اضواء علي بعض الاحداث في اليونان القديمه..

[c'est la vie]

عملية الفكر موجوده بقدم الانسان ورغم ان أوج هذه الافكار (وخصوصاً الأفكار السياسيه )واكثرها شهره في العهد اليونانى(الهلينى)الا انه كان هناك الكثير قبل تلك الفتره فعلي سبيل المثال لا الحصر

شهدت مصر القديمه وحضارتى الهند والصين القديم بعض من الأفكار..لكن الطابع الالهى للحكم كان يحد من تلك الافكار ..

لكن دعونا نتحدث اولا عن الحضاره اليونانيه :-

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الحياه في اليونان القديمه كان لها طابع خاص -فتكونت عدد من الوحدات والتجمعات سميت كل منها ب- دولة المدينه-فهى دوله نظراً لإستقلالية كل منها السياسيه والاقتصاديه وهى مدينه نظراً لقلة عدد سكانها ..

وكانت اهم دولتين من دول المدينه دولتا"أثينا " واسبرطة"..وكان هناك تنافس بين الدولتين.. وكانت اثينا لها الرياده بحكم تفوقها في نظامها السياسي فاتبعت اثينا في تسيير الحياه السياسيه فيهاا" الديموقراطيه المباشره"الديموقراطيه الاثينيه" ونظراً لمحدودية عدد مواطنيها (وهم من الذكور فقط من سن 20 عام من اهل المدينه الاصليين فلم يسمح للأجانب بالتجنس) نظراً لمحدوديه عدد المواطنين بالنسبه لمجموع السكان كانت ديموقراطيتها مباشره قائمه علي النقاش والجدال والمشاركه السياسيه

ولعل من اهم النقاط عند الحديث عن الديموقراطيه الاثينيه هو انهم افترضوا صلاحية اي " مواطن" لتولي اى منصب سياسي مع عدم تخصيص وظيف او اوضاع متميزة لاشخاص معينه وكانت الوظائف تشغل عن طريقين اما القرعه او الانتخاب..

كما لم يكن الفقر او المركز الاجتماعى حائلاً دون المشاركه السياسيه...

بعض الملاحظات علي التجربه الاثينيه في الديموقراطيه:

1-اختلاف تلك الديموقراطيه المباشره عن الديموقراطيه التمثيليه المتبعه في العنصر الحالي وذلك نظراً لمحدودية عدد السكان في دولة المدينه باثينا..

2- الديموقراطيه الاثينيه كان اساسها ارستقراطى وليس ديمو قراطى حيث في الواقع حكم الشعب هنا "الديموقراطيه" يعنى حكم المواطنين فقط كما سبق ذكر شروطهم وقد مثلوا اقليه بالنسبه لمجموع السكان وفقاً للتنظيم الطبقي الذى كان سائداً في اثينا حيث يقع المواطنون في قمة الهرم ثم الاجانب في الطبقه الثانيه ويقبع العبيد في قاعدة الهرم الاجتماعى ولم يكن لاى من الاجانب او العبيد اى حقوق سياسيه..

~~~~~~~~~~~~~~~~~

طُبقت الديوقراطيه في اثينا في اطار عدد من المؤسسات وهى:

1- الجمعيه او المؤتمر العام

2-مجلس الخمسمائه

3-لجنة الخمسين

4-المحاكم

1- الجمعيه او المؤتمر العام:

~~~~~~~~~~~~~~~

وهى الترجمه الواقعيه لمفهوم الديموقراطيه المباشره ويتمثل فيها حكم الشعب مباشرة فتولى المواطنون(طبقاً للشروط السابقه) كلهم فيها النقاش وابداء الرأى في السياسه العامه ولم تكن تتخذ القرارات فقط مثلت منبراً للمناقشه بين المواطنين لكن ظل للجمعيه الكلمه النهائيه في المسائل الهامه مثل اعلان الحرب والسلم وعقد العاهدات وفرض الضرائب الجديده والرقابه علي الميزانيه وسن القوانين حيث يجب اقرارها اولا من الجمعيه..

ونظراً لعدم امكانية اتخاذ القرارات في الجمعيه فإن العمل التنفيذي والتشريعى تولته اجهزة تمثيليه اكثر محدوديه من حيث العدد وهى مجلس الخمسمائه ولجنه الخمسين..

2-مجلس الخمسمائه

~~~~~~~~~~~~~~~~

ويتكون من 500 عضو يتم انتخابهم من القبائل العشر التى تتكون منها اثينا علي التساوى(اى ان كل قبيله يمثلها 50 عضو ) فالمجلس يتم اختياره اختياراً شعبياً ويمثل كافة الشعب ممثلاً في قبائله..

*والمجلس هو الاداة التشريعيه والتنفيذيه في الدوله..فهى تشريعيه حيث تزود الجمعيه بالمقترحات ثم بعد ذلك تتولى اعداد المشروعات للجمعيه لمناقشتها..اما الشق التنفيذىفكان علي سبيل المثال الاتصال بالسفارات الاجنبيه ..

3-لجنه الخمسين

~~~~~~~~~~~~~

وهى اكثر محدوديه من الجمعيه والمجلس وتولت العمل السياسي اليومى في اثينا فهى التى تقوم بمسئولية الحكم وتسيير عجلة الحياه السياسيه..وقد قامت علي مبدأ تناوب الحكم حيث تتولى كل قبيله الحكم عن طريق اللجنه عشر السنه علي ان ينضم اليهم ممثل واحد عن كل من القبائل التسع..ورئاسة اللجنه عن طريق الاقتراع وتكون الرئاسه ليوم واحد فقط ولاتجدد..

4-المحاكم

~~~~~~~~~

وتمثل الدور القضائي واحكامها غير قابله للإستئناف او الطعن..

~~~~~~~~~

وعلي هذا لم تكن الديموقراطيه المباشره مجرد ايديولوجيه بل ان المؤسسات السياسيه تمت صياغتها لتتمشي مع مفهوم الديموقراطيه الاثينيه..وتحولت لعقيده يعتز بها الاثينيون والذى كسر جماح هذه العزة وهذا الفخرهو :هزيمة اثينا في حرب البلوبونيز علي يد اسبرطه ذات النظام الارستقراطى العسكري التى لم تعرف الحكم الديموقراطى..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

حرب البلوبونيز:

~~~~~~~~~

سبق وان اشرنا الي حقيقة التنافس بين اثينا واسبرطة علي الزعامه بين دول المدينه بما كان لكل منها من نظام سياسي واقتصادى مميز(حيث كانت اثينا دوله تجاريه واسبرطه دوله زراعيه)..حيث حاولت كل منهما التأثير علي باقي دول المدينه لنشر نظامها السياسي واستقطاب هذه الدول الي جانبها ..وان كانت الغلبه والزعانه لاثينا بفضل ديموقراطيتها وقادت دول المدينه في درء عدوان الفرس وتهديدهم للمدن اليونانيه بعد خروجهم من اسيا الصغري..وهذا في ظل اتحاد كونفيدرالي تحت زعامتهاولكن بعد هزيمة الفرس حاولت دول المدينه الخروج من تحت لوائها مما ادى لإستخدامه لاسلوب القهر ضد بقية دول المدينه لتجبرها علي البقاء في الاتحاد..اى بعباره اخري تحولت اثينا من دوله ديموقراطيه الى دوله تمارس التوسع علي حساب الدول الاخري..مما دفع دول المدينه الى الاتحاد تحت زعامة اسبرطه ونتج عن ذلك حرب البلوبونيز التى دامت 27 عاماً وانتهت بهزيمة اثينا وتحلل نظامها السياسي الذى طالما افتخرت به..

المراجع :- الفكر السياسي- الناشر مكتبة الانجلو المصريه..

تم تعديل 29 نوفمبر 2004 بواسطة c'est la vie

[c'est la vie]

في هذة النبذه البسيطه عن اثينا بالذات لفت اهتمامى عدد من النقاط وحقاً التاريخ يعيد نفسه ..ففي الوقت الذى كانت في اثينا هى اكثرهم ديموقراطيه وتعبيراً للرأى في ذلك الوقت ..ورغم تزعمها لباقي دول المدينه الا انها تخلت عن تلك المباديء الديموقراطيه واتبعت نفس اسلوب التوسع ..لتفقد بذلك مصداقيتها تماماً كما حدث في عصرنا الحالى نفس اسلوب الولايات المتحده ..فرغم انها تمثل اكثر الديموقراطيات في العالم وتسعى للتوسع او كما تدعى لنشر ديموقراطيتها بأساليب غير ديموقراطيه علي الاطلاق ..ولعلها هذا الفصل سمة في تلك الدول.