المجلس العسكرى

[good person]

لقد كانت أهم مشكلات المجلس العسكري‏,‏ ومشكلاتنا معه‏,‏ هي اكتفاؤه بإسقاط رأس النظام وظل يدير البلاد طوال الفترة الانتقالية بكوادر مبارك وأركان نظامه‏..‏ إلا قليلا‏.

فلم يتغير شيء في إدارة البلاد وحياة الناس, أما أكبر خطاياه فتمثلت في منح من رأي استبعادهم أو محاكمتهم الحرية الكافية لكي يديروا حركة الثورة المضادة باموالهم ونفوذهم الذي لايزال باقيا في كل مكان.

اليوم وبعد انقضاء عام علي الثورة بات واضحا أن هناك إراداتين تتصارعان علي حاضر هذه الأمة ومستقبلها.. الأولي وهي الأضخم والأكثر تعبيرا عن المصريين تنشد التغيير الثوري في كل المجالات وصولا إلي مصر الجديدة التي عطل مسيرتها نظام مستبد جامد وجائر لثلاثة عقود, أما الثانية فهي أقلية تنتسب بالمصالح إلي عهد ماقبل الثورة وهي ترفع شعارات اصلاحية وتعترف بأن هناك أخطاء قد وقعت وأن هذه الأخطاء يمكن إصلاحها بنفس الأفكار ونفس الاشخاص الذين خدموا العهد السابق.. بتضحيات قليلة. وهكذا ينبغي أن نفهم ماحدث في بورسعيد وماقبلها ومايحدث في محاكمات الفساد وفي الانتخابات التي جرت وستجري ومايجري الأن في الأسواق, وهكذا يجب أن نفهم الموقف من المجلس العسكري.

الذين يرفضون إدارة المجلس العسكري للبلاد ويطالبون بسرعة التحرك نحو إدارة مدنية يحلمون بأن تحقق هذه الإدارة احلامهم في الثورة, وأن ننتقل إلي وضع جديد بسياسات جديدة ورجال جدد يحققون التغيير الثوري الحقيقي لإخراج البلاد من غرفة الانعاش أو غرفة التحنيط التي سجن فيها المصريون لثلاثة عقود, وهذه أحلام مشروعة غير أن أحدا لايضمن أن تتحقق بمجرد اختفاء المجلس العسكري ووصول الإخوان والرئيس الجديد إلي سدة السلطة, فالمشكلة اعقد كثيرا من تغيير رأس النظام.

في فبراير الماضي كانت غاية آمال فلول النظام السابق النجاة برؤوسهم وربما بعض أموالهم من رياح الثورة العاتية, غير أن التراخي والتساهل الذي ساد المرحلة الانتقالية أحيا الآمال في نفوس الذين انتهت أدوارهم بفعل الثورة المفاجئة في العودة من جديد إلي واجهة الأحداث ولو بوجوه مختلفة وأشكال جديدة وهنا ظهرت إرادة الإصلاح مقابل إرادة الثوار.. ومن هنا يجب أن نفهم مايجري الآن إزاء المجلس العسكري, ومايجري في محيط وزارة الداخلية رمز الدولة القديمة التي انقلب عليها المصريون.

منقول

الرابط