اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مأساة اللاجئين على مر السنين


Recommended Posts

هل حق العودة ممكن؟

يتردد حق العودة على الالسنة ولكنه كبقية المصطلحات التي تتردد دون جدوى فما هو حق العودة؟؟؟

غزت عصابات اليهود فلسطين عام 1948 واقامت عليها ما يعرف الان بدولة اسرائيل ،وعلى اثر هذا الغزو فقد شرد الالاف من الفلسطينيين عن اراضيهم وقد قدر عددهم ب 805000 نسمة أي مانسبته 85% من سكان الاراضي التي احتلتها عصابات اليهود. وقتل من قتل واسر من اسر ولم يحرك احد ساكنا فقد اصبح هذا الكيان دولة تدعمها اعتى قوة في العالم وقيل وقتئذ ارض بلا شعب لشعب بلا ارض.

ولسنا هنا بصدد استعراض الحق التاريخي للشعب الفلسطيني بفلسطين لانه امر مفروغ منه ولكننا نسلط الاضواء على لاجئي عام 1948 الذين عانوا وما زالوا يعانون من تشريدهم، والعيش في منفاهم القهري والاجباري في مخيمات فلسطين والشتات.

وتدعي دولة الكيان الصهيوني كذبا ان جيوش العرب عام 1948 طالبت المواطنين الفلسطينيين بترك بيوتهم والرحيل عنها لتحارب العصابات اليهوديةوتدحرها دون ان يتضرر المدنيين وذلك كله محض افتراء.

فقد سيطر اليهود على مساحة تصل الى 20770 كيلومتر مربع من ارض فلسطين .وااقاموا عليها دولتهم في عمق الوطن العربي وعلى "عينك يا تاجر"

ولنتذكر دائماان العرب جاهدوا في مختلف اقطارهم الى الاستقلال عن حكومات الانتداب والاحتلال الغربي ،وقد حصلوا بالفعل على استقلالهم في الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي .الا الفلسطينيين فقد انتزعت اراضيهم منهم واقيمت عليه دولة توسعية وعلى جزء مركزي عزيز من ارضهم وقد شارك الفلسطينيون اخوانهم العرب بالتحرير ولكن احد من هؤلاء لم يرد الجميل ويقف ليضود عن قداسة ارض المسلمين .

وعلى خلفية هذه الاحداث وهو ما عرف بالنكبة فيما بعد فقد قامت عدة ثورات لمجابهة العصابات التي اصبحت دولة وجيشا وشعبا وحكومة ولكن هذه الثورات وعلى الرغم منن اثرها النفسي لم تحرر شبرا من ارض فلسطين . ويسقط الشهداء بالمئات والجرحى بالآلاف وتثكل النساء وييتم الاطفال ليعودوا ويشعلوا ثورة جديدة وانتفاضة اخرى تحصد زرعهم الغض الذي بذلوه رخيصا من اجل فلسطين.

ويمر العام تلو العام لنجد انفسنا تحت نير الاحتلال اليهودي من نهر الاردن حتى البحر الابيض المتوسط بعد "نكسة "عام 1967 التي سلب فيها ما تبقى من اراضي فلسطين وهزمت فيها جيوش العرب شر هزيمة يعني "اجو يكحلوها عموها بالمرة" واحتلت الضفة الغربية وزحف اليهود على ما تبقى من غزة والجولان وسيناء ،ليذوق العرب مرارة وغصة لن تمحوها أي انتصارات مقبلة حتى وان جاءت.

وليزداد عدد المشردين واللاجئين والمهجرين من الفلسطينيين عن ديارهم وتتضاعف المشكلة تعقيدا واين المفر؟ الا الانصياع لهذا الواقع المذل والمرير.

واستمرت ثورات فلسطين وانتفاضاتها .حتى جاءت اتفاقية اوسلو وهي اتفاقية سلام بين منظمة التحرير الفلسطينية و"دولة اسرائيل" حضرها زعماء العرب وباركها الامريكان ليتم اعلان دولة حكم ذاتي محدود على بعض اجزاء مقتطعة من الضفة الغربية و غزة ،لجزر لا يملك الفلسطينيون فيها شوارع تمر بها المركبات عبر مدن الحكم الذاتي .وقسمت الاتفاقية الى ثلاث مراحل ابتدائية وانتقالية ونهائية، يتم بها الاتفاق على ان تعترف "دولة الحكم الذاتي " بحق اسرائيل بالعيش بسلام على ارضنا مقابل ان لنا ما يهبونا" ابناء العمومة من يهود !!" اياه من فتات الارض اما موضوعنا المهم وهو اللاجئين فقد اجل و"اجلت" البحث بامرهم الى مرحلة الحل النهائي و فصل الحدود التي لم و لن تأتي .

وبعد اوسلو اصيب اللاجئون بخيبة امل كبيرة فلاهم عوضوا عن معاناتهم التي امتدت اكثر من 56 عاماو ما تزال ، ولاهم عادوا الى ديارهم ليعيشوا بكرامة .

ويبقى لنا سؤال هل حق العودة ممكن؟

سؤال صعب جدا ولكن المنطق يقول نعم يمكن ان يعود اللاجئين الى ديارهم ويجب تعويضهم عن سنوات الغربة والمنفى الاجباري الذي عاشوا فيه لان الاب يورث ابنه اسم بلدة ويبث فيه روح الذود عنها والرجوع اليها .

واذا تنازل متنازل عن حق العودة فقد تنازل عن فلسطين وباعها بثمن بخس ولن يغفر له الجيل القادم لانه جيل واع لظروفه. ومعاناته تتضاعف بمرور الوقت ولا تضمحل كما يتصور البعض.

ان هذا الجيل يعصف بالثورة وسوف يستمر بالكفاح حتى تحقيق اهدافه وهي العودة.فقد قامت انتفاضة الاقصى وحصد فيها الاف الفلسطينيين ومئات اليهود . وتم دمر البيوت وشرد الناس في العراء ولكنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم ابدا.لسان حالهم يزلزل الارض صارخا:"اقتلوني مزقزني لن تعيشوا فوق ارضي ، لن تطيروا في سمائي"

والجدير بالذكر ان عدد كبيرا من لاجئي عام 48 ما زالوا يحتفظون بصكوك ملكية اراضيهم على السواحل الفلسطينية التي اغتصبها اليهود ظلما وعدوانا ويمكن نقل الملكية بسهولة لاسماء اصحابها الاصليين .ولا ننسى قرار رقم 194 القاضي بعودة اللاجئين الى ديارهم، وقرار انسحاب القوات المسلحة من " اراضي " احتلتها، ولم ينقذ القراران بعد ،والله اعلم هل سينفذ ام لا؟

واقتبس هنا قول الاستاذ سلمان ابو ستة:

يبقى سؤالان: هل يتخلى اللاجئون الفلسطينيون عن حقوقهم في العودة" او حتى المطالبة باعتراف اليهود بحقهم بالعودة حتى وان لم ينفذ"؟ و هل توافق إسرائيل على عودة اللاجئين الفلسطينيين الى اراضيهم المسلوبة عام 1948 ؟

السؤال الأول سهل، فلا توجد أية دلالة عن تنازل اللاجئين عن حقهم في العودة "ولو خيروا لفضلوا العودة للبقاء هناك مفترشين الارض ملتحفين السماء" ،وذلك كله رغم أوسلو والمشككين والمتخاذلين، على أن الغالبية الساحقة للشعب الفلسطيني ستنسى وطنها وتتخلى عنه، وقد أثبتت ذلك الأجيال المتعاقبة، وهي الآن مسلحة بالعلم والمعرفة ناقمة على ظروفها "مستعدة للانفجار في وجه العدو في أي لحظة" ، أما السؤال الثاني: موافقة إسرائيل على عودة اللاجئين فهذا غير وارد في الوقت الحالي•. فهي تريد الاحتفاظ بالمكاسب المادية الهائلة التي سلبتها من الفلسطينيين من خلال الاحتلال والعدوان ، وتريدالحفاظ على الغيتو العنصري الذي يقوم على مبدأ النقاء اليهودي•. ولكن هذا يجب ألا يثبط همتنا، فالعدو لا يمكنه إعادة الحقوق طائعاً مختارا. بل تنتزع منه الحقوق انتزاعا.

وإسرائيل بذلك تكون آخر معقل في العالم للمبادئ العنصرية بعد سقوط ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية وجنوب إفريقيا العنصرية•. إن نظرة جدية لحال العالم اليوم وفي المستقبل القريب، تبين أنه ليس هناك مستقبل لإسرائيل العنصرية،فنهايتها قاب قوسين او ادنى فالعالم يصغر كل يوم بالاتصالات، ويتبادل الأفكار والتجارة، ويجسد حقوق الإنسان ويهتم بكل اغتيال لها في أي مكان•. وقد يأتي يوم ليس ببعيد نرى فيه الصراعات الداخلية في إسرائيل تأخذ مجري دموياً يكشف التناقضات فيها•.قال تعالى " تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى" ثم أن هناك العنصر الفلسطيني في إسرائيل الذي يتزايد ثقله السياسي•. كل هذه العوامل تجعل مقاومة إسرائيل للديمقراطية، واستمرارها بالتفرقة العنصرية بموجب العرق والدين، مقاومة يائسة مصيرها الانهيار.

لكن أكبر قوة لدى الشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه هي إصراره على العودة، ذلك الإصرار الذي يتوارثه الأبناء عن الأباء، ليس عاطفة فقط بل علماً ومعرفة وتنظيماً، هذا الإصرار هو الثروة الحقيقية وهو وقود الطاقة التي لا تنضب على طريق العودة. لتتغنى فينا وتجري في دمائنا كلمات استعمرتنا وهي " سنرجع يوما الى حينا ونغرق في دافئات المنى سنرجع مهما يمر الزمان وتنأى المسافات ما بيننا"

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...