اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

انه عالم غاية فى القسوة حقا


مهيب

Recommended Posts

يحكى قديما أنه كان هناك سلطانا عظيما أراد توسعة حديقة قصره ... لكن كان يعترض توسعتها رجلا فقيرا يملك كوخا صغيرا قبيحا بجانب القصر ... فلما أتوا به للسلطان قال اقتلنى لكنى لن أعطيك كوخى .... أنا لا أملك شيئا غير هذا الكوخ ... وبالتالى ليس عندى ما أخسره ... فلما هم السلطان بأن يأمر بالرجل فيقتل ... أشار عليه وزيره بخطة غاية فى الدهاء ... قال له "يا مولاى ... هذا رجل لا يملك حقا ما يخسره ... ولو قتلته أو اغتصبت منه كوخه سيقول الناس سلطانا جائرا ظالما .. اغتصب كوخ الرجل الفقير " فلما سأله السلطان عما يفعل .. رد قائلا "أعطه و اجزل له العطاء ... أعطه جارية و بستانا و مالا .. ولا تطلب منه شيئا فى المقابل ... ودعه فى هذا النعيم شهر واحد ثم آت به ثانية و لنر ما سيقول " ... و بالفعل أجزل له السلطان العطاء و تركه شهرا .. وبعد الشهر استدعاه .. وقال له أريد كوخك ... فرفض الرجل ... فهدده أنه سيأخذ منه هداياه ولن يستطيع أحد أن يلومه لأنها ملكه ... فلما أحس الرجل انه سيحرم من النعمة وافق من فوره ... فأخذ منه السلطان كوخه ... ثم أخذ هداياه بعدها و تركه بلا شيء ...

وقد لخص رسولنا الكريم ذلك المعنى فى قول ساحر .. غاية فى الدقة و الابداع كطبيعة كل أحاديثه صلاة الله عليه حين قال "اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم" ... وهو قول يجعلك تتعجب من قدرة الله الذى أودع عبده و رسوله كل تلك الحكمة و كل هذا البيان ... ان الرفاهية تقتل النخوة ... هناك مثل انجليزى يقول when you have nothing , you have nothing to lose .. ربما ما حدث عند خروج العرب المهين من بلاد الأندلس بعد حكم دام أربعة قرون لهو خير دليل على هذا .. حين كان العربى المسلم يرى زوجته أو أخته تغتصب أمامه أو تقتل على يد محاكم التفتيش .. فيسارع لتغيير دينه أو هجرة البلاد خوفا على حياته (و المسيحية من محاكم التفتيش براء .. و معظم القساوسة قد جرموها فقد حرقوا الكثير من الكتب و انتشرت المحارق و من اتهموا بالهرطقة ) ... كان العرب فى الاندلس يعيشون حياة غاية فى الرفاهية ... وحين فقدوا هذا فقدوا معه كل ما يحملون من النخوة ....

هل من الممكن أن يحدث هذا اليوم .. ونحن نرى من أجواء الرفاهية فى دول الخليج ... مع ضعف القوة الشديد من تسليح و جيش و تقدم علمى و حضارة ... ان الرفاهية التى يعيشون فيها فى نظر الكثيرين هى أحد عوامل الخطر عليهم .. فحتى الشعب الأمريكى أو الأوروبى لا يحيا فى تلك الرفاهية الشديدة ... انهم يعملون بأيديهم ... يقودون سياراتهم بأنفسهم ... يسهرون فى العمل و يعملون تحت ضغط ...

ان الرفاهية تقتل النخوة ... و تزيد من التمسك بالحياة الدنيا ... حتى ولو كان فيها من المهانة ما فيها ....

صدق رسولنا الصادق الأمين حين حث الناس على أن تخشوشن ... والكلمة حقا غاية فى البلاغة .. لم يقل أخشنوا ... و لكن قال اخشوشنوا .. و المعنى مختلف ... أى حثوا أنفسكم على الخشونة و الشظف ... وهذا ليس معناه أن تترك كل شيء و تزهده ... لكن معناه ألا تكون عبدا للنعمة .. بل تحرر نفسك من سيطرتها عليك ... لأنها ببساطة لا تدوم

أريد آرائكم ... كيف نخشوشن .... و هل حقا الرفاهية تقتل النخوة ... كيف نربى أبناءنا (يارب أوعدنا) على عدم الرفاهية ... ان العالم الذى نحيا فيه قاس حقا ... ولو ربينا أبناءنا (يارب اوعدنا مرة تانية) على ان العالم ملىء بالبساتين الخضراء التى تمرح فيها الأرانب البيضاء ... وعن رجل الشرطة الوسيم ذو الشارب المنمق و الأسلوب الغاية فى الأدب ... لو ربيناهم هكذا .. فكيف سيتعلمون ان العالم مليء بالمآسى و الآلام و القسوة دون أن يصدموا أو ينهاروا ... أريد آراءكم حقا .. و بشدة

تم تعديل بواسطة مهيب

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

هل من جديد ... هل من منادى .. هل من صاحب رأى ؟؟؟

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

رأيي..

أن

الصلابة (دعني اسميها صلابة بدل خشونة) منها المحبب و المكروه..

المحبب,,هي الصلابة في مواجهة عظام الأمور..

المكروه,,صلابة القلب و المشاعر..

و المأسي و شظف الحياة و ما سميته في مداخلتك

ولو ربينا أبناءنا (يارب اوعدنا مرة تانية) على ان العالم ملىء بالبساتين الخضراء التى تمرح فيها الأرانب البيضاء ... وعن رجل الشرطة الوسيم ذو الشارب المنمق و الأسلوب الغاية فى الأدب ... لو ربيناهم هكذا .. فكيف سيتعلمون ان العالم مليء بالمآسى و الآلام
.. هذا لا ينشئ الصلابة المحببة ..و إلا كان أطفال الحروب و مجاعات أفرقيا و أطفال الشوارع و تحت كوبري 6 أكتوبر هم الأقدر و الأوفق في مواجهة الحياة ..

و هذا طبعا غير حقيقي ,,لأن صلابة هذه الظروف (إن وجدت) تكون,,أقرب للقسوة ,,و نوع من أنواع العقد النفسية ..و هي بالتالي النوع المكروه ..

أما الصلابة المحببة ,,هي كما قلت

  ألا تكون عبدا للنعمة .. بل تحرر نفسك من سيطرتها عليك ... لأنها ببساطة لا تدوم

و هذا ليس معناه نبذ النعم في الحياة و البحث عن المصائب بالعافية..و ليس ايضا تربية الأبناء بعيدا عن القصص الخيالية المليئة بالمروج الخضراء و العدل و الحب..

و لكن في رأيي معناه,,تنمية احساس المسئولية لدى الإبن ,,(و ذلك بطرق عديدة تبدء من قبل تعلم المشي حتى)

و كذلك,,تنمية فكرة أن القوة الحقيقية و النعمة الوحيدة الباقية له هي شخصيته و قوة تأثيره (مصدرها علم و ذكاء),,

وليست ابدا في جماله بالنسبة لإخواته..

و لا في سلطة والده على مدرسين المدرسة ..

و لا في لعبة يمتلكها ,,, يتباهى بها على أقرانه..

تم تعديل بواسطة G.G
situations r a matter of mind, if u don't mind, they don't matter
رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 شهور...

مهيب

نص " اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم" لا يوجد في كتب الحديث و الله أعلم.

أقرب ما ورد:

- حديث: "تَمَعْدَدوا، واخشوشنوا، وانتضلوا، وامشوا حفاة" رواه الطبرانيُّ بسندٍ ضعيف

"تمعددوا": أي تشبَّهوا بمعد بن عدنان في تقشُّفهم وخشونة عيشهم

"انتضلوا": أي تعلَّموا رمي السهام.

- الأثر الوارد عن سيدنا عمر رضي الله عنه: "تمعددوا واخشوشنوا وامشوا حفاة وانتعلوا"

و قد وجدت هذه الأبيات للإمام الشافعي و التي قد تكون ذات صلة بالموضوع:

فـإذا سمـعتَ بأن مجــدودا حَــوَى ...... عُـوداً فأثـمــر فــي يـديـه فـصَــدِّقِ

و إذا سمــعت بـأن محـروما أتـى ...... مـــاءً لــيـشـربــه فـغـاص فــحـقـقِّ

لـو كـان بالحيَلِ الغِنَى لوجــدتَنــي ...... بنــجــوم أقـــطــار السـماء تعلـقـي

لكن مـن رُزق الحِجـا حُـرِم الغِنى ...... ضــدان مــفتــــــرقــــان أيَّ تفـرُقِ

و أحـق خـــلق اللــه بالهـم امـرؤ ...... ذو هــمـــة يُــبــلـى بــرزقٍ ضـيـقِ

ومن الدليل على القضاء و حكمه ...... بؤس اللبيب و طيب عيش الأحمقِ

إن الـذي رُزق اليســار فلـم ينــل ...... أجـــراً و لا حــمــداً لَغيــرُ مــوفـقِ

المجدود: المحظوظ

الحِجا: العقل و البصيرة

كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب

رابط هذا التعليق
شارك

مهيب

نص " اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم" لا يوجد في كتب الحديث و الله أعلم.

شاوشانك على حق فقد وردت على لسان الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه

الخليفة هارون الرشيد ارسل ولده الى البادية ليتعلم العربية النقية واظنه ايضا لنفس السبب الذي يذكره مهيب ( الاخشوشان) فرغم انه ابن الخليفة وكان من الممكن ان يأتي له بعلماء اللغة الا انه آثر ارساله الى البادية

تم تعديل بواسطة IUnkown
دعوني من إحراق رق وكاغد وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري

فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي تضمنه القرطاس بل هو في صدري

يسير معي حيث استقلت ركائبي وينزل أن أنزل ويدفن في قبري

ابن حزم

رابط هذا التعليق
شارك

شكرا للعزيز شاوشانك على تصحيح المعلومة ...

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

فعلا .. موضوع هام، و مفيد جدا - اعتذر عن عدم ملاحظتى له سابقا....

G.G كتبت:

و لكن في رأيي معناه,,تنمية احساس المسئولية لدى الإبن ,,(و ذلك بطرق عديدة تبدء من قبل تعلم المشي حتى)

بصراحة يا G.G ... رأيك بأكمله فى غاية الإتزان و الجمال ... أتفق معك تماما، و قد اخترت هذه المقطوعة، لأننى أعتقد ان تلك الطرق، و تبادلنا للرأى و الخبرات حولها يمكن أن يصب فى مصلحة ما يهدف اليه العزيز "مهيب" من موضوعه ....

فى بلدنا العزيز انا أرى انه من احدى هذه الطرق، الفعالة و المؤثرة إيجابيا .. هى الحاق الطفل أو الطفلة فى مرحلة عمرية مبكرة الى احدى فرق الكشافة ... فينتظم فى اجتمعات و لقائات و معسكرات اسبوعية أو شهرية قصيرة نسبيا خلال شهور العام الدراسى.... و طويلة نوعا ما فى شهور العطلات الصيفية ..

و اعتقد انها أو انه سيكتسب مهارات متعدده، و ميزات شخصية بنائة ... مثل الإستقلالية، و الإعتماد على النفس، و تحمل المسئولية ...

أعتقد انه من المهم جدا زرع مثل هذه الخصائص فى الطفل فى مرحلة طفولية مبكرة ....

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...