اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

اركض .. وحين تتوقف سنقتل حبيبتك


مهيب

Recommended Posts

وتمر الأيام ... خادعة .. ثقيلة الوطء.. لزجة الأنفاس ... أركض وحدى ... بهستيرية مجنونة .. خوفا من أن يقتلوا حبيبتى ... أركض و أركض ... لكن الى أين ؟؟؟ مازلت أجهل وجهتى ... تتقطع أنفاسى ... تتلاحق ... أكاد أن أسقط مغشيا على ... ولا أحد يهتم .. من أنا حتى يهتموا بى .. من أنا حتى يقفوا ولو للحظة ليعيدوا التفكير ... أحمق آخر اعتقد أنه يفهم ... أحمق آخر يحاول أن يدير تروس عقله و يفكر .. ظنا منه أنه لن يعيش دون تفكير... أحمق لم ينظر حوله ويرى السائرين نياما ... وحينما تحدثت ... حينما نطقت ... وضعوا أصابعهم فى آذانهم و استغشوا الثياب ...

يأتى الليل بسرعة ... يأتى حاملا كل الكوابيس .. كل المسوخ ... كل وحوش الظلام ... يأتى و يسأل عنى الناس ... يأتى فقط ليخيم على أنا .... كنت قد ظننت أننى قد هزمت الوحدة ... سحقا لجهلى ... أى وحدة تلك التى هزمتها ... حبيبتى مازالت معلقة من رقبتها ... لمسة من قدم جندى قاس تكفى لشنقها ... وضعوا المشنقة حول جيدها المرمرى ... وأوقفوها على الكرسي ... قالوا لى أركض ... أركض ... وحينما تتوقف سنقتل حبيبتك ... ظللت أركض كالمجنون .. أياما أركض ... أأكل و أنا أركض ... أشرب و أنا أركض .... أنام و أنا أركض ....

أتذكر يوما ابتسامتها وصوت ضحكاتها حين أفزعتنى هرتها الصغيرة ... لقد أنسوها معنى الابتسام ... ذبحوا هرتها الصغيرة ... أوقفوها على الكرسى و علقوا الحبل الغليظ حول جيدها... ربطوا يديها الرقيقتين خلف ظهرها ... يديها العطرتى الرائحة ... وهأنذا قد عدت وحيدا من جديد ... سيقتلوها حين أتوقف ... أعلم هذا ... هم صادقين فى وعودهم .... لكنى لن أسقط مغشيا على ... حتى لا أفيق ... سأسقط ميتا والا لن أسقط

قالوا لى أن شموسا عديدة ستشرق اليوم ... كذبوا .. فليس لى الا شمسا واحدة... شمسا دافئة أحيانا و ساخنة أحيانا ... شمسا مقيدة الآن ... شمسا ذات يدين عطرتى الرائحة...

رأيت نظرة عينيها وهم ينتزعون منى سيفى ... رأيت نظرة عينيها وهم ينتزعون أظافرى ... رأيت نظرة عينيها وهم يأمروننى بالركض ... رأيت فتاتى تتظاهر بالتماسك ... ترفع رأسها .. تنظر الى السماء .... رأيت دموعا و بكاءا مكتوما ...

حين دخلوا مدينتنا .. قتلوا كل من فيها .. قتلوهم قبل أن يخرجوا أصابعهم من آذانهم ... قبل أن يفطنوا ماذا حدث ... حتى وهم يموتون لم يفكروا ... ماتوا كما عاشوا ... دون أن تعمل آلات عقولهم ... وبقيت أنا .. وبقيت هى... تريدون تسلية ؟؟... تريدون رواية تروونها لأصدقائكم حين تعودون ؟؟... حسنا ستحصلوا عليها ... هنيئا لك أيها الجندى ... فاليوم ستفعل شيئا لم يفعله انسان من قبل .... ستقتل ملاكا .

فكرت أن أغمد سيفى فى قلبها قبل أن ينتزعوه منى ... خفت أن يسيئوا لها بعد موتى ... الا أننى لم أستطع ... أعلم أنهم لن يسيئوا لها لو مت ... فقط سيركل ذلك الجندى بحذائه الغليظ الكرسي الذى تقف عليه ... فقط سيقتلوها ... لكنهم لن يسيئوا اليها...

عفوا حبيبتى ... ليت أهل المدينة استمعوا الى ... ليتهم فكروا ... ليتهم قدروا ... ليتهم أعملوا عقولهم ... قد حذرتهم كثيرا ... وحينما جاءوا فى الليل ... لم يستطع سيفى أن يصمد أمام سيوفهم الغليظة ... لم أستطع

الأفق يهتز أمامى ... دمائى أصبحت تعانى كى تنتشر فى جسدى ... أحيانا يبدو الموت بعيدا للغاية ... فلتمت الان أيها القلب ... كف عن ضخ الدم بالله عليك ... أفعل شيئا ... افعل شيئا و مت

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

تهديها الي السائرين نياما؟

ذكرتني برائعة سعد مكاوي !!

العنوان شديد الايحاء ..

وكذلك الاهداء

اتمني لك كل التوفيق !!

رابط هذا التعليق
شارك

اخي الكريم مهيب ..

لعل من حسن حظي ان اعثر على كاتب مثلك يشجعني على الاستمرار في هذا المنتدى الذي لا يهتم كثيرا بالادب ..

لك ملامح واضحة .. وابعاد نفس فلسفية ان صح التعبير ..

ومت وانفصلت الروح عن الجسد ، لكنها أبت ان تغادر المكان ، الأفق المهتز زمجر ، وماتت حبيبتي شنقا ، وامتزجت الروح بالروح ، والجلاد هناك يظن انه انتصر ...

اخي الكريم .. لشد ما استمتعت بالعمل ...

تحية لقلمك ...

خالص تحياتي ...

رابط هذا التعليق
شارك

من زماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

اااااااااااان

لم اقرا شىء بمثل هذا التعبير الصادق :blink:

sng:: حقبقى رائعه

لك التوفيق باذن الله ty:)

انما الامم الاخلاق ما بقيت .............. فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا

...................................................................!

وعلمتنى الحياه اضحك لأحبابى

واضحك كمان للعدو علشان يشوف نابى

واخده كمان بالحضن لو خبط على بابى

فيحس انى قوى وميشفش يوم ضعفى.......

قناتى ع اليوتيوب ....

صفحتى ع الفيس بوك .....

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 4 أسابيع...

شكرا عزيزى أبو خليل ... فعلا هى اهداء للسائرين نياما .... لمن اعتقدوا ان مجرد انكار الحقيقة سيزيلها من الوجود ... أو من اعتقدوا ان الغاية من وجودهم أن يكونوا موجودين ... تفهمنى ..أليس كذلك؟؟؟

أسامة ياسين ... أشكرك جدا على اطراءك ... حاولت أن أبرز الشعور بالعجز ... لمن حاول وحده أن يسير فى الاتجاه الصحيح ... كان يحتاج لباقى القطيع معه ... كان يحتاجهم ... لكن القطيع لم يعد يفكر ... فأصبح وحده ... عاجزا عن انقاذ حبيبته ... و الذنب ليس ذنبه فى النهاية ...

هشام ... شكرا لاطراءك ... ويارب دايما تعجبك كتاباتى ...

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

مهيب...اسامة يس....هشام جنيدى ..

تحياتى ....

كيف تقول يا اسامة لايوجد فى هذا المنتدى من يهتم بباب الشعر ؟؟..ما الذى اوحى اليك يا اسامة بهذا الاحساس ؟؟

عدم التعليق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟....عدم كتابة رد ؟؟؟

انا احب النظر للنجوم كل يوم ...واتأمل السماء كل لحظة ...ويبهرنى المطر ...اتأمل قطراته فوق اوراق الشجر وكأنه لؤلؤ منثور ...

لن اردد كل يوم ....رائعة ايتها النجوم ...رائع انهمار المطر وكأنه ثورة صاخبة ...

اتأمل واستمتع ....

قرأت كل ما كتب ...سواء ما كتبتوه انتم او ...عابر سبيل والبنت المصرية ودكترة

وشانا ...ومحسن وعبود .اوغيرهم كثيرون ..

بصراحة كتابات مهيب اكثر من رائعة ...تجعلنى اتأمل واغبطه على عمق احساسه وسهولةتصويره لهذا العمق ..

اقول بينى وبين نفسى ....انها احاسيس تستحق ..الصمت .

اشعر ان اى تعليق سوف يخل بهذا السكون فى محراب الاحساس المرهف ...

اتابعكم ....وسأظل اتابعكم حتى لو لم اعلق ...

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

الى السيدة الفاضلة جدا سلوى ...

لن تتصورى كم أسعدنى ردك فى مداخلتك ... لن تتصورى كم أسعدتنى كلماتك الرقيقة التى وصفتى بها اضافتى المتواضعة .... حقا كلماتك أسعدتنى ... فكرت فى أن يكون ردى على كلماتك عملا أدبيا لكنى لم أستطع ... فقط سأجعله كلاما من القلب ... فوضويا عفويا صادقا ... فاعذرينى لو امتلأ ردى بجملة كلماتك أسعدتنى ...

و ان أردت الدقة فقد أسعدتنى و أرعبتنى فى الوقت ذاته لمعرفة أنك تقرأين ما أكتب ... ولست أدرى لماذا ... لكنى و صادقا أقول ... خفت حقا ... ان مصارعة المينوتور فى ساحة الأكروبوليس لهى أقل ارعابا ... ربما بسبب المسؤلية ... ربما بسبب مشاركاتك و كلماتك الرقيقة المنثورة فى المنتدى هنا و هناك ...

الا أننى أختلف معك قليلا فى مسألة التعليق ... صدقينى نحتاجه ... انتى لا تعلمى تأثير تعليق لهشام الجندى أو أسامة يس أو أحمد سلطان أو محمد ... أو بنت مصرية .... ربما أن الاغتراب يزيد افتقاد المرء للاهتمام .. أو لقليل من النقد يجعل اليوم محتملا .... انتى تعلمين كثيرا عن الاغتراب ... لكنى لست متأكدا اذا كنتى تذوقتى الاغتراب و قد خالطه شىء من الوحدة ... مزيج رهيب ... يحتاج لمسكنات ...

أسعدتنى كلماتك ... و أشكرك بشدة ... أشكرك بحرارة ... اشكرك بافراط

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...