ابو خليل بتاريخ: 12 فبراير 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 12 فبراير 2005 لا اعني بهم الأدباء الذين يخرجون عملا فاشلا … فيتركون علي آثره الكتابة الأدبية للابد و يصبح هذا العمل الأدبي هو عملهم الأول والأخير . بل اعني نمط غريب من الأدباء ، نمط يلمع فجأة في عمل أدبي عبقري ، ثم ينزوي فيما بعد في دائرة النسيان ، فلا ينتج أي عمل أدبي آخر ……..او ينتج أعمال أدبية ولكنها تخرج دون مستوي عمله الأول الجميل .. وهي ظاهرة منتشرة .. ليس علي المستوي العربي فحسب بل على المستوي العالمي .. و قد اختلف الكثير من النقاد في تفسير هذه الظاهرة ، فبرغم الحفاوة البالغة التي يلقاها مثل هؤلاء الأدباء عند ظهور عمله الأدبي الأول إلا انهم ينزوون بعدها في الظل . وسأقصر هذا المبحث المختصر على نماذج من العالم العربي : ففي نطاق العالم العربي ظهرت أسماء مثل : 1- الطيب صالح الذي اخرج للمكتبة العربية واحدة من اجمل الروايات العربية ( موسم الهجرة إلى الشمال) .. و تنبأ الجميع بميلاد مدرسة جديدة في فن القص العربي … ومنذ صدور الرواية في منتصف الستينات .. و ألفت عده اطروحات جامعية (ولا يزال يؤلف ) عن هذه الرواية الرائعة . التي تعد من كلاسيكيات الفن القصصي العربي … لكن .. لم يقدم الأديب الشاب بعدها عملا يرقي إلى هذه الرواية وقدم عده أعمال دون المستوي .. مثل (عرس الزين ) وتفرغ بعدها لكتابة المقالات النقدية .. !!!!!! 2- عادل كامل : ظهر في الساحة الأدبية مع ظهور عملاق الأدب العربي (نجيب محفوظ ) و قدم مسرحية نالت استحسان الجميع هي ( ويك عنتر ) ولكن من بعدها توقف نهائيا عن الكتابة .. إلا بعض المقالات النقدية القليلة . ثم عاد في التسعينات ليصدر رواية جديدة كانت دون المستوي تماما! 3- سعد مكاوي : أطلق في الستينات قنبلته ( السائرون نياماً) لتعد واحدة من ابرز روايات الستينات ، ولم يكتب بعدها رواية ترقي إلى نفس المستوي ………………. فقط ألف عدة قصص قصيرة ضمنها في مجموعته ( الرقص علي العشب الأخضر ) . 4- وغيرهم الكثير من الأدباء الذين لمعوا … ثم اختفوا … إن ظاهرة أدباء العمل الواحد ظاهرة جديرة الدراسة ، ظاهرة تستحق ان نبحث في اسبابها .. وقد سئل اغلب أدباء العمل الأدبي الواحد (مرارا) عن سر هذا الكمون ؟ فتشابهت ردودهم .. و كلها تدور في فلك .. ( هجرنا وحي الكتابة !) نمسك بالقلم و لكنه لا يكتب ! و في رأيي ان تفسير هذه الظاهرة يرجع إلى : 1- ان أديب العمل الواحد لا يكتب عمله الأول بإحساس الكاتب المحترف .. بل يكون هذا العمل نتيجة لتجربة شخصية قوية مرت به واثرت علي مشاعره .. فصار ينفس عما بداخله من مشاعر في شكل عمل أدبي … لم بكتبه بحرفية بقدر ما كتبه بصدق ! و هذا في رأيي اقوي الأسباب التي تؤدي إلى ان يصبح الكاتب فيما بعد عاجز عن إيجاد أفكار جديدة او إبداع عمل فني من وحي خياله ، او ان يبتكر الجديد من الشخصيات . 2- انشغال أديب العمل الواحد فيما بعد بأعمال أخرى ابتعدت به عن نطاق الأدب . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان