لبنان الوهم والجرح

[احمد سعد]

لبنان ....الوهم .... والجرح

في الاسبوع الفائت وحتى امس ظن المنخدوعون ان نتاج ليبراليتهم قد لاح في الافق وظنوا ان الشعب اللبناني قد قرر مصيره ببضعة معارضين أستأجروا بحفنة ليرات .

ظن العالم ان نتاج الكفاح السلمي قد أتى أكله واستطاع حفنة من المستعارضين ان يبدلوا الواقع اللبناني .. وصاح من صاح وهلل من هلل متشدقا بالوحي الاميركي باقتراب العملاق وبيده الفانوس ليقول شبيك لبيك تحب مين يحكمك ....

ان مصيبة شعوبنا العربية بكافة طوائفها هو العيش على ركام المبادئ وتصديق حلم الحرية والانعتاق ومقاومة الجور والظلم ... ومصيبتها الاكبر هي تصديق ان اميركا صديق وليست استعمار متمدين .

لقد فضحت اليوم المؤامرة ولم يغادر الرئيس ولا رئيس الحكومة كرامي ... مؤامرة لرحيل صديق ومجئ مُستعمر .. فلا مظاهرات اتت أُكلها ولا معارضة نجحت في الاستيلاء على الحكم ولا رئيس رحل عن قمة السلطة ... وكُلف كرامي بتشكيل الحكومة .

لقد عاش الشعب اللبناني ومعه الشعوب العربية في وهم التغيير المتحضر ولكن كما عادة المستعمر ضحك على الجميع في سبيل اخراج الاشقاء ودخول الغرباء نعم لقد خرجت المخابرات السورية لتحل محلها المخابرات الامريكية تحت اكثر من مسمى والثمن هو النيل من القرار العربي والارادة العربية .

أقول لهم ولجميع الشعوب العربية بما فيهم المحروسة شئنا أو لم نشأ .. اردنا أو أبنا ..عبرنا أم لم نعبر ... صرخنا او انتحبنا ... تظاهرنا ام رقدنا ... ان المستعمر الجديد المتمثل في امريكا سيكون له القرار الحاسم في كل شئ ... لا انا ولا انا .. ولا ايمن نور .. ولا بليه الميكانيكي سيكون لهم القرار امام الغطرسة الامريكية الا اذا اتحدنا وطنيا .. وتركنا خلافاتنا لمقاومة هذه الغطرسة .... وليس بالضرورة ان تكون مقاومتنا بالسلاح بل يكفي المقاومة السلمية المتعددة الوسائل ...

وللحديث بقية ....

[Sherief AbdelWahab]

الشيء الوحيد الذي كان فيه حسن نصر الله محقاً هو أن لبنان أسهل بلد تنظم فيه مظاهرة!..

وقد كان..

مع احترامنا للبنان حكومة وشعباً..أليس من المضحك أن يتشاجر الناس في بلد على جنسية قوات غير مواطنة على أرضه بحجة أن أقدم ليبرالية سياسية عربية لا تستطيع حماية نفسها؟..يا سوري يا أمريكاني ..

بصراحة.. ليهم حق.. ومن يرى جنازة الراحل الكبير رفيق الحريري ومستوى التنظيم فيها سيصل لنفس الخلاصة!..

هامش الحرية السياسية في لبنان الأعلى من كل الدول العربية لم يؤت ثماره بعد.. والعيب ليس فقط في اللبنانيين ، حتى لا يفهم ما أقول أنه هجوم على شعب عربي شقيق ، بل في الظروف المحيطة بلبنان وجيرانه وتكوينه الثقافي والفكري والعرقي..

بعد اللي كان واللي جرى.. هل نحن على استعداد لأن نكون لبنان آخر؟

رغم كل ما يحدث في مصر.. نحن أحسن حالاً من بلدان عربية أخرى.. ورحم الله الحريري الذي كان محترماً مقارنة بساسة لبنانيين آخرين ، مؤيدين لكرامي ومعارضين له..

خلص الكلام