أسامة الكباريتي بتاريخ: 1 يناير 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 يناير 2005 الانتخابات البلدية ... حماس تكسر التلاعب الإعلامي د. أسامة المحمود كان كل شيء مطبوخاً على نار متوقّدة ملتهبة فترتيب البيت الفتحاوي بعد رحيل عرفات كان يستلزم تجهيز حركة فتح لمرحلة التسوية السياسية بقيادة رمز اتفاقية أوسلو ومهندسها "محمود رضا عباس أبو مازن"،فبدؤوا أول ما بدؤوا بانتخابات رئاسة السلطة دون أن يتفقوا على برنامج سياسي يمثل الحد الأدنى من التوافق السياسي مع القوى الفلسطينية ، ودون أن يشاوروا أحداً في مستقبل الوطن الفلسطيني المنكوب ، فوزّعوا السلطات فيما بينهم وعقدوا مصالحات نُخَبٍ أجّلت الخلافات النارية التي كان آخرها "ثورة دحلان" تحت شعار "الإصلاح" . وعندما ووجهوا برفضٍ واستياءٍ من معظم القوى الفلسطينية ولاسيما حماس والجهاد لهذه الانتقائية والتجزيئية في ترتيب الأوضاع لأغراض حزبية محضة لا لأغراض وطنية جماعية تنازلوا قليلا لتهدئة النفوس فقرروا عقد الانتخابات البلدية قبيل موعد انتخابات رئاسة السلطة بأسابيع . لكن ذلك أيضاً لم يكن دون ثمن ، فلابد أن يضمنوا أن هذه الانتخابات البلدية لن تعطّل المسيرة "المازنية" المحاطة بقدر كبير من الشكوك وعلامات الاستفهام لما يعرفه الجميع عن منهج التنازل الأصيل في منهج التفاوض " المازني" الذي يتجلى أكثر ما يتجلى في خطاب العقبة ثم في السلوك السياسي الذي سلكه أيام توليه رئاسة الوزراء بفرضٍ أمريكي صهيوني على عرفات المحاصر آنذاك . جعلوا هذه الانتخابات على أربع مراحل !! ولم يكتفوا بذلك فجعلوا هذه المراحل على مدار عام كامل !! واختاروا المرحلة الأولى قبيل انتخابات رئاسة السلطة !! واختاروا لها قطاعات جغرافية يغلب على ظنهم أن معظمها سيكون لصالح حركة فتح كما يقول د.علي الجرباوي الأكاديمي ورئيس لجنة الانتخابات المركزية السابق . كان كل شيئ معدّاً ومرتّباً ليكون "فوزاً ساحقاً " لحركة فتح لاسيما أن الغالبية العظمى من رموز حماس وناشطيها في الضفة الغربية مغيّبون في السجون الصهيونية كحال كثيرين من مؤيدي برنامج المقاومة الرافضين لمنهج التفريط . ولأنّ كل شيئ كان معدّا ومرتباً فقد خرج بيان رسمي صباح يوم الجمعة 24 /12/2004 أو مساء الخميس 23/12/2004 يقوم بقسمة النتائج وتوزيع المقاعد والبلديات قبل فرز الأصوات، وفوجئنا بوسائل الإعلام تعطي لحركة فتح 18 بلدية وتعطي لحماس 8 بلديات !! بينما لا يزال الناس يصوّتون ؟! ولمّا بدأت النتائج بالظهور التدريجي أدركت حماس أن ثمة لعبة إعلامية تهدف إلى التأثير على الناخب الفلسطيني ، وحرمان حماس من تغطية إعلامية مناسبة إذا فازت في أي بلدية ، فيبقى الذكر كله لحركة فتح وحدها !! أو أن الأمر ينطوي على إرادة تزويرٍ متعمّدة في مرحلة ما من مراحل الفرز أو إعلان النتائج ! . وكانت النتائج الأولوية تشير إلى تقدّم كبير لقوائم حماس أو القوائم التي تدعمها حماس أو تشارك فيها بالائتلاف ، وكانت النتائج تشير إلى تقدّم حماس في أكثر من 15 بلدية مما دفع حماس إلى قطع الطريق على الدعاية المضادة لها وأعلنت أن مرشحيها يتقدمون في 17 بلدية على الأقل فبدأت وسئل الإعلام تشعر أن ثمة تغريراً حصل لها وتضليلاً متعمّداً فبادرت إلى إعادة صياغة أخبارها بما يتناسب مع الإعلانين : إعلان حماس الجديد والمفاجئ وإعلان فتح القديم والمنتشر ! وحصلت الصدمة الإعلامية الأولى ، ثم فوجئت وسائل الإعلام بتصريحات سرّبتها حركة فتح عبر صحفييها العاملين في أجهزة الإعلام المختلفة تعطي حركة فتح 65% من البلديات دون تفصيلٍ، مما أكد شكوك حماس . وعندما تبينّت النتيجة لحماس سارعت إلى إعلان فوزها في 13 بلدية وفوز قوائم مدعومة منها في بلديتين ودخولها في ائتلاف في بلدية واحدة مما يعني أنها حققت انتصاراً كبيراً فاجأ السلطة الفلسطينية وفاجأ الإسرائيليين أيضا حيث كانوا يظنون أن حماس ليس لها تلك الشعبية الكبيرة في تلك الجغرافية !! وصاروا يتحدثون عن أن حماس خطَت خطوة كبيرة نحو السلطة من خلال تثبيت ثقلها الانتخابي وتأكيد حضورها السياسي الشعبي في مناطق نفوذ فتح . عند ذلك بدأت السلطة في محاولة تصدير نفسها ثانية من خلال التأثير على المستقلين الفائزين لتكثير سوادها عند الإعلان عن النتيجة ظهر السبت كما أعلنوا أول مرة ، ثم جعلوها ظهر الأحد حيث ينتهي المجال القانوني للإعلان للاستفادة من وقت متاح ، فبادر الوزير عزام الأحمد إلى زيارة بعض الفائزين المستقلين في شمال الضفة الغربية لثنيهم عن اصطفافهم إلى جوار قوائم حماس وإعلان ولائهم لحركة فتح ، ولا ريب أن ثمة تدخّلات أخرى كثيرة قامت بها شخصيات فتحاوية ووجهاء فتحاويين وقياداتٍ أمنية لمعالجة هذا الوضع. ولكن حماس أعلنت عن تنظيم مؤتمر صحفي لها بعد ظهر السبت تحدث فيه الشيخ حسن يوسف عن نتائج الانتخابات البلدية وتسجيل الحركة لمواقع متقدمة فيها، وعن ملاحظات حماس على سير العملية الانتخابية وانتقاداتها لبعض الإجراءات والممارسات . أثناء ذلك كانت حركة فتح تردّ على بيانات حماس وتصريحاتها بأن الإعلان النهائي للنتائج ظهر الأحد سيوضح أنها الفائزة بأغلبية البلديات، وتوقّع الناس حينها أن يكون ثمة حديث عن نِسَب القوى الفائزة في هذه البلديات ، لكن جميع المترقِّبين لذلك فوجئوا أن وزير الحكم المحلي جمال الشوبكي رفض التصريح بذلك وأعلن الأسماءَ مجرّدةً، وتجنّب بإصرارٍ الحديث عن قسمة هذه البلديات بين فتح وحماس . وكان واضحاً أن النتيجة لم تكن سارّة أبداً لمخططي هذه المرحلة الذين كانوا يستميتون لإظهار تأييد الشارع الفلسطيني لهم بالاستفادة من أجواء الميتة الغامضة لرئيس السلطة الفلسطينية والتفاف الناس لوداع شخصية ثورية كان لها الدور الأكبر في مسيرة الثورة الفلسطينية ومسيرة التسوية أيضاً . يمكننا القول بثقة : إن هذه الانتخابات كانت فرصة لتأكيد حضور برنامج المقاومة، والتفاف الناس حول رعاة المقاومة ودعاتها ، وتأكيد رفض الجماهير للفساد الكبير الذي نخر جسد السلطة المتداعي نتيجة انهيار أوسلو وسقوط دعاوى السلام، كما تدل هذه الانتخابات على شعور الجماهير بالامتعاض من إظهار التأييد الأمريكي والصهيوني لمحمود عباس، وأن الجمهور الفلسطيني يرى في ذلك التأييد خطراً على قضيته وحلمه الوطني . ويمكننا القول إن حماس أثبتت أنها عصيّة على الكسر وأنها قادرة على مواجهة الكيد الإعلامي والسياسي ، وأن هذه الجولة ستكون درساً لكل من يحاول التلاعب بإرادة الجماهير الفلسطينية لأغراض حزبية محضة . تعقيب: الانتخابات البلدية في مرحلتها الأولى والتي تسبق انتخابات الرئاسة (رئاسة سلطة الحكم الذاتي المحدود) كانت بروفة .. كلاكيت أول مرة لإمكانات التزوير والتلاعب في التصويت والفرز وإعلان النتائج .. فوز "حماس" في ما كان يُظَن أنه عرين "فتح" كان زلزالا هز أركان المحسوبين والأزلام داخل فتح .. على أبي مازن أن يعيد حساباته وترتيباته وفرز أزلامه حتى يتسنى له خوض انتخابات (مستريحة) .. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان