اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

غـــزو


savaryxxx

Recommended Posts

غــــزو

أخذت الحصون تتوالى ....

والأخبار سيئة الطالع ترد من كل مكان .

يا الله ...

ما كان هذا ليحدث بأسوأ كوابيسى و أشدها ظلمة

كثيرا ما عرضت الهدنة ..كثيرا ما استجديت السلام ..كثيرا ما فاوضت

بحثت جاهدا عن وقفة لالتقاط الأنفاس على أقل تقدير ..أى وسيلة

لإنهاء مسلسل السقوط العبثى

دون جدوى ...راحت كل الجهود ..وذهبت كل محاولاتى اليائسة

للتدارك .

فضلا ..لا تتهمنى بالتخاذل أو النكوص

حاولت كثيرا أن أقاوم ..أن أستثير الشجاعة بداخلى

قمت فخطبت ....

تلوت كل آيات الحث بكل الكتب السماوية ..بل وغير السماوية

لكت ما أحفظه وما لا أحفظه من قصائد وأبيات الحماسة و شحذ

الهمم ..

حاولت بصوت جهورى وخطاب حماسى أن أكون صادقا عازما

لم يفلح ذلك أيضا

كانوا يستمعون إلىَّ ... منصتين

وبداخلهم أرى ابتسامات الشفقة

-كنت أرى فى أحداقهم نظرة -هل أنت مصدق لما تقول ؟

والحقيقة لم أكن كذلك

عاد السقوط كواقع مسيطر والعجز عن مواجهة ذلك الإعصار العتى

الذى لا يبقى أمامه شيئا

أخذت الفتوحات تتوالى ومدائنى تسقط الواحدة تلو الأخرى

لم يبق حولى من رجالى أحدا

لم تصمد متاريسى و سدودى

سوى سويعات قليلة

سقطت روحى سقوطاً مروعاً

ما ظننت أبداً أنى هشاً لهذة الدرجة

وما ظننت أن ملكى العضود قد يتهاوى فى هذا الزمن القياسى

أكان ضعفاً منى أم جبروتاً و بأساً منها ؟

حقيقة لا أدرى

حتى عاصمتى ومعركتى الأخيرة لم تستغرق وقتا طويلا لتسقط

هى الأخرى .

استلسمت ورفعت كل ما وقعت عليه يدى من رايات بيضاء

رضيت- مرغماً أو قانعاً-بذل العبودية ولباس الأسرى و الأغلال فى

يدى أضحت -تشريحيا - جزءا منى

دانت مملكتى و أضحت أسيرة هى الأخرى

سيطرة كاملة على كل ما بنيت و شيدت طوال عمرى

وما كنت أبدا متقاعسا أو لاهيا عابثا

إنّا نفتعل حتى نفعل...نعتاد حتى يصبح ما اعتدنا عليه هو فعلنا

الطبيعى والعفوى

هكذا أضحت عبوديتى و ذل أسرى أمرا طبيعيا... أصبحت مصدقا فعلا

لما أسمع..

مؤمنا أن القادم أكثر بهجة وجمالا

قل لى بالله كيف تقاوم غزوا طفوليا ؟؟

كيف تحارب جيشا من الملائكة ؟؟

كيف تشتبتك مع من يمارس السحر الأسود ويتلو التعاويذ التى لا

تفهمها ...

فيمرح بروحك كيف يشاء ؟

أى شىء هذا الذى قد تستخدمه فيرد طفلة ؟؟ يقاتل صدِّيقة ؟؟

يصد زهرة تيوليب ؟

كيف تقاوم من يقسم أنك ستكون بأيدى آمنة و أن احتلال روحك

سيجلب لك مزيداً من السعادة ؟

كانت أرق من أن تقاوم..أشهى من أن ترفض ..أعذب من أن تشيح

الوجه عنها .

لم يكن أمامى سوى أن أصدق ..وأن أؤمن ..وأن أفتعل الرضا

لم أتوقعها دموية .. أو وحشية .. - ليت أنّى توقعت

بعد أن دان لها كل شىء ..بدأت مجازرها

مارست كل صنوف القتل وسفك الدماء وابتسامتها الطفولية لم

تفارقها

كان ما تفعله بروحى تتريا همجيا ضد كل معانى الإنسانية

..لم تبق بيتا أو طفلا او ضحكة

لم تبق ريحانة ..أو متجرا ..أو قرطاسية ...بكل مدائنى

لا معبد ولا ورق ولا قلم

الخراب ولا شىء آخر ..

دمارا ثم دمارا ثم دمارا

ذاهلا استجديتها أن تتوقف ..راجيا راكعا سألتها أن تترفق

لكن كيف للعبيد أن تُسمَع؟؟

تأكدت ألا شيئا قد بقى ..ألا صوتا ..ألا نورا ..ألا أملا لا زال فى

الأحداق

لا شىء سوى الألم ..تركته ورائها

قالت لا تحزن ..هذه دنيا العشق و هذا قانونها ....

لغزو أخر وممالك أخرى بانتظار السقوط

ذهبت !

http://7ilba7assa.blogspot.com/2012/03/blog-post_06.html

تم تعديل بواسطة savaryxxx

شخـــابيــط منــ جوهـ القلبـــ

www.7ilba7assa.blogspot.com

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...