مظاهرات واحتجاجات على زيارة شارون لمصر

[amr2003]

مظاهرات واحتجاجات على زيارة شارون لمصر

القاهرة- محمد جمال عرفة- إسلام أون لاين.نت/ 7-2-2005

تستعد نقابات مهنية وأحزاب مصرية معارِضة لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون -في أول زيارة يقوم بها لمصر منذ توليه عام 2001- بمزيج من الاعتصامات والاحتجاجات والبيانات الغاضبة التي تعبر عن رفضها لزيارة "شارون" لمدينة شرم الشيخ، حيث سيعقد قمة الثلاثاء 8-2-2005 مع زعماء مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، فيما شهدت عدة جامعات مصرية مظاهرات طلابية تنديدا بالزيارة.

وشهدت جامعة الإسكندرية (شمال مصر) الإثنين مظاهرة حاشدة عبر خلالها الآلاف من طلاب الإسكندرية عن رفضهم لزيارة شارون الذي وصفوه بـ"السفاح". ومن بين الهتافات التي رددها الطلاب: "يا شارون بره بره، مصر بلدنا حتفضل حرة"، "مش هنسلم مش حنلين، مش حنقابل كلب لعين".

كما قام طلاب بإجراء اتصال هاتفي خلال المظاهرة بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خاطب خلاله الطلاب قائلا: "لن نقبل هدنة رخيصة بلا ثمن؛ فالانتفاضة مستمرة حتى يخرج آخر جندي صهيوني من أرضنا (..) وقضيتنا الجوهرية هي انتهاء الاحتلال وأي مدخل لعلاج القضية دون رحيل الاحتلال فهو مدخل خاطئ".

كما احتشد الآلاف من طلاب جامعة الزقازيق (نحو 100 كيلومتر شمال شرق القاهرة) في مظاهرة مماثلة هتفوا خلالها: "يا شارون يا لعين اطلع بره أرض النيل".

وفي القاهرة دعت نقابة الصحفيين المصريين، ونقابيون، لاعتصام احتجاجي الثلاثاء 8-2-2005 بمقر نقابتهم احتجاجا على زيارة شارون وانعقاد قمة شرم الشيخ، ووصفت نقابة الصحفيين -في البيان الصادر عن "لجنة دعم الانتفاضة" بالنقابة- القمة بأنها "خطوة جديدة على طريق الاستسلام وتصفية القضية الفلسطينية".

كما انتقدت أحزاب مصرية إسلامية وناصرية مثل حزب العمل والحزب الناصري، وصحف مستقلة، الزيارة واعتبرتها مكسبا كبيرا لشارون الذي ظلت القاهرة ترفض طلبه زيارتها بسبب مواقفه العدوانية من الشعب الفلسطيني ومن مصر، ووصف بعض هذه الأحزاب الزيارة بأنها "تدنيس" لأرض مصر، وتنازل مصري لأمريكا وإسرائيل.

وكانت مظاهرات لمعارضين مصريين قد نظمت في معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يزوره يوميا آلاف المصريين، عقب صلاة الجمعة 4-2-2005 ترفض زيارة شارون لمصر.

وندد المتظاهرون "باستضافة مصر للصهاينة الذين يرتكبون جرائم يومية ضد الشعب الفلسطيني المجاهد"، وأعلنوا رفض المصريين لتلك الزيارة، كما حيوا جهاد الفلسطينيين المتواصل أمام "الإرهاب الصهيوني"، مطالبين الرئيس مبارك بالتراجع عن دعوة شارون.

وترى مصادر رسمية مصرية أن قمة شرم الشيخ وانخراط شارون في العملية السلمية -التي يتهرب منها- مرة أخرى هو مكسب فلسطيني ومصري، وتقول بأن أهداف المبادرة المصرية -في ظل إدارة أمريكية غير متعاونة ومنحازة بالكامل لإسرائيل- تظل إعادة شارون لمسار التسوية الذي لا يرغب فيه.

أول زيارة لرئيس الوزراء شارون

شرطي مصري ينظم عملية السير في شرم الشيخ غداة انعقاد القمة

وكان إعلان سابق للرئيس مبارك في فبراير 2003 بأنه سيدعو شارون لزيارة مصر قد أثار غضب قوى معارضة مصرية وأوساط إعلامية اعتبرتها تنازلات مصرية لصالح شارون، مما دعا القاهرة لاحقا لتأكيد أن زيارة شارون لمصر مشروطة بقبوله خطة خريطة الطريق لتسوية القضية الفلسطينية.

وقال الرئيس مبارك -في تصريحاته لجريدة "الجمهورية" المصرية في 3 فبراير 2003: إنه لا يوجد بينه وبين إريل شارون رئيس وزراء إسرائيل "سوى القضية الفلسطينية التي نسعى إلى حلها حلاً عادلاً وشاملاً"، وإن شارون سبق أن اتصل به أثناء المدة الأولى لرئاسته الحكومة الإسرائيلية طالباً الحضور إلى مصر لمناقشة الأوضاع، حيث كانت المناطق الفلسطينية تشهد حينئذ أعمال عنف وتدمير.

وبرر مبارك دعوة شارون بقوله: "وجدت من المناسب أن أتصل به وأن يتم التعامل معه بأسلوب جديد، ودعوته بعد أن ينتهي من تشكيل حكومته للقاء في شرم الشيخ لنبحث وسائل الخروج من عنق الزجاجة والعودة إلى طريق الحوار وطاولة المفاوضات".

وتعد زيارة شارون لشرم الشيخ الأولى من نوعها التي يقوم بها لدولة عربية منذ توليه رئاسة الوزارة في فبراير 2001.