أبو محمد بتاريخ: 25 فبراير 2013 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 فبراير 2013 "إمبراطورية زفتى" هو إسم لمسرحية قدمها على المسرح على الكسار - أحد رواد المسرح المصرى - الذى اشتهر بلقب "بربرى مصر الوحيد" كنت فى صباى أسمع الاسم واضحك له .. سمعته من أكبر أشقائى يرحمه الله وكان وقتها طالبا فى كلية الحقوق وهاويا للمسرح .. ثم قرأت عن "امبراطورية زفتى" فى كتاب أحمد بهاء الدين "أيام لها تاريخ" .. وهو من أكثر كتبى قربا إلى قلبى .. ليس لأنه أروعها .. ولكن لظروف قراءتى له .. كان ذلك فى منتصف عام 1972 ، وقد كنت فى ذلك الوقت مريضا فى المستشفى العسكرى عندما زارها وزير الدفاع – الحربية فى ذلك الوقت – الفريق محمد احمد صادق .. كنت وقتها ملازم أول احتياط فى الدفاع الجوى .. وكان للفريق صادق موقف معروف من "الخبراء الروس" الذين كانوا فى مصر مصاحبين لبطاريات صواريخ سام – 3 التى جاء بها عبد الناصر على عجل بأطقمها ليتم تدريبنا عليها هنا فى مصر ولتشكل فى نفس الوقت رادعا لغارات العمق كانت صواريخ سام – 2 التى بحوزتنا عالية الكفاءة ضد الطائرات التى تطير على الارتفاعات الكبيرة .. وكانت اسرائيل تتفاداها وتتفادى كتائب الرادار بالإغارة بارتفاع منخفض على العمق المصرى (حتى سوهاج) .. وكانت أشهر - وليست أكبر - غارات العمق تلك ، غارتان .. إحداهما على مصنع ابو زعبل أثناء تغيير الوردية .. والأخرى على مدرسة بحر البقر الابتدائية .. وكانت بطاريات سام – 3 هى الحل الذى أوقف غارات العمق .. رحم الله الزعيم جمال عبد الناصر وأكرم مثواه كان الخبراء الروس منتشرين فى كل أسلحة وأفرع القوات المسلحة لتدريب المصريين على الأسلحة التى "اشترتها" مصر استعواضا لخسائرنا فى هزيمة 67 والتى قدرت بحوالى 80% من أسلحة ومعدات القوات المسلحة قبل الدخول فى حرب يونية .. وبرغم الفائدة العظيمة التى حصلنا عليها من هؤلاء الخبراء فقد كانت هناك مشاكل تتزايد يوما بعد يوم نتيجة لغطرستهم وتعمدهم انتهاز أى فرصة للحديث بسخرية وشماتة - عن الهزيمة التى لحقت بنا قبل ثلاث سنوات من أول قدوم لهم إلى مصر .. وكانت قمة هذه المشاكل هى منع الفريق صادق من دخول القاعدة البحرية فى مرسى مطروح .. والتى على إثرها اتخذ الشهيد أنور السادات قرار طردهم من مصر .. رحمه الله وأنزله منازل الشهداء نعود إلى قصتى من كتاب احمد بهاء الدين "أيام لها تاريخ" أثناء مرور القائد العام للقوات المسلحة فى المستشفى العسكرى المعروف فى الاسكندرية باسم "المستشفى الإيطالى" بالحضرة .. دخل الوزير إلى غرفتى برفقة مدير المستشفى اللواء طبيب محمد قطب وباقى طاقم إدارة المستشفى ومن ضمنهم - فى زى الراهبات - سوريللا أنجيلكا كبيرة طاقم التمريض الإيطالية التى احتفظت بها المستشفى عندما تم تحويل المستشفى الإيطالى إلى مستشفى عسكرى .. ربما أتكلم عن هذه السوريللا "الأخت" فى موضوع آخر اقترب القائد العام وسلم علىَّ وأهدانى "الترفيه" متنيا لى الشفاء بعد أن سألنى عن سبب حجزى بالمستشفى .. وكان "الترفيه" عبارة عن كيس من النايلون به أدوات حلاقة وعلبة بسكويت ومصحف صغير الحجم .. والتفت إلى "الكومودينو" الذى كان على يمينى فرأى عليه كتابا كنت أقرأه أثناء فترة علاجى بالمستشفى .. أمسكه ولفت نظره اسم الكاتب .. فالتفت إلىَّ قائلا : "أحمد بهاء الدين ؟ .. ده شيوعى يا ابنى" .. خفق قلبى بسرعة لمعرفتى بموقفه من الروس والشيوعيين .. فلم يسعفنى عقلى سوى بالرد : "هو اشتراكى يا فندم .. و .." فقاطعنى الدكتور قطب موجها كلامه إلى الوزير : "كويس يافندم إن عندنا ضباط بتقرا" .. سألنى الوزير عن الكتاب .. فقلت له إنه يتكلم عن بعض الأحداث فى تاريخ مصر بأسلوب أدبى ممتع مثل دور عبد الله النديم فى الثورة العرابية (كانت من الثورات التى احتفى بها ضباط يوليو 52) .. ودور يوسف الجندى المحامى فى "استقلال زفتى" أثناء ثورة 1919 (لم تحتف بها ثورة يوليو احتفاءها بثورة عرابى) .. فضحك الواقفون وخرج الوزير ومرافقوه بعد أن سلم علىَّ مرة أخرى متمنيا لى الشفاء ومداعبا : "كل الطرق تؤدى إلى زفتى" .. كان هناك قبل هذا الوقت بعدة سنوات فيلم أجنبى مشهور اسمه "كل الطرق تؤدى إلى روما" .. وأعتقد أننى عرفت ماذا كان يعنى الوزير بمداعبته .. فبعد خروجى من الجيش وترددى - أثناء عملى - على القاهرة ذهابا وإيابا بالطريق الزراعى .. لاحظت أن هناك علامات عديدة (حوالى أربعة) عليها سهم وعبارة "إلى زفتى" مشيرة إلى عدة "مخارج" تؤدى إلى زفتى أستعير "لازمة" الأستاذ عادل فأقول : "ماسبق كان استهلالا لابد منه" :) وفى مداخلة - أو مداخلات - تالية سوف أنقل لكم بإذن الله ما قاله أحمد بهاء الدين عن "إمبراطورية زفتى" التى استدعاها إلى عقلى وضغط على زناد الذكريات فيه ترديد عبارة "العصيان المدنى" الذى تقوده الآن مدينة من أحب المدن المصرية إلى قلبى .. مدينة بورسعيد أو "بور شهيد" كما يسميها شاعرنا الرقيق "محمود البصيلى" .. تلك المدينة التى دخلتها فى أكتوبر 73 من طريق دمياط – بورسعيد عبر كوبرى الجميل (الخشبى فى ذلك الوقت) .. وخرجت منها عن طريق المعاهدة عبر كوبرى الرسوة إلى السنبلاوين فالمحلة الكبرى فالطريق الزراعى لأرى مرة أخرى علامات "إلى زفتى" نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة تساند جيشها الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونةتحيا مصر*********************************إقرأ فى غير خضـوعوفكر فى غير غـرورواقتنع فى غير تعصبوحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Alshiekh بتاريخ: 25 فبراير 2013 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 فبراير 2013 بما ان سيرة زفتى موجودة في الموضوع، يبقى على طول نفتكر المثل اللي بيقول: " ما أزفت من زفتى إلا ميت غمر " أيم 1973 عندما كنت في الاسماعيلية (الدفرسوار) كان طريق اسكندرية من الاسماعيلية - الزقازيق - ميت غمر زفتى طنطا = اسكندرية والعكس. وكان الكوبري بين المدينتين يشتمل طريق للسكة الحديد وممر للركاب والمواشي والدواب بجانب طريق فردي للسيارات تسير فيه السيارات على شكل قوافل مرة من الشرق للغرب (ميت غمر - زفتي ) والقافلة العكسية من الغرب للشرق (زفتى - ميت غمر) وعلى قائدي السيارات من كلا الجانبين الانتظار حتى يحين وقت عبورهم. وسألت كعادتي عن قصة المثل " ما أزفت من زفتى إلا ميت غمر " وكانت افضل الاجابات هي: زفتى وميت غمر يقعان على ضفتي نهر النيل فرع دمياط، وكانتا تشتهران باصلاح وصيانة السفن النيلية ويستخدمون كميات كبيرة من القار (الزفت) وبالطبع عوادم الزفت كانت كمياتها كبيرة في كلتا المدينتين بل ان ميت غمر كانت أكثر ولذلك قيل مثل " ما أزفت من زفتى إلا ميت غمر ". -- {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11) ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم***************مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)***************A nation that keeps one eye on the past is wise!AA nation that keeps two eyes on the past is blind!A***************رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة***************رابط القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة***************رابط سلسلة كتب عالم المعرفة رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
egyptawy بتاريخ: 25 فبراير 2013 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 فبراير 2013 بما ان سيرة زفتى موجودة في الموضوع، يبقى على طول نفتكر المثل اللي بيقول: " ما أزفت من زفتى إلا ميت غمر " أيم 1973 عندما كنت في الاسماعيلية (الدفرسوار) كان طريق اسكندرية من الاسماعيلية - الزقازيق - ميت غمر زفتى طنطا = اسكندرية والعكس. وكان الكوبري بين المدينتين يشتمل طريق للسكة الحديد وممر للركاب والمواشي والدواب بجانب طريق فردي للسيارات تسير فيه السيارات على شكل قوافل مرة من الشرق للغرب (ميت غمر - زفتي ) والقافلة العكسية من الغرب للشرق (زفتى - ميت غمر) وعلى قائدي السيارات من كلا الجانبين الانتظار حتى يحين وقت عبورهم. وسألت كعادتي عن قصة المثل " ما أزفت من زفتى إلا ميت غمر " وكانت افضل الاجابات هي: زفتى وميت غمر يقعان على ضفتي نهر النيل فرع دمياط، وكانتا تشتهران باصلاح وصيانة السفن النيلية ويستخدمون كميات كبيرة من القار (الزفت) وبالطبع عوادم الزفت كانت كمياتها كبيرة في كلتا المدينتين بل ان ميت غمر كانت أكثر ولذلك قيل مثل " ما أزفت من زفتى إلا ميت غمر ". ايه ده يعنى حضرتك سنك كبير انا اتصدمت الخقيقة يعنى كنت فاكر حضرتك محمد ابن الاستاذ ابو محمد لانى افكاركم متشابهة وطريقة التعبير عنها متقاربة الى حد كبير عموما تخياتى لحضرتك ولاستاذ ابو محمد ولكل ابطالنا سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم اللهم لك الحمد ولك الشكر كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم اغفر للمسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات الاحياء منهم و الاموات رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Alshiekh بتاريخ: 25 فبراير 2013 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 فبراير 2013 ايه ده يعنى حضرتك سنك كبير انا اتصدمت الخقيقة يعنى كنت فاكر حضرتك محمد ابن الاستاذ ابو محمد لانى افكاركم متشابهة وطريقة التعبير عنها متقاربة الى حد كبير عموما تخياتى لحضرتك ولاستاذ ابو محمد ولكل ابطالنا قد يكون سبب تشابه أفكارنا هو أننا عاصرنا نفس الاحداث واستخلصنا منها الدروس والعبر والذكريــــات. -- {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11) ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم***************مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)***************A nation that keeps one eye on the past is wise!AA nation that keeps two eyes on the past is blind!A***************رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة***************رابط القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة***************رابط سلسلة كتب عالم المعرفة رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
شرف الدين بتاريخ: 25 فبراير 2013 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 فبراير 2013 الاستاذ / محمد .. يا عزيزي ايجيبتاوي من محاربي 73 .. ولعلك تلحظ دائما أنني أخاطبه بلقب المحارب القديم اللهم احفظ مصر من الفتن؛ ما ظهر منها وما بطن اللهم احفظ مصر من الفتن؛ ما ظهر منها وما بطن رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أبو محمد بتاريخ: 25 فبراير 2013 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 فبراير 2013 بما ان سيرة زفتى موجودة في الموضوع، يبقى على طول نفتكر المثل اللي بيقول: " ما أزفت من زفتى إلا ميت غمر " أيم 1973 عندما كنت في الاسماعيلية (الدفرسوار) كان طريق اسكندرية من الاسماعيلية - الزقازيق - ميت غمر زفتى طنطا = اسكندرية والعكس. وكان الكوبري بين المدينتين يشتمل طريق للسكة الحديد وممر للركاب والمواشي والدواب بجانب طريق فردي للسيارات تسير فيه السيارات على شكل قوافل مرة من الشرق للغرب (ميت غمر - زفتي ) والقافلة العكسية من الغرب للشرق (زفتى - ميت غمر) وعلى قائدي السيارات من كلا الجانبين الانتظار حتى يحين وقت عبورهم. وسألت كعادتي عن قصة المثل " ما أزفت من زفتى إلا ميت غمر " وكانت افضل الاجابات هي: زفتى وميت غمر يقعان على ضفتي نهر النيل فرع دمياط، وكانتا تشتهران باصلاح وصيانة السفن النيلية ويستخدمون كميات كبيرة من القار (الزفت) وبالطبع عوادم الزفت كانت كمياتها كبيرة في كلتا المدينتين بل ان ميت غمر كانت أكثر ولذلك قيل مثل " ما أزفت من زفتى إلا ميت غمر ". على فكرة يا أستاذ "محمد" "ميت غمر" أعلنت استقلالها مع "زفتى" بس المشهور هو استقلال زفتى .. ربما لأن على الكسار وثـَّقه بمسرحيته "إمبراطورية زفتى" :) نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة تساند جيشها الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونةتحيا مصر*********************************إقرأ فى غير خضـوعوفكر فى غير غـرورواقتنع فى غير تعصبوحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أبو محمد بتاريخ: 25 فبراير 2013 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 فبراير 2013 أنا الآن أنسخ قصة "استقلال زفتى" من الكتاب كنت أنوى نسخ قصة يوسف الجندى واستقلال زفتى فقط لأربط بينها وبين الدعوات إلى العصيان المدنى تأسيا بما بدأته بورسعيد وتذكرون دعاوى استقلال بورسعيد التى انطلقت بعد حادثة مباراة الأهلى وبعد استشهاد أبناء بورسعيد يومى 26 و 27 يناير ولكن عند رجوعى للكتاب .. وجدت أننى لا أستطيع أن أقتبس قصة "زفتى" فقط ففى أول الفصل يحكى احمد بهاء الدين عن انطلاق شرارة ثورة 1919 وعن بعض أحداثها التى يجب أن نعرفها فبدأت من أول الفصل .. وتوقفت عند بداية "استقلال زفتى" لتكون قصة الاستقلال والتعريف بيوسف الجندى فى مداخلة أخرى ---------------------------------------------------- الساعة التاسعة، واليوم الأحد 9 مارس .. عام 1919، صباح ليس باردا ولا حارا ، ولكنه دافئ لذيذ .. وفي فناء (مدرسة الحقوق) بالجيزة ، يتجمع الطلبة بسرعة .. وقد دق الجرس مؤذنا ببدء المحاضرات ولكن المدرجات بقيت خالية ، وظلوا يتجمعون في الفناء ، وأحاديثهم ترتفع حرارتها وتكاد تلتهب .. فقد اعتقل سعد زغلول وبعض أصحابه ، والنبأ لم تنشره الصحف ، فالرقابة مفروضة ، لكن بعض الطلبة رأوه بأعينهم ، عصر الأمس ، يركب سيارة إنجليزية أمام بيت الأمة ، والجنود الإنجليز من حوله قد رشقوا الحراب في أطراف البنادق ، والناس طوال الليل يتناقلون النبأ .. والمدينة كلها باتت مؤرقة من الجزع.. ماذا يصنعون ؟.. إن عميد المدرسة – مستر دالتون – يخرج إليهم محاولا أن يكبح العاصفة قبل أن تهب .. قال لهم : اتركوا السياسة لآبائكم .. فقالوا له : إن آباءنا باتوا فى السجون ! .. قال لهم : عودوا إلى دروسكم .. فأجابوه : لا ندرس القانون فى بلد تداس فيه القوانين !. نعم .. ولكن ماذا يصنعون ؟ .. إنهم لو سكتوا الآن فقد ضاعت القضية لسنوات طويلة .. هل يخرجون فى مظاهرة ؟ .. إلى أين ؟ .. والشوارع تعج بجنود الامبراطورية المنتصرين ؟ .. والشعب الذى طال رقوده فمن غير المؤكد أن يثور ؟ .. إن المسألة كلها تبدو تجربة جديدة ، غريبة ، ليس لها سابقة يمكن أن تكون هدى . فليسألوا إذن أعضاء "الوفد" الباقين .. ويطير بعضهم إلى بيت الأمة .. وفى الشرفة يلقون عبد العزيز فهمى زميل سعد القديم فى الجمعية التشريعية .. ناحلا ، مهزوزا ، تالف الأعصاب .. وينقضون عليه بأنباء زملائهم وعزمهم على الخروج .. ويفلت زمام عبد العزيز فهمى : "إنكم تلعبون بالنار ! .. دعونا نعمل فى هدوء ولا تزيدوا غضب الانجليز!". ويعود الطلبة مقهورين ، مغمومين ، يتعثرون ، فماذا يقولون لزملائهم ؟ . لقد قلق الطلبة ولم يصبروا .. واعتلى بعضهم النوافذ والمقاعد وبدأ يخطب .. ولم ينتظروا رجع المشورة فتدفقوا من باب الجامعة خارجين ، هاتفين .. وانفجرت الثورة .. أول ثورة شعبية منذ قاوم أهل القاهرة نابليون ! .. فبعد طلبة الجامعة ، أضرب سائر الطلبة فى جميع المدارس ، ثم أضرب سائقو الترام ، والأوتوبيس ، والتاكسى ، ثم المحامون . وسجل قسم السيدة زينب فى اليوم التالى مصرع أول شهيد مجهول الاسم .. وبعد يومين صدر أول بلاغ حربى يطلق على الثوار اسم "الرعاع" ، ويؤكد أنه "لم تحدث غير ست وفيات و 31 لإصابة ! " . ثم مضت أرقام القتلى ترتفع : طنطا في 12 مارس: 16 قتيلا و 49 جريحا. الإسكندرية في 17 مارس: 12 قتيلا و 240 جريحا و 415 معتقلا دمنهور في 17 مارس: 16 قتيلا بورسعيد في 21 مارس: 7 قتلى و 17 جريحا. وهذه – كلها – أرقام البلاغات الرسمية الإنجليزية فقط .. وتحولت هذه الأرض الطيبة كلها إلى بركان رهيب لا يكف عن الاشتعال .. شوارع القاهرة كلها تموج بسيل من المظاهرات : هذه مظاهرة السيدات ، لابسات اليشمك والحبرة فى شارع ابراهيم .. وطلبة الأزهر يتلقون الرصاص ويخطفون المدافع الرشاشة من الجنود الانجليز فى شوارع الغورية .. وعمال عنابر السكك الحديدية يزحفون إلى ميدان باب الحديد . والأهالى يحفرون الخنادق فى الحسينية والجمالية وباب الشعرية ربما فى نفس الأماكن التى قاتلوا عندها جنود نابليون منذ أكثر من مائة سنة . أنشأ الانجليز محكمة عسكرية فى قسم الأزبكية تحاكم الثوار وتحكم عليهم فورا بالسجن والجلد . ولم تكف محكمة واحدة .. فأنشأوا محكمة أخرى فى الخليفة ثم فى القناطر الخيرية ثم بنها .. ثم تعبوا من إنشاء المحاكم . وأخرجت شركة الترام بضع عربات يقودها جنود الانجليز وتحرسها سيارات مسلحة بالمدافع الرشاشة فامتنع الأهالى عن ركوب الترام . وأصبح منظرها وهى تسير خالية إلا من الجنود الانجليز مضحكا .. ولجأ المصريون جميعا إلى استعمال العربات "الكارو" فكنت ترى كبار الموظفين إلى جانب بنات البلد يجلسون على عربات الكارو ويتبادلون آخر الأنباء . واندلعت الثورة فى الأقاليم كلها اندلاعا لم يكن يحلم به أحد خرج الفلاحون من الحقول ، واقتلعوا خطوط السكك الحديدية .. اقتلعوها أولا بين طنطا وتلا ، ثم انتشرت العدوى .. وانقطع خط الصعيد كله .. وأحرقت محطات السكك الحديدية .. وأصبح السفر متعذرا إلا بالمراكب فى النيل والترع .. وأنذر الانجليز بإحراق أقرب قرية من كل نقطة يقطع فيها الخط .. فلم تنقطع المقاومة وفى غمرة هذا كله . نجد أعضاء "الوفد" ، والوزراء السابقين ينظرون إلى العاصفة فلا يدركونها أول الأمر ، ويحسبونها مجرد شغب عابر ، فيصدرون بيانا " .. ان الاعتداء على الأنفس أو على الأملاك محرم بالشرائع الإلهية والقوانين الوضعية ! وإن قطع طرق المواصلات يضر أهل البلاد ضررا واضحا إذ يحول بينهم وبين مباشرة مصالحهم ، ويوقف نقل المحاصيل والأرزاق . ومثل هذا العداء يضيع على المصريين ما ينتظرونه من العطف عليهم ! " ولكن العاصفة ترفض هذا المنطق ولا تقف عنده . فى اليوم التالى يهجم الأعراب على مراكز البوليس فى الفيوم وتدور معارك عنيفة يقول البلاغ الرسمى إنه سقط فيها 400 من القتلى والجرحى ! . وفى مدن الصعيد .. ينكمش الانجليز ويتحصنون فى بيت ، أو مدرسة . ويحاصرهم الأهالى .. ويرسل الانجليز طالبين المدد . وفى أسيوط تقع أعنف الحوادث .. هجم الثوار على مراكز البوليس واستولوا على السلاح .. وتكونت لجان من المحامين تحافظ على الأمن وتباشر مسئوليات الحكم .. وانكمش الانجليز من مدنيين وعسكريين فى إحدى المدارس .. والأهالى يشنون عليهم الهجمات يوما بعد يوم .. وأرسل الانجليز طائرتين قذفتا أسيوط بالقنابل فلم يتراجع الثوار .. وأرسلوا قطارا مسلحا غاصا بالجنود .. وعند قرية دير مواس هجم عليه الفلاحون وأوقفوه .. ودارت معركة رهيبة سقط فيها القواد والضباط الانجليز بالعشرات قتلى .. ولجأ الانجليز إلى إرسال سفينة مسلحة فى النيل لتصل إلى أسيوط .. ومرة أخرى ، عند ديروط ، هبط الشاطئ آلاف من الفلاحين بالبنادق القديمة والعصى يتصدون للسفينة .. وسبح مئات منهم فى الماء مستبسلين يريدون الاستيلاء على السفينة ذاتها . وتفلت السفينة من هذه المعركة ، وتتعرض لهجوم آخر مشابه عند (نزالى جنوب) .. قبل أن تصل منهكة ، مثخنة بالجراح ، لانقاذ المحاصرين فى أسيوط ! .. تلك كلها – أيها القارئ- لمحات يسيرة من تلك الثورة العظيمة .. وتاريخ هذه الثورة لم يُكتب بعد حتى الآن . لم يحاول أحد المؤرخين أن ينقب وراء سر هؤلاء الفلاحين الذين حاربوا فى دير مواس وحاولوا الاستيلاء على السفينة المسلحة فى ديروط .. إن الكتب تقول إن هذا حدث عفوا .. وارتجالا بحتا .. وهذا مستحيل ! .. لابد أنه كان هناك من ينظمون ويدبرون ويقتحمون المخاطر ، حتى تهاجم هذه السفينة مثلا فى موضعين متواليين ، بنفس الأسلوب ، على شاطئ النهر .. ولسنا نريد لهذا التاريخ أن يُكتب ، وبأدق التفاصيل ، لمجرد المباهاة ! .. ولا لتمجيد هؤلاء الأبطال .. فقد أدوا واجبهم ودفعوا أرواحهم ومضوا .. ولكننا نريد أن يُكتب هذا التاريخ لتعود إلى هذا الشعب ثقته بنفسه . وليسكت الذين ما زالوا يؤمنون بأن هذا الشعب خامل خانع ، لا يمكن أن يثور .. لا يمكن أن يستفزه طغيان ، أو ينتظمه كفاح ! .. وقد حاولت أن أقدم لك – أيها القارئ – صورة عن إحدى قصص الكفاح المنثورة بالمئات فى قرى الريف .. واخترتها لأنها طريفة فى نوعها ، ولأنها تدل على كثير . كانت هذه القصة فى "زفتى" يتبع .... نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة تساند جيشها الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونةتحيا مصر*********************************إقرأ فى غير خضـوعوفكر فى غير غـرورواقتنع فى غير تعصبوحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Alshiekh بتاريخ: 25 فبراير 2013 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 فبراير 2013 أكمل يا أستاذ ولا تشوقنا أمتعنا بالمسكوت عنه من تاريخنا، ربما تحمل لنا الايام القادمة تاريخا مزيفا يمجد القتلة والارهابيين -- {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11) ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم***************مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)***************A nation that keeps one eye on the past is wise!AA nation that keeps two eyes on the past is blind!A***************رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة***************رابط القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة***************رابط سلسلة كتب عالم المعرفة رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
eslam elmasre بتاريخ: 25 فبراير 2013 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 فبراير 2013 الله ينورك كمان وكمان يا عم ابو محمد عرفنا تاريخنا الوطني اللي كان بدون اخوان الضلال واللي كان المصري فيه مصري وبس من غير تصنيفات الشعب اللي فضل صابر ولما قام ما قعدش ياريت البشر اللي وصلو للحكم يفقهو ده ويعرفو ان لو الشعب قام ولا مليون جماعة هاتنفعهم الشعب المصري قام والامبراطورية البريطانية والتي لم تغب عنها الشمس كانت مرعوبة من قومتهم ونتج عنها استقلال صوري لمصر اضاعه السياسيين بتفريطهم ولو كانت استمرت على نفس المنوال كان الانجليز خرجو من غير رجعة (.....إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود : 88 ) رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أبو محمد بتاريخ: 25 فبراير 2013 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 فبراير 2013 "زفتى" و "ميت غمر" قريتان متقابلتان ، يفصلهما النيل ويربطهما كوبرى عتيق . وفي كل منهما مكتب محاماة لشقيقين شابين : يوسف الجندي فى ميت غمر و عوض الجندي فى زفتى . كلاهما من شباب سعد . وكلاهما له سابقة حماسة حوسب عليها .. ففي سنة 1913 دخل عوض الجندي قاعة الجمعية التشريعية وصفق لسعد . وتضارب مع عضو من مؤيدي الحكومة لأنه كان يقاطع سعد بكثرة . وقبضوا عليه ، ووجهوا له تهمة تعليق منشورات على أسوار البرلمان . ويوسف - الأصغر - فصلوه فى سنة 1914 من كلية الحقوق ، لأنه حرض الطلبة على الإضراب احتجاجا على إعلان الحماية الانجليزية عقب ابتداء الحرب . ومنذ بدأت حركة "الوفد" والإثنان يترددان بين القاهرة والريف . ولمع يوسف بالذات فى جلسات ثائرة فى محلات (جروبى) ومجادلات فى حديقة "بيت الأمة" ، وفى خطب عنيفة على منبر الأزهر .. الذى كان قاعدة الثورة ، وعرفه سعد والكبار من أعضاء "الوفد" .. عرفوه ثائرا لا يهدأ . ليس فى وجهه الأسمر إلا شيئ واحد : العناد ، ولا يخرج من كيانه النحيل إلا أفكار متطرفة . وانفجرت الثورة ويوسف الجندي في قريته زفتى واتجهت إليه أنظار القرويين ينتظرون منه أن يصنع شيئا.. ولكن ها هنا في جوف الريف لا يوجد إنجليز يقاتلهم الفلاحون . والسكك الحديدية قد قطعها الفلاحون من القرى المجاورة فعلا .. ومع ذلك فلابد من عمل شيء خطير ينطوي على معنى الثورة.. وقرر أن تعلن زفتى و ميت غمر استقلالهما.. وأن ترفضا الخضوع لأية سلطة أخرى.. ثم ليأت الإنجليز. وبدأ الثائر الصغير يعمل.. أعلن عن تشكيل لجنة للثورة من بعض الأعيان ، والأفندية المتعلمين ، والتجار الصغار . عرفنا أسمائهم : عوض الكفراوي ، الشيخ مصطفى عمايم ، إبراهيم خير الدين ، ادمون بردا ، محمد السيد ، محمود حسن .. واتخذت لجنة الثورة مقرا لها قاعة واسعة في الدور الثاني من مقهى يملكه يوناني عجوز اسمه "قهو مستوكلي !" .. واجتمعت لجنة الثورة وقررت أن تبدأ بوضع يدها على السلطة الفعلية بالاستيلاء على مركز البوليس . وزحف يوسف الجندى إلى المركز على رأس مظاهرة ضخمة ضمت كل الرجال ، وجيوش الصبية الصغار .. القليلون منهم حملوا بنادقهم القديمة وتسلح الآخرون بالعصى وفروع الأشجار والفؤوس .. وشاءت الظروف أن تجنب الدولة الجديدة إراقة الدماء .. إذ كان مأمور المركز رجلا وطنيا إسمه (إسماعيل حمد) زمعه معاون بوليس اسمه (أحمد جمعة) وخرج المأمور إلى المظاهرة ، وسلم يوسف المركز ، والسلاح ، وقيادة الجنود والخفراء .. ثم عرض خدماته عليه .. كمستشار للدولة الجديدة يشير عليها بوصفه خبيرا بأحوال الإدارة فيها واتجهت المظاهرة إلى محطة السكة الحديدية والتلغراف فسيطرت على التلغراف فورا ، واستولت على عربات السكة الحديد التي كانت واقفة مشحونة بالقمح ، تنتظر إرسالها إلى السلطات الإنجليزية. وبات على الدولة الجديدة أن تواجه مشاكلها الداخلية ! .. وجمع يوسف الأعيان ودعاهم إلى التبرع ليصبح للدولة خزانة .. وكانت هناك حركة تبرعات أخرى جارية لتمويل "الوفد" ، وكان يجيئ إلى زفتى كل أسبوع مهندس من طنطا يتسلم التبرعات المتجمعة ، اسمه عثمان محرم ! وتبرع الأعيان أيضا للدولة الجديدة . وكان قصد يوسف الجندي من ذلك أن يوجد عملا للأيدي الكثيرة التي تعطلت لظروف الثورة ، فلا تتحول إلى السرقة أو النهب .. فاستخدم الأموال المتجمعة ليوجههم إلى بعض الأعمال المفيدة.. وردموا البرك والمستنقعات التي تحيط بالقرية ، والتي يئس الأهالي من مطالبة الحكومة بردمها منذ عشرات السنين.. وردموا الشوارع التي كانت تنشع بالماء إذا كان الفيضان . وأصلحوا الجسور القريبة .. بل أقامت (الدولة) كشكا خشبيا على ضفة النيل لتعزف فيه الموسيقى! ثم جندت لجنة الثورة كل التلاميذ والمتعلمين الموجودين في القرية وقسمتهم إلى فرق : فرقة تقوم بدوريات مستمرة لحفظ الأمن .. وفرقة تراقب الحدود لتمنع تسرب مواد التموين أو دخول الجواسيس ! وفرقة تشرف على عمليات الري وتزويد الأرض بالماء.. وظهر أن في قلب زفتى توجد مطبعة ! .. مطبعة صغيرة يملكها (محمد أفندي عجينة) أخذت تطبع قرارات لجنة الثورة وأخبارها وتوزيعها على الناس . وقد ظلت هذه المطبعة بعد ذلك مؤسسة وطنية خطيرة في حياة زفتى تطبع المنشورات السرية في مختلف عهود الأقليات .. وما تزال موجودة إلى اليوم. وطارت الأنباء إلى القاهرة .. وعبرت البحار إلى لندن .. ونشرت (التيمس) في صدرها أن قرية زفتى قد أعلنت استقلالها ، ورفعت على مبنى المركز علما جديدا ! ولم يكن نفوذ زفتى مقصورا على حدودها .. فقد كان بريق مقاومتها يرسل ضوءه إلى القرى المجاورة في صور أخرى .. فنحن نجد أن أحد البلاغات الإنجليزية الرسمية يعلق على مذبحة ميت القرشي مركزا للتمرد والفتن فى هذه المنطقة" . وأعلن في القاهرة أن فرقة كبيرة من الجنود الاستراليين سوف تذهب إلى زفتى لتخضع القرية الثائرة .. وأدرك رجال "الوفد" مدى الخطر الذي يتعرض له يوسف ، فأرسلوا له الرسل والرسائل لكي يعود إلى القاهرة .. وسافر إلى زفتى أخوه عوض الجندي – وكان فى القاهرة – ولما كانت المواصلات مقطوعة والتنقل داخل القطر ممنوعا إلا لمن تمنحه السلطات الانجليزية جواز سفر ! فقد ركب عربة كارو إلى قليوب ، ثم مركبا نيليا إلى بنها ، ثم عربة حنطور إلى زفتى .. وصل إلى زفتى ليجد قاعة الثورة في مقهى مستوكلي يسبح فى جوها دخان السجاير .. وليرى أخاه الصغير يوسف قد زاد نحولا ، واستطالت لحيته .. والأوامر تصدر من الغرفة متتابعة وليرى الفلاحين يحفرون حول دولتهم الخنادق ، وينقلون إليها البنادق القليلة .. والذخيرة العتيقة التي لم تستعمل منذ زمان بعيد .. يستعدون للقاء الإنجليز .. وكان الإنجليز قد أذعنوا لثورة مصر .. فأعلنوا إطلاق سراح سعد وصحبه ، والسماح لهم بالسفر لأوروبا للمطالبة بالاستقلال .. ولكن لجنة الثورة ظلت في زفتى قائمة.. وأشرق الصبح على مدافع الاستراليين منصوبة ، وفوهاتها مسددة إلى بيوت القرية . وقد احتلوا محلج "رينهارت" ومدرسة "كشك" الواقعين عند أطراف القرية .. ومرة أخرى .. يخرج اسماعيل حمد إلى خطوط الاستراليين . وقال لهم : "إن الثورة فى مصر كلها تهدأ ومظاهرات الابتهاج قد حلت فى القاهرة محل اطلاق النار .. وأى طلقة الآن سوف تؤدى إلى اشتباك ، والموقف فى زفتى هادئ تماما .. فإذا ظل الجنود معسكرين خارج زفتى ، وتركوا حركة التبرعات للوفد ماضية ، فهذا كفيل بأن لا يقع من الفلاحين شيئ" وكانت لجنة الثورة قد عرفت أن الفرقة الآتية استرالية ، فأعدت منشورات بالإنجليزية تقول لهم : "إنكم مثلنا" ونحن نثور على الإنجليز لا عليكم والإنجليز الذين يستخدمونكم في استعبادنا يجب أن يكونوا خصومكم أيضا ! وأرسلت المنشورات إلى الاستراليين، وقررت الفرقة أن لا تدخل القرية ، وأن تبقى معسكرة بجوارها . وإذ سكنت الثورة في مصر كلها وباتت القرية تحت رحمة المدافع الإنجليزية .. استيقظ الخونة ، الذين خافوا مغبة دخول الإنجليز فأرادوا أن يتنصلوا من الآن ، والذين يريدون الكيد لمن تصدوا لقيادة الحركة .. أخذ هؤلاء وهؤلاء يرسلون خطابات إلى السلطات في مصر يبلغون عن أسماء الزعماء ، وكل من حمل معولا أو ألقى خطابا أو طبع بيانا أو ألهب السخط فى صدر فلاح . وكان إسماعيل – بخبرته الإدارية - يعرف ما سوف يحدث .. فكان ينفرد بالخطابات البريدية كل ليلة في حجرة مغلقة ، يفضها واحدا واحدا ، ويتخلص من كل رسالة تنطوي على وشاية أو كيد... وعلم الإنجليز أن الفرقة الاسترالية عند حدود زفتى لم تدخلها . وكانت المحاكمات قد بدأت تدور فى شتى أنحاء القطر لعقاب الثائرين ، فأرسلوا إليها تعليمات جديدة وطلب الاستراليون تسليم 20 رجلا من أهالي زفتى لجلدهم عقابا على العصيان . وانعقدت اللجنة لتواجه المأزق : أن تسلم – وبعد فوز الثورة – عشرين رجلا من أبنائها أو أن ترفض وتقاوم ، فتهلك القرية كلها تحت مدافع الانجليز . وبعد بحث طويل أخذت اللجنة باقتراح اسماعيل حمد ، وسلمت القرية عشرين رجلا ...... إختارتهم من الذين كانوا يرسلون خطابات الوشاية والخيانة إلى الانجليز ! . وجلد الانجليز عملاءهم ! . وتلقت الفرقة من القاهرة أوامر أخرى .. تطلب – هذه المرة – تسليم يوسف الجندى .. وتحت جنح الليل تسلل الثائر إلى قرية (دماص) المجاورة .. وقبض الانجليز على بعض الأعضاء .. واحتجزوا عوض الجندى رهينة حتى يقول لهم أين يوسف .. فلم يطللقوا سراحه إلا بعد أن تأكدوا أنه لا يعرف حقا مكان أخيه . وانسحب الاستراليون عائدين .. * * * أما يوسف الجندى فقد ظهر بعد خمسة عشر يوما من فراره فى القاهرة . يخطب فى (جروبى) الذى كان من منتديات الثورة ويحرض على استمرار النضال . وأما (قهوة مستوكلى) فقد اندثرت مع الزمن ، وقامت مكانها بعض المحلات التجارية .. وأما كشك الموسيقى فإنه ما يزال هناك .. قائما فى مكانه القديم . وقد حدث مرة واحدة أن فكرت الحكومة فى هدمه لغرض من أغراض التنظيم فاحتج أهالى زفتى بشدة ، وطلبوا الاحتفاظ بهذا الأثر الخالد من آثار ثورتهم .. ومضت الأيام والناس يتناقلون قصة زفتى فيما يتناقلون من قصص الثورة . ويضيفون إليها .. حتى تلقف القصة ممثل كوميدى – على الكسار – فنسج حولها مسرحية ناجحة ، وأعطاها الاسم الذى اقترن بالقصة بعد ذلك .. اسم فيه ضحكة ابن البلد واعتزازه : إمبراطورية زفتى ! .. -------------------------------------------------------- إنتهت القصة كما أوردها - فى أوائل السبعينات - الأستاذ أحمد بهاء الدين فى كتابه الذى أعتز به .. "أيام لها تاريخ" وسوف أعود بإذن الله للتعليق على هذا الجزء من تاريخ مصر وارتباطه بحاضرها ولقراءة تعليقات حضراتكم المميزة ولكن استأذنكم الآن فى بعض الراحة نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة تساند جيشها الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونةتحيا مصر*********************************إقرأ فى غير خضـوعوفكر فى غير غـرورواقتنع فى غير تعصبوحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
نورالعين بتاريخ: 25 فبراير 2013 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 فبراير 2013 واجتمعت لجنة الثورة وقررت أن تبدأ بوضع يدها على السلطة الفعلية بالاستيلاء على مركز البوليس . وزحف يوسف الجندى إلى المركز على رأس مظاهرة ضخمة ضمت كل الرجال ، وجيوش الصبية الصغار .. القليلون منهم حملوا بنادقهم القديمة وتسلح الآخرون بالعصى وفروع الأشجار والفؤوس .. استوقفتنى كثيرا وخاصة جيوش الصبية الصغار!!! هل يعيد التاريخ نفسه -------------------------------------------------------- إنتهت القصة كما أوردها - فى أوائل السبعينات - الأستاذ أحمد بهاء الدين فى كتابه الذى أعتز به .. "أيام لها تاريخ" وسوف أعود بإذن الله للتعليق على هذا الجزء من تاريخ مصر وارتباطه بحاضرها ولقراءة تعليقات حضراتكم المميزة ولكن استأذنكم الآن فى بعض الراحة كل الشكر لك استاذنا الفاضل وننتظر تعليقك على هذه الاحداث العظيمة من تاريخنا لى سؤال عن الشيوعية والاشتراكية هل نعتبر انه كان هناك استقطاب ايضا في خضم هذه الاحداث التاريخية رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
عبير يونس بتاريخ: 26 فبراير 2013 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 26 فبراير 2013 موضوع في وقته تماما أستاذي العزيز يثلج الصدور و يبعث في النفس الأمل كانت لدي صديقة تعذبت كثيرا في الثانوية العامة و قامت باعادتها من أجل المجموع كان كلما صادفتنا صعوبة في الكلية تقول : إذا كنا عدينا من الثانوية العامة مش حنعرف نعدي دي.. هناك دوما نقاط صعوبة نواجهها و الأمل دوما موجود أن نتخطاها و على نفس المنوال إذا كنا خلصنا من الانجليز مش حنخلص من جماعة ؟! تحياتي أعد شحن طاقتك حدد وجهتك و اطلق قواك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أبو محمد بتاريخ: 27 فبراير 2013 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 27 فبراير 2013 لى سؤال عن الشيوعية والاشتراكية هل نعتبر انه كان هناك استقطاب ايضا في خضم هذه الاحداث التاريخية ذكرت الشيوعية والاشتراكية أثناء سردى لزيارة الفريق محمد احمد صادق فى وقت تلك الزيارة كان الكل مهموما بالهزيمة التى اخترع لها محمد حسنين هيكل إسما ألطف "نكسة" .. ومهموما بالثأر الذى كان اسمه السياسى "إزالة آثار العدوان" .. لقد طالب الشعب بالثأر فى مظاهرات تنحى جمال عبد الناصر يومى 9 و 10 يونية 1967 التى عمت أنحاء مصر .. أى قبل انتهاء المعركة التى أسمتها إسرائيل "حرب الأيام الستة" .. وبصرف النظر عن ما قيل بأن تلك المظاهرات كانت مدبرة وموجهة من الحزب الأوحد فى ذلك الوقت "الاتحاد الاشتراكى العربى" .. فالحقيقة التى لا ينكرها أحد هى أن كل الشعب خرج يهتف بنشيد من أناشيد 1956 "حنحارب .. حنحارب" برغم التوجه الاشتراكى للحقبة الناصرية .. وبرغم أن "الاشتراكية" هى الأساس الذى قامت عليه "الشيوعية" .. إلا أن التجربة الناصرية كانت لها نظرة خاصة إلى الاشتراكية تقوم على "تحالف قوى الشعب" ضد الرجعية والاستعمار بكافة أشكاله لم تقض على القطاع الخاص بل همشت دوره لتقوم الدولة بأدوار ليست لها .. حتى بيع الفراخ والفلافل ، نافست الدولة فيها القطاع الخاص .. لم تقض على الملكية الخاصة كما فى الشيوعية ولكنها قيدتها وحددتها .. لذلك كنت أنوى التملص من التهمة الضمنية بالشيوعية .. وممن ؟ من القائد العام للقوات المسلحة لضابط احتياط صغير .. يعنى كان فيها زيارة إلى ما وراء الشمس .. لولا تدخل قائد المستشفى أما إن كان سؤالك عن الاستقطاب فى أيام ثورة 1919 وامبراطورية زفتى فللإجابة على سؤالك يا سيدتى : لا .. لم يكن هناك استقطابا أيديولوجيا من أى نوع .. كان هناك هدف مشترك واحد .. وإن كان هناك استقطاب من نوع آخر .. بين زعيم الأمة الفلاح المتشدد فى المفاوضات (سعد) والسياسى الخبير المتمرس ابن الذوات (عدلى) رئيس الوزراء .. كلاهما يتصدران مشهد المفاوضة على إلغاء الحماية والاستقلال والدستور كل بطريقته .. يختلفان ويتفقان .. ولكن فى النهاية لصالح الوطن والقضية نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة تساند جيشها الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونةتحيا مصر*********************************إقرأ فى غير خضـوعوفكر فى غير غـرورواقتنع فى غير تعصبوحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
نورالعين بتاريخ: 27 فبراير 2013 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 27 فبراير 2013 لى سؤال عن الشيوعية والاشتراكية هل نعتبر انه كان هناك استقطاب ايضا في خضم هذه الاحداث التاريخية ذكرت الشيوعية والاشتراكية أثناء سردى لزيارة الفريق محمد احمد صادق فى وقت تلك الزيارة كان الكل مهموما بالهزيمة التى اخترع لها محمد حسنين هيكل إسما ألطف "نكسة" .. ومهموما بالثأر الذى كان اسمه السياسى "إزالة آثار العدوان" .. لقد طالب الشعب بالثأر فى مظاهرات تنحى جمال عبد الناصر يومى 9 و 10 يونية 1967 التى عمت أنحاء مصر .. أى قبل انتهاء المعركة التى أسمتها إسرائيل "حرب الأيام الستة" .. وبصرف النظر عن ما قيل بأن تلك المظاهرات كانت مدبرة وموجهة من الحزب الأوحد فى ذلك الوقت "الاتحاد الاشتراكى العربى" .. فالحقيقة التى لا ينكرها أحد هى أن كل الشعب خرج يهتف بنشيد من أناشيد 1956 "حنحارب .. حنحارب" برغم التوجه الاشتراكى للحقبة الناصرية .. وبرغم أن "الاشتراكية" هى الأساس الذى قامت عليه "الشيوعية" .. إلا أن التجربة الناصرية كانت لها نظرة خاصة إلى الاشتراكية تقوم على "تحالف قوى الشعب" ضد الرجعية والاستعمار بكافة أشكاله لم تقض على القطاع الخاص بل همشت دوره لتقوم الدولة بأدوار ليست لها .. حتى بيع الفراخ والفلافل ، نافست الدولة فيها القطاع الخاص .. لم تقض على الملكية الخاصة كما فى الشيوعية ولكنها قيدتها وحددتها .. لذلك كنت أنوى التملص من التهمة الضمنية بالشيوعية .. وممن ؟ من القائد العام للقوات المسلحة لضابط احتياط صغير .. يعنى كان فيها زيارة إلى ما وراء الشمس .. لولا تدخل قائد المستشفى أما إن كان سؤالك عن الاستقطاب فى أيام ثورة 1919 وامبراطورية زفتى فللإجابة على سؤالك يا سيدتى : لا .. لم يكن هناك استقطابا أيديولوجيا من أى نوع .. كان هناك هدف مشترك واحد .. وإن كان هناك استقطاب من نوع آخر .. بين زعيم الأمة الفلاح المتشدد فى المفاوضات (سعد) والسياسى الخبير المتمرس ابن الذوات (عدلى) رئيس الوزراء .. كلاهما يتصدران مشهد المفاوضة على إلغاء الحماية والاستقلال والدستور كل بطريقته .. يختلفان ويتفقان .. ولكن فى النهاية لصالح الوطن والقضية أشكرك أستاذ ابو محمد على التوضيح تبادر الى ذهنى الاستقطاب عندما حاول القائد الاعلى اتهام كاتبك بالشيوعية وسارعت بانكار التهمة عنه بانه اشتراكي تصوررت ان الاستقطاب دائما ما يكون وسيلة دفاع وردع من قبل الحكام للمختلفين مع انظمة حكمهم فان كانت الاشتراكية طريقا وخطوة للوصول للشيوعية فلما انكرها قائد القوات المسلحة على كاتبك كان المقصود اذن جعل الناصرية اشتراكية لا تؤول الى الشيوعية بحكم انها عمل فريد قام به عبد الناصر وربما ايضا لجعل اي انتقاد لها على انها ستؤول للشيوعية في غير محله شاكرة لك واسفة ان ابتعدت بك عن سياق الموضوع رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Alshiekh بتاريخ: 27 فبراير 2013 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 27 فبراير 2013 لى سؤال عن الشيوعية والاشتراكية هل نعتبر انه كان هناك استقطاب ايضا في خضم هذه الاحداث التاريخية ذكرت الشيوعية والاشتراكية أثناء سردى لزيارة الفريق محمد احمد صادق فى وقت تلك الزيارة كان الكل مهموما بالهزيمة التى اخترع لها محمد حسنين هيكل إسما ألطف "نكسة" .. ومهموما بالثأر الذى كان اسمه السياسى "إزالة آثار العدوان" .. لقد طالب الشعب بالثأر فى مظاهرات تنحى جمال عبد الناصر يومى 9 و 10 يونية 1967 التى عمت أنحاء مصر .. أى قبل انتهاء المعركة التى أسمتها إسرائيل "حرب الأيام الستة" .. وبصرف النظر عن ما قيل بأن تلك المظاهرات كانت مدبرة وموجهة من الحزب الأوحد فى ذلك الوقت "الاتحاد الاشتراكى العربى" .. فالحقيقة التى لا ينكرها أحد هى أن كل الشعب خرج يهتف بنشيد من أناشيد 1956 "حنحارب .. حنحارب" برغم التوجه الاشتراكى للحقبة الناصرية .. وبرغم أن "الاشتراكية" هى الأساس الذى قامت عليه "الشيوعية" .. إلا أن التجربة الناصرية كانت لها نظرة خاصة إلى الاشتراكية تقوم على "تحالف قوى الشعب" ضد الرجعية والاستعمار بكافة أشكاله لم تقض على القطاع الخاص بل همشت دوره لتقوم الدولة بأدوار ليست لها .. حتى بيع الفراخ والفلافل ، نافست الدولة فيها القطاع الخاص .. لم تقض على الملكية الخاصة كما فى الشيوعية ولكنها قيدتها وحددتها .. لذلك كنت أنوى التملص من التهمة الضمنية بالشيوعية .. وممن ؟ من القائد العام للقوات المسلحة لضابط احتياط صغير .. يعنى كان فيها زيارة إلى ما وراء الشمس .. لولا تدخل قائد المستشفى أما إن كان سؤالك عن الاستقطاب فى أيام ثورة 1919 وامبراطورية زفتى فللإجابة على سؤالك يا سيدتى : لا .. لم يكن هناك استقطابا أيديولوجيا من أى نوع .. كان هناك هدف مشترك واحد .. وإن كان هناك استقطاب من نوع آخر .. بين زعيم الأمة الفلاح المتشدد فى المفاوضات (سعد) والسياسى الخبير المتمرس ابن الذوات (عدلى) رئيس الوزراء .. كلاهما يتصدران مشهد المفاوضة على إلغاء الحماية والاستقلال والدستور كل بطريقته .. يختلفان ويتفقان .. ولكن فى النهاية لصالح الوطن والقضية أشكرك أستاذ ابو محمد على التوضيح تبادر الى ذهنى الاستقطاب عندما حاول القائد الاعلى اتهام كاتبك بالشيوعية وسارعت بانكار التهمة عنه بانه اشتراكي تصوررت ان الاستقطاب دائما ما يكون وسيلة دفاع وردع من قبل الحكام للمختلفين مع انظمة حكمهم فان كانت الاشتراكية طريقا وخطوة للوصول للشيوعية فلما انكرها قائد القوات المسلحة على كاتبك كان المقصود اذن جعل الناصرية اشتراكية لا تؤول الى الشيوعية بحكم انها عمل فريد قام به عبد الناصر وربما ايضا لجعل اي انتقاد لها على انها ستؤول للشيوعية في غير محله شاكرة لك واسفة ان ابتعدت بك عن سياق الموضوع في فترة الستينيات والخمسينيات كان هناك فكرة ان الاشتراكية تختلف عن الشيوعية، وان الاشتراكية من الاسلام والشيوعية كفر. وشاعت الكتابات التى تمجد في الاشتراكية حتى انهم وصفوا الرسول صلى اله عليه وسلم بأنه زعيم الإشتراكيين (حديث الناس شركاء في ثلاث، الماء والكلأ والنار) وأن عمر بن الخطاب كان اشتراكيا وطبعا عبدالناصر كان اشتراكيا، أما بالنسبة للشيوعية فكانت تهمة تشبه تهمة علماني بتعريفات متأسلمي هذه الايام، ولاديني وملحد وكافر . -- {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11) ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم***************مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)***************A nation that keeps one eye on the past is wise!AA nation that keeps two eyes on the past is blind!A***************رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة***************رابط القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة***************رابط سلسلة كتب عالم المعرفة رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أبو محمد بتاريخ: 28 فبراير 2013 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 فبراير 2013 موضوع في وقته تماما أستاذي العزيز يثلج الصدور و يبعث في النفس الأمل كانت لدي صديقة تعذبت كثيرا في الثانوية العامة و قامت باعادتها من أجل المجموع كان كلما صادفتنا صعوبة في الكلية تقول : إذا كنا عدينا من الثانوية العامة مش حنعرف نعدي دي.. هناك دوما نقاط صعوبة نواجهها و الأمل دوما موجود أن نتخطاها و على نفس المنوال إذا كنا خلصنا من الانجليز مش حنخلص من جماعة ؟! تحياتي تحياتى يا أم سلافة إذا كنا خلصنا من الانجليز مش حنخلص من جماعة ؟! عندك حق يا أم سلافة عبارتك هذه ذكرتنى بمقدمة كتاب عباس محمود العقاد "سعد زغلول - زعيم الثورة" وهو كتاب يؤرخ فيه "الأستاذ" لثورة شعب عظيم من خلال التأريخ لزعيم ثورة عظيمة هى ثورة تم التعتيم عليها - كما أسلفت - فى حقبة ثورة ضباط يوليو فقد كانت فى نظرهم ثورة "البرجوازية" ولا يجب أن تتطاول لمقام ثورة عرابى "العسكرية" هكذا كان نصيب جيلنا من دروس التاريخ التى قررتها مناهج ثورة يوليو ومن جيلى من اكتفى بما تعلمه من المنهج .. ومنهم من استزاد عندى بعض الكتب الموروثة عن تاريخ "الوطنية المصرية" منهم كتاب العقاد ومنهم كتاب فخرى عبد النور (والد منير فخرى عبد النور) أحد زعماء الثورة بعنوان : "دور سعد زغلول والوفد فى الحركة الوطنية المصرية" أقول عبارتك التى اقتبستها ذكرتنى بمقدمة كتاب العقاد التى يقول فيها تسير الأمم على هدى من غايتها كلما تبينت مواقغ خطواتها بين ماضيها وحاضرها ، ويعظـُم رجاؤها فى النجاح كلما أحست أنها أدركت نصيبا منه فى الماضى وأنها خليقة أن تدرك نصيبا مثله - أو يزيد - فى المستقبل ، ومصر لا تكسب شيئا من قول قائل ان جهادها كله عبث وأن زعماءها كلهم عجزة أو مقصرون .فإن هذا ظلم للماضى وللميتقبل فى آن واحد : ظلم للماضى لأنه يخالف الواقع الذى تدل عليه المقابلة بين أمسنا ويومنا ، وظلم للمستقبل لأنه يثبط عزائم العاملين له ويدخل اليأس على قلوب الآملين فيه .. ومن دواعى التفاؤل أن سِجـِل النهضة المصرية يدل على نجاح أدركناه ونجاح سندركه ، إذا صدقت العزائم واطرد المسير على الطريق المستقيمفى هذه الصفحات التالية سِجـِل التهضة التى نهضتها مصر على إثر الحرب العالمية الأولى ، ويطيب لنا ونحن نقدمها أن نسأل : أين نحن اليوم وأين كنا ؟ .. فإذا كان الجواب الواقع الذى تقرره شواهد العيان أننا تقدمنا ونرجو أن نتقدم ، وأن التسوية بين مصر اليوم ومصر قبل ستين سنة أمنية لا يتمناها لمصر مصرى رشيد، فإن الفارق البعيد بين ما كناه وما صرناه هو المقياس الصادق الذى تقاس به خطواتنا من أمس إلى اليوم ، ونتمنى أن تستقيم فى الغد إلى مدى أوسع جدا مما أدركناه . كيف كانت مصر قبل مستهل الجهاد الذى تسجله هذه الصفحات ؟ كانت الدولة كلها فى قبضة "المندوب السامى" أو قيصر قصر الدوبارة .. يصرفها كيف شاء ويتولى شئونها الداخلية والخارجية بغير حسيب .. وكان جيشها كله بقيادة "السردار"الانجليزى الذى يثور ويسوق الأساطيل إذا هم بإصلاحه أمير أو وزير .. وكانت كل وزارة فى قبضة مستشارها الذى يأمر وينهى ويبرم وينقض بغير إرادة الوزير وبغير علمه فى كثير من الأحيان .. وكان كل إقليم فى قبضة المفتش الانجليزى الذى يختار الموظفين ويرشحهم للترقية أو للعزل من المدير إلى العمدة إلى الخفير .. وكانت كل محكمة عليا لها قاض من قضاة الانجليز ، وكل محافظة فى عواصم القطر الكبرى لها حكمدار من ضباط الامجليز .. وكان جيش الاحتلال من ورائهم يكظم منافس القاهرة والاسكندرية ويقبض مرتباته من ميزانية الدولة المصرية .. وكانت السياسة الاستعمارية تدير ميدان الاقتصاد المصرى كأنه ديوان من دواوين الحكومة .. فلا مصرف ولا شركة ولا مرفق من مرافق الثروة العامة بيد أحد من المصريين .. وكل ما بيدهم ديون ثقيلة كأنها الأغلال فى أيدى الأسرى والسجناء ، وندع الفارق بين التعليم الذى تنفق عليه الدولة والأمة أقل من نصف مليون والتعليم الذى تنفقان عليه أكثر من خمسين مليونا ، فإن الأرقام تغنى فيه عن الكلام . ذلك مدى النجاح الذى أدركته مصر بنهضتها قبل ستين سنة ، وإنها لسعيدة إذا تهيأت لها ستون سنة أخرى بمثل هذا الفارق العظيم بين ما نحن عليه اليوم وما نطمع إليه . واعتقادنا أن النهضة لم توفق هذا التوفيق إلا لأنها امتازت على تقدمها من النهضات بميزتين ظاهرتين : أولاهما أنها كانت نهضة أمة كاملة وجدت زعيمها ولم يكن زعيم رهط محدودأو طبقة خاصة ، والثانية أنها طلبت الاستقلال حيثما وجدت إليه سبيلا ولم تقيده بويلة من الوسائل أو نظرية من النظريات . وقد تغيرت ظروف العالم وفعلت سـُنة التطور فعلها فى تقدم الأمة المصرية ، ومع هذا نرجع إلى المشروعات التى كانت مقترحة قبل نيف وثلاثين سنة فنرى أنها سبقت الزمن بشوط بعيد .. فلو نـُفذ مشروع منها لحقق لنا أمنية الجلاء وإلغاء الامتيازات قبل سنة 1936 .. وهى سنة المعاهدة التى أبقت على بعض القيود ولم تحطم جميع تلك القيود ، ولا ينتهى العجب من غيرة الزعيم الشيخ سعد زغلول حين يعلم المطلع على هذه الصفحات أنه لم يقبل مشروعا ناقصا إلا وهو على مضض وبعد الرجوع إلى مبدأ الاستفتاء والإجماع ، حرصا منه على وحدة الوفد ووحدة الأمة من ورائه جهد المستطاع . هذه الوقائع التى تحملها هذه الصفحات خليقة أن تعزز الثقة بما بلغناه والأمل فيما سنبلغه بالمثابرة والاستقامة إلى الغاية .. وقد اخترناها من كتاب "سعد زغلول" وافية على حدة بتجْلية الحوادث التى اشتملت عليها .. وتوخينا فى اختيارها أن تنتظم صلة الحاضر بالماضى وأن تستقيم بها الطريق على هدى التاريخ الصحيح ، ولعلها بهذا الحيز فى "سلسلة الهلال" أوجز سِجـِل وأجمع إيجاز . عباس محمود العقاد تأملى كيف كانت مصر .. كانت "متبرطنة" من قمة رأسها إلى أخمص قدميها :) حتيجى إيه "الأخونة" جنب "البرطنة" ؟ نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة تساند جيشها الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونةتحيا مصر*********************************إقرأ فى غير خضـوعوفكر فى غير غـرورواقتنع فى غير تعصبوحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أبو محمد بتاريخ: 28 فبراير 2013 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 فبراير 2013 لى سؤال عن الشيوعية والاشتراكية هل نعتبر انه كان هناك استقطاب ايضا في خضم هذه الاحداث التاريخية ذكرت الشيوعية والاشتراكية أثناء سردى لزيارة الفريق محمد احمد صادق فى وقت تلك الزيارة كان الكل مهموما بالهزيمة التى اخترع لها محمد حسنين هيكل إسما ألطف "نكسة" .. ومهموما بالثأر الذى كان اسمه السياسى "إزالة آثار العدوان" .. لقد طالب الشعب بالثأر فى مظاهرات تنحى جمال عبد الناصر يومى 9 و 10 يونية 1967 التى عمت أنحاء مصر .. أى قبل انتهاء المعركة التى أسمتها إسرائيل "حرب الأيام الستة" .. وبصرف النظر عن ما قيل بأن تلك المظاهرات كانت مدبرة وموجهة من الحزب الأوحد فى ذلك الوقت "الاتحاد الاشتراكى العربى" .. فالحقيقة التى لا ينكرها أحد هى أن كل الشعب خرج يهتف بنشيد من أناشيد 1956 "حنحارب .. حنحارب" برغم التوجه الاشتراكى للحقبة الناصرية .. وبرغم أن "الاشتراكية" هى الأساس الذى قامت عليه "الشيوعية" .. إلا أن التجربة الناصرية كانت لها نظرة خاصة إلى الاشتراكية تقوم على "تحالف قوى الشعب" ضد الرجعية والاستعمار بكافة أشكاله لم تقض على القطاع الخاص بل همشت دوره لتقوم الدولة بأدوار ليست لها .. حتى بيع الفراخ والفلافل ، نافست الدولة فيها القطاع الخاص .. لم تقض على الملكية الخاصة كما فى الشيوعية ولكنها قيدتها وحددتها .. لذلك كنت أنوى التملص من التهمة الضمنية بالشيوعية .. وممن ؟ من القائد العام للقوات المسلحة لضابط احتياط صغير .. يعنى كان فيها زيارة إلى ما وراء الشمس .. لولا تدخل قائد المستشفى أما إن كان سؤالك عن الاستقطاب فى أيام ثورة 1919 وامبراطورية زفتى فللإجابة على سؤالك يا سيدتى : لا .. لم يكن هناك استقطابا أيديولوجيا من أى نوع .. كان هناك هدف مشترك واحد .. وإن كان هناك استقطاب من نوع آخر .. بين زعيم الأمة الفلاح المتشدد فى المفاوضات (سعد) والسياسى الخبير المتمرس ابن الذوات (عدلى) رئيس الوزراء .. كلاهما يتصدران مشهد المفاوضة على إلغاء الحماية والاستقلال والدستور كل بطريقته .. يختلفان ويتفقان .. ولكن فى النهاية لصالح الوطن والقضية أشكرك أستاذ ابو محمد على التوضيح تبادر الى ذهنى الاستقطاب عندما حاول القائد الاعلى اتهام كاتبك بالشيوعية وسارعت بانكار التهمة عنه بانه اشتراكي تصوررت ان الاستقطاب دائما ما يكون وسيلة دفاع وردع من قبل الحكام للمختلفين مع انظمة حكمهم فان كانت الاشتراكية طريقا وخطوة للوصول للشيوعية فلما انكرها قائد القوات المسلحة على كاتبك كان المقصود اذن جعل الناصرية اشتراكية لا تؤول الى الشيوعية بحكم انها عمل فريد قام به عبد الناصر وربما ايضا لجعل اي انتقاد لها على انها ستؤول للشيوعية في غير محله شاكرة لك واسفة ان ابتعدت بك عن سياق الموضوع في فترة الستينيات والخمسينيات كان هناك فكرة ان الاشتراكية تختلف عن الشيوعية، وان الاشتراكية من الاسلام والشيوعية كفر. وشاعت الكتابات التى تمجد في الاشتراكية حتى انهم وصفوا الرسول صلى اله عليه وسلم بأنه زعيم الإشتراكيين (حديث الناس شركاء في ثلاث، الماء والكلأ والنار) وأن عمر بن الخطاب كان اشتراكيا وطبعا عبدالناصر كان اشتراكيا، أما بالنسبة للشيوعية فكانت تهمة تشبه تهمة علماني بتعريفات متأسلمي هذه الايام، ولاديني وملحد وكافر . الأخت الفاضلة "نور العين" أجابك الأستاذ "محمد" إجابة صحيحة مختصرة كانت "الشيوعية" فى العهد "الاشتراكى" من المحرمات :Exclam: أطلق جمال عبد الناصر على تجربته اسم "الاشتراكية العربية" ولولا أن اسم "مصر" كان قد انمحى فى ذلك العهد لكان اسمها "الاشتراكية المصرية" وذلك طبعا لصعوبة - بل لاستحالة - تطبيق الشيوعية فى بلد مثل "مصر" قد تستعجبين لو عرفتى أن سيد قطب كان اشتراكيا قبل أن "تستقطبه" الجماعة وهذا واضح فى كتابيه "العدالة الاجتماعية" و "معركة الإسلام والرأسمالية " وليس وصف الاسلام بأنه دين اشتراكى بغريب .. حتى قبل عبد الناصر بعقود ففى قصيدة "ولد الهدى" يقول أمير الشعراء فى مدحه لرسول الله عليه الصلاة والسلام الاشتراكيون أنت أمـامـهم .. لـولا دعـاوي الـقوم والغـلواء داويت متئدا وداووا طفرة .. وأخف من بعض الدواء الـداء نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة تساند جيشها الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونةتحيا مصر*********************************إقرأ فى غير خضـوعوفكر فى غير غـرورواقتنع فى غير تعصبوحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أبو محمد بتاريخ: 28 فبراير 2013 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 فبراير 2013 فتحت الموضوع واخترت اسمه انفعالا بما يجرى فى بورسعيد ومحافظات أخرى ومنذ حوالى شهر كانت المحلة قد أعلنت استقلالها إلى هذا الحد تحيا ثورة 1919 فى أعماق الوجدان المصرى :Exclam: قرأت بالأمس خبرا عن إغلاق الشهر العقارى فى بورسعيد بعد أن أعلن البورسعيدية أنهم سيتوجهون لكتابة توكيلات للقوات المسلحة لتفويضها فى إدارة شئون البلاد واليوم قرأت خبرا أن رئيس أحد الأحزاب قد كتب - بالفعل - توكيلا بهذا المعنى للفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة هذا التصرف هو استلهام لروح الشعب فى نوفمبر 1918 عندما توجه "الفرسان الثلاثة" سعد زغلول ، عبد العزيز فهمى ، على شعراوى إلى المعتمد البريطانى السير ريجنالد وينجت (فى اسكندرية شارع باسمه ننطقه "ونجد") وطلبوا منه - فى لقاء تاريخى - السفر إلى مؤتمر الصلح فى باريس فى أعقاب الحرب ليطالبوا باستقلال مصر وكان حسين باشا رشدى رئيس الحكومة فى ذلك الوقت قد توسط لترتيب هذا اللقاء التاريخى وبعد انصراف فرسان الوطنية المصرية قال السير وينجت لرشدى باشا : "كيف سوغ هؤلاء لأنفسهم أن يتحدثوا باسم الشعب المصرى" فما كان لهذا الاعتراض - بدلا من أن يحبط الوفد - إلا أن أوحى لهم بفكرة جمع توكيلات وانطلقت حملة جمع التوكيلات فى جميع أنحاء مصر برغم محاولات الاحتلال منعها بكل السبل وأمام عناد وغباء "الاحتلال البريطانى" جمع سعد مئات الآلاف من التوكيلات وكانت هذه هى صيغة التوكيل نحن الموقعين على هذا أنبنا عنا حضرات سعد زغلول باشا وعلى شعراوى باشا وأحمد لطفى السيد بك ومحمد على بك وعبداللطيف المكباتى بك ومحمد محمود باشا ولهم أن يضموا إليهم من يختارون فى أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حينما وجدوا السعى سبلا فى استقلال مصر تطبيقا لمبادئ الحرية والعدل التى تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى وحلفاؤها ويؤيدون بموجبها تحرير الشعوب فهل يتسبب عناد وغباء "الاحتلال الجديد" فى جمع "ملايين التوكيلات" ؟ نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة تساند جيشها الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونةتحيا مصر*********************************إقرأ فى غير خضـوعوفكر فى غير غـرورواقتنع فى غير تعصبوحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Alshiekh بتاريخ: 28 فبراير 2013 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 فبراير 2013 منذ ثلاث سنوات قام الشباب المؤيد للدكتور محمد البرادعي وقد إشترك في ذلك المحتلون الجدد وساهموا بأقصى طاقاتهم حيث إستطاعوا جمع حوالي نصف مليون توقيع وهي قوتهم الحقيقية من غير الزيت والسكر واكياس اللحم وشنط التموين. المهم أن التوكيلات كانت للدكتور البرادعي ولم تكن لأي من قادتهم، ولم يمر العام وكان النظام السابق قد انهار وتهاوى، ربما تكون فكرة جمع التوكيلات بشرة خير للخلاص منهم ويكون درسا للمصريين حتى يفكروا قبل أن ينساقوا وراء الإشاعات. -- {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11) ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم***************مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)***************A nation that keeps one eye on the past is wise!AA nation that keeps two eyes on the past is blind!A***************رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة***************رابط القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة***************رابط سلسلة كتب عالم المعرفة رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أبو محمد بتاريخ: 2 مارس 2013 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 2 مارس 2013 وليس وصف الاسلام بأنه دين اشتراكى بغريب .. حتى قبل عبد الناصر بعقود ففى قصيدة "ولد الهدى" يقول أمير الشعراء فى مدحه لرسول الله عليه الصلاة والسلام الاشتراكيون أنت أمـامـهم .. لـولا دعـاوي الـقوم والغـلواء داويت متئدا وداووا طفرة .. وأخف من بعض الدواء الـداء وفى القصيدة العمرية التى نظمها فى الفاروق عمر رضى الله عنه نراه ينظم ما جاء عن نياق ابنه عبد الله - المشهورة فى الأثر - فى الأبيات الآتية و مـا وقى ابنك عبد الله أينقه **** لما اطلعت عليـهـا في مراعـيهـا رأيتها في حماه وهي سارحة **** مثل القصـور قد اهتزت أعاليهـا فقلت ما كان عبد الله يشبعهـا **** لو لم يكن ولدي أو كان يرويـهـا قد استعان بجاهي في تجارته **** و بـات بـاسـم أبي حفص ينميهـا ردوا النياق لبيت المال إن له **** حـق الـزيـادة فـيـهـا قبل شـاريها و هـذه خـطـة لله واضـعـهـــا **** ردت حقوقـا فأغـنت مـستميحيهـا مالإشـتراكيـة المنشود جانبها **** بين الورى غير مبنى من مبانيها فإن نكن نحن أهليها و منبتها **** فـإنــهـم عرفـوها قـــبـل أهـلـيــها نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة تساند جيشها الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونةتحيا مصر*********************************إقرأ فى غير خضـوعوفكر فى غير غـرورواقتنع فى غير تعصبوحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان