ragab2 بتاريخ: 22 نوفمبر 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 22 نوفمبر 2004 . أذكر أنه حينما توفيت والدتى إلى رحمة الله تعالى .. فوجئت بوابل من البرقيات التلغرافية .. إيشى من رئاسة الجمهورية ، وإيشى من رئيس وأعضاء مجلسى الشعب والشورى ، واخرى من مجلس الوزراء و .... ولأننى والحمد لله لست من الشخصيات العآمة أو الهامة .. فقد ازدادت حيرتى ودهشتى أنا وجميع أفراد العائلة وسط شعور بالزهو والعجب لدرجة أننا نسينا مصيبتنا التى ألمت بنا .. وسهرنا ليلتنا محاولين تفسير هذا الإهتمام المفاجىء ، والحرص الشديد من جانب المؤسسات السيادية فى الدولة على تقديم العزاء إلى شخصى المتواضع .. وشعرت ساعتها بالحرج الشديد مما أكتب من مقالات أنتقد فيها سياسات الحكومة ?? وقعدنا ليلتنا نتساءل هل السبب هو خشية النظام المصرى من مقالاتى السياسية والدينية ؟؟ هل يريد النظام أن يستقطبنى إلى جنابه للحيلولة دون اندلاع ثورة شعبية أو إنقلاب عسكرى ؟؟ هل يريد النظام أن يتبع معى اسلوب الإحتواء وكسر العين حتى أكف عن معارضته .. أسئلة وتفسيرات كثيرة دارت فى ذهنى وأنا اعيد وأدقق مستمتعا منتشيا بتلك البرقيات التى تحمل أسماء قادة مصر السياسيين ؟؟ .. والتى تحولت معها مضطرا إلى عبده مشتاق .. ينتظر تشكيل وزارى جديد .. رغم أننى غير مؤهل لذلك على الإطلاق .. والمصيبة أننى لم أكن وحدى الذى خالجنى هذا الشعور بأننى رجل مهم .. بل شاركنى فى ذلك كآفة أفراد الأسرة .. كل يدعى وصلا بليلى وليلى لاتقر له بحال .. فقد زعم والدى أمد الله فى عمره .. أن تلك البرقيات تخصه وحده باعتباره من قدامى المشاركين فى حرب الألمان .. أو لأنه من قدامى التجار ونسى أن زمن التجار قد ولى بعد أن أصبحنا نعيش زمن الحباك .. وهكذا بدأ كل فرد يسرد مناقبه وأهميته فى المجتمع .. وكادت وحدتنا الوطنية العائلية أن تنهار .. بسبب تلك البرقيات .. لكن الشىء الذى اتفقنا عليـه هو ضرورة افتعال أى مناسبة إجتماعية أخرى .. لكى نتمكن من إعادة دراسة وتفسير ظاهرة البرقيات المحيرة .. فمن قائل بضرورة أن يموت أى فرد آخر من العائلة .. ومن قائل بإمكانية دعوة هؤلاء السادة المسئولين إلى حضور أى عقد قران أوزفاف ولو كان وهميا .. لكن أصوات المعارضة الدينية ارتفعت على أساس أن أفراحنا تعقد فى المساجد وقد لاتروق لهؤلاء السادة الأكابر حيث لا طبل ولا زمر و لا فيفى عبده .. واكتفينا بالتفكير فى دعوتهم فقط والسلام .. لعلنا ننعم بالبرقيات إياها التى يشعر معها المرء بأنه على أبواب السلطة أو الشهرة !!!! وكان من التأثير العظيم لتلك البرقيات أن تحولت الأراء المعارضة المطلقة إلى التأييد المطلق .. لدرجة أننى فكرت فى كتابة مقال أشد فيه على يد المسئولين عن سياسة الضرب فى سويداء القلب وأعتذر عن معارضتى الشديدة لمحاكمة مدنيين أمام محاكم عسكرية صورية .. بل كنت أنوى المطالبة بإعدامهم دون محاكمة .. ولماذا نرهق النظام بمثل تلك الإجراءات الشكلية .. ووجدتنى أفكر فى السفر إلى الكيان الصهيونى داعيا إلى التطبيع الفورى دون قيد أوشرط .. لامحبة فيهم ولكن لإرضاء النظام الحاكم الذى أمتعنى بوابل من برقيات التعزية .. وبدأت أشعر بالدوافع الإنسانية والسياسية وراء تزوير الإنتخابات ورفض أحكام النقض .. بل وأقدر المجهود الكبير الذى يبذل فى عملية التزوير تلك .. وكذلك بدأت أتفهم الموقف المصرى الغريب من السودان الأصولى ووقوفها وراء جارنج أوقرنق النصرانى وجيشه الذى يضم آلاف الوثنيين .. و كذلك موقفنا السلبى بل والمشارك .. فى حصار الإستعمار الصليبى والصهيونى للسودان والعراق وليبيا والذى بدا فى نظرى شىء فى منتهى الوطنية والنخوة الدينية .. ناهيك عن موقفنا المتخاذل من قضية القدس والمقدسات .. تحول أيضا بفعل تلك البرقيات إلى موقف تاريخى عظيم .. يجعلنا نقف إلى جانب عظماء التاريخ أمثال الملك عبد الله ونورى السعيد وغيرهم .. وهكذا تحولت مواقف كل أفراد العائلة .. من المعارضة على طول الخط إلى التأييد بالروح والدم .. وكله ببركة برقيات المحبة ؟؟ غير أننا وياللأسف والأسى اكتشفنا أن كل تلك البرقيات ليست سوى تقليد طيب تقوم به على الأرجح العلاقات العآمة فى كل تلك الجهات السيادية كأجراء روتينى ليس إلا .. طبعا لمن ينشر نعيه فى صفحة الوفيات بجريدة الأهرام .. وهكذا تساقطت جميع الطموحات العائلية .. وشعرنا بالحرج الشديد من العودة مرة اخرى إلى صفوف المعارضة وتبنى الأراء الدينية والوطنية المتشددة .. وإن كنا قد فهمنا سر برقيات الشكر المضادة للبرقيات والتى يبعث بها كبير الورثة من أموال اليتامى .. موجها فيها الشكر إلى رئاسة الجمهورية والسادة رئيس الوزراء ورئيسىمجلسى الشعب والشــــــــورى و.. ؟؟ ماعلينا .. المهم أننى بعد تلك التجربة العاطفية مع الجهات السيادية .. فكرت فى الأثر الطيب الذى يمكن أن تتركه مثل تلك المشاركات من جانب أجهزة الدولة على النفوس .. فنحن شعب طيب بالفعل .. وللكلمة الطيبة أثر السحر فى نفوسنا .. حتى أن مواقفنا المتشددة سرعان ماتتغير إلى النقيض كما رأينا .. دون مبرر أو سبب واضح .. وقلت فى نفسى ولماذا لايخصص كل مسئول أو وزير وقتا كافيا للإتصال بالمعارضين وزياراتهم إن أمكن فى بيوتهم .. أو محال عملهم .. صدقونى أننى لاأمزح ولاأبالغ إن قلت أن أكثر من 99 % من المعارضين سيتحولون سريعا إلى التأييد بالروح والدم .. أو على أقل تقدير إلى معارضين من طراز (( طنت فيفى )) .. حتى كثيرا من أعضاء الجماعات الإسلامية .. باستثناء بعض الغـتتين .. سيتأثرون بـذلك أشد التأثير .. وما حديث التائبين عنا ببعيد .. ولعلنا نذكر رئيس تحرير سابق .. عرفت عنه الحماسة الزائدة حتى أنه ضرب علقة ساخنة واغلق مقر جريدته .. وكان يفتخر دائما بأنه أعظم من يغلق الصحف .. انظر كيف تحول على اثر مكالمة هاتفية مع أحد الوزراء السياديين .. والذى كان يشكو ـ بعد منتصف الليل ــ حاله وحال أحدى صحف المعارضة معه .. وبالتالى فقد طمأنه رئيس التحرير هذا على مستقبله .. وشد على يديه .. ومن يومها وصاحبنا هذا قد تحول بدون مناسبة إلى حمل وديع .. وأصبح ملكيا أكثر من الملك نفسه .. ؟؟ ولدينا مثال آخر قدمه لنا الأستاذ / عبد الستار الطويلة فى ( الميدان 7 ـ 2 ـ 1997 ) حينما أتصل به السيد رئيس الوزارة ليعلن تأييده المطلق لما كتبه الأستاذ عبد الستار الطويلة حول العقبات التى ستثيرها الدول الكبرى فى وجه مشروع توشكى والأربعين حرامى ، والذى وصفه الكاتب بالمشروع الأول على ظهر هذا الكوكب .. هكذا مرة واحدة .. ؟؟ أرأيتم كيف تصنع المكالمات الغرامية بين كبار المسئولين وبين الأقلام المعارضة .. وهذه حقيقة ذكرها الأستاذ عبد الستار صراحة فى نفس المقال حيث يقول بالحرف الوحد { إن فتح آذان كبار المسئولين لما يتحدث فيه الصحفيون يساهم كثيرا فى تلطيف جو الصراع بين المعارضة والحزب الحاكم وانهاء جو التوتر والغضب إذا مادامت قنوات الإتصال موجودة بين الكاتب المعارض والمسئولين فإنه مرغم إذا جاز التعبير على إثارة القضايا بشكل هادىء .. لكن الأستاذ عبد الستار نسى أن هؤلاء المسئولين أنفسهم سيضطرون إلى قطع خطوط التليفونات بأنفسهم والإختباء فى ثيابهم .. حينما يواجهون باتهامات حقيقية تمس السيادة أو تتناول الأفعال الفاضحة التى ترتكب ضد الديمقراطية وضد الحريات وضد المآل العآم ، وكذلك حينما يحين وقت الإنتخابات وموسم التزوير ؟؟ وتخيلوا معى ماذا سيكون مصير الديمقراطية فى مصر لو اتصل كل الوزراء تليفونيا بكل المعارضين ؟؟ وصدق اللـه العظيم إذ يقول { ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون اللـه من أولياء ثم لا تنصرون } هود 113 ............... منقول مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات وصار نظاما لحكم مصر برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب .. سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان