بإمكانك أن تفعل الكثير

[عابر سبيل]

بإمكانك أن تفعل الكثير

حدثت أشياء أربعة وهي تمد يدها تضع البسلة في جرابها من يد البائع. دخل عبد العزيز السوق مسرعًا من جهة الصيدلية عارفًا أنها هناك تشترى البسلة. أسرع محمد صبي القهوة نحوها يخبرها أنه رآه نازلاً من الميكروباص داخلاً السوق. اقترب رجل لا يعرفه أحد متوجهًا إليها بالتحديد. وقعت بعض قرون البسلة من يدها فانحنت تلتقطها. حكيم له محل ملابس للمحجبات ولانجيري أمام الخضري، دائمًا يقف في الظهيرة يرش الماء أمام المحل حتى لا يثير الناس الغبار في مشيهم ومحله كله قماش. حكيم شاهدها وهي تنحني وشاهده وهو يُسرع وشاهده وهو يقترب نحوها من قلب الزحام، شعر أن ثمة مصيبة ستحدث في السوق خاصة وأن عبد العزيز أخبره مرارًا أنه يكره نزول امرأته إلى السوق ونهرها على ذلك ألف مرة لأن النسوان تنزل السوق لكي ،، وهي تصر أن السوق للنسوان وأن الرجال هم الذين يجب أن يتوقفوا عن النزول. مالك أنت وحاجات السوق. إياكِ والسوق غدًا. قالت له أمه إنه يجب أن تضبطها هناك وتفرج عليها الناس. اتصل بالصبي لينزل يفتح المحل في حين توجه هو إلى السوق. بنت الـ،، لا تعرف أن السوق كله يعرفني وينتظر الفرصة ليقتص مني ويشمت بي جزاء كل ما فعلته بهم ولا أنسب من هذه الفرصة. مرات عبد العزيز تنزل السوق لأجل،. دمها سيغسل الشارع فلا يشمت أحد. محمد صبي القهوة جاء متأخرًا للحظة كانت كافية لأربعة أشياء. الأول أن تمسك بقرون البسلة التي وقعت على الأرض. الثاني أن فعل الرجل الذي لا يعرفه أحد فعلته القبيحة وهي منحنية على البسلة ويغيب في أول شارع يمين الخضرى. الثالث أن رأى عبد العزيز والناس ما حدث. الرابع أن صرخت.

وهي تصرخ حدث شيئان. الأول انطلق حكيم خلف الرجل الذى لا يعرفه أحد، وأمسكه عند مسعد الحلاق، ومعه عدد لا بأس به من الرجال. الثاني أمسك عبد العزيز بها حالفًا يقلعها هدومها وسط الخلق ليفعل الكُل بها ما فعله الرجل الذى يموت عند مسعد الحلاق. راح شرفك يا عبد العزيز. وهو يندب شرفه حدثت خمسة أشياء. دخلت أمه وحولها مجموعة نسوة يحاولن منعها من الدخول إلى السوق واللحاق بزوجة ابنها. غرق السوق في عاصفة غبار، هي تصرخ وهو يسبها ويحاول الوصول إليها ليقتلها والناس حولهم. الثالث انشقت الأرض عن أبيها بعد أن ذهب لزيارتها في البيت فأخبرته جارتها أنها في السوق، وأن حماتها قالت لها إن ابنها سيضبطها هناك. ويا تلحقها يا معلم يا ما تلحقهاش. الرابع أن وقفت سيارة ربع نقل تقل أخوتها الجزارين قادمين من محل مصر القديمة بعد أن اتصل بهم أبوهم. عبد العزيز نازل لأختكم السوق وناوي على الشر. الخامس أن أغلق الجميع محلاتهم وانقسموا إما إلى مُخلص أو مفارق للسوق خاصة بعد رؤياهم لأبيها وأم عبد العزيز اللذين وصلا إلى الخضري الذى دُمرت عربته تمامًا. في هذا الوصول حدث شئ واحد أو ربما شيئان، صرخ عبد العزيز في وجه حميه. بنتك نزلت السوق من غير إذني ليتعمل فيها كذا وكذا. الثاني أخرج أخوها الأصغر الساطور من حزام وسطه ونزل به على رأس عبد العزيز.

فى هذا النزول حدثت عدة أشياء ربما لن تُذكر كلها لكثرتها وإن كان مهمًا أن يُذكر أن في هذا النزول على الرأس كان الرجل الذى لا يعرفه أحد قد نجح في الهروب من حكيم والدم نازل منه سيل. في حين كان يوسف ذو الخمسة أعوام الساكن في العمارة المواجهة لعربة الخضرى والتي بها محل حكيم ينزل كالصاروخ ليرى عن كثب الحرب فأمه كانت قد خرجت إلى البلكونة وهي تضرب صدرها بكفها وتقول الحرب قامت، الحرب قامت، يريد أن يرى الحرب فهو لا يراها إلا في التليفزيون ومُسجلة غير أنه جاء متأخرًا فلم يدرك الحرب وأدرك مُخ عبد العزيز.

أحمد سلطان,,