Handicraft بتاريخ: 8 يناير 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 يناير 2005 15 ايلول 2004 ماذا أنجزت الولايات المتحدة في العراق؟ يعتقد معظم العالم بأن السياسة الأميركية في العراق كانت فشلا سياسيا. حتى غالبية الهيئة الناخبة في الولايات المتحدة تعتقد ذلك، وفقا لما تظهره آخر استطلاعات الرأي. يبدو أن هذا لا يزعج نظام بوش الذي يجادل (وربما أنه يؤمن حقا) بأن سياسته شكلت نجاحا كبيرا. إذا، لنراجع الوضع. أولا، لننظر إلى أكثر ما تعتبره الحكومة الأميركية الحالية نجاحا. تم إسقاط نظام صدام حسين وقد بات هو نفسه سجينا مقررا له أن يمثل أمام المحاكمة، في مرحلة ما. هذا صحيح بلا ريب. لكنني حاولت جاهدا تبين ما هي الأمور الأخرى التي يمكن وضعها في خانة النجاحات وأواجه أوقاتا صعبة في الخروج بأي شيء. جمعت لائحة من ثمانية أهداف أميركية أخرى محتملة أو مؤكدة، ووجدت أن النقاط المسجلة في كل منها إما هي موضع شك أو سلبية تماما. 1- الأول: هو تدمير حزب البعث وتأثيره السياسي في مستقبل العراق. حسنا، لقد تم حل الحزب رسميا. لقد سعت سلطات الاحتلال الأميركي في البدء إلى استئصال البعثيين من أي دور في المؤسسات العراقية (الجيش الذي فكك، والشرطة التي أعيد تنظيمها، والجامعات، والوزارات الحكومية). لكن عندما ووجهت الولايات المتحدة بعصيان مسلح في الفلوجة وجدت أنها غير قادرة على إزاحته، رأت أن الحل الوحيد كان في اللجوء إلى القادة البعثيين السابقين بهدف التوصل إلى هدنة وإعادة النظام محليا بعد أن تنسحب القوات الأميركية. الآن، نعرف من صحيفة //نيويورك تايمز// أن هؤلاء البعثيين السابقين لقبوا في ما بعد من قبل السكان المحليين بأنهم عملاء للولايات المتحدة، وأجبروا على الاستقالة أو نقل ولائهم إلى مجموعة إسلامية متشددة تسيطر الآن ليس فقط على الفلوجة وإنما على جزء كبير من المناطق السنية في غربي العراق. إذا، تجد الولايات المتحدة نفسها في موقع استثنائي من الندم على سقوط المجموعة البعثية السابقة في الفلوجة وضواحيها. نجحت الولايات المتحدة في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي في إسقاط النظام الشيوعي العلماني لتنصب بذلك فقط الطالبان الذين اكتشفت في آخر الأمر أنهم أكثر سوءا. يبدو أن الولايات المتحدة تفعل الشيء نفسه في المناطق السنية في العراق. 2- الثاني: هو السيطرة على مخزون النفط العالمي. من الصعب رؤية أن الولايات المتحدة في موقع أفضل اليوم مما كانت عليه قبل ثلاثة أعوام. صادرات النفط العراقي في حالة اضطراب بسبب هجمات العصابات المتواصلة على الأنابيب. أما ما إذا كانت الولايات المتحدة ستخرج، عندما يستقر الوضع السياسي (وقد يستغرق ذلك بعض الوقت)، بنفوذ فعلي حيال كيفية لعب العراق لأوراقه النفطية، أكبر من نفوذ فرنسا أو روسيا على سبيل المثال، فهو أمر يبقى رهن المستقبل. 3 – الثالث: هو تقليص قدرة //الإرهابيين// الإسلاميين على مهاجمة الولايات المتحدة أو، بطريقة أخرى، تحقيق أهداف عدائية. برغم جميع الهراء الذي يقال في بعض الأحيان، من الواضح أن نظام صدام حسين لم يسمح، قبل العام 2003، لهذه المجموعات بالعمل انطلاقا من قاعدة عراقية. الآن، باتت هذه المجموعات حرة في التجوال في العراق واحتجاز رهائن وتجنيد مشاركين جدد. مهما كانت درجة إنجاز الأهداف الأميركية بهذا الخصوص في الأماكن الأخرى (قطع التمويل عن القاعدة وتدمير مراكزها في أفغانستان وباكستان)، لا يمكن القول إن غزو العراق أدى إلى تقدم مهم في الأهداف الأميركية في هذا الإطار. 4- الرابع: هو خلق حكومة مستقرة موالية للأميركيين في العراق. حسنا، من المؤكد أن الولايات المتحدة لم تبلغ هذا الهدف بعد، فالنظام المؤقت الحالي لعلاوي ضعيف على جميع الأصعدة- في قوة الجيش والشرطة، وفي السيطرة السياسية على العراق، وفي حصوله على الشرعية الشعبية. المأزق الأخير في النجف الناتج عن هجوم علاوي والجيش الأميركي على مقتدى الصدر وميليشياته (جيش المهدي) بالكاد عزز موقف علاوي. في الوقت الراهن، لا يزال النظام المؤقت يعتمد تماما على دعم الجيش الأميركي. إذا أراد أن يحقق الشرعية، عليه إما أن ينمي بشكل راديكالي قوته العسكرية (وهو ما يبدو أمرا بعيدا) أو عليه أن يزيد شرعيته (ما يعني أن يأخذ مسافة من الولايات المتحدة). قد يطمح علاوي لأن يكون صدام حسين الثاني، لكن لا يزال أمامه طريق طويل ليقطعه. وفي حال بلغ مقصده، هل من المؤكد أن نوع الحكومة المستقرة التي قد يخلقها ستبقى فعلا /موالية للأميركيين/؟. 5- الخامس: هو إنهاء التهديد الذي تشكله أسلحة الدمار الشامل. الأمر ليس فقط أن نظام بوش لم يعثر على أسلحة كهذه في العراق، وإنما أيضا أن غزو العراق قد يكون قضى كليا على آخر بقايا برامج حظر الانتشار النووي. لقد سرعت إيران وكوريا الشمالية جهودهما، ولم تبطئاها. لقد أعلن الآن أن كوريا الجنوبية قد تكون تتبع خطاهما. وفي حال كان الأمر على هذه الحال، هل يمكن لليابان وتايوان أن تكونا متخلفتان عنهما كثيرا؟ ماذا يمكن للولايات المتحدة أن تفعل؟ ماذا يمكن للأمم المتحدة أن تفعل؟ 6- السادس هو نشر //الديموقراطية// في كل أنحاء الشرق الأوسط. أيا يكن ما يعتبر معنى ذلك، لا أرى أن الكثير قد أنجز. في حال كانت الديموقراطية تعني انتخابات متعددة الأحزاب من دون قيود، يبدو مرجحا في هذه اللحظة أن انتخابات كهذه ستنتج- في العراق ومصر والأردن والسعودية وأفغانستان وفي العديد من الدول الأخرى- أنظمة أقل ميلا بكثير إلى الولايات المتحدة من الأنظمة الحالية. لهذا السبب يعمل نظام بوش ببطء وتأن على انتخابات كهذه في العراق، ولا يدفعها قدما بالسرعة القصوى. يبدو أن جماعة /بوش/ تفضل /الديموقراطية/ فقط في حال أعطت النتائج الملائمة. لكن الشعوب، لسوء الحظ، لا تنحو هذا المنحى. 7- السابع: هو إقامة صداقات وممارسة نفوذ على الشعوب عبر المنطقة والعالم. حتى أقوى داعمي إدارة بوش في الولايات المتحدة لاحظوا أن سياساتها أتت بنتائج معاكسة. لقد /حطمت/ الصداقات وأثرت سلبا في الشعوب. تقول جماعة بوش أن ذلك ليس مهما وأن على الولايات المتحدة ألا تسمح لمن يسموا أصدقاء بإملاء سياساتها عليها. 8- الثامن: هو تثبيت مصداقية القوة العسكرية الأميركية، كرادع لجميع الأعداء المحتملين للولايات المتحدة ولجميع مثيري المشاكل المحتملين في كل مكان. لكن استخدام القوة العسكرية، خاصة القوة العسكرية الساحقة، تؤدي غايتها فقط في حال نتج عنها، بحسب الكلمات الفريدة لإدارة بوش، /صدمة ورعب/. لقد رأينا الصدمة ولكن ليس الرعب. من الصعب أن تكون مرعبا عندما تكون القوات المسلحة الأميركية العظيمة محشورة في الزاوية من قبل مقاومة شعبية في العراق تنمو يوميا. من الصعب أن تكون مرعبا عندما يكون من الواضح أن القوات المسلحة الأميركية متمددة الآن إلى أقصى حدودها، في ما يتعلق بالأفراد، مع قلة من الوسائل لزيادة عديدها في المستقبل القريب. من الصعب أن تكون مرعبا عندما يكون هناك عسكريون ورجال استخبارات في الولايات المتحدة يحثون رؤساءهم المدنيين على التعقل. المشكلة في عرض المصداقية هي أنه، إذا كان النجاح يبنى على النجاح، فإن نقصا فيه يجعل الموقف أسوأ. يبدو أن نظام بوش قد حقق هذا الهدف غير المرغوب فيه. لو كان هذا تمرينا مدرسيا، فأخشى ألا تكون النتيجة /ممتازة/ أو حتى /جيدة جدا/، ولكن على الأكثر /بالكاد اجتياز/، وفي أسوأ الأحوال، فشلا تاما. ايمانويل والرشتاين "حقوق النشر لايمانويل والرشتاين. كل الحقوق محفوظة. يمنح الاذن بالانزال والتحويل الالكتروني والارسال بالبريد الالكتروني وبالنشر على مواقع الانترنت للهيئات غير التجارية، بشرط ان تبقى الدراسة من غير تعديل وان تظهر ملحوظة حقوق الملكية. لترجمة هذا النص ونشره مطبوعا و/او بغير ذلك من الاشكال، بما فيها على مواقع الانترنت التجارية والاقتباسات، يرجى الاتصال بالمؤلف على iwaller@binghamton.edu فاكس:” 1-607-777-4315 لطالما فقدت الأمل فى هذه البلد الميت... ولكن اليوم تعود الروح للجسد الموهون وتجري فى شريانه دماء الأمل ...فانتظروا بترالأطراف الفاسدة من الجسد. "لا اله الا انت سبحانك ... إنى كنت من الظالمين" "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان