اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

المئوية الثانية


Scorpion

Recommended Posts

ها و نحن قد انتهينا من مرحلة المائة يوم الشهيرة .. و التي انتهت بإفلاس لكل ما حوته من وعود.. و دخلنا المئوية الثانية .. و حتي الآن لم يظهر في الأفق أي تغيير جذري او فعلي .. و ان كان بعض التغيير قد حدث بالفعل و لكنه تغيير للأسف الي الأسوأ ...

المشكلة انه كلما ناقشت البعض فيما نعيشه .. او متي أستخدمت المعارضة حقها في محاسبة المسئول عن البلد يكون الرد ان مائة يوم غير كافية علي الأطلاق لمحو ثلاثين عامآ من الفساد ...

لا أنكر بالطبع انه رد منطقي ولكنه أيضآ يحمل كثيرآ من المغالطات ...

بالطبع تداعيات فساد ثلاثين عامآ لا يمكن ان تختفي في 100 يوم .. و لكن 100 يوم تكفي و تفيض كي يتم اصدار حزمة قرارات كفيلة بوضع مصر علي طريق اصلاح ما أفسده الرئيس السابق خلال فترة حكمه ..

ثم من الذي يطرح فكرة محاسبة مرسي بعد مائة يوم من ولايته على اصلاح فساد النظام السابق .. كل ما تم طرحه هو محاسبته علي وعوده هو .. تلك التي اصدرها و أكدها مرارا و تكرارآ .. تلك الوعود التي تبلورت فيما يسمي بمشروع النهضة ( هل تذكرون طائر التهضة ذو الرأس و المنقار و الجناحان .. و المؤخرة أيضآ ) .. هذا المشروع الذي وعد بأنه قادر ان يحقق من خلاله طفرة في قضايا الأحتياج الأولي للمواطنين المطحونين بداية بالأمن و رغيف العيش نهاية بالغاز و القمامة ..الخ ...

لم يطالب أحدآ العياط باصلاحات أو تغييرات فورية في الزراعة و التجارة .. لم يطلب أحدآ ان يقوم بثورة في عالم مجال البحث العلمي او السياحة.. لم يطالبه أحد ان ينسف نظام الصحة القديم و يبدله بما هو جدير بآدمية المواطنين ... لم يطالبه أحد أن يقوم باصلاح حال الطرق المصرية و تجديد شبكة القطارات و النقل عام و ما يسفر بسببهم من عن حوادث مريعة كل يوم .. لم يطالبه أحد ان يجد حلول لمصائب البيروقراطية او مخالفات البناء و العشوائيات ... لم يطالبه أحد بتطهير مؤسسات الدولة من الفساد المعشش في جوانبها و أركانها ..

المطالب البسيطة و الواضحة لم تكن اكثر من أن يفعل ما وعد به .. أن تتماشي أفعاله مع أقواله ... و هو ما تمناه من أنتخيه و حتي من لم ينتخبه علي أساس انه رئيس أتي في اطار انتخابات المفروض انها كانت لأول مرة معبرة عما يريده المصريون ... أن يخرج لأول مرة رجل من الاخوان المسلمين صادق فيما يوعد به .. يتبع بالفعل و ليس بالقول مباديء شريعة ينادي بها ... تحثه ان يصدق اذا وعد .. و ان يؤدي الأمانة ... و أن يكون أخآ مسلمآ حقآ و ليس بأداء الشعائر امام الكاميرات ... و التحول الي خطيب علي منبر جامع عندما يخاطب الشعب ...

بخلاف هذا ... المشكلة الخطيرة تكمن في الهجوم المسعور علي أي صوت معارض او حتي علي صوت طفل يصرخ ببراءة الأطفال ان الملك عاري .. و هو عاري بالفعل و لكن المفتونين به لا يصدقون حتي عينيهم ... ردود معلبه .. ميليشيات الكترونية و اعلامية تتبادل الأدوار في تقليد قميء للأفلام الأمريكية التي تحوي شرطي طيب و شرطي شرير .. و لكن الغاية واحدة في النهاية ..اسكات اي صوت معارض بمحاصرته بين اتهامات تضعه في دائرة فلول او علماني ليبرالي فاشل او نصراني .. حتي نصل الي الأهانات الصارخة و النعت بالكفر الذي نال حتي مسلمين مصر بعد ان كان حصريآ من حق الأقباط فقط...

و متي وصل النقاش الي مرحلة مماثلة لن نجد أبدآ الموضوعية المرجوة او أسس الحوار الصحي بين اطياف المجتمع .. هذا الحوار الذي يمثل لبنة و اساس بناء الوطن و الذي يخرج من الأطار الفردي و الشخصي الضيق الي ساحة الوطن كله ... بين افراد مختلفين في ادوارهم و أفكارهم و معتقداتهم ... كلآ في موقعه .. دون ان يجد المعارض نفسه محصورآ بين التنكيل و التشويه فقط لأنه يشير الي مواطن الخطأ و الفساد في النظام ... و الا ما هو الفرق بالله عليكم بين نظام الحزب الوطني الذي تمت الثورة ضده و ما يحدث الآن ...

المطلب الشرعي الآن و ربما يكون الوسيلة الوحيدة ضد ما يجده العياط و جماعته من معارضة أن يطرح جديآ و بوضوح مشروعه للنهضة و الذي هو مجهول الهوية حتي الآن ..

يطرح برامج محددة و ليس وعودا مرسلة في الهواء ...

يطرح جدول زمنى و قرارات و نقاط و مواقف ثابته محددة بمراحل ..

بالفعل كفي ... أجيال عاشت و ماتت في انتظار تغيير نظام لم يتغير بالفعل حتي الآن .. سئمنا تصريحات كاذبة ... و شعارات فضفاضة ... ما زالت موجودة تكرر ما سمعناه دائمآ من معدلات تحسن غير صحيحة و أرقام كاذبة ... الفرق انه يتم وضعها الآن في اطار من الإرتجال و الإستشهاد بآيات من القرآن الكريم و السنة ... و لكن حتي مع هذا الأطار لن تتحول ابدآ الي مشروع نهضة حقيقي ... فما نراه و نعيشه كل يوم لا يعدو أن يكون أكثر من حصد بعض ايجابيات مشاريع قديمة يفوز بنياشينها الآن من كان قابعآ في السجون عندما وضِعت اساساتهاممن هم في السجون الآن ... ما نراه و نعيشه الآن هي برامج مهلهلة و مشاريع مهترئة و قروض و سلفيات لا تبشر بأي نهضة بل بالعكس تمامآ ترجعنا الي الخلف أكثر من مكانتنا المتخلفة بالفعل ...

لم يتغير اي شيء فيما يتعلق بالحريات و العدالة الأجتماعية و الأنتاج ... تلك الأهداف التي كانت محور مطالب شباب الثورة و من ورائهم شعبآ كاملآ ..

تلك هي مسئولية رئيس الدولة .. ان يتحمل منذ اول لحظة في حكمه مسئوليات الأصلاح و التغيير دون ان يلجأ لمداراة فشله هو و من يحيطون به الي القاء تهم جوفاء علي ما يسمونهم حاقدين .. طامعين ... متربصين و حاسدين ... أطراف ثالثة و أياديخفية ..

من يوعد الناس ببرنامج منمق الكلام .. ورع الأوصاف ... مزركش الوعود لينال اصوات تصل به الي كرسي الحكم يعلم تمامآ أن طريقه لن يكون مفروشا بالزهور ... فبخلاف المانجة فهو مسئول أيضآ عن أزدهار محصول القمح و القطن ...

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

الوضع فعلا بقى صعب فى البلد لحد لا يُطاق

الواحد كانت دموعه هتنزل وهو شايف الناس وبعد صلاة العيد مباشرة واقفين فى طوابير لعدة ساعات لشراء الخبز لولادهم

كان عندي امل يشوق البلد حالها بيتعدل قبل ما يموت .. بس الظاهر مش هالحق :(

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...