أين حق الشهداء؟

[eslam elmasre]

بالامس كان يمر من امامي شاب أعرفه جيدا

انه من مصابي الثورة كان يرتكز على امه اثناء ذهابه للمستشفي لاستكمال علاجه من اصابة اصابته يوم جمعة الغضب في قدمه واصبح من بعدها شاب عاجز يدور على المستشفيات ومراكز التأهيل لمحاولة إصلاح ما فقده الشاب الذي تعدى العشرين بقليل اصبح عاجزا عن العمل ويحتاج لمن يعاونه اثناء الحركة وما اصعبها

قالت له امه لا تذهب الى ميدان الثورة ولكنه اصر على الذهاب والمشاركة

في الحقيقة هو شاب معدم وظروفهم المادية سيئة للغاية وكانت تحركه رغبة واحساس بالظلم الاجتماعي يعاني منه هذا الشاب وغيره الكثير ممن يشعرون بالظلم الطبقي فهناك من يأكل بملعقة ذهب وهناك من لا يستطيع ان يأكل بيديه فقط لانه لا يجد الطعام وبالتالي اعطت له الثورة بصيص من الامل انها لو قامت قد ينصلح الحال وتتغير التركيبة الطبقية للمجتمع الظالم

وعلى الرغم من ضيق الحال الا انه استطاع بمجهود شخصي ان يلتحق بكلية الهندسة بدون دروس وبدون مساعدة من احد ثم شاهد على الطبيعة الفروق الطبقية بينه وبين غيره من زملائه وترسب داخله كره شديد لهذا المجتمع الظالم مما دعاه للمشاركة بحماس في تلك الثورة وكانت نتيجتها انه اصبح عاجزا عن العمل واكمال دراسته التي تحتاج لتواجد يومي في الكلية

ودائما كما يقولون الدنيا ماتجيش الا على الغلبان فقد دفع الثمن هو وغيره من المظلومين اجتماعيا بين شهيد وجريح اما اصحاب النصيب الاعلى فلم يصبهم اي ضرر رغم انهم كانو المحرضين والقواد لهذه الثورة

ثم يحصدون ما دفعه هؤلاء من دمائهم واعضائهم التي تلفت او بترت

ثم يجلسون على المقاعد الوتيرة والمكاتب المكيفة يديرون البلاد ويرمون الجميع بالباطل والتخوين

وينسون حق الشهداء والمصابين واذا علت الرياح عليهم يرمون لهم بعض الفتات حتى يهدأ هؤلاء المساكين الذي يؤمنون بمبدأ القناعة كنز لا يفنى

بكيت من هذا المشهد عندما رأيت شاب من دور ابنائي وهو يرتكز على امه التي ارى في عينيها الحسرة والالم وكأنه مكتوب عليها وعلى امثالها ان تدفع اثمان كل شيء في هذه البلد حتى يزداد الغني غنى الحاكم قوة

اين حق الشهداء ؟

هل نسيناه

وكيف لنا ان ننساه

هل اصبحنا بهذا السوء

هل تعتقدون ان الثورة انتهت بجلوسكم على الكراسي الوتيرة

بئس القوم انتم يا من اصبحتم ملوك مصر وفراعينها