أغنية مرحة

[عبير يونس]

تغني بمرح... يبتهجون

يغني معها الحاضرون

يتمايلون و يتراقصون

بأعلى الصوت يصيحون

و لأنه كان يوم عيد

يطلبون منها أن تُعيد

تغني لهم من جديد

بصوت مرح سعيد

و بعد تمام وصلتها الغنائية

تنحني و عليهم تُلقي التحية

و بطلتها الحلوة البهية

تبتسم ابتسامتها الشجية

والكل ينظر إليها بانبهار

و حين يُغلق عليها الستار

و حين تتوارى عن الأنظار

تنهار و تنزل دموعها أنهار

و قبل أن تخرج من جديد

ترتدي قناعا من جليد

وتسجن الحزن العنيد

خلف أسوارٍ من حديد

[عبير يونس]

و أغني أغني

لعلي أروي شجني

يتعالى صوتي عذبا يُشجي

يروي قلبي الملتاع

بكؤوس الفرح اللمّاع

أفرح أرقص

تتعالى ضحكاتي

تملأ الأسماع

أعيش اللحظة

أحتسي خمر العشقِ

من كلماتٍ منظومة

تبدو غير مفهومة

لا أهتم

لا أغتم

مادامت ترضي

أذن محمومة

من كلمة عشقٍ محرومة

مغرومة أنا مغرومة

بلحن يسكنني كالوطن

يمتلئ عذوبة و شجن

يحرم عينيّ الوسن

يُنسيني قلباً يُمتهن

و تذوب حواسي في روعة الألحان

تنسيني هجر الأوطان

تحتضنني نغماتٍ عاشقات

تنسيني ذل الحرمان

لأذوب عشقا

في عاشقٍ ولهان

لأعشق بلا ضمان

و كيف لي بضمان؟

و عشت حياة

بلا أمان

بلا حنان

تأمرني بالنضج

أن أقص ضفائري

و أنسى عبث الطفولة

لأكون أنا المسؤولة

و أقوم بدور البطولة

في مسرحية هزلية

لها نهاية مأساوية

لا تقبل تبديل أو تعديل

كتبها كاتب هزيل

كتبها في ليل طويل

الهروب منها مستحيل

تارة أسلم نفسي لبكاءٍ وعويل

وتارة أُرغم على التمثيل

كل ليلة أنتظر

و لا يأتي الصباح

أملأ فجري بالصياح

نعيق بومٍ و نياح

و أفيق وحدي في براح

أنظر حولي فأجد نساء يتشحن بالسواد

نائحات يبكينني

في نحيب ونواح

و استبشر

هل مت و انتهى العذاب؟!

فلا يأتيني الجواب

و أفيق لأجدني وحدي أهيم

في ليلي البهيم

وحيدة

بعيدة

شريدة

أحاول العودة

و لكن انهار الجسر!

فانظر ورائي و لا يمكنني الرجوع

و انظر أمامي فأرى قلبي موجوع

و عيني تملأها دموع

ظلام و لا أجد شموع!

أسير و أتخبط

أتعثر و أقوم

لا أرى دربي

سمائي تملأها الغيوم

أدندن بأغنية مرحة

يسود الصمت و الوجوم

يتعالى صوتي بالغناء

أمل و رجاء

أتوق لقبسٍ من ضياء

يحاصرني البرد

و تمطر السماء

يرتفع صوتي بالغناء

و أفيق في واحة غنّاء

زروعها لها بهاء

و أرى شعاعا من ضياء

أتبعه لأرى النور

لكنه لازال بعيدا

خلف ذاك السور

أشحذ الهمة

و أسير خطوة

تلو خطوة

يملؤني الأمل

أنني حتما سأصل