اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

أهمية التفريق بين الدولة والحاكم


احمد سعد

Recommended Posts

منذ مدة وانا أتردد في تسطير هذا الموضوع خشية أن تضيع الكلمات وتتوه المعاني من جنبات أفكاري وأنا أتلمس هدى الوطن وهو ينحر بل ينتحر كل يوم أمامي على قارعة الكلمات والمؤتمرات ... وطن يذبح وأمة تائه في دهاليز لا اعتقد ان تنتهي .

ان مفهوم الخلط بين الحاكم والدولة على المستوى الرسمي العربي كان من ابرز المقدمات التي أدت لما فيه الأمة من كوارث وقعت وكوارث مرتقبة ... اذا خاصم حاكم حاكم آخر قطعت العلاقات بمنتهى العنف والعنترية واصبح شعبي البلدين على شفا حفرة من الخلافات . مما يعرقل التواصل بين شعبا البلدين لتكون هناك هوة في التفاهم تؤدي لعدم التواصل القومي بمرور قطار الحقد سريعا طاحنا كل معاني الحب والاخوة .

وعلى المستوى الوطني وأكثر دقة على المستوى المصري لا يجب الخلط بين مصر وبين الحاكم أيا كان فهذا الخلط يؤدي إلى نتائج جدُ وخيمة ... تفرد حب مصر كوطن تنتهي عنده أطماع الطامعين وتسقط عنده اعتى الحكومات فسادا وينتهي عنده أي حاكم يتلاعب بها .

الخلط بين مصر والحاكم جعلتنا نخاف ان نقرر اننا نحب مصر لأن في هذه الحالة وهذا التقرير سيرد عليك معارضين ليسوا ببعيدي النظر ليقولوا انك عميل للنظام الحاكم . اذا ذكرت امجاد مصر يقولون فترة حكم حسني مبارك فساد ... عن معرض الحديث عن مصر لا يجب ان نذكر الحاكم لأن ذكر الحاكم بالتوازي مع مصر كوطن هو اقتران بما لا يقترن وعطف على مالا يُعطف .. ممكن ان يختلف الجميع على الزعماء والاراء والاتجاهات والانتماءات وحتى العمالة ولكن لا يجب الاختلاف على مصر كوطن ...

من حق أي مصري أن يعتز بمصريته

من حق أي مصري أن يعتز بالتطور الهائل الذي وصلت اليه مصر في مناحي عدة

من حق أي مصري ان يقول لا للحاكم الظالم والمتغطرس ولكن لا يجب ان يصف الشعب المصري بالمغفل والجاهل .

نحن نختلف مع حسني مبارك ولكن لا نختلف مع مصر

ممكن نقول ثورتنا حركة ضباط ولكن لا ينبغي التقليل من شأن الشعب المصري في تلك الفترة كشعب مكافح على مدى التاريخ .

لا يصح ان ينتهي بنا المطاف كشعب عريق أن ننتهي في فصول محو الامية الوطنية

او كيف نحب وطننا .... العمل الوطني غريزة في الانسان المصري ...المصري يمتلك الحس السياسي ويعرف متى يلفظ حاكمه ولنتذكر السادات كيف انتهى به المطاف ...

ان اعادة صياغة المواطن المصري هدف تحقيقه في غاية التعقيد ... لا أعتقد انه يتحقق ..

(( في عام 1979 واثناء انتخابات مجلس الشعب وفي مدينتنا بنها وفي ميدان سعد زغلول اقيم مؤتمر انتخابي خاص بالاستاذ المرحوم/ كمال الدين حسين المرشح وقتها كمستقل وحضر وكان في ضيافته الشيخ المرحوم / صلاح ابو اسماعيل .. وكان وقتها الحزب الوطني في بداياته وقام بمعاونة الامن بعمل سرادق قريب جدا من سرادق كمال لدين حسين وذلك لمناصرة مرشحه الاستاذ المرحوم / حسين المهدي المحامي .

كنت وقتها اقف جنبا الى جنب مع مناصري كمال الدين حسبن في السرادق حتى فوجئنا بقوات الامن تحاصر السرادق فما كان منا الا ان اعترضنا عليهم فقاموا بالاعتداء علينا ....لما شاهد انصار الحزب الوطني هذا انضموا الينا سريعا وهتفوا ضد الحزب الوطني والحكومة القائمة .. وجرح من جرح وسجن من سجن )) تلك الرواية وبالمعايشة توصلنا الى حقيقة معدن الانسان المصري وهناك حكايات اخرى اعظم منها ابلغها ما قام به الشهيد سليمان خاطر بالدوران 180 درجة وتوجيه السلاح إلى أعداءه الصهاينة .

ان سوء الفهم لمفهوم الوطن والحاكم يؤدي بنا الى هوة الخلاف وليس الاختلاف ...هذا الاخير ممكن ان يحدث حتى في المنزل الواحد ويؤدي في النهاية لنتيجة ... أما الخلاف فنتيجته الحتمية هي هوة الفشل السحيق .

ان الكيان الوطني بارتباطه بالحاكم مهدد دائما بالانهيار ... ان الحاكم زائل ويبقى الوطن ....ان الوصول لهذه النتيجة لن يجعل المواطن ضحية للدجالين وتجار السياسة ...

الوطن يصنع الحاكم وليس العكس .. وهذه الفرضية تتحقق في حالة الانفصال الوصفي والمفهومي لعلاقة الحاكم بالدولة .. اعتقد ان تفريق كثير من المفكرين والكتاب السياسين بين الدولة والحاكم سيجعلهم يصلون إلى نقطة اتفاق وهي ان مصر أولى بالرعاية وأولى بالحب كوطن يجمع بين جنباته وطنيين لا فرق فيها بين بلية الميكانيكي وبين فاروق الباز في الوطنية ..... اتفاق يجعلهم معا في ربوة عالية يروا الخائن على حقيقته ... والفاسد على حقيقته .. واللص على حقيقته ...

أما اذا تفرقوا سيكون ذلك في صالح الفاسد والخائن واللص ....

ملاحظة هامة لمتابعي هذا الموضوع

ما كتب وما يكتب بقلمي في هذا الموقع يعبر عن فكر مستقل محايد ولكن منحاز لشئ واحد فقط هو مصر التي احبها قلبا وقالبا وماضي وحاضر مثل جموع المصريين .

احنا ورثنا كلام ..

احنا تاريخنا كلام ..

علشان ده لما تقول

على طول أقول : (وبكام؟ )

ماهو حب؟ دبّرني..

وتاريخ ؟ فكرني

وطريق؟ نورني..

ومصير؟ بصّرني..

ده أنا بقيت عربي ..

من قبل ما ألقى اللي يمصرني..

انا انتمائي لأمتي .. ممسخرني!

محسوبة في الأحزان علىّ

وفي الفرح تنكرني!

ياللي انتي لا أمّه ولا انتي أم ..

فيه أم ماتعرفش ساعة الألم .. تضم!

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...