بالتخلص من الجهل والفقر والمرض والتبعية للخارج، وهذا لا يسمى تدرجًا في تطبيق الشريعة، بل هو الشريعة نفسها. ثم إنني لست ممن يتحرج من المناداة بتطبيق الشرع الشريف، وأننا بحاجةٍ إليه، وكم أفتقد في هذه الأيام بالذات حدًّا مثل حد الحرابة الذي كنت لأحبُّ أن أراه يقام على مبارك والعادلي وأمثالهما بكلِّ تأكيد. كما أننا بحاجةٍ أيضًا إلى من لديه الاستعداد التام والكفاءة العالية للقيام بإصلاح جذري في مؤسسات الدولة وهياكلها الإدارية، التي تغلغل فيها الفساد لدرجةٍ لم يعد يصلح معها التطهير بإزالة (الفيروسات) الكثيرة العالقة بها، بل لابد من إحلال (نظام تشغيل) جديد لها وإعادة هيكلتها بصورةٍ كاملة، وإلى من لديه المقدرة على معالجة ملفاتٍ شائكة كالقضاء والداخلية وأوضاع المؤسسة العسكرية وموارد الدولة من البترول والغاز وقناة السويس وغير ذلك، ومَن لديه الرغبة في إحداث تغيير حقيقي وشامل في كل تفصيلةٍ من تفصيلات الدولة والمجتمع، بحيث يمكن للمصريين أن يتلقوا عناية طبية فائقة وتعليمًا ممتازًا وعيشةً كريمة كما يستحقون، بحيث لا يُجبرون على الهجرة للخارج أو الانسحاق والحياة المذلَّة والموت البطيء في الداخل.

(لكنك بهذا تلتقي مع الليبراليين، ثم إنه انسحب من سباق الرئاسة حتى تخلَّى عنه معظمهم، فلماذا تذكره الآن؟) كذا قال، فقلت له: هناك نوعان من الليبراليين كما عرفتهم، نوع ثوري صادق مخلص مُنصف بل متدينٌ أحيانًا لا أجد أية صعوبة في التواصل معه، ونوع يحسب كذبًا أنه النخبة ويترفع عن الثورة والثوار وعن التواصل مع القوى الأخرى لأنه غير منصفٍ وغير جاد، بل هو في الحقيقة ينتمي إلى فكر النظام السابق وأساليبه. وهذا النوع الثاني ليس مع البرادعي ولا غيره، وإنما هو فقط مع من يحقق له مصالحه الشخصية والمادية، ومع من يناوئ التيارات الإسلامية ويقمعها أو يحجِّمها، والبرادعي لن يفعل ذلك، وأنا لا أريد منه في هذا الباب أكثر من هذا، لأني لا أرضى بالظلم والقمع لأي أحدٍ أولاً، ولأن ما يهمني هو حرية الدعوة ثانيًا، لأن الشريعة لا تتحقق في البرلمانات، وإنما تتحقق في النفوس قبل كلِّ شيء. وأخيرًا قلت لصاحبي: وأما انسحابه من سباق الرئاسة أو عدم انسحابه فقد قلت لك إن ديننا يعلِّمنا الأخلاق، ومِنَ الخزي أن يتغير موقفي من الرجل أو كلامي عنه لمجرد خروجه من المشهد، وإن كنت لا أظن أنه سيخرج، لأني لم أكن أبتغي شيئًَا أصلاً من موقفي هذا سوى ما أرى أنَّ فيه رضا الله عزَّ وجلّ، ولم أكن قَطُّ جزءًا من حملة دعمه ولا شيئًا من هذا القبيل (وماذا سينال مَن أنصَفَ البرادعيَّ من الدنيا في كلِّ الأحوال؟)، والصديق وقت الضيق كما يقولون. وعلى كلِّ حال أشكر أخي الكريم على أدبه الوافر وكلماته الرقيقة وحرصه عليّ، وأنا واثقٌ من أننا سنقترب أكثر وأكثر في مواقفنا بعدما نتم قراءة مسند الإمام أحمد بإذن الله تعالى.

لو كل الليبرالين والسلفين بإنصاف هذا الرجل لكان حل غالبية مشاكل مصر سهلا ميسورا

تم تعديل بواسطة ابراهيم عبد العزيز

22a6e3c5-9edb-4f2a-8ffd-d5374f952097.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 أسابيع...

كلمة الدكتور محمد البردعي في مهرجان برلين سنيما من أجل السلام 2012 ( Cinema for peace 2012 )

http://www.youtube.com/watch?v=RULD4EldItw

--

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11)

new-egypt.gif

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***************
مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)
***************
A nation that keeps one eye on the past is wise!A
A nation that keeps two eyes on the past is blind!A

***************

رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط
القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط سلسلة كتب عالم المعرفة

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...