Gharib fi el zolomat بتاريخ: 7 ديسمبر 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 7 ديسمبر 2004 تشبه محاولة إدخال "فيل" في علبة صغيرة ملامح الإستراتيجية الأمريكية للتضليل الإعلامي محمد جمال عرفة** 30/11/2004 عقب تفجيرات 11 سبتمبر وقبيل غزو أفغانستان والعراق ظهرت ملامح إستراتيجية أمريكية للتضليل الإعلامي ذات وجهين؛ أحدهما "مدني" والثاني "عسكري"، وهذه الإستراتيجية موجهة بشكل رئيسي للعالم الإسلامي وبصورة عامة للعالم كله، فضلا عن بعد ثالث "خارجي" لهذه الإستراتيجية يتعلق بالضغط في أشكال مختلفة على وسائل الإعلام والفضائيات العربية التي لا تسير في ركاب الاحتلال. وظهر الجانب "المدني" من هذه الإستراتيجية: عندما كشفت صحف أمريكية عن "خطة لتحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي" عقب 11 سبتمبر تولتها وزارة الخارجية الأمريكية، وأشرفت عليها خبيرة الدعاية الأمريكية "شارلوت بيرز"، بيد أن شارلوت قدمت استقالتها رسميا في أوائل شهر فبراير 2003 من لجنة "تحسين صورة أمريكا"، وقالت لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في السابع من مارس 2003 بأن محاولتها للدفاع عن سياسات "أمريكية" غير مقبولة في العالم العربي، وقد "كانت بمثابة إدخال الفيل في علبة صغيرة"، لأن صورة أمريكا لدى شعوب العالم -كما قالت- أقبح كثيرا مما يتخيله الأمريكيون". ومع دخول خطط احتلال أفغانستان والعراق مرحلة التنفيذ، جرت محاولة أخرى لتنشيط هذه الإدارة بهدف نشر البرنامج الدعائي الذي تبنته الإدارة الأمريكية لتلميع صورة الاحتلال ومنع تفشي الكراهية ضد الأمريكيين في المنطقة العربية، ولكن تم وضع برامج أخرى عديدة عقب احتلال العراق تهدف لإقناع العرب والمسلمين بأن الهدف ليس الاحتلال ونهب ثروات العراق ولكن نشر الديمقراطية، لأن تعاظم الكراهية للأمريكان سيترتب عليه هجمات على غرار 11 سبتمبر. وقد أكدت وكالة رويترز يوم 9 إبريل 2004 وجود هذه الحملة الجديدة نقلا عن مسئولين أمريكان، وقالت أيضا: إن تفاصيلها ما زالت محاطة بالسرية، وتردد أنه تم منح عقد الحملة الإعلانية لمجموعة شركات تضم: "بل بوتينجر كوميونيكيشنز" ومقرها لندن، و"بيتس بان جالف" التابعة لمجموعة "دبليو.بي.بي"، و"بالوتش آند رو" ومقرها بغداد، وقال "مارك ترنبول" من شركة بل بوتينجر لرويتر: إن الهدف هو "حمل الناس على اعتقاد أن الديمقراطية قادمة بالفعل" وقال بأنه يتعين أن توجه الرسالة كذلك بشكل بعيد عن الدعاية الأمريكية المباشرة. وسبق هذه الحملة تخصيص إدارة وميزانية أمريكية للإعلام وللترويج لمفاهيم وسياسات واشنطن عبر سلسلة من المجلات والصحف المدعومة أمريكيا مثل مجلة "هاي"، وإذاعة "سوا"، وإنشاء محطات فضائية مثل "الحرة"، بجانب دعم صحف ومجلات أخرى بدعم مالي مباشر، واستضافة صحفيين وإعلاميين عرب في برامج تدريبية أمريكية. ويبدو أن الحملة فشلت للمرة الثانية بدليل أن خبيرة الدعاية الأمريكية "شارلوت بيرز" قدمت استقالتها للمرة الثانية من منصبها -بعد أن عدلت عن الأولى- في لجنة "تحسين صورة أمريكا" في مايو 2004، لأنها لم تجد ما تدافع به عن بلادها إزاء الاتهامات. أما الجانب "العسكري" من هذه الإستراتيجية الأمريكية: فقد تولته وزارة الدفاع (البنتاجون) ويقوم على أكثر من شق مثل: ترويج المنظور الأمريكي الأحادي -الذي يفتقد الموضوعية- للحملات العسكرية الأمريكية من خلال المراسلين الغربيين الذين يرافقون قوات الاحتلال، بجانب القيام بحملة أخرى للخداع الإعلامي عبر وحدة شكلها البنتاجون ثم حلها عام 2002 عندما افتضح أمرها حيث أغلق البنتاجون في ذلك العام ما يسمى "مكتب التأثير الإستراتيجي" بعد أن اتهم منتقدون الوزارة بأنها أنشأت مكتب دعاية لنشر أكاذيب في أنحاء العالم بحجة تضليل أعداء الولايات المتحدة. وجاء الجزء الأكبر من خطة البنتاجون في تبني الدعاية التلفزيونية وتمويل فضائيات عراقية كنموذج أسرع للترويج بتكلفة 5.8 مليون دولار بغرض "المساعدة في إقناع العراقيين بصحة التوجه الأمريكي لإقرار ديمقراطية في العراق وعدم الرغبة في البقاء في العراق أو احتلاله كما تقول المقاومة العراقية"، فضلا عن التركيز على "إعلام الحرب" فقط بالعمل على حصر خروج الأنباء من مناطق العمليات (مثل الفلوجة) على المصادر العسكرية الأمريكية وما تسمح به الرقابة العسكرية، واتباع أساليب ليّ الحقائق في البلاغات العسكرية، مثل الإعلان عن تحقيق تقدم عسكري سريع على الأرض ونجاح اقتحام مدن لم يدخلوها بعد، بهدف إنهاك الخصم وتدمير الروح المعنوية للمقاومين، وهي إستراتيجية نجحت خلال غزو العراق، ولكنها فشلت مع المقاومة العراقية. أما الشق الثالث لهذه الإستراتيجية فيقوم على تكميم الإعلام العربي: فإذا كانت الخطة الإعلامية الأمريكية عموما تقوم على الترويج والدعاية للاحتلال، فالوجه الآخر لها هو حصار أبواق الإعلام العربي التي تنشر حقائق وصورا عن الانتهاكات الأمريكية في العراق وجوانتانامو وغيرها، وهو ما ظهر بشكل أوضح في الهجوم على قناة الجزيرة الفضائية في عدة مناسبات وإغلاق مكاتبها وضربها في أفغانستان والعراق، وتهديد قنوات أخرى علنا من قبل القادة العسكريين الأمريكان. فقد بدأ الأمر بحملة ضغط سياسية وعسكرية كبيرة لحد إيفاد وزير الخارجية الأمريكي باول ونائبه ريتشارد أرميتاج لقطر لدعوة المسئولين هناك للضغط على الجزيرة وتدجينها في إبريل 2004 عقب فشل الحملة العسكرية الأولى على الفلوجة بسبب كشف طاقم الجزيرة حقيقة الاحتلال هناك، وعندما فشل الضغط السياسي بدأ التحرك الاستخباري والعسكري عبر اتهام محرري الجزيرة بأنهم على علاقة بأبو مصعب الزرقاوي وتنظيم القاعدة، وتهديدهم هم وأسرهم واستصدار قرارات باعتقال أقارب لهم. وقد دفع هذا اتحاد الصحفيين العرب للتنديد بما أسماه "حملة التشويه والتحريض الأمريكية المصاحبة لاحتلال العراق، ضد كل صحفي وإعلامي يجتهد في نقل الحقيقة وإطلاع الجمهور على ما يجري في المعارك"، وكذلك التنديد بـ"تعمد قوات الاحتلال الأمريكي قتل الصحفيين في العراق بهدف إخفاء الحقيقة وإرهاب الإعلام وتشويه واقع ما يجري على الأرض وبالتالي تزييف التاريخ وخداع الرأي العام". وقال اتحاد الصحفيين: إن قوات الاحتلال مارست ضد القناة "حملة إرهاب منظمة وتشويه متعمد.. الأمر الذي يقدم نموذجا صارخا من نماذج استخدام القوة لقهر الإعلام والإعلاميين وحرمان الرأي العام من الإطلاع على الحقائق والمعلومات، وهو أمر يستنكره اتحاد الصحفيين العرب، وخصوصا إذا جاء من جانب الولايات المتحدة الأمريكية التي تعظ العالم بالديمقراطية وانسياب المعلومات وحرية الصحافة". معركة الجزيرة والاحتلال ويرى مراقبون أن هذه المعركة الإعلامية الهادفة إلى حصار الفضائيات العربية وعلى رأسها الجزيرة تجلت أيضا في قيام الأمريكان بتسريب معلومات مؤخرا -ربما عبر مصادر عراقية عسكرية موالية للاحتلال- لصحيفة "الشرق الأوسط" تقول: إن المساعد الرئيسي لأبو مصعب الزرقاوي هو العراقي عمر حديد، شقيق مدير مكتب قناة الجزيرة في بغداد حامد حديد، وأنه كان أحد أفراد الحرس الخاص للرئيس العراقي السابق صدام حسين قبل أن يلتحق بتنظيم القاعدة ويتدرب في قواعده في أفغانستان، وأنه قاد المعركة في الفلوجة ضد القوات الأمريكية هناك. ورغم نفي "عمر محمد أحمد حديد" شقيق مدير مكتب الجزيرة في بغداد على قناة الجزيرة أن يكون هو "عمر حديد" قائد المقاتلين في الفلوجة، وأنه مجرد سائق شاحنة ولا علاقة له بالعمل الإعلامي أو أن يكون قد عمل في السابق في الحرس الخاص بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، فقد استمرت الحملة، وقال وزير الدفاع العراقي (المعين من قبل قوات الاحتلال) حازم الشعلان بأن "الجزيرة" هي "قناة الإرهاب". وأكد الوزير العراقي يوم 23 نوفمبر 2004 أن عمر حديد "هو بالتأكيد شقيق مدير مكتب قناة الجزيرة في العراق حامد حديد" واتهمه بأنه على علاقة بتنظيم "القاعدة" و"متورط" في هجمات في العراق، وأنه كان يوصل أشرطة فيديو المقاومة إلى "الجزيرة" عن طريق شقيقه حامد الذي نحقق في قضيته الآن. ويبدو أن معركة "إعلام الحرب" بدأت باللجوء لتصفية الخصوم الإعلاميين، واختارت الجزيرة "عبرة" لمن يعتبر على غرار "الفلوجة" كعبرة للمدن العراقية المقاومة، خاصة بعد أن اهتم الإعلام العربي بنقل مواقف وفتاوى هيئة علماء المسلمين السنة في العراق المعارضة للاحتلال وأبرز ما يجري لهم من قتل وتهديد متواصلين. ونتج عن هذا الدور الإعلامي قيام 30 ضابطا وجنديا عراقيا هذا الأسبوع بتقديم استقالتهم من الحرس الوطني "تلبية لتحريم هيئة علماء المسلمين السنة مساعدة القوات الأمريكية بعد هجومها الأخير على الفلوجة"، لينضموا إلى 200 آخرين من الضباط والجنود استقالوا إثر عملية واسعة النطاق للقوات الأمريكية والعراقية جرت في أواخر سبتمبر 2004 للسيطرة على سامراء وأسفرت عن مقتل أكثر من 150 شخصا وتتكتم قوات الاحتلال على أنباء هذه الاستقالات. تأكيد رسمي: خطط فاشلة والطريف أنه بعد كل هذه التدابير الأمريكية صدر تقرير رسمي في 25 نوفمبر 2004 عن مجموعة من مستشاري البنتاجون يؤكد فشل خطط الدعاية الإعلامية الأمريكية ويتحدث عن انتقادات شديدة للولايات المتحدة بأنها ارتكبت خطأ في عدم توضيح تحركاتها العسكرية ودبلوماسيتها وإستراتيجيتها بشكل صحيح للعالم الإسلامي، وإن الولايات المتحدة "تخسر حرب الأفكار في العالم الإسلامي". فقد أكد التقرير الذي يتضمن 102 صفحة وقدم لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد أن أي خطة في مجال العلاقات العامة أو في مجال الإعلام لا يمكن أن تساعد الولايات المتحدة إن استمرت في انتهاج سياسة خاطئة، واتهم التقرير الذي أعدته "هيئة علوم الدفاع" في البنتاجون، أو مجموعة "ديفنس ساينس بورد" المؤسسات الأمريكية بأنها قطعت "الاتصالات الإستراتيجية" ودعا إلى إعادة تنظيم للبنى السياسية والدبلوماسية وكذلك الإعلامية، كما دعا إلى إقامة "هيكلية إعلامية إستراتيجية" داخل مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض. وقال: "إن الصورة السلبية عن أمريكا لدى الرأي العام العالمي وعجزها عن الإقناع ناجمان أيضا عن عوامل أخرى غير الفشل في وضع إستراتيجيات اتصال"، و"إن تحقيق النجاح في هذا المضمار يتطلب قيادة ابتداء من الرئيس ووصولا إلى المراتب الأدنى". ولخص التقرير ما قال بأنه "خطأ إستراتيجي" في هذه السياسة الأمريكية، وهو مقارنة "الجماهير الإسلامية" بتلك التي كانت مضطهدة في ظل السيطرة السوفيتية". وشدد على أن الولايات المتحدة تخسر "حرب الأفكار" في العالم الإسلامي لأنها تعجز عن توضيح سياستها للمسلمين القلقين من النوايا الأمريكية، وأنه "إذا أردنا حقا أن نرى العالم الإسلامي ككل والدول الناطقة بالعربية بخاصة تتحرك أكثر صوب فهمنا "للوسطية" و"التسامح" فيتعين علينا أن نؤكد للمسلمين مجددا أن هذا لا يعني أنه يتعين عليهم الرضوخ للطريقة الأمريكية". وقال التقرير الذي استخدم لهجة شديدة إنه بينما فشلت جهود الولايات المتحدة في شرح سياساتها فإن جهود العلاقات العامة المحسنة لا يمكنها أن تروج لسياسات خاطئة، وركز على أن "المسلمين لا يكرهون حريتنا ولكنهم يكرهون سياساتنا". ولمس التقرير غضب العرب والمسلمين على أمريكا في الاعتراض بشكل خاص على "ما يعتبرونه دعما متحيزا لإسرائيل ضد الحقوق الفلسطينية ودعما دائما بل ومتزايدا لما يعتبره المسلمون بصفة عامة حكومات طغيان تتمثل على أوضح ما يكون في مصر والمملكة العربية السعودية والأردن وباكستان ودول الخليج"، بحسب نص التقرير. وأكد أنه لذلك: "عندما تتكلم الدبلوماسية الأمريكية الشعبية عن جلب الديمقراطية إلى المجتمعات الإسلامية فإن هذا يُنظر إليه على أنه لا يعدو أن يكون نفاقا"، و"من وجهة نظر المسلمين لأن الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان لم يؤد إلى الديمقراطية هناك بل إلى الفوضى والمعاناة". وقال التقرير: "إن الحملة الإعلامية -أو كما لا يزال البعض يسميها حرب الأفكار، أو صراع القلوب والعقول- هدفها فصل الغالبية العظمى من المسلمين الذين لا يستخدمون العنف عن المسلمين المتشددين الذين يعتنقون فكر الجهاد"، و"لكن الجهود الأمريكية لم تخفق فقط في هذا الشأن، بل حققت نتائج معاكسة لما أرادته". والمشكلة ليست في اعترافهم بالفشل ولا في فشل إستراتيجيتهم بالفعل، ولكنها في اقتناع إدارة بوش بتصور اللوبي الصهيوني اليميني الذي يرى أن تحقيق هذه الأهداف هو أهم للمصالح الأمريكية وسيؤتي نتائجه في نهاية النفق. أما المشكلة الكبرى فهي نجاحهم في التدليس على أكثر من 51% من الشعب الأمريكي ممن قالوا لبوش في الانتخابات الأخيرة استمر في حملتك على "الإرهاب". www.islamonline.net وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ لقد کفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثه رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان