إسرائيليات صحفية

[عصام]

معاريف - 7/3/2005

شرق اوسط جديد

بقلم: عاموس غلبوع

المضمون: الأحداث في لبنان جزء من عملية تاريخية عميقة تمر بالشرق الاوسط. لا يجب على اسرائيل ان يغريها التدخل في لبنان بل ان تصرف همها الى الشأن الفلسطيني فقط

الأحداث الدراماتيكية التي تحدث في لبنان ليست تقف، في تقديري، في حد ذاتها. انها تشكل، كما يبدو، جزء من عملية تاريخية عميقة تمر في السنوات الأخيرة على الشرق الاوسط العربي. انها عملية تنقل جزء من الدول العربية الى طور جديد من تاريخها الرابع، في عدده منذ حظيت باستقلال تام قبل نحو 60 عاما. ماذا يعني ذلك؟.

المرحلة التاريخية الاولى تتميز بنظم ملكية (حيثما ساد الانجليز) وجمهورية (حيثما ساد الفرنسيون، كما في سوريا ولبنان)، تعتمد على النخب التقليدية منذ ايام الأتراك. هذه هي النظم العربية التي هاجمت دولة اسرائيل الفتية في عام 1948 في حرب التحرير.

المرحلة التاريخية الثانية تبدأ بعد زمن قصير من الهزيمة أمام اسرائيل، وميزتها الرئيسة هي ثورات عسكرية، صعود نظم عسكرية في مصر، وسوريا، والعراق (وبعد ذلك في ليبيا والسودان)، والقضاء على النخب التقليدية في هذه الدول. هذه هي المرحلة التي بطلها عبد الناصر، زعيم مصر، الذي سعى الى توحيد العالم العربي بالقوة، تحت ايديولوجية القومية العربية. عدم الاستقرار، والزعازع، والحروب بين العرب، والانقلابات والانقلابات المضادة والتغلغل الكثيف للاتحاد السوفييتي في المنطقة، كلها هي قصة هذه المرحلة.

المرحلة التاريخية الثالثة تبدأ في السبعينيات من القرن السابق، بعد الهزيمة العربية في حرب الايام الستة. هذه هي مرحلة العصر الذي تلا عبد الناصر، ومزاياه الرئيسة هي ما يلي: صعد الى سدة الحكم زعماء كاريزماتيون يؤسسون سلطتهم على القوة، والتخويف، والاجهزة السرية والقوات المسلحة. الممثلون المخلصون لهم هم حافظ الأسد في سوريا وصدام حسين في العراق. هذه هي المرحلة التي سطع فيها نجم زعيم كاريزماتي آخر هو ياسر عرفات. في العراق وفي سوريا ايضا يمثل الزعماء أبناء طوائف الأقليات الذين يحكمون الأكثرية: فالقلة السنية التي تحكم في العراق الكثرة الشيعية، والقلة العلوية في سوريا التي تحكم الكثرة السنية.

يُخلي عدم الاستقرار السياسي الذي ميز الشرق الاوسط العربي الى حد بعيد، مكانه لجهاز نظم حكم مستقرة (وقاسية ايضا بالطبع)، وعلى ذلك فان الأسد وصدام ايضا يتمتعان بدعم الغرب، وفي رأسه الولايات المتحدة. فسوريا، بدعم الولايات المتحدة، تُقر الوضع في لبنان وتحظى في الواقع باعتراف دولي بوجودها وسيادتها في لبنان.

ايديولوجية القومية العربية لفظت أنفاسها. تحل محلها الدولة القومية العربية؛ ففي سوريا والعراق ايضا يطورون هوية ذاتية مع جذور تاريخية.

هذه المرحلة موجودة منذ زمن ما في فترة انتقالية نحو المرحلة التاريخية القادمة، بسبب ثلاثة اسباب أساسية: أحدها، انه قد انقضى عصر الزعماء الكاريزماتيين وكل ما وهبوه لأبناء شعوبهم؛ وثانيها، نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفييتي، وهو الذي منح هؤلاء الزعماء القوة العسكرية والنموذج السلطوي؛ والثالث، العولمة بمعناها الاعلامي أساسا؛ ولهذا تنضم السياسة العنيفة لادارة الرئيس بوش: رؤيا الديمقراطية والايمان بأنه يمكن هِبتها ايضا لدول ذات ثقافة تختلف عن ثقافة الولايات المتحدة، والاستعداد لاستعمال القوة العسكرية كتصور عام.

ولما كنا موجودين في فترة انتقالية، يصعب تقدير فترة استمرارها والأكثر من ذلك صعوبة تقدير ماذا سيكون الطابع المركزي للمرحلة القادمة، فاننا نعتقد ان المنطقة ستدخل الى وضع ثوران، وعدم استقرار وتغييرات اجتماعية وسياسية. تصطرع جهات كثيرة وستصطرع من اجل التأثير في صياغة المرحلة الرابعة: فالولايات المتحدة في العراق، وسوريا، ولبنان، وفي السلطة الفلسطينية الجديدة؛ والاسلام المتطرف، بتعاون مع المنظمات الارهابية، والذي سيحاول الحفاظ على قوته والدخول في معارك السلطة: في العراق بقيادة ايران، وفي لبنان بواسطة حزب الله وفي السلطة الفلسطينية على يدي حماس؛ وجهات براغماتية مختلفة في كل الدول وكذلك دول براغماتية مثل مصر والاردن، اللتين تخافان من الايام غير السهلة التي تُتوقع في المنطقة؛ وبالطبع النظام السوري الذي سيحارب بمخالبه على كل موطيء قدم في لبنان، وقد يكون الأهم: انه سيناضل عن مستقبله.

وأين اسرائيل؟ كان هناك من سارع الى الاعلان انه بعد انسحاب القوات السورية من لبنان، يجب على اسرائيل ان تدخل الى تسوية سياسية مع لبنان. أجل، حلم وردي. تنتظرنا من هناك الكثير من الانقلابات والمخاطرات. وعلى نحو عام، يحسن بدولة اسرائيل ان تحاول التأثير في صياغة واقعها المتواضع حيثما استطاعت وحيثما وجب عليها: مقابل السلطة الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني. لا ينبغي لها ان تكرر أخطاء الماضي في المستنقع اللبناني

[Sherief AbdelWahab]

شجاعة تحسب للعزيز عصام فكرة الاقتباس من الصحافة الإسرائيلية لنعرف كيف يرانا هؤلاء..

خلص الكلام

[عصام]

هآرتس - مقال - 10/3/2005

الانجازات العسكرية ومحدوديتها

بقلم: امنون بارزيلاي

كاتب دائم في الصحيفة

(المضمون: الانجازات العسكرية الاسرائيلية في الانتفاضة جيدة حسب معطيات مؤتمر الحرب المحدودة، المنعقد في تل ابيب، إلا انها قاصرة ومحدودة وعاجزة عن الحسم - المصدر).

المؤتمر الدولي الثاني حول القتال في مجابهة محدودة الذي ينعقد في هذا الاسبوع في تل ابيب برعاية قيادة ذراع اليابسة في الجيش الاسرائيلي، ويشارك فيه ممثلون من دول عديدة، يتزامن في هذا العام مع حدثين اثنين: الاعلان عن ايقاف العنف بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية وتعيين دان حالوتس رئيسا لهيئة الاركان العامة. وقف اطلاق النار يتيح اجراء تلخيص أولي لانجازات الجيش الاسرائيلي في الانتفاضة، أما تعيين دان حالوتس فيشير الى تسريع الثورة التكنولوجية والتغيرات التنظيمية المزمعة في الجيش.

هذان الجانبان سيعبران عن نفسهما في المؤتمر الى جانب امور اخرى. قادة الجيش الاسرائيلي سيتحدثون عن الدروس المستفادة من الحرب التي بدأت في ايلول 2000 انطلاقا من تجاربهم الشخصية ايضا. الصناعات الأمنية الاسرائيلية ستكشف النقاب في المعرض عن جزء من الوسائل القتالية الجديدة التي تستخدم أو ستستخدم في المستقبل في الحرب ضد الارهاب.

المعلومات المتوفرة حول ضعف الارهاب الفلسطيني تتحدث عن نفسها. بعد اربع سنوات ونصف من الانتفاضة برزت مؤشرات واضحة للنجاح في الحرب. هذا النجاح يبرز من خلال الانخفاض الملموس في عدد ضحايا العمليات الارهابية في العامين الأخيرين. في عام 2002 كان عدد القتلى في العمليات الارهابية في الشهر الواحد بالمتوسط - 38 شخصا، وفي 2003 هبط الى 18، وفي 2004 الى 11. اللواء احتياط البروفيسور اسحق بن يسرائيل يتحدث في الوثيقة التي أعدها حول الحرب ضد الارهاب عن ان معدل ضحايا الارهاب الاسرائيليين قد هبط في الاشهر الأخيرة الى المستوى الذي كان عليه قبل اندلاع الانتفاضة الثانية في ايلول 2000. ومع ذلك تقدر الوثيقة التي أعدها ان الارهاب لن يختفي. الحرب ضده لا تشبه الحرب العادية التي يوجد بها منتصرون وخاسرون، وانما هي أقرب للحرب ضد الجريمة التي لا تختفي عادة بصورة تامة.

المجابهة المحدودة والحرب ضد الارهاب تميزت حسب وثيقة البروفيسور اسحق بن يسرائيل خلال الانتفاضة بنوعين من العمليات الوقائية: الاولى العمليات التي كان الجيش مسؤولا مباشرا عنها، والثانية تلك العمليات التي تقع ضمن المسؤولية الشاملة لجهاز الدفاع. الوثيقة ترى نقطتين انعطافيتين أساسيتين في حرب الجيش الاسرائيلي خلال الانتفاضة: في إثر العملية الارهابية في نتانيا قام الجيش بالشروع في حرب واسعة النطاق ضد التنظيمات الارهابية (عملية السور الواقي)، الدخول لمناطق السلطة لتدمير البنى التحتية للارهاب أعطى نتائج فورية. وعدد عمليات اعتراض العمليات الارهابية ارتفع من 40 في المائة الى 80 في المائة.

النقطة الانعطافية الثانية كانت في اواسط عام 2003 حيث بدأ الجيش الاسرائيلي حينئذ بتكثيف ضغوطه على التنظيمات الارهابية وانتقل الى الهجمات المسبقة والقتل المستهدف من خلال تصفية النشطاء البارزين فيها. هذه الهجمات أثرت هي الاخرى على عدد العمليات الارهابية. حسب تحليل بن يسرائيل فان إزالة تهديد 20-30 في المائة من نشطاء حماس البالغين بضعة مئات كان كافيا لتخفيض قدرتهم على اعداد العمليات بصورة ملموسة. مع ذلك عمليات الجيش لم تقمع دافعية الفلسطينيين للهجوم في المستقبل، وهناك امكانية لأن يواصلوا تحسين قدراتهم المدفعية والصاروخية بحيث تصبح عسقلان هدفا لهم.

رغم الانجازات العسكرية فلم ينجح الجيش الاسرائيلي في الدفاع عن حدود الدولة من تسلل الارهابيين، وكانت هناك حاجة لممارسة ضغوط جماهيرية وسياسية على الحكومة حتى تقرر اقامة الجدار الأمني. الانقلاب التكنولوجي في كل ما يتعلق بالكفاح ضد الارهاب في الجيش بطيء جدا. الجيش بلور نظرية استخدام جديدة والتعاون بين أذرعه المختلفة أفضل من السابق، ولكن اسرائيل لا تملك حتى هذا اليوم تكنولوجيا لاكتشاف الأحزمة الناسفة أو تعطيلها. وهكذا، بينما يصرف الجيش مليارات الشواقل في السنة على تطوير وسائل قتالية استعدادا لارض المعركة المستقبلية (بعضها معروض في معرض المؤتمر)، فان الجيش وجهاز الدفاع يصرفان ملايين الشواقل فقط على تطوير تكنولوجيا الحرب ضد الارهاب. هم يفضلون على ما يبدو ترك هذه المشكلة لتصرف الحكومة ومسؤوليتها

[عصام]

يديعوت احرونوت

من يوسي يهوشع (شرم الشيخ)

الجمعة 11 مارس 2005

مصر على المحور

بعد شهر من قمة شرم الشيخ وصل أمس وزير الدفاع شاؤول موفاز الى ذات الفندق بالضبط حيث رفعت اعلام اسرائيل، مصر والسلطة الفلسطينية - واشار الى تقدم آخر في المسيرة. فقد التقى موفاز مع الرئيس المصري حسني مبارك، وزير الدفاع المصري محمد طنطاوي ورئيس المخابرات عمر سليمان، واتفق معهم على سلسلة خطوات أمنية.

وتعهد مبارك امام موفاز بان ينشر قريبا 750 من رجال حرس الحدود المصري على طول الجانب المصري من محور فيلادفيا. وسيتم اعداد القوات المصرية على نحو خاص للقيام بمهمات معالجة تهريب الاسلحة من سيناء الى السلطة الفلسطينية ومكافحة الارهاب. وحسب الاتفاق فانه في غضون شهر سيبدأ الضباط الاسرائيليون والمصريون في الميدان محادثات تنسيق استعدادا لنشر القوات، وحسب تقدير محافل أمن اسرائيلية سيتم نشر القوات في غضون ثلاثة اشهر - حتى قبل فك الارتباط في تموز.

وحسب مصادر مصرية رفيعة المستوى فان الحديث يدور عن خطوة اولى اخرى نحو مغادرة الجيش الاسرائيلي محور فيلادلفيا. وعاد المصريون للطلب في اثناء اللقاءات ان تنسحب اسرائيل بشكل كامل من المحور بعد فك الارتباط - الخطوة التي يؤيدها رئيس الوزراء.

ولم يتخذ القرار في الانسحاب في اسرائيل بعد بسبب معارضة جهازي الجيش الاسرائيلي والمخابرات اللذين يحذران من تعاظم تهريب السلاح الى السلطة في حالة الانسحاب. واوضحت مصادر أمنية اسرائيلية بان الموضوع سيعاد بحثه فقط بعد أن ترى اسرائيل نتائج حقيقية للانتشار المصري وتوقف اعمال التهريب.

"مصر قادرة وراغبة في مساعدة اسرائيل في تطبيق خطة فك الارتباط بكاملها - بما في ذلك الانسحاب الكامل من محور فيلادلفيا. هكذا نضمن في أن يكون فك الارتباط ناجحا"، هكذا أجمل الناطق بلسان الرئاسة المصرية، محمد عوض. اما في اسرائيل فيقدرون بانه اذا ما توقف تهريب السلاح في المحور، فان اسرائيل ستنسحب منه.

وفي اثناء اللقاء عرض الاسرائيليون على مضيفيهم معلومات استخبارية حول ما يجري تحت محور فيلادلفيا، بما في ذلك صور أنفاق تهريب الوسائل القتالية حفرها الفلسطينيون في العام الماضي. وقد فوجىء مبارك بحجم الانفاق وقال: "انه يمكن هنا مرور قطار تحتي، يحتاج الأمر الى خبرة من أجل ذلك".

موضوع آخر اتفق عليه هو توثيق التعاون بين الجيش الاسرائيلي والجيش المصري - ولا سيما على مستوى القيادات على طول الحدود. حتى اليوم جرى التنسيق بين القيادات فقط عبر وحدة الارتباط التي تتخذ تل ابيب مقرا لها. اما الان وحسب الاتفاق الجديد فان بوسع قادة الالوية والكتائب الحديث مع نظرائهم خلف الحدود. على جانبي الحدود ستقام قيادات تنسيق وارتباط. وأعرب موفاز عن رغبته في توسيع التعاون في المستقبل بين سلاحي البحر والجو للجيشين. والى ان يحصل هذا، فقد تقرر توثيق التنسيق في كل ما يتعلق بالتصدي للارهاب العالمي.

وقال الرئيس المصري في اللقاء ان على اسرائيل والسلطة ان تحافظ على روح التفاهم الذي تحقق في القمة الدولية في شرم الشيخ في وقف الاعمال العدائية بين الطرفين والعمل على التطبيق الكامل للاتفاقات. ودعا مبارك اسرائيل الى تسليم السلطة الفلسطينية المسؤولية الامنية عن خمس مدن في الضفة: اريحا، طولكرم، قلقيليه، رام الله وبيت لحم. وقالت محافل مصرية كبيرة انها غير راضية عن وتيرة التقدم الاسرائيلية مع الفلسطينيين منذ قمة شرم الشيخ. "فانتم تتقدمون بشكل بطيء جدا وتسحبون الارجل. خروجكم من المدن لا يتم، ومصر غير راضية". اما رئيس المخابرات المصري عمر سليمان فأوضح قائلا: "ان عليكم ان تواصلوا زخم شرم الشيخ والا تتوقفوا".

وقال موفاز للمصريين ان اسرائيل لن تساوم على أمنها بنقل المدن ولكن لا ينبغي على حد قوله الانفعال لحقيقة أن النقل يتأخر يوم او يومين. وقال: "ابو مازن سيحصل على ما وعدناه به". وكما يذكر فان ضباط من الجيش الاسرائيلي ونظراء فلسطينيين لهم لم يتوصلوا الى تفاهم في نقل المدينة الاولى - أريحا - وذلك بسبب خلاف حول قرية العوجا الفلسطينية والحواجز الاسرائيلية.

ويضيف مراسلنا روني شكيد بان الفلسطينيين توجهوا الى مصر، الاردن والولايات المتحدة كي يتدخلوا في الازمة حول اخلاء أريحا ويطلبوا الى اسرائيل تنفيذ كل تفاهمات شرم الشيخ.

وهاجم ابو مازن التسويف الاسرائيلي وطالب "بتدخل طرف ثالث". واقترح ان تصل مجموعة من المراقبين الدوليين الى المناطق كي تتابع تنفيذ الاتفاقات وتقرير مَن مِن الطرفين يخرق التفاهم. وقال: "اذا قالوا اننا نحن الطرف الذي يخرق التنفيذ فاني اعد بان نعدل طريقنا".

وقال ابو مازن ان اسرائيل لم تفي بتفاهمات شرم الشيخ - ولا حتى البند الذي قال بلقاء الزعيمين هو وشارون، من أجل حث المسيرة. وصرح قائلا: "انا مستعد لمثل هذا اللقاء في كل وقت". اما د. صائب عريقات رئيس الفريق المفاوض مع اسرائيل وهو يسكن بنفسه في أريحا فقال: "الجدال هو حول تحريك حاجز في أريحا، واسرائيل ترفض. ماذا سيكون عندما سيتعين علينا البحث في وقف الاحتلال؟"

[عصام]

يديعوت أحرونوت

13 مارس 2005

رئيس الكنيست يلتقي في القاهرة سياسيين عرب

وفد من الكنيست يشارك اليوم في القاهرة في مؤتمر لبرلمانيين من دول اوروبا والبحر الابيض المتوسط بناء على دعوة من رئيس البرلمان المصري، فتحي سرور.

ويرأس الوفد الاسرائيلي رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين وينضم اليه النائبان مجلي وهبة من الليكود وحاييم اورون من ياحد.

في الاجتماع في القاهرة يشارك 27 وفدا - 15 من دول الاتحاد الاوروبي و 12 من دول حوض البحر المتوسط. وبين دول البحر المتوسط توجد سوريا، لبنان، قبرص، المغرب، تركيا، الجزائر واليونان. ويشارك في الاجتماع أيضا مندوبون من السلطة الفلسطينية.

في بؤرة المداولات ستكون المسيرة السلمية والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني. وفي اثناء الزيارة يلتقي ريفلين في حديث مع رئيس البرلمان المصري ورؤساء برلمانات من دول عربية اخرى

بالمناسبة .. ذكرت الجزيرة أمس ان الوفد السورى انسحب من ذلك المؤتمر!!

[عصام]

معاريف

31/3/2005

الاستخبارات العسكرية: سنة التفاؤل

المحرر: المشهد الإسرائيلي

"منذ سنوات طويلة لم تهب على المؤسسة الأمنية رياح التفاؤل بالقدر الذي تشهده اليوم"- هذا ما أكدته صحيفة "معاريف"، مؤخرًا، في نبأ لمراسليها العسكريين عمير رابابورت وأليئيل شاحر. وأضافت: في أعقاب التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، أعادت شعبة الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي (أمان) تنقيح توقعاتها تجاه العام المقبل. وخلافاً لحالة اللايقين التي سادت بداية هذه السنة، يصفون الآن في "أمان" سنة 2005 بأنها "سنة التفاؤل". وبحسب محافل أمنية ينبع التفاؤل، قبل كل شيء، من التطورات على الساحة الفلسطينية. ففي إسرائيل تابعوا باهتمام شديد المؤتمر الذي انعقد في القاهرة بمشاركة رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن وكبار قادة المنظمات الفلسطينية. وفي أعقاب المؤتمر شددت محافل أمنية رفيعة المستوى على أن ثمة احتمالاً كبيراً في أن يتم الحفاظ على وقف النار حتى نهاية العام 2005 على الأقل "إلى ما بعد تنفيذ فك الارتباط".

وتطرقت شعبة الاستخبارات إلى مسألة عدم التوصل في قمة القاهرة إلى اتفاق هدنة محددة المدة، ولا إلى اتفاق خطي بين الأطراف، بل تم التوصل فقط إلى تفاهم على "التهدئة". وعلى الرغم من أن هذه التهدئة يمكن أن تنتهي في كل لحظة بالنسبة للمنظمات الفلسطينية، وأن الأمر "يتعلق بالتصرفات الإسرائيلية"، إلا أنهم في "أمان" يتوقعون الحفاظ على الهدوء. بحسب تقديرات "أمان" فإن الأكثرية الواضحة من الجمهور الفلسطيني التي تعارض العمليات هي السبب الرئيسي لإمكانية الحفاظ على الهدوء لفترة طويلة. ووفقاً لاستطلاعات الرأي الأخير فإن 29 في المئة فقط من الفلسطينيين يؤيدون استمرار العمليات. ومع ذلك، يشيرون في "أمان" إلى أنه من الجائز قيام إحدى المنظمات التي لم تعلن عن التهدئة بمحاولة خرق الهدوء من خلال تنفيذ عمليات. وفي هذا السياق يعلقون في إسرائيل الآمال على قوات الأمن الفلسطينية التي بدأت الانتشار في الضفة الغربية، ويأملون أن تكون ناجعة كما في قطاع غزة حيث تُعتبر الشرطة الفلسطينية "قصة نجاح".

ومضت الصحيفة تقول: يظهر أيضاً من تقديرات "أمان" أن التطورات الايجابية على الحلبة الفلسطينية ليست وحدها التي تؤدي إلى تحول سنة 2005 إلى "سنة التفاؤل". فالتطورات على الساحات الأخرى تسير أيضاً لمصلحة إسرائيل.

من جملة الأمور، تتم الإشارة إلى عودة سفيري مصر والأردن إلى إسرائيل باعتبارها نقطة تحول ذات أهمية كبيرة جداً للمنطقة. أضف إلى ذلك أن التورط السوري في لبنان في أعقاب تصفية رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، يصب أيضاً في مصلحة إسرائيل. وبحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، فإنه بسبب عملية التصفية والردود عليها، دخل حزب الله في أزمة مقابل السكان اللبنانيين المعنيين في غالبيتهم ببسط النظام والهدوء في هذه الدولة. ويقدرون الآن في إسرائيل أنه لن يكون أمام سوريا من خيار سوى الانسحاب التام من لبنان. وهذا الانسحاب سيُصعب على حزب الله مواصلة العمل لفترة طويلة بشكل مسلح.

غير أنه خلافاً للتقديرات المتفائلة، خفض رئيس هيئة الأركان، الفريق موشيه يعالون، سقف التوقعات من العام المقبل، كما تؤكد الصحيفة. ففي محاضرة ألقاها في نادي الأعمال في حيفا قبل عدة أيام قال يعالون: "يتعين عدم الانتشاء جراء الهدوء الحالي. فالصراع لن ينتهي قبل أن يقوم أبو مازن بنزع السلاح". مع ذلك تطرق رئيس الأركان بريبة شديدة إلى حقيقة كون عدد الحوادث على الحدود الشمالية قد انخفض بصورة جوهرية من 150 حادثاً إلى 13 حادثاً في السنة الماضية. وبحسب كلامه، فإن الهجمات على "هار دوف" (مزارع شبعا) أصبحت قليلة جداً. وفي تقدير رئيس الأركان فإن الشعب في لبنان يهتم بحل مشاكله وبشؤونه الداخلية، وهو أقل اهتماماً بإسرائيل.

وختمت "معاريف": رياح التفاؤل تهب من ناحية المغرب أيضاً. ففي الأسبوع الماضي التقى وزير الخارجية سيلفان شالوم مع وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى. وفي اللقاء الذي جرى في جنيف وبقي طي الكتمان حتى الآن، قال بن عيسى لشالوم إن المغرب تدرس استئناف العلاقات مع إسرائيل. كما أنهم في مكتب شمعون بيريس ألمحوا في نهاية الأسبوع إلى أنه ثمة اتصالات من أجل سفر نائب رئيس الحكومة، شمعون بيريس، إلى المغرب