اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

خنساء القرن الحادى والعشرون


Recommended Posts

والله لم تهزموا أبدا طالما فيكم هذه الحميه

لا تحزنوا قد أعدتوا لهم ماستطعتم من رباط الخيل وبعتم أنفسكم لله وأشترى الله منكم أنفسكم لترهبون عدو الله وعدوكم فلا يخزيكم الله أبدا أبدا وأنا واثق من ذلك لإن الفجر يبزغ بعد شده سواد اليل الهم نولنا الشهاده فى سبيلك

"رقصـت مع ابني ليلة استشهاده"

والدة منفذ عملية مستوطنة دوغيت، محمود العابد، التي أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة أربعة آخرين، اصابة أحدهم خطيرة، تقول في لقاء خاص مع صحيفة لـ"الشرق الأوسط": رقصت مع ابني ليلة استشهاده في حفل زفاف خاله مع علمي المسبق بأنه ذاهب لتنفيذ عمليته"...  

علي واكد

نشرت، أمس (الجمعة)، صحيفة "الشرق الأوسط" العربية الصادرة في العاصمة البريطانية لندن، لقاء خاصا مع والدة منفذ عملية مستوطنة دوغيت، محمود العابد، قالت خلاله: "رقصت مع ابني ليلة استشهاده في حفل زفاف خاله مع علمي المسبق بأنه ذاهب لتنفيذ عمليته"...

وقالت نعيمة والدة محمود العابد إن: "ابني محمود اختار الشهادة وانه حينما كان يشاهد عملية استشهادية كان يقول: هل ستفرحي لي يا أمي كما أنت الآن سعيدة بنبأ هذه العملية. إن محمود جاءني قبل فترة وأبلغني بانه ينوي الشهادة من خلال تنفيذ عملية استشهادية فقلت له على بركة الله وشجعته على هذه الخطوة، لأنني كنت على يقين تام كم هو تواق لهذه الشهادة وكم هو يتمناها وكانت ملامح وجهه تعبر عن انه شهيد وكم انتظرها لوقت طويل". لكن ام محمود اخفت الامر عن زوجها والد محمود لأنه "شخص عاطفي"، وخافت ان يؤثر عليه ويثنيه عن العملية. واستغرب حينما عرف ان لديها علما بهذه العملية.

وتتحدث والدة محمود عن تربيتها لابنها قائلة: "انني أحسنت تربية محمود واخوته فقد ربيتهم تربية إسلامية، وكنت دائما اعزز في نفوسهم حب الجهاد والاستشهاد في سبيل الله. ودائما كان محمود يلزم المسجد حيث تعلم كثيراً من أمور الدين، وحين بدأت الانتفاضة الأولى كان عمره آنذاك عشر سنوات وشارك فيها من خلال رجمه لقوات الاحتلال الصهيوني بالحجارة، ولاحقه جنود الاحتلال اكثر من مرة وكانوا يقتحمون المنزل علينا، وانا كنت أخلصه منهم بالعراك معهم، لكنهم كانوا لما يمسكون به يضربونه ضربا مبرحا".

"الانتفاضتين عززتا في نفوس كثير من الشباب الفلسطينيين حب الاستشهاد"

وأوضحت ام محمود ان الانتفاضتين "عززتا في نفوس كثير من الشباب الفلسطينيين حب الاستشهاد والجهاد من اجل الوطن، مشيرة الى انه حينما كان يرى محمود أمًا على شاشة التلفاز كان يقول لها: "عقبال عندك يا امي لتسمعي نبأ استشهادي".

وتابعت القول: "يوم استشهاد محمد فرحات جاءني محمود وقال لي: اذهبي يا امي لتهنئة والدة الشهيد محمد باستشهاده فقلت له إنشاء الله سوف اذهب، لكنني انشغلت ببعض أمور البيت ولم اذهب فجاءني بعد ثلاثة ايام وسألني الم تذهبي يا والدتي الى بيت الشهيد فرحات؟ فقلت له اليوم هو رابع يوم لاستشهاده. وهل سأذهب بعد رابع يوم، رد قائلا: "ألهنا بعد سنة ياما" وهذا فرح بالشهادة وليس عزاء فاذهبي لتهنئة والدة الشهيد محمد".

وتتذكر ام محمود يوم وداع ابنها، قائلة: "جاءني محمود وقال لي يا والدتي انا ذاهب في عملية استشهادية وسوف اخرج ولن أعود فقلت له توكل على الله يا ابني، وطلب مني ان أدعو الله كي يساعده في عمليته وكي تحقق نتائج جيدة، فأخذت أدعو له من كل قلبي وطلب مني ان أرافقه أثناء تصوير شريط الفيديو الذي بثته محطات التلفزة والتقطت صوراً تذكارية معه. وقرأ لي نص وصيته فأعجبتني وقلت له انها جيدة ومعبرة، فقام وقبلني وقبل يدي وطلب مني ان أدعو له من كل قلبي وأوصيته بان يأخذ حذره والا يطلق الرصاص من رشاشه مرة واحدة كي لا ينفذ منه الرصاص وطلبت منه ان يتفقد خزنته وان يضعها جيدا في سلاحه وقلت له حين انتظارك للجنود المحتلين استغفر الله ولا تقضي وقتك وأنت تنتظرهم، خوفا مني عليه من ان يضعف قلبه او ينتابه الخوف فأوصيته ان يقرأ دائما المعوذات ويكثر من استغفاره لله".

وتابعت: "وفي صباح اليوم التالي جاءني الساعة العاشرة صباحا وقال لي حان الآن يا والدتي موعد خروجي لتنفيذ عمليتي مع رفاقي فانحنى وقبل يدي وقال لي: دعواتك يا والدتي كي يكتب الله لي النجاح فقلت له إنني أدعو لك من صميم قلبي وإنني جدت بك لله وللوطن فاذهب والله يجعل النصر حليفك، فخرج وكأنه طائر، اذ لم أره ولم اشعر به كيف خرج ولم ينتبني الخوف عليه ولم اشعر انني سأفتقده رغم انني على علم بالعملية قبل أسبوع وتابعت معه تفاصيلها وبعدما خرج جلست لوحدي في المنزل وظل بالي مشغولاً عليه وخوفا من عدم نجاح العملية فلم استطع ان اجهز طعام الغداء للعائلة".

"سألته لماذا رجعت هل ضعفت أم خفت فبدأت اصرخ عليه"

وأضافت: "بعد عصر، ذلك اليوم الذي خرج فيه محمود سمعت طرق الباب فذهبت لأعرف من الذي يطرق الباب، فإذا به محمود فاستغربت وسألته لماذا رجعت هل ضعفت ام خفت فبدأت اصرخ عليه، فقال تريثي يا والدتي إن عمليتي هي نصب كمين للجنود فاليوم لم يأتوا من طريق الكمين الذي نصبناه لهم فيوجد شخص هناك يراقب المكان وحينما يمر الجنود بالمكان سوف يتصلون بي ويستدعونني فلا تقلقي علي، وفي اليوم التالي كان هناك حفل خطوبة لشقيقي فاستيقظ محمود مبكرا واغتسل، وقال لي سأرافقك يا والدتي لحضور حفل عقد قران خالي ففرحت جدا لأنني سأعيش يوما آخر مع أبني وفلذة كبدي".

وقالت الوالدة: "فذهبنا انا ومحمود واخوته الى بيت خاله، وكانت حفلة جميلة حيث رقصت فيها ومعي محمود، وكان هو يوزع الحلوى على الحضور وكان سعيداً جدا لخاله، وكان يضع يده على كتفي ويشدني لالتقط صورا معه وهو يهمس في اذني ويقول: لي حين تسمعين نبأ استشهادي أريد منك ان تطلقي زغرودة مدوية وتحتفلي في استشهادي كما هي حفلة خالي الآن. ان الذي كان يشاهدنا انا وإياه قبل استشهاده بيوم ما كان ليصدق بانه سيخرج غدا لتنفيذ عملية ولن يرجع".

واستطردت: "عدنا في المساء الى البيت وسهر محمود معنا انا واخوته وإخوانه، وبعد ذلك ذهب للنوم وقبل ان ينام قلت له يا محمود اذا خرجت غدا لعمليتك لا تودعني خوفا من ان ترجع علي مرة اخرى فقال لي "مثل ما بدك ياما". فنام قرير العين مرتاح البال وفي الصباح جاءه اتصال من الجناح العسكري لحركة "حماس" او بالأحرى من يرصد للعملية، وقال ان الجنود مروا الآن من الطريق أسرع أنت مع المقاتلين لكي تلحقوا بهم عند الرجوع فقام محمود فعلا واستحم وصلى الصبح وخرج، وانا عرفت انه خرج لتنفيذ العملية فظل بالي مشغولا عليه".

"أطلقت زغرودة مدوية أفاق عليها سكان الحارة والجيران"

وأضافت قائلة: "بعد ذلك جاءني ابني الصغير وقال لي بانه سمع بان مجموعة من المقاتلين هاجمت جنوداً للاحتلال بالقرب من مستوطنة دوغيت فاستشهد منهم واحد والباقون لم يستشهدوا وحينها أصابني القلق ولم اجعل هذا القلق، والخوف يظهران علي بل كنت أدعو له بان يكون مصيره الجنة. في الساعة الثانية ليلا جاءني رفاقه وقالوا لنا: عظم الله أجركم، محمود استشهد فسألتهم هل استشهد ام أصيب فقالوا لا استشهد فحينها أطلقت زغرودة مدوية أفاق عليها سكان الحارة والجيران جميعهم وحمدت الله على نعمته التي منحها لمحمود".

وأكدت ام محمود: "بعد ذلك سألت عن تفاصيل العملية فقالوا لنا إن الشهيد محمود كان في الصف الأول في المجموعة وطلب منهم الانسحاب، قائلا انا سوف أغطي عليكم فأخذ يلقي بالقنابل ويطلق الرصاص على الجنود حتى انسحب رفاقه جميعا، وهو استشهد وبعدها في الساعة الثالثة ليلا، بدأت المساجد تكبر وتقول بان محمود العابد استشهد. في الصباح جاؤوا بمحمود كي القي النظرة الاخيرة عليه فودعته ورأيته مثل البدر وكأنه يشع نوراً فقبلته وقلت له هنيئا لك بالشهادة يا محمود".

وتقول ام محمود إن: "الشيء الذي دفعني بأن أضحي بإبني هو المجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. كل يوم نشاهد مجازر ولا أحد يحرك ساكنا، فلماذا لا ندافع عن أنفسنا. وأبناؤنا اولى بالدفاع عن أرضنا وأعراضنا التي تنتهك من قبل الاحتلال الإسرائيلي. والجهاد كما تقول أختي ام نضال فرحات هو فرض عين على المسلمين ونحن الشعب الفلسطيني مطلوب منا الجهاد لأننا في أرض الرباط".

(05:30 , 29/06/2002)  

 الرجوع إلى الصفحة السابقة  

كل الحقوق محفوظة ل"يديعوت إنترنت"

من نحن |  اتصل بنا |  للإعلان |  الحفاظ على الخصوصية |  شروط الاستخدام |  للمساعدة |

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...