أسامة الكباريتي بتاريخ: 1 يوليو 2002 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 يوليو 2002 هكذا نجونا من هلاك "المقاطعة" فلسطين - مراسل إسلام أون لاين.نت/30-6-2002 أكد فلسطيني نجا من حصار المقاطعة بمدينة الخليل أن قوات الاحتلال الإسرائيلية دمّرت مبنى المقاطعة دون أن يكون فيه أي من المقاتلين الفلسطينيين. وقال "ج.ش" أحد كوادر كتائب الأقصى التابعة لحركة فتح، وأحد الذين تمكنوا من الخروج: إنه تمكن مع آخرين من الهرب من بين أكثر من مائة جندي إسرائيلي وعشرات الآليات العسكرية. بداية المحنة ويروي "ج.ش" تفاصيل نجاة اثنين من المحاصرين لشبكة (إسلام أون لاين.نت) فيقول: ليلة الثلاثاء 25-6-2002م كنا نتواجد في مبنى المخابرات المجاور للمقاطعة بمدينة الخليل، وعلمنا باحتمال التوغل ووجود عناصر من الوحدات الخاصة المستعربة الإسرائيلية تستعد لاقتحام المبنى الذي نتواجد فيه، فتسللنا نحن - وكنا خمسة مقاتلين - وعدد من عناصر جهاز المخابرات نحو الساحة الخارجية للمبنى، ثم اتجهنا لمبنى المقاطعة المجاور، فوجدنا أنها محاصرة من كافة الجهات ولم يكن هناك مجال للهرب، لأننا لا ندري ما الذي يحدث في الخارج. ويضيف: "أثناء وجودنا في مبنى المقاطعة توقعنا أن تكون قوات الاحتلال مصرّة على استمرار محاصرة المبنى وقتل من فيه، فرأينا في تلك اللحظة أن نغادر مهما كلفنا الثمن، فبدأ البعض يطلق النار لتغطية الانسحاب، فهرب البعض وبقي آخرون، ثم استشهد الشاب محمد أبو عواد، وكان ذلك قبيل فجر الثلاثاء". 40 ساعة في الحفرة ويتابع "ج.ش": "تحت غطاء من إطلاق النار اتجهت أنا ومن معي نحو الجهة الجنوبية الغربية من المقاطعة، فوجدنا في طريقنا حفرة صغيرة بعرض متر ونصف وارتفاع أقل من متر، فاختبأنا فيها حوالي 40 ساعة دون ماء أو طعام، وكان من حسن الحظ أن وجدنا قطعة صغيرة من الحصير غطينا بها أجسادنا". ويقول: "كان معنا شباب آخرون لم يخرجوا، واتجهوا نحو الداخل مع باقي العناصر الأمنية، وعندما سألناهم عما سيفعلونه أكدوا أنهم لن يستسلموا، ولكن عندما اشتد عليهم الخناق أثناء وجود أكثر من مائتي عنصر رأوا أن يسلموا أنفسهم، ولم يبق منهم إلا الشاب مأمون عمرو الذي سلّم نفسه بعد أن وجد أنه وحيدا يجوب غرف المقاطعة ولم يجد فرصة للمقاومة أو الهرب، ولو وجد معه أحدا لما سلم نفسه". ويضيف: أما أنا والشباب الذين كانوا معي فكنا مسلحين وبقينا في الحفرة، فبدأت تتوافد التعزيزات الإسرائيلية من "جيبات" عسكرية وناقلات جنود ودبابات، حتى أصبحنا نرى أقدام الجنود على حافة الحفرة، دون أن يرونا بعون الله. واستمرت محنتنا في الحفرة حتى الساعة الثامنة من مساء الأربعاء 26-6-2002، ولم نترك آية حفظناها إلا وقرأناها، كما كنا نسمع كل أحاديث الجنود كلمة كلمة، ووقفت بجانبنا إحدى الآليات العسكرية لمدة يوم كامل لم تتحرك وهي تطلق النيران، وعرفنا خلال هذه الفترة أسماء جميع الضباط والجنود، وسمعنا كل محادثاتهم، وجميع نداءاتهم للمحاصرين بالاستسلام. ولم نتوقف في تلك الساعات عن قراءة القرآن، فأكرمنا الله فلم يرونا، وكانت تلك اللحظات أشبه بمعجزة ولم نصدق ما نحن فيه، رغم أنها كانت ليلة من أصعب الليالي حين كنا نشعر بالموت مع خروج كل رصاصة من بنادق الاحتلال. دفنونا بالجرافة ويقول "ج.ش": وفي السابعة من مساء الأربعاء حضرت جرافة إسرائيلية كبيرة وبدأت تمسح التراب عن الأرض فألقت داخل الحفرة التي نختبئ فيها كل ما تحمله من تراب وحجارة وحديد وغيرها، فأصبنا بعدة جروح ورضوض، إلا أننا نفضنا رؤوسنا بسرعة ولم يعد يظهر من أجسامنا إلا الرؤوس. بعد ذلك وقف الجرافة، وهي كبيرة الحجم، طويلا بجانب الحفرة، وظننا أنها سوف تحرك نحونا مزيدا من التراب، وترافق ذلك مع سماعنا أصواتا داخل المقاطعة قدّرنا أنها قص للأسلاك، وحفر، وتوقعنا أن قوات الاحتلال ستفجر المبنى قريبا. في هذه اللحظة رأينا أنه لا مجال أمامنا إلا أن نحاول الهرب أو نواجه ونستشهد، ونظرا لكبر حجم الجرافة وارتفاع كرسي السائق، استطعنا أن نختبئ تحتها ونتوجه زحفا نحو الجهة الغربية للمقاطعة، وهو مبنى المخابرات الذي خرجنا منه أولا، ولا ندري ماذا سنجد أمامنا، واستغرقت المسافة وهي 50 مترا، حوالي أربع ساعات زحفا. وجها لوجه مع الجنود ويستطرد "ج.ش" قائلا: وفي المسير كنا نختبئ وراء أي شيء حتى العشب، وكان من حسن حظنا أننا وجدنا أعشابا تنبت على إحدى مواسير المجاري، وتسللنا خلالها زحفا على البطون، وكان ذلك ليلا، وبعد عدة ساعات فوجئنا بنقطة عسكرية على بعد أقل من خمسة أمتار وعليها جنديان يراقبان المنطقة باستمرار، فاشتد دعاؤنا إلى الله. ويضيف: "وكنا شبه متأكدين أن الجنود توقعوا وجودنا ورأينا عيونهم تنظر إلينا، وبعد دقائق ازدادت حدة المراقبة وأطلقوا القنابل المضيئة، وعندها تيقنا أن الله أعماهم عنا، وبعد أن انطفأت القنابل المضيئة، انتهزنا فرصة القصف حتى لا تظهر أصوات حركاتنا وقفزنا من أحد الأسوار الذي هدمته الجرافات بمبنى وزارة الداخلية في الجهة الجنوبية للمقاطعة فدخلنا منه، وتسللنا بين الجدران طوال الليل شيئا فشيئا حتى خرجنا خارج حدود المقاطعة من بين قرابة مائة جندي. الله معنا ونظرا لحظر التجول المشدّد بقينا يومين ونحن نسير من بين البيوت ثم الجبال، حتى أنهكنا الجوع والعطش وابتعدنا عن المدينة، والآن شعرنا بالراحة والأمان بعد يومين من النوم. والآن وبعد انتهاء المحنة عندما نفكر في رحلتنا لا نصدق ما حدث، لأنه أقرب للخيال أو الحلم، ولكننا على يقين بأن الله كان معنا في كل حركة وكل خطوة، إن ما حدث أشبه بالمعجزة. وعند سؤاله عن وجود اشتباكات داخل المقاطعة أكد "ج.ش" أنه تم ذلك في الليلة الأولى لتغطية انسحاب بعض المقاتلين. وعما إذا كان أحد ما داخل المقاطعة قال: أعتقد أنه لا أحد بداخلها. أما عن بقية المطلوبين فقال: كان هناك مجموعة كبيرة في المقاطعة ولكن قوات الاحتلال اعتقلتهم في اليوم الأول للاجتياح. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان