اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

د. أحمد زويل يتحدث عن العالم الجديد


mb14

Recommended Posts

د. أحمد زويل يتحدث عن العالم الجديد

إنه عصر العلم.. فقط

الروشتة.. تعليم.. بحث.. واستراتيجية واضحة

ما أمتع الاستماع إلي التحليل السياسي من عالم كيمياء فائز بجائزة نوبل.. ورغم حديث الدكتور زويل بدار الأوبرا عن قضايا علمية واقتصادية وسياسية هامة لم يصفق له الحاضرون سوي مرتين. الأولي عندما قال إن عدد الفضائيات في العالم العربي يفوق عدد مؤسسات البحث العلمي.. وتحدث عن الفيديو كليب الذي قال عنه إنه لم يعرف ما يقوله لأولاده عندما شاهد كل هذا "الهز" وقال إنني أحب المرح ولست "قفل" لكن أتمني أن نواكب العالم الحديث الذي تشغله اكتشافات الفضاء لكننا مازلنا نتحدث عن "المعلم كرشة".

للشباب تحدث زويل عن بعض الصعاب التي واجهته في مصر بعد حصوله علي منحة للدكتوراة من جامعة بنسلفانيا حيث اضطر للسفر يوميا بين القاهرة والإسكندرية لمدة شهر ونصف حتي ينهي الإجراءات. بعدها رفض مجلس القسم سفره لأن المنحة بها اسمه وكان شرطا أن تكون لشخص غير معروف وطلب القسم أن يقول جميع المعيدين أنهم لا يرغبون في تلك المنحة حتي يوافق لزويل.

طرح زويل الموقف علي المسئولين في جامعة بنسلفانيا فأرسلوا له المنحة "لشخص غير معروف".. وبعدها ذهب المعيد زويل ليقابل رئيس جامعة الإسكندرية. فقال له عم محمد ساعي رئيس الجامعة "أنت فاكرها سهلة.. شيل البوستة وتعالي ورايا".. وكانت تلك هي المرة الثانية التي صفق فيها الجمهور لزويل.

نحو عالم جديد

تحدث زويل عن التغيرات التي حدثت عالميا تحت عنوان "نحو عالم جديد" محاولا طرح عدد من الأسئلة منها: ما هي القوي السياسية والاقتصادية التي تسبب التغيرات في العالم؟. هل ما يحدث الآن في العالم هو بالفعل جديد في تاريخ البشرية؟. وكيف يمكن أن نشارك في العالم الجديد؟.

قال إنه يفخر برؤية شباب مصر الذي يقولون عنه إنه تغير كثيرا عن أيامه ويسعد عندما يشاهد الشباب يتدفق علي الأوبرا بالآلاف ليستمع إليه ووجه شكره للأوبرا التي تحرص علي استضافته في هذه الأمسيات الجميلة.

موضوع حديثه دار حول العالم الجديد وضرورة النظر إلي المستقبل والتفكير فيما يمكن أن يحدث.. وقال لابد أن يكون لدينا تصور للأحداث خلال 100 عام تقريبا.

تمني زويل أن يكون حديثه موجها إلي طريق الأمل وليس الإحباط.. وحدد الفكرة من لقائه السنوي وهي تبادل الحديث عن موضوعات العلم العصرية والتكنولوجيا.

* قال منذ عام 1870 إلي ما قبل الحرب العالمية الأولي فرنسا أطلقت علي العالم في ذلك الوقت "العالم الجميل" لأن العالم كان في حالة أمن وسلام وثرواته تنمو والعولمة - وكانت موجودة منذ وقتها - وارتفعت مستويات معيشة الأفراد في الوقت ذاته وكانت الديمقراطية تترسخ تحديدا في أوروبا وظهرت ثورة جديدة للاتصالات والسكك الحديدية التي كانت أهم ما يقومون به في تلك الأثناء وظهرت السيارات والبواخر والطائرات والتلغراف والتليفون.. وكما نحاول الآن الخروج إلي الفضاء من حولنا. ذهب الإنسان في هذا الوقت إلي أبعد حدود الكرة الأرضية فوصل إلي القطب الشمالي 1909 والقطب الجنوبي 1919. وتأسست جائزة نوبل عام 1901 بهدف تكريم علماء أفذاذ لهم إسهامات حضارية في الطب والعلم والأدب والسلام.. وكان يبدو العالم في ذلك التاريخ منذ 100 عام من الآن وكأنه فعلا "العالم الجميل" لكن ماذا حدث؟!.

القوي العظمي في ذلك الوقت كانت متعطشة لاستغلال واستعمار دول أخري في أفريقيا وآسيا وذلك للسيطرة علي مواردها الطبيعية والحصول علي أسواق يستطيعون البيع والشراء فيه.. وبدأت التحالفات في هذا الوقت تتكون ومنها تحالف ألمانيا والنمسا والمجر وإيطاليا وتحالف فرنسا وروسيا ونتج عن ذلك صراعات وبدأت هذه الإمبراطوريات تتصارع في أماكن مثل البلقان في أعقاب سقوط الدولة العثمانية التي كانوا يطلقون عليها رجل أوروبا المريض.

وقامت الحرب العالمية الأولي وبعدها ضيقت أوروبا الخناق حول المانيا بشكل كبير وهو ما رفضته المانيا واخذت في بناء جيوشها وظهر هتلر لتندلع الحرب العالمية الثانية.. وفي أعقابها بدأ العلماء وبصورة ملحوظة الهجرة إلي أمريكا ومنهم اينشتاين حيث خرج عدد كبير من العلماء من المانيا وبدأت الامبراطورية الامريكية تصبح أكبر قوة علمية وعسكرية في العالم كله وحاليا هي القوة المسيطرة.

اضاف هذه نبذة بسيطة جداً توضح أنه منذ 100 عام ماضية كان هناك عالم جميل مليء بالعولمة والاتصالات وظهور جائزة نوبل وسعادة البشر ثم قامت الحروب.

واذا نظرنا بعد أقل من 100 عام من الحرب العالمية الأولي نجد ان عالما جديداً ظهر وجاءت فكرة العولمة في التسعينيات وكان الرئيس كلينتون متأثراً بفكرة أن يكون العالم مرتبطاً اقتصاديا.. وكان لي فرصة اللقاء به وتحدث معي عن هذا الموضوع.. وكان يري أن العالم اذا ارتبط اقتصاديا من الهند الي وادي السليكون في أمريكا سيكون ذلك افضل جداً للمستقبل بل ان ربط العالم اقتصاديا اكثر فائدة منه سياسيا.. وهناك العديد من الشواهد علي حدوث العديد من الاحداث المفيدة عالميا منها.. انتهاء التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا وخروج نيلسون مانديلا من محبسه ليصبح أول رئيس أسود بجنوب افريقيا.. وحتي حرب الخليج عام 1991 كان لها بعد اخلاقي لان العراق غزت دولة أخري حيث تم تحرير الكويت.

وعلي صعيد النزاع العربي الاسرائيلي ظهرت بوادر للحل مثل اتفاقية اوسلو 1993 وتأسس الاتحاد الاوروبي بصورته القوية.. وظهور اليابان ونمور آسيا وسنغافورا وماليزيا وتايوان والصين العملاق الكبير حاليا وانتهاء الحرب الباردة وصعود قوة عظمي واحدة ووحدة المانيا الشرقية والغربية بعد خمسين عاماً من جدار العزل بينهم ومن هنا جاء الاحساس بالعالم الجميل الذي تحدثت عنه الشعوب من مائة سنة ماضية. وتحول التسليح النووي الي تسليح اقتصادي حيث اهتمت دول كثيرة بالعولمة وضرورة ازالة الحدود بين الدول وفي كل هذا كان للعلم والتكنولوجيا دور اساسي جداً حيث قامت ثورات واصبح الاشخاص ينتقلون من مكان لآخر بسرعة فائقة وحدث انكماش في الزمان والمكان.. وحدث تحسن لصحة الانسان وزاد عمره قرابة 10 الي 15 عاما في العقود القليلة الماضية وحدثت ثورات علمية مهمة جداً في الادوية وزاد فهمنا للصورة الجينية وحتي قضايا البيئة ورغم كل المشاكل التي نتحدث عنها إلا ان الاهتمام بها تزايد.. وحلم المستقبل بأن يذهب الي كواكب اخري فعندما سافرت الي امريكا تحقق الحلم بالذهاب الي القمر ثم الان يتواصل الحديث عن المريخ والذي كان الذهاب اليه حلما لم نكن نتصوره وهذه الاحلام لم يكن يتصورها أحد عندما كنت طالبا بالجامعة.

حالة عدم نظام

قال زويل هذه الصورة العامة لاتعني ان العالم لا يوجد به مشاكل.. فيجب ان ننظر الي ما يمر به من مشكلات ونحاول تقدير حجمها حتي نستطيع ان نتعامل مع هذا العالم الجديد فلدينا نزاعات مازالت قائمة بين البروتوستانت والكاثوليك في ايرلندا الشمالية وامراض الإيدز في افريقيا يسقط ضحاياها بالملايين وهناك احتلال من قبل القوي الكبري لدول فقيرة وقتل الابرياء بها.. وانظمة ديكتاتورية في العالم ولدينا الان دول تراعي حقوق الحيوان واخري لاتراعي حقوق الانسان.. ويوجد التطهير العرقي في البلقان.. وكان العالم قد اتجه الي نظام عالمي جديد ولكن بعد ما طرحناه من مشكلات اعتقد ان العالم الآن في حالة من عدم النظام والاضطراب.. وبالرغم من سعي العالم من خلال الاتفاقيات الدولية بين الشعوب مثل كيوتو الخاصة بالبيئة ومحكمة العدل الدولية واتفاقية الجات والتي قامت بدور حيوي لربط العالم واصبحت الاتصالات عبره تأخذ دقائق بل ثواني وحولت ثورة الاتصالات في العالم الي قرية صغيرة.. الي ان جاء 11 سبتمبر 2001 وما حدث اعتبر هزة قوية لاكبر قوة علي سطح الارض فالولايات المتحدة في اعقاب الحرب الباردة اصبحت القوة العظمي في العالم وحدثت لها هزة كبيرة جداً.. غيرت معايير تفكير الحكومة والفرد فالولايات المتحدة كانت تظن انها محصنة بالمحيطات وحاربت كل حروبها خارج هذه المنطقة فالحربان العالميتان الاولي والثانية كانتا في أوروبا ودائما كانت الحروب خارج أراضينا وكان الشعب الامريكي يشعر دائما أنه آمن يستطيع ان يتمتع بأحدث ما وصلت اليه العلوم والتكنولوجيا ويشعر بسعادة حتي جاءت هذه الازمة.. لتقول لهم انتبهوا.. وهم يعلمون جيداً انهم يسيطرون علي العالم ويتحكمون في 37 الي 40% من الاقتصاد العالمي ويملكون اكبر ترسانة علمية تكنولوجية علي سطح الارض وبالتالي انقسم الشعب الامريكي كما شاهدنا في الانتخابات الاخيرة الي نصفين الاول يؤيد الهجوم علي أي تهديد في عقر داره والآخر لايؤمن بهذه النظرية ويري أنه لابد من وجود سلام مع العالم وان السلام داخل امريكا لن يأتي إلا من خلال التعاون العالمي بين كل الشعوب وبالتالي انقسمت امريكا الي نصفين علاوة علي جماعات الضغط ووسائل الاعلام وكل منها يؤثر حسب نفوزه.. ويجب ان نعرف نتعامل مع قوة عظمي سواء مثقفون معها أو معارضون لها ومراعاة العالم الجديد.. وأنا اتابع ما يحدث في مصر واقول لكم بصراحة ان الضوضاء لن تحل مشكلة فقط هذا "للتنفيس" عن انفسنا.. والتفكير السليم والخطة القومية هي التي تصلح للتعامل مع تلك القوي فنحن امام الولايات المتحدة وصعود الاتحاد الاوروبي والنمور الاسيوية.

أكد زويل خلال حديثه اننا في حاجة الي بناء مجتمع جديد له التأثير العالمي الحقيقي وقوة اقتصادية أو تكنولوجية يستطيع الوقوف أمام تلك القوي ولابد من استعادة القوي الاقتصادية والعلمية والسياسية للعالم العربي والمسلمين.

اشار الي تجربتين احداهما بعد الحرب العالمية الثانية والاخري حديثة العهد فاليابان كانت في عيون الامريكيين دولة ضعيفة استخدموا ضدهم السلاح النووي في هيروشيما ونجازاكي.. ولكن اليابانيين لم يهدروا طاقاتهم ولكنهم "مضغوا الحديد" وعملوا حتي غزوا السوق الامريكية في فترة لاتزيد عن عشر سنوات.. واكتسبوا حب وتقدير المواطن الامريكي وحصدوا اكثر من 11 جائزة نوبل لانهم اقاموا مؤسسات سياسية واقتصادية قوية لتصبح اليابان اليوم قوة علمية واقتصادية لا يستهان بها.

المثال الثاني في الصين كانوا ايضا ينظر لهم بدونية من قبل المجتمع الامريكي.. أما الآن فما يحدث في بكين وشنغهاي لايتصوره عقل ووصل تقدمهم العلمي الي الحد الذي لاتخلو فيه مجلة عالمية من العديد من الابحاث الصينية.. ولاتوجد شركة تكنولوجية كبري الا ولها فرع في الصين.. حتي تايوان رجال اعمالها نقلوا مصانعهم الي الصين.. وفي كل مكان الآن في امريكا تجد كلمة "صنع في الصين" وأري ان القوي العظمي القادمة قريبا هي الصين.

روشتة النهضة

وحتي نحقق نهضة مشابهة لابد من قفزات فسرعة السحلفاة لن تأتي بثمار.. ويجب أن تحدث نهضة ثقافية واقتصادية وسياسية.. واعتقد انه بدون القاعدة الراسخة القوية في العلم والتكنولوجيا لن يحقق أي شعب في القرن ال 21 تلك القفزات لان هذا هو عصر العلم.

تعرض زويل للتحديات التي تفرضها علينا ثورة المعلومات قائلا: انها تتلخص في ثلاثة أمور هي:

لابد من تحويل المعلومة الي معرفة من خلال اعمال الذهن لحل المشكلات.

اختيار النافع من كم المعلومات الهائل.

وضع خطة محددة لما ينبغي القيام به.

واعطي د. زويل أمثلة علي الافكار التي تتطلع اليها تلك الدول المتقدمة وهي:

1 الاتصالات بالكواكب الأخري.

2 عمل حاسبات باستخدام بيولوجيا الانسان لانتاج اجهزة كمبيوتر فائقة السرعة لاتري بالعين المجردة.

3 الحاسب الآلي "الكوانتم" الذي يستخدم لغة الذرات حتي يحصلوا علي جهاز صغير جداً يمكن التحكم في معلوماته 1000 مليون مرة اكثر من الاجهزة الحالية.

4 النانو تكنولوجي والتي تهدف الي الوصول لتكنولوجيا اصغر والنانو هو واحد علي بليون من المتر.

5 محاولة الوصول الي تكوين خلية.

واذا لم نع الي أين يتجه تطور العالم في عصر المعرفة فلن نستطيع ان نتقدم.

استخلص زويل في نهاية محاضرته نصائح هامة وهي:

ضرورة خلق نظام تعليمي جديد قائم علي اعطاء المعلومة والخبرة الشخصية بعيداً عن التلقين لملاحظة العالم الجديد.

لابد من الاستثمار في البحث العلمي والتكنولوجيا.

تحديد ما نستطيع أن نشارك به في تلك الثورة العلمية الهائلة.

في نهاية كلمته اعطي زويل روشتة بها ثلاثة أدوية هي التعليم والبحث العلمي والاستراتيجية الواضحة حتي نصبح جزءاً فاعلاً في العالم الحديث.

نصائح عديدة قالها د. زويل اثناء زيارته الاخيرة للقاهرة منها اصلاح القيم الثقافية والتمسك بالدين المستنير والتسامح وبناء الثقة بالنفس وعدم التقليد الأعمي والسعي للتعليم الجيد الذي يخاطب العقل والاعلام الراقي لكن ما تشهده المدينة من ضوضاء وضجة تجعلنا نكاد لا نسمع صوته!!

ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...