ومَن يذكر "هولوكوستنا"؟!

[amr2003]

ومَن يذكر "هولوكوستنا"؟!

بقلم: د. أحمد نوفل

إخوان أون لاين - 08/02/2005

العالم كله مشغول هذه الأيام بقضية هولوكوست اليهود في معسكر "أشفتس"، والإعلام في العالم قضيته الأولى التي يدندن من حولها ويدير لها الحوارات هي ذات القضية، والإعلاميون العرب في إذاعة لندن "الأكثر سمية" يُشعروننا بالغثيان من طريقة الطرح والمعالجة والارتماء والاسترضاء.

وأشهد أنَّ اليهود فنانون مبدعون في جعل العالم كله يعيش عقدة الذنب، ويستشعر الإثم إلى يوم القيامة في شأن غلطة في حق "خير الأمم"، ولا يعرف كيف يكفر عنها، بالمال تارةً، والتبعية تارةً، والبرامج الإعلامية الدعائية لهؤلاء القتلة اللابسين ثوب الضحية تارات.

واليهود فنانون في تسويق المسألة من باب أن المقصود ليس خصوص قضية اليهود، وإنما المقصود أن تتعلم الشعوب درسًا في التعايش وعدم إقصاء الآخر، وإنسانية التعامل، وهو كلام في ظاهره الرحمة وفي باطنه السوء المركَّز وأشد العذاب.

هذا العالم الذي يسيل رقةً وعذوبةً ونعومةً إذا ذُكرت قضية اليهود، ويَعمَى ويصم آذانه إذا ذُكرت قضية سواهم، لماذا لا يذكر العالم المنافق قضية إبادة شعب بأكمله بعشرات الملايين، هم الهنود الحمر في أمريكا.. وكندا.. لماذا لا يذكر العالم الغربي المجرم- سياساته- مذابح التوتسي والهوتو التي أشعلها هو فحصدت الملايين؟!

لماذا لا يذكر حرب العراق وإيران وهو الذي أشعلها؟! لماذا لا يذكر حرب فيتنام التي قصفت بخمسة وأربعين مليون طن متفجرات بمعدل طن لكل مواطن؟! لماذا لا يذكرون نجازاكي وهيروشيما؟! لماذا لا يذكرون مليون ونصف المليون قتيل في الجزائر أبادتهم فرنسا بدم بارد؟! لماذا لا يذكرون مثل هذا العدد مات في حصار العراق؟! ومثل هذا العدد في حرب السودان؟! ومَن موَّل جون قرنق بالمال والسلاح والعتاد طيلة هذه السنين حتى قَتل من الشعب السوداني مليون ونصف؟! والقائمة طويلة جدًا..

فمَن يذكر عشرات الملايين من المسلمين هجَّرهم ستالين ودفن الملايين منهم تحت ثلوج سيبيريا؟! مَن يذكر أن بعض جمهوريات الاتحاد السوفييتي- التي قصفت بالقنابل الذرية المحدودة- لتعرف روسيا على الطبيعة آثارها ونتائجها، وما زالت المواليد هناك تولد مشوهةً حتى الآن؟! مَن يذكر تلويث العراق منذ سنة90 باليورانيوم المنضب؛ حيث ارتفعت نسب السرطان، ونسب المواليد المشوهة، ومات ملايين من أشجار النخل؟! مَن يذكر مئات آلاف القتلى في الحرب اللبنانية التي موَّلتها ودعمتها الكيان الصهيوني بحيث لا يمرُّ يوم على لبنان دون دماء وأشلاء؟!

وبخصوص القضية الفلسطينية مَن يذكر عذابات شعب منذ ستين سنة.. أن عذب اليهود ستة أشهر؟! مَن يذكر تهجيرهم في قارات الأرض؟! مَن يذكر المذابح المرتكَبة بحقهم في كل يوم؟! من يذكر دورهم المهدمة فوق رؤوسهم وسكناهم في العراق؟! من يذكر المذابح المنهجية المنظمة لهم في دير ياسين وصبرا وشاتيلا وغيرها؟!

لماذا ذاكرة العالم لا تعي ولا تستوعب إلا عذاب اليهود، ولا تلتقط الكاميرا ولا يلتقط العقل عذاب غيرهم؟ لماذا تنشط الذاكرة وتنعش وتحقن باستمرار لتبقى قضايا اليهود حاضرةً عتيدةً، ويُطلب من بقية العالم أن يشطب ذاكرته؟! لماذا في بقية القضايا يُطلب من الناس التسامح وطيُّ الصفحات والصفح الجميل ونسيان الماضي، ويرتهن العالم كله في ماضٍ مفعم بالتزوير والتضخيم والدعاية والأكاذيب؟! لماذا لا يجد الغربي غضاضةً من المجتمع في إعلان إلحاده وكفره بكل الأنبياء ويتطاول على عيسى، ولا يجرؤ غربي أن يُناقش "المحرقة" أو أن ينقص من ضحاياها واحدًا؟!

ألفُ "لماذا" معلقة بلا جواب.. والمشكلة أن الذين اكتووا بنار المحرقة- كما يضخمون ويزعمون- يعيدون إنتاج المأساة والمحرقة بحق الشعب الفلسطيني الذي هو جزء من أمة هي الوحيدة التي حمتهم واحتضنتهم!!

يا وسائل إعلامنا في عالمنا الإسلامي المشلول، المغلول الإرادة، المحلول العزم.. لماذا لا تُحيا قضايانا، وتوقَد النار في هشيم النسيان الذي يملأ فضاءَنا؟ لماذا لا يذكر أحد حتى نحن أنفسنا "الهولوكوست" الخاص بنا في تاريخ كل بلد استُعمر، وحتى اليوم في العراق وفلسطين؟! والمسئولية في نسيان هولوكوستنا مسئولية مَن؟

ورضي الله عنه الذي كان يقول: لو أن بغلةً عثرت في العراق لكنت مسئولاً عنها.. فمن المسئول اليوم عن أمة تتعثَّر وتتبعثر ويُقام لها في كل يوم هولوكوست ويُطلب منها أن تتذكر هولوكوست الآخرين؟ وعجبي!!

[Sherief AbdelWahab]

الطريقة التي يتعامل بها الإعلام العربي مع الهولوكوست العربي ومجازر صابرا وشاتيلا طريقة منتقدة .. تعتمد تماماً على المباشرة والفجاجة .. سواء من خلال البرامج أو من خلال الدراما.. فنحن والحمد لله لا نعترف بالإعلام كحرفة وكحرفية ..رغم المليارات المستثمرة في مجال الفضائيات تحديداً.. فلا إعلام إلا ما يقوله الضقاترة مدحاً في ريادة صفوت الشريف وإصلاحات البلتاجي ..بس خلاص!

هذا لا يمنع أننا - لأسباب متعددة - فقدنا قابليتنا لدى من يجب عليهم معرفة ما حدث!

خلص الكلام

[Sherief AbdelWahab]

هناك واقعة غريبة الشكل لنا أن نذكرها ونفهمها..

كانت هناك مباراة ودية بين السعودية و المجر ، وخرج مسئول مجري رفيع يقول ما معناه أنه كان هناك إرهابيون في الفريق السعودي..وأن الفريق المجري استطاع إيقاف الإرهابيين عند حدهم!

تصريح أحمق لا يخرج إلا من طفل ، حتى لو اعتذر للسفراء العرب كما فعل لاحقاً.. لكن السؤال هنا..ببساطة شديدة:

كل القنوات الفضائية وإمبراطورية الإيه آر تي والام بي سي وربما الدي دي تي فشلت في حماية صورة مواطني السعودية مهما فعلت ...لماذا؟ وماذا عنا نحن كمصريين عندما تسوء صورتنا؟

خلص الكلام