الهمس الامريكي بقلم:صفوان الحريري

[assawy]

فانتزيا من نوع الكوميديا السوداء تلقي الضوء فى سخرية عن العبث الامريكي بالعالم بل وبالشعب الامريكي نفسه انها الة شيطانة تدمر نفسها والعالم معها .

القاهرة : صفوان الحريرى قصاص وكاتب سياسي

قصة قصيرة الهمس الأمريكي

تنويه لابد منه : " لا يوجد هناك شيء اسمه "المكتب القومي الأمريكي لمكافحة الهمس" و أن أمريكا هي قاطرة البشرية نحو الحضارة و العدل و إن تصادف فيما سأذكر من وقائع ما يتفق مع حوادث مشابهة أو أسماء أشخاص فهو أمر من قبيل الصدفة البحتة "

لاحظ خبراء الاستراتيجيات الأمنية وعلماء علم النفس ، أن العسكريين ورجال الدين هم الأعلي صوتا حتى حين يتكلمون في موضوع عادى ، و بوجه عام غالبا ما يكون الرجال الأعلي صوتا هم الأقل فحولة ، و النساء الأكثر همسا هم الأخطر سيطرة وقوة ، وان اخطر الأشياء تقال همسا ، سواء فوق السرير أو في المؤتمرات السرية أو خلف خطوط الأعداء في الحرب الباردة أوالحرب الساخنة ، وحين يكون هناك همسا فاعلم ان هناك مؤامرة ،أو هناك حبا وكلاهما خطر على الأمن القومي الأمريكي ولهذا أنشئ المكتب القومي لمكافحة الهمس. في 182004 خبر عادى طيرته وكالات الإنباء "عادت طائرة بعد نصف ساعة من إقلاعها إلى مطار بلجيكا ، فقد هربت قطة من قفصها وتوجهت الى كابينة الطائرة وهاجمت القطة الملتاعة مساعد الطيار مما حدا بالطيار أن يقرر العودة إلي ا لمطار" نشب الهمس في المطار بعد عودة الطائرة ، وتشعب خيال المسافرين في اتجاهات شتي ، لكن كالعادة كانت القلة هي من تصدق الحقيقية " أن الطائرة عادت بسبب القط الطائش" . همس عادى بعد أوقات من القلق ، لكن أي همس عادى لا يمر بسهولة على خبراء المكتب القومي لمكافحة الهمس ، حيث يقبع الخبراء المالكون لحاسة الأمن المتقدمة المدربين المستعدين بعلومهم وتكنولوجياتهم الباهظة لحماية البشرية البائسة . بعد ربع ساعة فقط من خبر حادثة القطة ، ارتفعت حمى الاتصالات بين المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض والمكتب الأزرق بالبنتاجون ، حيث تقرر رفع حالة الاستعداد الأمني للحالة البرتقالية وتقرر عقد اجتماع فوري لهيئة المكتب السباعي وهي اعلي سلطة بمكتب مكافحة الهمس القومي . إبلاغ السيد AAA111 رئيس مكتب الهمس القومي الأمريكي بالحضور فورا، ذلك الرجل القوى الذي لا يعرفه أحد..حتى أن الأعضاء الست زملاء الرئيس فى المكتب السباعي لم يروه أبداً . قبل بدء الاجتماع في ا لسابعة كان قد تم تحضير الأعضاء الست للاجتماع مع الرئيس وبالطبع مورست عليهم الإجراءات الأمنية الصارمة مثل التأكد من بصمات أصابع الأيدي والأرجل ، ثم بصمة العين ، وبصمة رائحة العرق ، و تحليل عدم تعطي المنشطات ، او الفياجرا، ثم بعد التدقيق الأمنى يدخلون بترتيب محدد صارم يدخل إلى القاعة أولا الرجل الأبيض ذو الأصل الأيرلندي وهو الأقدم والأخطر رجل يعاني من فوبيا الاجتماعات فيتصنع دوما ضحكة لا معنى لها . وثانيهم الرجل الأحمر وهو رجل من أصول ألمانية رجل يعانى من رائحة العرق المنبعثة من زملاءه حيث أن إجراءات الأمن تمنعهم من استخدام أي مزيل للعرق فأجهزة الأمن لتتأكد من بصمه العرق وبصمه العين تضع شروطا واضحة منها عدم وضع مزيل للعرق أو وضع عدسات للعين ، يشغل الرجل نفسه بعلكة ضخمة مملوءة برائحة النعناع يلوكها بعصبية حتى يتغلب على رائحة العرق الرجل الثالث : فهو الرجل اسود كان لاعب سلة شهير يعانى من كل أنوع الجلوس انه يحب الحركة والرقص والركض ويرى أن كل من يجلس على كرسي سرعان ما يتحول هو نفسه إلى كرسي .. إنه يعاني من فوبيا الجلوس . الرجل الرابع: فهو الرجل الأصفر وهو من جذور آسيوية من فيتنام على وجه الدقة ، أبوه ضابط أمريكي ، وأمه كانت طبيبة فيتنامية ، كلما حضر اجتماع ورأى العلم الأمريكي ركبه الهلع ، لتذكره الطائرة الأمريكية ذات العلم الأمريكي التي حرقت أمه حية بالنابالم ، يمسك بسبحة طويلة ينظر إلى حباتها حتى لا يتذكر العلم الأمريكي الموضع اعلي المنصة الرجل الخامس : وهو الرجل الخمري اللون وهو من جذور من أمريكا اللاتينية بشرة تلمع بشرته كالمعدن يعانى من عصبية دائمة لكونه يعرف أن كل خطواته مسجلة ومصورة . الرجل السادس : وهو من جذور شرق أوسطية ،ولا يمكن تحديد لونه على وجه الدقة، ولكنه كان متجهما بطريقة مخزية، دائم توزيع نظرة غاضبةعلي الخمس الآخرين ، وكانوا هم الذين يعانون منه بالإضافة إلي معاناتهم الخاصة ،يكرر في سره عبارة كالتسبيح " لست أنا الذي احمل تاريخي كحمار" جلس الست رجال على المنضدة السوداء المجهزة بأعلى تكنولوجيا عرفتها البشرية في القاعة التي تتكون من ثلاث حوائط جانبية فقط لأنها علي شكل الهرم ، الحائط الأول أعلاه العلم الأمريكي و أسفله خريطة العالم ونقط القيادة الحمراء عليه ، بين الحائط والمنضدة كان هناك جسم مثل صندوق يختفي خلف ستار اخضر ، الحائط الثاني به مجموعة أبواب بدون مقابض وبعض اللوحات الالكترونية ، أما الحائط الثالث فكان حائط لامع يعلم الجميع أن هناك خلفه يجلس السيد الرئيس الذي يجب أن لا يراه احد ، حيث أن الحائط الزجاجي يسمح بالرؤية من جانب واحد بحيث يراهم الرئيس ولا يرونه ، كان الرئيس يتحفز لبدء الجلسة ، جلس الست رجال المهمين انفتح الباب الجانبي الخاص ودخلت امرأة جميلة برتبة الجنرال وأدت التحية العسكرية للذين ما كانت تهمهم تحياتها العسكرية بقدر اهتمامهم يجسدها الرائع ، أزاحت الستار الأخضر فوجدوا خلفه قطة بيضاء في قفص أسود يبدو أنه محكم ، نظرت القطة لهم بتحد واضح واحتقار شديد . انطلق صوت الرئيس النحاسي بثقة المحترفين: يفخر مكتب الهمس الأمريكي بضبط وإحضار القط الإرهابي الذي هاجم الطائرة البلجيكية ، وللعلم أنه عندما عادت الطائرة إلى مطار بلجيكا هرب القط من سلطات المطار، لكن نجحت أقمارنا الصناعية في تتبعه لمدة يومان وسجلت كل حركاته وموائه وتمكنت فرقة خاصة من القبض عليه وإحضاره ذليلا في هذا القفص - مداخلة من الرجل الأبيض : سيدي قد وضعنا الإرهابيين المسلمين في الأقفاص في جونتانامو بقصد إرهاب المسلمين والعرب وهزيمتهم نفسيا وبالفعل لم تعترض حكومة عربية أو إسلامية واحدة على هذه المعاملة الحقيرة لرعاياها ، لكن من القسوة أن نضع القط في قفص مثلهم ولو علمت وكالات الإنباء بصورة القط لكانت الكارثة وانت تعلم يا سيدى الرئيس ان مجلس حقوق الحيوان أقوى من مجلس الأمن بل من أقوى من الأمم المتحدة - الرئيس : وكالات الأنباء لا تعلم إلا ما نريد منها أن تعلمه ويوم أن يعلموا ما لا نريد فالخير أن نتخلى عن مكاننا ، المهم أن التحليل الدقيق لجينات القط DNA وضح أنها من أصول عربية وربما هي قطة مسلمة ، والأخطر أن القط سلكت سلوكا يتسم بالذكاء الإنساني عند هروبها من القفص وعند مهاجمتها مساعد الطيار ، وتعلمون أن لدينا البرنامج السري xxx13 الخاص بتغيير جينات بعض الحيوانات وتحميلها بصفات الذكاء البشرى ، نحن لا نترك شيئا للصدفة ، ربما توصل بعض علماء الوارثة بمصر أو العراق لهذا السبق وهذا القط الذي يحمل الذكاء البشرى وعلي درجة عالية من التدريب أرسلوه في هذه المهمة على سبيل الاختبار - نتوقف الآن لعشر دقائق للاتصال يقوم كل منكم بعمل اتصالاته لجمع المعلومات اللازمة ، نلقاكم بعد الفاصل. أخرج كل منهم كمبيوتره الخاص واتصل بمكتبه للحصول على أحدث المعلومات حول الموضوع مضت العشر دقائق في التحديث المعلوماتي واستعد كل منهم لباقي الاجتماع - الرجل الابيض : امامي تقرير من مركز الدراسات الإسلامية المتقدمة البروفيسور برنا رد محمد لويس يقول فيه أن هناك علاقة شديدة بين الإسلام والقطط هناك حديث خطير عن نبي المسلمين يدور حول امراة دخلت النار لانها عذبت قطة ، وان معظم الاحاديث النبوية تلاها رجل مشهور أصولي اسمه أبو هريرة ، وأبي هريرة تعنى أبو القطة الصغيرة ، وهذا دليل دامغ عن علاقة المسلمين بالقطط - الرجل الأحمر : لدى دراسة تحليلية حول صفحة الحوادث في أكثر من دولة عربية تظهر تكرار ضبط أفراد يعانون من الفقر الشديد وسوء الأخلاق كانوا يأكلون القطط وبعض تجار الكباب يمارس عادة ذبح القطط ولكن من الصعب معاقبتهم لان لديهم المال والمحامين في دول أصبحت فيها العادلة مائعة - الرجل الأصفر : لدى تقرير أن هناك حالة من الغضب العالم بين القطط مما أدى إلى التطرف ألقططي و لابد من ضربة استباقية لنشر الديمقراطية وحماية القطط بعد حالة الاكتئاب العام و البؤس التي أصابت القطط - الرجل الأسود : لدى دراسة توضح انه يوجد بالشرق الأوسط 700 مليون قطة بعضها اسود وبعضها ابيض معظمها ضالة في الشوارع و لا تنال أي رعاية صحية او تربوية لابد من إعطاء نسبة تصويت معقولة للقطط ( المشمشمي) حيث أنها كانت تتعرض لاعتداء مستمر من القطط البيضاء والسوداء ، هناك خوف من تقوم القطط بعمل جماعي ضد أمريكا فأنت تعلم القطط خطرة فى بعض الاحيان وفى جميع الأحول هي اخطر من حكومات الشرق الأوسط التي تخاف ان تسال عن رعايا فى جوناتنامو بل بعضهم شارك فى تعذيبهم بالنيابة عن الحكومة الأمريكية - الرجل الخمري : تم إعداد بيان باسم تنظيم القاعدة عن توضح فيه مسئوليتها عن تفجير الطائرة باستخدام القطة في حالة إذا ما تم تفجير طائرة ما وتم فبركة شريط فيديو عن لسان تنظيم القاعدة، و شريط آخر يتحدث فيه أسامة بن لادن عن الانتقام فجأة صمت الجميع حينما تلاحظ اختفاء القط من القفص نجح في الهروب بما لديه من ذكاء للمرة الثالثة ، أحاط سريعا رجال الأمن المحملين ببنادق الليزر بالمكان تماما واستدعي الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي كأجراء روتينيى يتبع فى حالات الطوارئ ونشر الحرس الوطني في واشنطن . في الداخل خرج القط من مخبأه فوق احد الدواليب وتحركت كقذيفة ليصطدم بالحائط الزجاجي ويهشمه كان خلفه رئيس مكتب الهمس القومي ، حسب الرئيس أنها كانت مؤامرة لاغتياله فأنبطح على الأرض واخرج سلاحه في اقل نصف ثانية ووجه نحو القطة في هذه اللحظة لاحظ أنها هي نفسها قطته المحببة "شوشو" قطته الهاربة من البيت منذ أسبوعين القي بسلاحه جانبه واخذ القطة بين يد ه وقبلها شوشو حبيبتي أين كنت . لم تنتهي القصة بعد فقد رأى الست رجال وجه الرئيس وهذا أمر جلل يمس الامن الامن الامن القومي الأمريكي في اليوم التالي كان ست نعوش علي عربات مدفع تحمل جثمان الرجال الست وهناك في آخر موكب الجنازة الغامض المهيب كان رجل طيب مملوءة عينه بالدموع يحمل قطة ويمسح فوق ظهرها برقة : نعم كانوا من أعظم الرجال ومن أشجع الرجل ولم يبخلوا بحياتهم من اجل مجد أمريكا وأمنها . صفوان الحريرى القاهرة 30/8/2004