لماذا يكره المصريون أنفسهم في الدراما؟

[Sherief AbdelWahab]

جاء منع فيلم أبو العربي في بورسعيد لغزاً كبيراً .. أثار تساؤلاً عمره عقود من الزمان..هل يكره المصريون أن يتم التعبير عنهم في الدراما إيجاباً أو سلباً؟

كانت الدراما المصرية عموماً سينما أو تليفزيون محصورة في عدة أماكن ، القاهرة والإسكندرية والريف والصعيد ، بحكم نشأة الكتاب والمخرجين بشكل عام ، أو لاستخدام الريف كرمز لمصر كما في أعمال الروائيين يوسف جوهر أو ثروت أباظة أو يحيى حقي ..

ثم بدأت الدراما تنتقل وتغير أماكنها وتظهر المشاكل!

في الثمانينيات عرض مسلسل "الهويس" وهو من إخراج سمير الفلال أو منير التوني على ما أذكر ، وتناول المسلسل بورسعيد ما بعد الانفتاح ، واعترض أهل بورسعيد بكل عنف على المسلسل الذي كان مهدداً بعدم عرضه بعد إذاعة بضعة حلقات منه ، استكمل عرض المسلسل ، ولم يعاد منذ ساعة عرضه!..كذلك انتقدت معظم الأفلام التي تناولت بورسعيد بشكل أعنف بكثير مما تحتمل تلك الأفلام ومن مستواها ..ومن ضمنها حسن اللول على سبيل المثال..

نفس الشيء حدث مع الأفلام والمسلسلات التي تناولت سيناء ، فمنع مسلسل السرداب من العرض على القنوات الأرضية المصرية رغم تميزه ، ودون سبب واضح ، وفي المسلسل يقوم صلاح السعدني بدور تاجر مخدرات من بدو سيناء كان عميلاً لإسرائيل ، وتتصدى له شقيقته "سوسن بدر"..

هل يجب أن تكون لدينا نحن أهالي الأقاليم روح رياضية في التعامل مع الدراما؟ ..خاصة وعلينا أن نعترف أن مصر كلها لم تعد كما كانت وليست كما ينبغي.. وأن كل أقاليم مصر امتصت تداعيات هذا الزمن وسلبيات بدون استثناء..أم يجب أن تكون لدى مبدعي الدراما إن صح وصف بعضهم بالمبدعين روح رياضية في التعامل مع أقاليم مصر ..دون أن أسمع شخصاً يعير الآخر بأنه من الدقهلية ، وسهير زكي تقول في فيلم واحدة بواحدة : في صحة الشرقية!

خلص الكلام