اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الموظف المصــــري


سقراط المصري

Recommended Posts

http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=writ3.htm&DID=8439

الكتاب

43211 ‏السنة 129-العدد 2005 مارس 28 ‏18 من صفر 1426 هـ الأثنين

الموظف المصــــري

بقلم‏:‏ شـريف الشوباشي

استئنافا لسلسلة المقالات حول الأسباب الثقافيـة لتأخــر المجتمعات وتقدمها‏,‏ فقــــد آن الأوان لتناول ظاهرة لها تأثير كبير في المجتمع المصري والعربي عامـة‏,‏ وهي عقليـة الموظف المصري‏.‏

وأقول بدايـة إن هـذه العقليـة تتضمن ولاشـك جوانب إيجابيـة سنعرضها في عجـــالة‏.‏ لكن بها أبعادا سلبيـة تضخمت في الآونة الأخيرة و تعـــد في نظري من أخطـر عوائق التقـدم في عالمنا العربي‏.‏

وطوال تاريخ بلادنا المديد لعــب الموظف المصري دورا محـوريا تطـور مفهومـه عبر الأزمـان‏.‏

ومنـذ عصر الكاتب المصري الجالس القرفصاء في مصـــر القديمـة كان الموظف يضبط إيقاع الحياة كما يضبطها نهـر النيل بمواسم الفيضان‏.‏

وكانت وتيرة الحياة البطيئة تملـي علي الموظف المصري أن يتمهل في أداء عملـه‏,‏ وأن يأخذ وقتـه ضمانا لعدم الوقوع في الخطـأ‏.‏

وكان الموظف هـو صمام أمان يرتكز عليه المجتمع في جميع المجالات‏,‏ وكان يدرك أن حياة الناس من حوله تعتمـد علي عمله‏,‏ فكان يتأني ويتمحص نظرا لشعوره بالمسئولية الكبيرة الملقاة علي عاتقـه‏.‏

ومع تغير ظروف الحياة ظلت عقلية الموظف مسيطرة علي الحياة العملية في مصر وغالبية بلدان العالم العربي‏.‏ بل إن زيادة دور القانون النسبية وتعقيـد اللوائح بالتوازي مع تضاعف عـدد السكان ومشكلاتهم‏,‏ كل هـــذا زاد من سلطـة الموظف وتحكمـه في سير العمل والحياة في مصـــر‏.‏ وأصبح الموظف في كثير من الأحيان يضع الضوابط التي تصل إلي حـد العراقيل وذلك لضمان عـدم الخطأ‏.‏

وتحول دور الموظف شيئا فشيئا من الاضطلاع بمسئولية تسهيل العمل والإنجاز إلي عرقلة سير العمل في جميع المجالات الحيوية للمجتمع‏.‏ فممارسـة السلطــة الوظيفية تتم عن طريقين أساسيين‏:‏ الموافقـة أوالمنع‏.‏

ولأن الموافقـة قد تدخل الموظف في متاهـة العمل واحتمالات الوقوع في الخطأ فإنه عادة يحجـم تلقائيا عن الإباحـة السريعـة لتسيير العمل‏.‏ فكلمـة‏'‏ موافـق‏'‏ ستفتح عليـه بابا لمزيـد من العمل وربما مزيد من الأخطــاء‏.‏ ولأنه لا يملك بصفـة عامـة إمكانيات الخلق والإبداع فإنه يعجـز عن المبادرة في إنجاز الأعمال‏.‏

ومن هـذا المنطلق أصبــح الهم الرئيسي للموظف أن يبحث في كل طلب أو مذكرة تقدم إليه عن أي خطـــأ أو نقصـــان‏,‏ وأصبحت الوسيلة الرئيسية لممارسة السلطـة عند الموظف هي المنع فكاد المنع أن يكون القاعـدة بدلا من أن يكون الاستثناء‏.‏

ومن الممكن أن يشعر المرء بهـذه الحقيقـة المــرة بدءا من التعامل مع أصغـر موظف في أصغر مصلحـة حكومية إلي التعامل مع كبار الموظفين بالدواوين العامـة‏.‏ فالموظف الصغير لا يعبأ بالعـذاب الذي يواجهه المواطن الذي يتقدم إليه بأي طلب من الطلبات الإدارية‏.‏ وهو يكاد يتفنن في إيجاد العراقيل والبحث عن اللوائح التي يستند عليها للرفض‏.‏ وقـد يكون منطقه أن يحيط نفسه بجميع الضمانات اللازمـة لإنجاز العمل‏.‏ لكن الواقع أنه يتهرب من أي مسئولية علي حساب راحـة المواطن صاحب المصلحـة‏.‏ هـذا إن افترضنا حسن النية واستبعدنا احتمال الرشوة والفساد‏.‏ أما الموظف الكبير فقـد أصبحت لديه قناعـة فيما يبدو بأن الموافقـة المباشـــرة علي أي طلب هي انتقاص من سلطاته وأن ذاتيته لن تتحقق إلا بالرفض‏.‏

وهناك حساسية مفرطـة لدي الموظف المصري لكل ما يتم عن غير طريقه‏.‏ فغيرته علي سلطاته وصلاحياته تجعله يوقف علي الفور ودون تفكير أي مصلحـة خاصـة أو عامـة جاءت عن طريق الغير‏.‏

وتتعدي عقلية الموظف ـ التي أحـــذر من خطورتها ـ حدود البيروقراطية وهي آفـة موجودة في كل مكان في العالم بدرجات متفاوتة‏.‏ والبيروقراطية هي ترسانة اللوائح والقوانين الحاكمة لإنجاز الأعمال العامـة ومغالاة البعض في الالتزام بحرفية هـذه اللوائح والقوانين‏.‏

لكن هـذا الالتزام ضروري لوضع الضوابط الحاكمة للعمل العام وللحفاظ علي مصالح المجتمع ككل‏.‏

وهو مطلوب لضبط العمل وتفادي الفوضي والمحسوبية‏.‏ وبالتالي فإنه يمكن أن نقول إن البيروقراطية شــر لا بـد منـه لتحقيق التوازن اللازم بين مصالح المواطنين‏.‏ لكن المشكلـة هـي إيجـــاد الصيغـــة الوسط بين احترام القوانين وتنفيـــذ اللوائح من ناحيـــة وتســيير العمـــل لمصلحـة المواطنين والمصلحـة العامـة من ناحيـــة أخــــري‏.‏ وقد طرح المفكر الفرنسي مونتسكيو هـذه الإشكالية في كتابه الشهير‏'‏ روح القوانين‏'‏ منذ أكثر من مائتي عام‏.‏

لكن العقليـــة التي أصبحـت سائـــدة هـي أن مهمــــة الموظف هـي تطبيق القانون بحذافيره وليس العمـــل من أجـــل المصلحـة الجماعيـة للمواطنين‏.‏

وقـد أتيح لي أن أحضر أحـد الاجتماعات لبحث طلبات من بعض المواطنين وعنـد فحص أحـد الطلبات أخذ أحـد كبار الموظفين يثير العقبات ويضع العراقيل من أجل رفض الطلب‏,‏ وعندما فنـد الحاضرون كل حججـه أطرق طويلا ثم قال بصوت عال‏:‏ طب نلاقي له أيه تاني ؟‏.‏ عندئذ أدركت أنه يقـــدح زناد فكره ويبــذل جهـدا لاقناع الحاضرين برفض الطلب في حين أنه ليست لديه أية مصلحة شخصية في رفض الطلب أو قبوله‏.‏

في تقديري أن هـذه العقلية تهـدر طاقات ضخمـة للمجتمع المصري وتتسبب في ضياع أكثر من نصف الوقت الذي من المفترض أن تنجـز فيه الأعمال‏.‏

وقـــــد أصبــــح الموظـــف المصري بارعا في فن تعطيل المراكب السائرة‏.‏

ومن الظلم بطبيعـة الحال اتهام مجموع الموظفين بعرقلـة مصالح الناس‏.‏ لكن المشكلـة التي أحـــاول التحــذير منهـا هـي أن هنـاك عقليـــة عامـــة أصبحت سائــــدة لدي الموظـــــف المصري تقوم علي أسلوب التفكير الذي طرحته في السطـور السابقـــــة‏.‏ بل إن هــذه العقليـة استشرت لتطال قطاعات واسعـة من غير الموظفين الذين يعتبرون أن الأساس في ممارسة السلطـة هـو في المنع والحظــر‏.‏

وأصبــــح الموظـــــف صغـــيرا أو كبــــيرا يتعامـــــل وكأنه يجـد متعـة في رفض طلب أو مذكرة مرفوعـة لموافقتـه‏.‏

ولا شك أن قضية الموظف المصري مرتبطـة بمشكلات المجتمع وبمعاناة المواطن في حياته اليومية‏.‏ فالموظف في النهاية هو مواطن مصري يتعرض يوميا لعشرات المنغصات التي تجعله احيانا ناقما علي المجتمع‏.‏ لذلك فإن تغيير عقلية الموظف يحتاج لجهد جماعي ضخم‏,‏ يشارك فيه المجتمع بكل فئاته‏,‏ حتي نفض الاشتباك القائم حاليا بين الموظف والمواطن في العالم العربي

<span style='font-family: Arial'><span style='font-size:14pt;line-height:100%'><span style='color: blue'><strong class='bbc'><br />زوجتي الحبيبه ، امي الغاليه ، حماتي الطيبه<br /><br />برجاء تجهيز مايلي يوم وصولي لأرض المحروسه :<br /><br />باميه باللحم الضاني ، محشي ورق عنب ، كباب حله ، قلقاس باللحمه ،نص دستة زغاليل محشيه ، بطه راقده على صينية بطاطس ، وزه متشوحه كفتح شهيه ، صينيه رقاق ، موزه مشويه على الفحم ، سلطة طحينه بالليمون ، مية "دقه" ، ملوخيه بالارانب ، شربة فرخه بلدي بالحبهان والمستكه، برميل تمرهندي............... وكفايه كده عشان انام خفيف.<br /><br />سقراط المصري<br /></strong></span></span></span>

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      كانت مصر هى سر نجاحه فقد وهب حياته لها واتخذ منها طريقا للمجد أغرق نفسه فى مشكلاتها فمنحته الطريق للعالمية عرض المقال كاملاً
    • 0
      وافق مجلس النواب مبدئيا على مشروع قانون تعديلات شروط شغل الوظائف أو الاستمرار فيها والذى يقضى بإنهاء خدمة ال عرض الصفحة
    • 14
      لم أعد اشعر بالمهانة عندما أحشر في علب السردين هذه ليس هناك وسيلة مواصلات على هذا الطريق إلا عربات السرفيس تشمم عرق الكادحين أصبح يمثل استدعاء لقيمة الكدح من أجل لقمة العيش كان الشم اجباري لكن الاستدعاء مازال تلقائيا شرح لي الرجل كيفية الوصول لمنزله وعدد لي كم سيارة سأركب بل وفي كم محطة سأنزل .. الطريق يجاور ترعة ضيقة .. خبراتي السابقة على هذه الطرق تقول أن بعض السيارات يصيبها الظمأ فتنزل للترع تروي عطشها يتسائل المرء عندما ينزل هذا العدد الوفيرمن الناس كيف احتواهم هذا الفراغ ؟؟ ..
    • 7
      انفجرت سماعة موبايل صيني أثناء استخدامها لأول مرة في أذن موظف بوزارة الإسكان مما تسبب ذلك في اصابته بحروق من الدرجة الأولي بأذنيه ويده اليسري.. تم نقل الموظف المصاب ويدعي جمال التهامي »٥٤ سنة« إلي مستشفي المنيرة العام وانتقل لسؤاله وباشر التحقيق المعتصم بالله جبال وكيل نيابة السيدة زينب باشراف محمود إسماعيل رئيس النيابة.. قرر الموظف في التحقيقات انه اشتري موبايل صيني من أحد محلات الموبايلات بشارع رشدي بالموسكي منذ ٠١ أيام وأثناء استخدام السماعة الخارجية »الهاند فري«، الخاصة بالموبايل انفجرت في
    • 14
      * * تحدثت مع أحد أصدقائي التجار حول قضية الاعتصامات التي فعلها الموظفون المصريون في الفترة الأخيرة بسبب تدني مرتباتهم ومعاناتهم مع الأسعار وزيادة الإيجارات وأسعار الخدمات .... إلخ . فقاطعني على الفور قائلاً: يستاهلوا اللي يجرالهم !! فتعجبت من رده وقلت: إزاي بس يا راجل, حرام عليك دول برده إخواننا وأولاد بلدنا . فقال: ومين اللي قالهم يروحو يذلوا نفسهم ويشتغلوا ب 300 أو400 جنيه في الشهر, ما الشغل كثير .. والتجارة كلها مكاسب فقلت له: يا عم الكلام سهل , وبعدين هو ينفع الواحد يتاجر من غير ما ي
×
×
  • أضف...