Gharib fi el zolomat بتاريخ: 23 نوفمبر 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 نوفمبر 2004 طالبان الأمريكية.. من تدمير الفلوجة إلي تعديل الإسلام! بقلم : صلاح الدين حافظ اختار الرئيس الأمريكي جورج بوش, أن يبعث بـعيدية مناسبة, إلي العراقيين خصوصا وإلي العرب عموما, فدمر الفلوجة تدميرا وحشيا علي رءوس من تبقي من أبنائها. بعد نجاحه في انتخابات الرئاسة لفترة ثانية, بأيام قلائل, بدأ الهجوم علي الفلوجة العراقية, بحجة القضاء علي الإرهابيين والمرتزقة الأجانب الذين يقاتلون تحت قيادة الشيخ أبو مصعب الزرقاوي, بلغ الهجوم ذروته يوم عيد الفطر المبارك, وانتهي عمليا فيما بعد بانتصار القوة المفرطة التي مارستها القوات الأمريكية بكل أنواع الأسلحة التقليدية, أو ربما غير التقليدية!وأمامنا الآن نتيجة ورسالة, علينا أن نتعرف علي ما فيهما من معان.. أما النتيجة فهي أن جيش الاحتلال الأمريكي, المسلح بأحدث ترسانات الأسلحة وأكثرها تقدما, نفذ أوامر قيادته العليا, بتحويل الفلوجة, من رمز للمقاومة الوطنية العراقية, إلي مقبرة كبري لكل الأشخاص والأفكار والاتجاهات التي تتحدي إرادة الاحتلال وسياسة المحتل الأمريكي, هكذا تذكرنا الفلوجة المدمرة, بوارسو البولندية التي دمرها النازي, أو بدرسدن الألمانية التي دمرها الحلفاء بقيادة أمريكا في الحرب العالمية الثانية, وقد أراد كل من الغريمين أن يفرض علي الآخر روح الانكسار, ربما قبل الأوان.. وهو أمر حاول السفاح شارون تكراره في جنين الفلسطينية. بقيت أمامنا الرسالة, التي أراد المحتل الأمريكي للعراق توجيهها للعراقيين ولكل العرب العاربة والمستعربة, وهي أن فترة الرئاسة الثانية للرئيس بوش لن تكون كالأولي, فقد تغيرت أفكار وآراء, تحتم تغييرا في الأشخاص والسياسات, وهو أمر بدأ بالفعل يظهر واضحا خلال الأيام القليلة الماضية, حاملا معه رياح التغيير في الفكر والسياسة الأمريكية, تقوم علي أساس أن فلسفة القوة وحدها هي التي تحكم وتسود, وسياسة التشدد هي وحدها التي تطبق. والأمر المؤكد أن العالم كله سيتأثر سلبا علي الأرجح بمثل هذه الفلسفة السياسية المتشددة, لكننا نحن في الشرق الأوسط عموما, والعرب خصوصا, ومصر تحديدا سنكون الأكثر تأثرا ووقوعا تحت مطرقة هذا التشدد المنفلت والمنتظر من جانب الإدارة الأمريكية الجديدة بكل رموزها اليمينية المتطرفة.. والسبب أننا أصحاب أخطر المشكلات المعقدة المثارة الآن, والموضوعة علي جدول أعمال هذه الإدارة الجديدة, من فلسطين إلي العراق, ومن دارفور وجنوب السودان إلي سوريا ولبنان, ومن صراع الصحراء الغربية والتوتر بين المغرب والجزائر, إلي سحابات التوتر فوق الخليج, حيث مخزون النفط الهائل من ناحية, وحيث أزمة التصنيع النووي الإيراني من ناحية أخري, وبين هذا كله وذاك تأتي مشكلة الإرهاب وضرورات الإصلاح الديمقراطي في المنتصف. وإذا كانت هذه هي المشكلات الدولية والإقليمية الرئيسية المثارة الآن في العالم, فإن القبضة الحديدية الأمريكية, تمارس فيها الضرب واللعب منفردة, منتقلة مع انتقال الإدارة الجديدة إلي الفترة الرئاسية الثانية, من الضرب الخفيف إلي الضرب العنيف, ولذلك كانت حرب تدمير الفلوجة العراقية بهذه الشراسة مجرد رسالة أولية إلي كل من يهمه الأمر شرقا وغربا, بصرف النظر عن الاستياء العربي الرسمي الخجول, أو الاستنكار الشعبي المعلن الذي يزداد يوما بعد يوم, عداء وكراهية لمثل هذه السياسة الأمريكية المنفلتة. والحقيقة التي يجب أن نصارح أنفسنا بها, أن السنوات الأربع المقبلة, قد تكون هي الأصعب والأقسي, في مسيرة العلاقات مع أمريكا الجديدة, ونعني مع الإدارة الجديدة التي أفرزتها انتخابات الثاني من نوفمبر الحالي, والتي تحتاج إلي قراءة جيدة ودراسة جادة, لاستكشاف معانيها وسبر أغوارها, حتي لا نظل عائمين فوق موجات من الوهم, يغرقنا في وهمها تحالف المتأمركين العرب, المروجين بقوة لعصر السيادة الأمريكية وقيمها المتشددة!! فعلي نقيض ما نسمعه ونقرأه لمعظم هؤلاء المتأمركين العرب, فإن الأمريكيين العاديين أصبحوا أكثر قلقا علي مستقبل بلادهم, بل أكثر خوفا علي الحلم الديمقراطي الأمريكي نتيجة الصعود الهائل لتيارات التشدد اليميني والتطرف السياسي والديني, الذي يقوده المحافظون الجدد, الذين أصبحوا وحدهم القوة المهيمنة علي صناعة القرارات وتشكيل السياسات في ظل الإدارة الجديدة, وبدرجة أشد وأعنف, مما كان الحال عليه في الفترة الرئاسية الأولي للرئيس بوش2000 ـ2004. صحيح أن المحافظين الجدد بزعامة ديك تشيني نائب الرئيس, ورامسفيلد وزير الدفاع ونائبه وولفويتز, وباقي المجموعة, كانوا هم الأكثر بروزا في الفترة الرئاسية الأولي, لكنهم لم يكونوا وحدهم, أما في الفترة الرئاسية الثانية, فقد أصبحوا بالفعل وحدهم أصحاب القول والفعل, بعد أن تم تطهير البيت من عملاء اليسار الليبراليين, مثل كولين باول وزير الخارجية المستقيل, رمز الحمائم الذي ظل لسنوات أربع يمثل تيار الاعتدال والواقعية, في مواجهة تيار الصقور المتشددين. *** وليس الأمر هو أمر تغيير شخص باول وزير الخارجية, والإتيان بكوندوليزا رايس مكانه, وهي الأميل إلي المتشددين, ولكن الأمر يؤشر إلي أن مجرد اختلاف الآراء, بين تيارين حول السياسة الخارجية والدفاعية, لم يعد مقبولا من الآن فصاعدا, ولكنه ثمة تيار واحد هو الذي سيحكم ويطبق فلسفته فيما يتعلق بأزمات العالم وصراعاته, خصوصا تلك الملتهبة في الشرق الأوسط. أيضا, ليس الأمر هو فوز الرئيس بوش علي منافسه الديمقراطي, بفترة ولاية ثانية, بأغلبية واضحة, سواء في التصويت الشعبي أو في تصويت المجمعات الانتخابية, لكن الأمر الأخطر, هو أن انتخابات الثاني من نوفمبر2004, تؤشر إلي تحولات سياسية فكرية اجتماعية عميقة في المجتمع الأمريكي, بحكم ما أفرزته من نتائج سواء علي مستوي انتخاب الرئيس, أو انتخابات الكونجرس بمجلسيه ـ الشيوخ والنواب ـ والتي حققت للجمهوريين اليمينيين سيطرة كاملة عليهما. وعند التحليل الأعمق, نكتشف أن هذه الانتخابات أعطت للحزب الجمهوري أعلي تفويض شعبي وبرلماني وبأغلبية كبيرة, بحكم فوز الرئيس من ناحية, وبحكم أضخم نصر للجمهوريين في الكونجرس منذ عشرات السنين للمرة الثانية علي التوالي, الأمر الذي يعبر بوضوح عن انتصار هائل لأجندة المحافظين الجدد وسياساتهم اليمينية المتشددة, مما يطلق أيديهم خلال السنوات المقبلة, بلا ضابط صارم. ويلفت النظر عند التحليل الأعمق أيضا, أن الانتخابات الأخيرة هذه, قد أحدثت انقساما حادا في المجتمع الأمريكي, ربما هو الأعمق في المائة سنة الأخيرة, كما قال عدد معتبر من المفكرين والمحللين الأمريكيين, وهو انقسام ليس سياسيا فقط, بين الحزبين المسيطرين, الجمهوري والديمقراطي, ولكنه أيضا انقسام اجتماعي ديني فكري بين تيار يعتمد علي قاعدة دينية كنسبة محافظة, تساندها تحالفات كبار رجال الصناعة والتجارة والمال والاحتكارات, تميل إلي التشدد بل إلي التطرف, وتيار آخر يعتمد علي قاعدة ليبرالية منفتحة تميل إلي فصل الدين عن السياسة, تساندها الأقليات الدينية والعرقية مثل الزنوج والعرب واليهود والهسبانكس والمرأة ونقابات العمال, وكلها تميل إلي الانفتاح والحوار والحرية الفردية. والدليل أن52% من الكاثوليك الملتزمين مثلا صوتوا لمصلحة بوش والجمهوريين, في مقابل تصويت51% من النساء, و74% من اليهود, و88% من الزنوج, و58% من الهسبانكس, ومعظم الأصوات العربية والمسلمة لمصلحة المرشح الديمقراطي جون كيري, إلا أن قراءة الخريطة التصويتية تظهر بوضوح أن نجاح الرئيس بوش وجماعة المحافظين الجدد, قد تحقق بفضل التصويت الغلاب في ولايات ما يعرف بـالحزام الإنجيلي المسيطر علي ولايات الجنوب والوسط والغرب الأشد ميلا لليمين المحافظ الملتزم دينيا. في حين صوتت المدن الرئيسية والولايات التي يمكن أن نطلق عليها ـ بالمقابل ـ الحزام الليبرالي لمصلحة المرشح الديمقراطي, خصوصا ولايات الساحل الشرقي, مثل نيويورك وواشنطن وبوسطن, المعروفة بالانفتاح الفكري والنشاط الثقافي والوجه الحضاري لأمريكا, الأكثر انفتاحا علي أوروبا والعالم. هكذا يبدو الانقسام الأمريكي واضحا, خصوصا حين يتعلق الأمر بالدين والمعتقدات الدينية, وليس فقط بالمبادئ والأفكار السياسية, ففي حين تراجعت التيارات الليبرالية التي تفصل الدين عن الدولة, وتؤمن بالحرية الفردية والدينية, فقد صعدت علي قمة القيادة والسيادة تيارات محافظة بل متشددة, تضفي الصبغة الدينية علي العمل السياسي والفكري في الداخل كما في الخارج, انطلاقا من إيمان بعض الكنائس, خصوصا البروتستانتينية, بنبوءات توراتية قديمة, توحد بين الأهداف المسيحية واليهودية, بينما أصبح يعرف نظريا بالمسيحية الصهيونية الجديدة, الأمر الذي يتناقض تناقضا كاملا مع الدستور والمبادئ والقيم الديمقراطية الأمريكية! *** والمؤكد أن نجاح هذه التيارات المتطرفة, وعلي رأسها جماعات المحافظين الجدد, والقرن الأمريكي, وبهذا التفويض التصويتي الملحوظ, يؤكد بروز حقيقتين هما: ** أولا: أن فكر طالبان قد نقل عدواه من أفغانستان شرقا إلي أمريكا غربا, فقد أصبحت طالبان الأمريكية علي قمة السلطة في بلد الحلم الديمقراطي, في وقت يحارب فيه هذا البلد طالبان الأفغانية بحجة كسر موجات التطرف الديني والهجوم الإرهابي.. وثمة من يلاحظ أن نسيج التطرف ورموز التشدد, يمتد بين الجانبين المستندين إلي أسس عقائدية دينية مغلقة ومحافظة, ونحن بين الاثنين نتلظي ونحترق! ** ثانيا: ان صعود هذا التيار الطالباني الأمريكي إلي قمة السلطة, يقلق بلا شك أنصار الديمقراطية والانفتاح الأمريكي, لكنه يهدد بدرجة أخطر القيم والمصداقية الأمريكية في العالم, وينعكس بكل الخطورة علي أوضاعنا نحن, لأنه بوضوح تيار سياسي ديني يخدم إسرائيل والفكرة الصهيونية والدولة اليهودية الدينية التوراتية القابعة في عمق أعماق جماعة المحافظين الجدد. من هنا جاءت الإشارات الخطيرة التي أطلقتها إدارة الرئيس بوش فور نجاحه في انتخابات الرئاسة الثانية, ابتداء من مجزرة الفلوجة تعبيرا عن الإفراط المطلق في استخدام القوة المسلحة, مرورا بتصعيد ما يعرف بالحرب ضد الإرهاب في كل مكان, وبإعلان الرئيس بوش تأجيل إقامة الدولة الفلسطينية, التي تعهد بإقامتها عام2007 إلي عام2009, حتي ينتهي شارون من مشروعه العدواني الاستيطاني التوسعي, وبالتعهد بممارسة الضغط علي الدول العربية والإسلامية لإجراء الإصلاح وفق الوصفة الأمريكية, وانتهاء بالضغط الأقوي علي سوريا ولبنان, بل علي إيران بحجة التصنيع النووي. أما الأخطر فهو ما تصر عليه طالبان الأمريكية الجديدة, وتطرحه الآن علنا, وهو المطالبة بـتعديل الإسلام وتطويره, حتي يتوافق الإسلام المعدل والمجدد مع حقائق العصر الجديد! ألم نقل لكم إن طالبان الأمريكية, تنذر بمستقبل سيئ, وببزوغ عصر جديد قوامه التشدد السياسي المحكوم بالتطرف الديني!! *** ** خير الكلام: قالوا: آفة العقل.. الهوي! وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ لقد کفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثه رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان