مأساة شيافو .. النهاية وشيكة

[عادل أبوزيد]

الموضوع عبارة عن مأساة إنسانية لم أستطع أن أتخذ فيها موقفا فعلا شعرت بالحيرة الشديدة .

و أيضا وجدتنى فى حيرة أين أضع هذا الموضوع ..

و حتى لا أنزلق إلى محاولة غير مقصودة للتشويق فالموضوع عن الأنابيب الطبية التى تمد بعض المرضى بأسباب الحياة.

ما سبق كان إستهلا لا لابد منه

شيافو يا سادة سيدة فى السادسة و الأربعين تعرضت منذ ثلاث عشر عاما إلى أزمة صحية عبارة عن نقص شديد فى البوتاسيوم أدى إلى توقف الأكسجين عن المخ لمدة خمس دقائق (التفسير الطبى موجود فى شرح الحالة ) و بعدها دخلت فى غيبوبة تقريبا كاملة.

الوظائف الحيوية لجسمها تعمل بكفائة و قلبها يعمل بكفائة و لكنها لا تستطيع التواصل مع من حولها و يتم مدها بالغذاء و الشراب عن طريق أنابيب إلى معدتها مباشرة.

المأساة تتمثل فى أن زوجها طلب أمر قضائى بإلزام الأطباء بوقف تزويدها بالغذاء و الشراب من خلال الأنابيب حتى تموت فى سلام !!

و قد حصل فعلا على هذا الأمر القضائى و تم سحب الأنابيب المغذية للمريضة منذ ثمان أيام.

و فى نفس الوقت تقدمت أسرة شيافو بطلب إلى المحمة أو قل لكل السلطات القضائية طالبة منحها فرصة الحياة و عدم سحب الأنابيب أو بمعنى أصح إرجاع الأنابيب مرة أخرى لتغذية شيافو.

و إنشغلت الولايات المتحدة بقضية شيافو و الموضوع يتصدر الصفحة الرئيسية لل CNN منذ أكثر من أسبوع و قد تدخل الرئيس بوش شخصيا فى الموضوع.

و الوضع الحالى أن السيدة شيافو أوشكت على الموت جوعا.

تحيرت بينى و بين نفسى لو أن تلك الحالة فى مصر ماذا كان سيكون موقفنا موقفنا الصادق بيننا و بين أنفسنا ؟

ما سمعته أنه فى حالات معينة تم توقيف الأجهزة ( عن طريق الخطأ) !!

ترى فى حالة السيدة شيفاو ماذا يكون موقفك ؟ أو الموقف الذى تنصح به ؟

حالة السيدة شيفاو على ال CNN

آخر أخبار الحالة - السيدة شيافو و الصراع القانونى من أجل عدم إنهاء حياتها جوعا

[Guest Mohd Gramoun]

لم تكن مآساة شيافو هي باعث الكثير من الكتاب الأمريكيين علي تناول الموضوع كموضوع شخصي أو عائلي فقط...

بل أن هناك من الكتاب من ربط بين موضوع شيافو و إهتمام الرأي العام الأمريكي بها و بمآساتها بين الزوج و الأسرة و القضاء و أنابيب الرحمة التي تمدها بالغذاء لضمان أستمرارحياتها..وذهب إلي أبعد من ذلك بالربط بين مأساة مواطنة و مأساة شعب كالشعب العراقي الذي يقتل العشرات منه يوميا دون حساب و دون رقيب... و حالات التعذيب و الإضطهاد داخل السجون الأمريكية بالعراق دون محاكمة أو تدخل قضائي.. و بين ما يحدث في فلسطين يوميا و ما يحدث في أمريكا..

لا ادري لماذا ربطت بين هذه القصة و قصة عايدة ممرضة الإسكندرية التي أتهمت و حكم عليها في قضية حقن المرضي بعقار مميت!!!!

Why Do Republican Judges Want Terri Schiavo Dead?

by JOHN ARAVOSIS (AMERICABLOG.ORG)

http://www.conspiracyplanet.com/channel.cf...tid=2018&page=1

[عادل أبوزيد]

الفاضل جرامون

ردك يا سيدى ليس فى الموضوع بأى حال !! فى البداية قلت أنه مأساة إنسانية و يتركز حول الحيرة البشرية فى مواجهة موقف قد يماثل موقف أسرة السيدة شيافو ...

حضرتك ببراعة أو بدهاء تكلمت عن العراق و أمريكا و غيرها !!

أسألك سؤال بسيط ما ذا أفعل أكثر من ذلك لتوضيح محتوى الموضوع ؟

تعلم أنى أصر على تجنب اللغة الرمادية .. و أحرص على السرد أو الشرح بلغة مباشرة لا تحتمل التأويل !!

هل ترى بعد سنوات طويلة من تعاطى اللغة الرمادية أصبح من الصعب على شاب نابه مثلك أن تلجأ إلى الكلام الواضح المباشر.

أرجو ألا تأخذ مداخلتى هذه بأى شكل شخصى و ليتك تعتبرها حالة للدراسة و تصفح موضوع اللغة الرمادية و دعنا نستأنف الحوار حولها.

[الأفوكاتو]

كان التعريف التقليدى للوفاة هو" توقف القلب عن النبض", أى أن ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم قد توقف.

و هذا التعريف هو ما يسمى طبيا و قانونيا( حتى قريبا) " الوفاة الكلينيكية"

و لكن مع تكرار وجود حالات كان موضوعها شخص ليس ميتا كلينيكيا, بل توقف المخ عن ممارسة وظائفه الطبيعية, فقد تم تعديل القوانين التى تحكم دلائل الحياة, و أضيف " موت المخ" إلى تعريف الموت, حتى إذا كان القلب مازال ينبض.

و القضية التى أشار إلها الأستاذ عالدل أبو زيد هى من أعقد القضايا التى تواجهها المحاكم الأمريكية.

المشكلة أن هذه القضية قد إنقلبت من قضية طبية, إلى قضية سياسية, تدخل فيها الرئيس بوش لكى يسجل نصرا دينيا, يعوضه عن فقدان شعبيته السياسية.

لقد إستقر رأى محاكم معظم الولايات الأمريكية إلى أن الشخص الذى يموت مخه, هو فى حالة وفاة إعتبارية.

و لأوضح ذلك , اقول, إذا توقف المخ عن ممارسة وظيفته التى تجعل جميع أعضاء الجسم مستمرة فى الأداء, و إذا كانت هذه الوظائف لا يمكن القيام بها بدون مساعدة ميكانيكية, فإن هذا الشخص قانونا, يعتبر ميتا.

و لكن إقرار الوفاة, لأسباب إنسانية, يتوقف عادة على موافقة, أو طلب الأسرة إيقاف المساعدة الميكانيكية, حتى يموت المريض بكرامة.

و يجب أن نضع فى تفكيرنا عندما ننظر إلى هذا الموضوع, إلى أن إبقاء شخص مات مخه, على قيد حياة غير حقيقة, يكلف الأهل, و الدولة تكاليف باهظة, لمجرد تشبث الأسرة بأمل إسترداد المريض للحياة.

كل هذه العوامل تدخل فى الحسبان عند النظر إلى هذه القضية.

بعد هذه المقدمة,

نعود إلى القضية المطروحة أمامنا:

إمرأة يقول الطب أن مخها قدتوفى بدون رجعة.

يدعى زوجها, بعد عشرات السنين, أن زوجته يجب أن تموت بكرامة, حيث أنها تتعذب و لا تستمتع بالحياة, و أنها أبدت الرغبة فى إنهاء حياة لا وجود لها.

فى المقابل, نرى أسرة تتعلق بالأمل, و تحاول أن تمد فى حياة المريضة, على أساس أن حالتها قد تتحسن, أو أن وجودها الحالى هو نوع من الإستمتاع بحياة من نوع ما, مادام قلبها يدق.

يعطى القانون الأمريكى الحق لإعطاء القرار النهائى فى مثل هذه الحالات للزوج, و ليس لأسرة المريضة, بصفته الولى الشرعى عليها.

و لكن من الناحية الأخلاقية, يرى البعض أن الزوج فى هذه القضية يبحث عن مصلحته الشخصية, فقد تعرف بإمرأة أخرى, و عاشرها معاشرة زوجية, و و أنجب منها عدة أطفال.

كل هذهالأمور كانت مطروحة أمام المحاكم.

ربما كان فى القانون خطأ, و لكن المحاكم قد إلتزمت بالقانون, و قررت أن هذه السيد لا تتمتع بحياة حقيقية و أن الرحمة هى أن يتركها الناس فى حالها و تموت, مادامت لايمكنها الحياة معتمدة على قدرتها التى أعطاها لها الله.

كان تدخل بوش, تحت ستار الدين و الإنسانية, من أكبر الأخطاء السياسية, لأنه أراد أن يتدخل فى إستقلالية القضاء,

أراد بوش, أن يستغل القضية سياسيا, بأن يصدر قانونا من الكونجرس ( المجلس التشريعى),فى محاولة لعرقلة, أو التصدى لسلطة القضاء.

ما أراد بوش فعله, هو إصدار قانون يسمح للمحكمة الفيدرالية العليا بنظر القضية, رغم أن الحالة لا تخضع دستوريا للمحاكم الفدرالية, بل لمحاكم الولاية فقط.

هذه هى أبعاد القضية, و لا يمكننى الحكم على شرعية الأحكام الصادرة, فهى قطعا قد تمت فى إطار القانونى القائم, و الذى يجب إحترامه, و لكن إذا نظرنا إلى الأمر من الوجهة الإنسانية أو الأخلاقية, فإن هذا أيضا أمر صعب,

فهناك من يرى أن المريض بدون أمل فى الشفاء يستحق الموت فى هدوء, و إحترام.

و البعض الآخر يرى أن ما أعطاه الله, يأخذه الله.

و لما كان من المستحيل أن يجمع كل الناس على رأى واحد, فإن هذا الموضوع سيظل محل نقاش لسنوات مقبلة,

و تقبلوا تحياتى.

[Guest Mohd Gramoun]

الفاضل جرامون

ردك يا سيدى ليس فى الموضوع بأى حال !!  فى البداية قلت أنه مأساة إنسانية  و يتركز حول الحيرة البشرية فى مواجهة  موقف قد يماثل موقف أسرة السيدة شيافو  ... 

حضرتك ببراعة أو بدهاء  تكلمت عن العراق و أمريكا  و غيرها !!

أسألك سؤال بسيط  ما ذا أفعل أكثر من ذلك لتوضيح محتوى الموضوع ؟

تعلم أنى أصر على تجنب اللغة الرمادية  ..  و أحرص على السرد أو الشرح بلغة مباشرة لا تحتمل التأويل  !!

هل ترى بعد سنوات طويلة من تعاطى اللغة الرمادية أصبح من الصعب على شاب نابه مثلك أن تلجأ إلى الكلام الواضح المباشر.

أرجو ألا تأخذ مداخلتى هذه بأى شكل شخصى  و ليتك تعتبرها حالة للدراسة و تصفح موضوع اللغة الرمادية  و دعنا نستأنف الحوار حولها.

نعم هي مآساة إنسانية بكل المقاييس و كل اللغات.. كما ان ما يعايشه إخواننا في العراق وأفغانستان..هو مآساه بل مآسي أيضا..والحيرة التي تعيشها أسرة السيدة الأمريكية تعيشها آلاف بل ملايين الأسر المسلمة عما يدور داخل جنبات العالم الإسلامي من قتال و حروب دموية ..

عموما و حتي لا احيد بالموضوع عن الهدف الذي كرسته لها.. نرجع لمآساة شيافو ..فهي أولي بالحديث طالما الموضوع عنها...

وأتوقف هنا إذ انني لا أستطيع ان أضيف أي شئ بعد ما تفضل به استاذنا الأفوكاتو...

[عصام]

أستاذ محمود ..

تحياتى وأشكرك على السهل الممتنع الذى قدمت بأعلى ..

فهناك من يرى أن المريض بدون أمل فى الشفاء يستحق الموت فى هدوء, و إحترام

وتحت هذا التفسير اعتقد اننا يجب ان نتخلص من جميع الأشخاص المعتوهين وكذلك كل من يعانى من قصور عقلى بيننا بحجة أنه بدون أمل فى الشفاء ..!

الحقيقة أننى اتابع القضية منذ بداياتها الأولى .. وكل ما توصلت إليه أن المريضة أصبحت تعانى من قصور مخى (عقلى) بشكل أو بآخر .. لكنها ما زالت على قيد الحياة بدليل أنها تحيا بدون أى مساعدة تقنية سوى تزويدها بالغذاء عن طريق أنابيب وذلك كما فهمت لعجزها عن تناول طعامها بنفسها أو مع مساعدة فهى لا تستطيع تحريك فكها مثلا بإرادتها..

وعلى هذا وكونها تشبه فى تلك الحالة أحد المرضى العقليين .. فهى لا تستحق الموت إطلاقا .. فإننى أرى أن عملية نزع الأجهزة عن الميت إكلينيكيا ... مختلفة تماما عن "قتل" إنسان ..

تحياتى

[الأفوكاتو]

عزيزى الأخ عصام,

لو طُلب منى أن أحكم فى هذه القضية, لتنحيت,

لأنى لو طبقت القانون, سأحرم شخصا من الحياة,

و لو خالفت القانون أكون قد أهدرته.

أحمد الله أنى لست قاضيا فى الموضوع.

تم تعديل 27 مارس 2005 بواسطة الأفوكاتو

[G.G]

و الأن و قد توفت هذه السيدة رحمها الله,,ما زلت في نفس الحيرة,,

اقدر الموقف القاسي للزوج..و لكني لا أستطيع أن اتفهم منعها من الحياة إلى أن يشاء الله.

و لدي سؤال فرعي لا استطيع تخطيه,,

لماذا لا نسمع عن حالات مماثلة في مصر ,

هل لأن الخطأ الطبي يكون سابق لأي حيرة يقع فيها أهل المريض بين ابقائه على قيد الحياة أو التخلص من عبئه,,كأن تفصل الممرضة الأجهزة خطا,,أو كأن ينقطع التيار الكهربي أو كأن تتعطل الأجهزة مثلا..

و لا لأن هذه الأحداث لا يتم كشفها على الملأ في مصر,,و إنما يتم الإتفاق عليها في سرية تامة في دهاليز المستشفيات,من غير قوانين ولا غيره؟

و لا الإحتمال الثالث ,,أن تكون لم تحدث من قبل في مصر,,

و هذا استبعده..

تم تعديل 31 مارس 2005 بواسطة G.G

[عبدوس الوزير]

الحقيقة أنا لا أفهم منطق زوجها في إنهاء حياتها برحمة

أتفهم (ولا أوافق بالضرورة) على نزع أجهزة التنفس ممن هو في غيبوبة تامة

ولكن الموت جوعا؟

من قال أنها لن تحس بالجوع الشديد والظمأ الأشد؟

يا إلهي، يا له من مصير. اللهم عافنا واعف عنا

والسلام.